يواصل المغرب الذي تورط في وضعية ابتزاز ضد اسبانيا، حسب الملاحظين والمحللين، في التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد الذي ينتمي للاتحاد الأوروبي ضاربا عرض الحائط كل القوانين الدولية و الأعراف الدبلوماسية، حيث هدد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، اسبانيا بقطع العلاقات معها،على خلفية رفضها الاذعان لضغوطه، فيما يتعلق بالرئيس الصحراوي ابراهيم غالي، الذي يتواجد على اراضيها للعلاج . وعاد ناصر بوريطة في لقاء مع اذاعة "أوروبا 1، أمس الاحد، الى قضية الرئيس الصحراوي الرئيس إبراهيم غالي، واضعا هذه المسألة في صلب التهدئة مع اسبانيا، مهددا بالقطيعة مع مدريد. وبخصوص موجة الهجرة غير الشرعية، نحو مدنية سبتة، الأيام الماضية، اعترف الوزير المغربي، أن الأزمة مع إسبانيا "هي أولا وقبل كل شيء أزمة هجرة اندلعت من أزمة سياسية بين شريكين"، في اشارة لاستقبال الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي للعلاج. وواصل وزير الخارجية المغربية، "مغالطاته"، كما قال العديد من الملاحظين، بالترويج لأكاذيب حول دخول الرئيس غالي الى الاراضي الاسبانية، بجواز "سفر مزور"، رغم ان الخارجية الاسبانية فندت كل هذه المزاعم، مؤكدة أن الرئيس الصحراوي انتقل بجواز سفره الذي يستوفي "المتطلبات العادية". وكانت السلطات المغربية قد شنت حملة معادية ضد إسبانيا وإتهمتها بإدخال الرئيس الصحراوي الى أراضيها بجواز سفر "مزور" وهي المزاعم التي ذهبت الى حد نشر المخابرات المغربية "وثيقة فوتوشوب" تتلاعب بوثيقة مزورة على انها تعود للرئيس الصحراوي، التي دخل بها الاراضي الاسبانية لاستكمال بروتوكول العلاج اثر اصابته بوباء كورونا. ورغم أن المغرب يحصل على عائدات مالية "معتبرة"، مقابل المساعدة في محاربة الهجرة غير الشرعية و حماية الحدود الاوروبية منها، قال بوريطة: "المغرب ليس ملزما ولا ملتزما وليس من واجبه حماية حدود غير حدوده. فالمغرب، يضيف، "ليس دركيا ولا بوابا لأوروبا، لحماية حدود ليست حدوده"، وهذا ما اعتبره المتتبعون لملف الهجرة غير الشرعية الى أوروبا "استفاقة مشكوك فيها من المغرب" التي لعبت بالفعل دور الدركي لفائدة الدول الأوروبية طيلة عقود. وكان المغرب، قد تلقى من الاتحاد الاوروبي خلال الفترة الممتدة بين 2018 و 2020 ما يناهز 343 مليون اورو كمساعدات لمحاربة الهجرة غير الشرعية، أغلبها كان موجها لتكوين عناصر الشرطة. واللافت أن المغرب من خلال تدفق الاف المغربيين بينهم قصر الى مدينة سبتة، لا يبتز إسبانيا فقط بل الاتحاد الاوروبي ككل، حيث شددت المفوضة الاوروبية، للشؤون الداخلية، اييفا جوهانسون، على أن الحدود الإسبانية "هي حدود أوروبا، لذلك من اللازم إعادة الأشخاص الذين لا يحق لهم البقاء في سبتة". ولازالت مدريد تقف في وجه عواصف النظام المغربي، الذي يسعى لمساومتها في موقفه من ملف الصحراء الغربية، لا سيما بعد تأكيد مدريد موقفها الرسمي الداعم للشرعية الدولية في هذا الملف، حيث سبق وأن قالت وزيرة الخارجية الاسبانية ارانتشا غونثاليس، أن بلادها "لن تخضع لأي ضغط ولن تتنازل عن موقفها الراسخ والمتوافق تماما مع الشرعية الدولية في ملف الصحراء الغربية". وكانت جريدة لوموند الفرنسية، قد خصصت، افتتاحيتها، ليوم الجمعة، لقضية زحف آلاف المهاجرين غير النظاميين من شمال المغرب نحو سبتة الإسبانية بإيعاز من السلطات المغربية وشددت على انه قد حان الوقت للخروج من نظرة السذاجة للمغرب وتجاهل حقيقته كنظام متسلط ومقلق.