وقال قادة العراقية يتقدمهم إياد علاوي رئيس القائمة، وطارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية، ورافع العيساوي نائب رئيس الوزراء، في مؤتمر صحفي عقدوه بعد انتهاء لقاء جمعهم بالسيستاني في مدينة النجف؛ إن المرجع الديني أكد لهم أن "المرجعية تقف على مسافة واحدة من جميع الكتل التي فازت بالانتخابات البرلمانية وليست لديها فيتو ضد أحد ولا تدعم قائمة ضد أخرى." ووصف العيساوي في المؤتمر موقف المرجعية بأنه "مكسب للقائمة العراقية". وقال "كون المرجعية تقف على مسافة واحدة من الجميع.. ولا يوجد فيتو للمرجعية على أحد.. هو (بمثابة) إعطاء الفرصة الحقيقية لأصحاب الحق (القائمة العراقية) لأن يتحركوا (لتشكيل الحكومة)." وجاءت زيارة وفد العراقية في محاولة لكسب أو تحييد موقف المرجعية التي باتت تتمتع بثقل ديني كبير في المجتمع العراقي، وخصوصاً بعد احتلال العراق عام 2003، لا سيما في ما يتعلق بتسمية الكتلة التي ستشكل الحكومة والتي ستفوز بمنصب رئيس الحكومة. وكانت القائمة العراقية قد حلت في المركز الأول في الانتخابات التشريعية برصيد 91 مقعداً، متقدمة بفارق مقعدين عن قائمة دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة. وعقب فوز العراقية تحالفت قائمة المالكي مع قائمة الائتلاف العراقي الوطني الذي يضم جميع الأحزاب الشيعية والذي حل ثالثاً برصيد 70 مقعداً. وبعد تشكيل التحالف الجديد أعلن المالكي أن الائتلاف الجديد له الحق في تشكيل الحكومة لأنه بات يمثل الكتلة الأكبر عددا،ً وهو تطور أثار حفيظة قادة العراقية الذين اعتبروه بمثابة الانقلاب على الديمقراطية. وينص الدستور العراقي على أحقية "الكتلة النيابية الأكبر" بتشكيل الحكومة، وهو تفسير اختلفت عليه القائمتان، حيث تدعي العراقية بأنها الكتلة الأكبر بينما تقول دولة القانون أن التحالف الجديد هو الذي يمثل الكتلة البرلمانية الأكبر. ويعتبر قياديو القائمة العراقية أن كسب ود المرجعية أو على الأقل تحييد موقفها تجاه القوائم الفائزة أمراً مهماً للغاية، خصوصاً بعد تعاظم الخلافات بينهم وبين قائمة رئيس الوزراء بعد أن ادعت كل منهما الأحقية بتشكيل الحكومة. وقال علاوي إن المرجعية طالبت "بالإسراع بتشكيل الحكومة"، ووصف أهمية اللقاء بأنها تتجلى من خلال معرفة موقف المرجعية وهو " الوقوف على مسافة واحدة من الجميع وهي ليست مع قائمة ضد أخرى وأنها مع الحق ومع الإسراع بتشكيل الحكومة وليس لديها فيتو ضد أحد." وفي ما يتعلق بتفسير بند الكتلة النيابية الأكبر عدداً، قال الهاشمي إن المرجعية الدينية المتمثلة بالسيستاني أكدت أن "هذه مسألة سياسية بحتة.. وعليكم (كسياسيين) أن تجدوا الحل المناسب لهذه القضية". وأضاف أن المرجع الديني "حث القائمة العراقية على المبادرة بسرعة من أجل تشكيل حكومة المستقبل."