استفاقت الجماهير على نشوة الفوز الذي حققه المنتخب الوطني برباعية نظيفة، نتيجة لم يحققها الخضر منذ زمن ليس بالقريب إذ اكتفى الخضر بتسجيل ثلاثية على الأكثر على مدى السنوات التسع الماضية. استفاقة الخضر هجوميا لم تأت صدفة بل كانت وليدة عمل جبار جعل مستوى الخضر يتحسن وفق نسق تصاعدي لم يكن يتصوره أشد المتفائلين. بعد قرابة عام من العمل، بدأ الفريق يجني الثمار وبدأت ملامح الخضر تتغير من الرباعيات في مرماه إلى رباعيات في مرمى الخصم، قد يرى الكثيرون أن مستوى المنتخبات التي واجهها الخضر ضعيف جدا، وتكون هذه الفرق لا تاريخ لها افريقيا، لكن المنتخب منذ زمن ليس بالبعيد كان ينهزم مع سبق الرحمة والشفقة أمام هذه الفرق أو يفوز بشق الأنفس، بل إن تحقيق التعادل قد يشكل فرحة عند الكثيرين، فالنيجر الضعيفة أقصت مصر التي هزمتنا برباعية وحققت نفس إنجاز المغرب الذي قصفنا برباعية هو الآخر، وحتى غامبيا التي فزنا عليها في عقر دارها وقفت في وجه أسود الأطلس بالأمس، وهنا نرى انه من الواجب أن يوفى وحيد حقه فهو الساحر الذي حول المنتخب من تلقي الرباعيات إلى تسجيلها عودة الحرارة بالنظر الى مجريات لقاء المنتخب ضد رواندا، فإن المنتخب الوطني كان حاضرا ذهنيا خلال التسعين الدقيقة، كما ان الروح كانت حاضرة بقوة، حيث لم يخسر الخضر اي ثنائيات طيلة تسعين الدقيقة، فالمنتخب الرواندي او النجيري قبله لم يمتلك الكرة لثواني. نشاط هجومي بعد أن كان الهجوم أحد نقاط ضعف الخضر ونقص التنشيط الهجومي أيضا، وكان الخضر يلعبون بخمسة مدافعين ومسترجعين للكرة، ولم يكن للخضر سوى ثلاثة لاعبين في الهجوم ما ادى الى عقم في الهجوم وقلة في التنشيط الهجومي.. الآن تغيرت الأمور مع البوسني عاشق الأهداف، فان الزيادة العددية أصبحت بقوة في منطقة الخصم وكانت تصل احيانا الى 6 لاعبين وهو ما لم نره من قبل. الانضباط التكتيكي الارتجالية كانت سمة لعب الخضر سابقا، حيث كان للاعب الحرية في التحرك داخل أرضية الميدان، أحيانا نرى قلب الدفاع كرأس حربة، ولاعبي الارتكاز في صناعة اللعب او في منطقة الجزاء، لكن مع الانضباط والصرامة التي فرضها وحيد حليلوزيتش على لاعبيه، كما ان تفوقه التكتيكي يلزم على اللاعبين اتباع التعليمات، فكل لاعب كان ملزم تكتيكية طيلة التسعين دقيقة، كما ان الامر عاد على تصرفات اللاعبين داخل اللقاء وذلك بعدم تلقي البطاقات، كل هذه الامور تبشر بمستقبل رائع يلوح في الافق. العودة في النتيجة من سلبيات الخضر سابقا عدم القدرة على العودة في النتيجة، فكلما تلقى الخضر هدفا الا وكانت النتيجة للخصم ما عدا لقاء رواندا 2009، لحد الان عاد الخضر في النتيجة في لقاءين احدها انتهى بالتعادل والاخر قلب فيه الخضر الطاولة على المنتخب الغامبي. الظهير الأيمن تعتبر مشكلة الظهير الايمن أحد المشاكل التي لازمت مدربين كثر في المنتخب الوطني من كفالي الى بن شيخة مرورا بسعدان حيث تناوب على المركز ما يفوق 10 لاعبين، فقد كانت هذه الجهة هي الذراع المشلول في دفاع وهجوم الخضر. وثقة حليلوزيتش في اللاعب المحلي جعلت عبد الرحمن حشود يتألق في لقاءين ويقدم كرتين حاسمتين، نجاح حشود هجوميا لا يغطي على عيوبه الدفاعية فاللعب ضد منتخب قوي هجوميا قد يضع حليلوزيتش وحشود في موقف حرج. العقم الهجومي هو أكبر معضلة حيث عانى الخضر من عقم كبير في الهجوم، كل واحد يحمل الاخر المسؤولية، بل وصل الامر الى التراشق في وسائل الاعلام، وحيد عرف المشكل اين يكمن وبتصحيحه لمشكلة التنشيط الهجومي والزيادة العددية في منطقة الخصم واللعب الى الامام بدل اللعب بالعرض اضافة الى التنويع في الهجمات وعدم الاتكال على الكرات الثابتة جعل آلة التسجيل تعود بقوة، فالمنتخب الحليوزيتشي ان صح التعبير سجل 13 هدفا في 6 مباريات بمعدل يقترب من هدفين في كل لقاء وهو رقم كبير. قبل محور الدفاع لا يزال محور الدفاع أحد المشاكل التي تؤرق الخضر، خاصة انه لم يختبر لحد الان، فالمنتخب الوطني قد سيطر على جميع اللقاءات ما ترك لاعبي المحور في مأمن من أي لقطة لكن من جهة أخرى فهذا لم يمنح الكوتش وحيد الفرصة لمعاينة مدى قوة هذا المركز الحساس، هذا ورغم التهديدات القليلة فان اختراق دفاع الخضر، فغياب بوقرة جعل دفاع الخضر شوارع، هذا ولا يزال مشكل الدفاع المتحرك قائما في المرتدات، وهذا المشكل يجب علاجه لان طريقة حليلوزيتش تعتد على الضغط على المنافس ما يجبره على لعب المرتدات وسيكون لقاء مالي المقياس الذي يكشف مدى قوة العمل الذي يقوم به التقني، فاللعب ضد ثالث افريقيا وتحقيق نتيجة ايجابية ستكون صفعة قوية من حليلوزيتش لكل منتقديه الذين ينتظرون اي تعثر ليفتحوا عليه النار من كل الجهات.