اجتمع قادة الدول الإفريقية في مقر الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية لبحث سبل احتواء آثار انقلابين عسكريين وقعا هذا العام في مالي وغينيا بيساو. وإضافة الى تأييد مصالحة بين السودان وجنوب السودان، ألقى الزعماء الأفارقة بثقلهم وراء جهود إنهاء التمرد العسكري في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الذي أدى الى توتر العلاقات بين كينشاسا ورواندا جارتها في منطقة البحيرات العظمى. وقال الزعماء الافارقة وهم يركزون على مالي حيث سيطر مقاتلون محليون وأجانب مرتبطون بالقاعدة على شمال البلاد، بعد تمرد حركة "الأزواد"، انهم لن يدخروا جهدا لإعادة توحيد البلاد. وأعدوا استراتيجية سياسية وعسكرية تهدف إلى تأمين العودة الكاملة لحكومة مدنية إلى السلطة في جنوب مالي بعد انقلاب 22 مارس، وتوقع تشكيل قوة امن مدعومة دوليا تكون مهمتها استعادة الشمال، إذا لم ينسحب المتمردون من هناك. وقال مفوض مجلس السلم والامن بالاتحاد الافريقي رمضان العمامرة في بيان للصحفيين ان المجلس "يكرر دعوة كل الدول الأعضاء وكل المجتمع الدولي لتقديم الدعم الفني واللوجستي والمالي اللازم". ويسعى زعماء أفارقة إلى الحصول على دعم مجلس الأمن لتدخل عسكري في مالي لإنهاء التمرد وإعادة توحيد الدولة. وأقر مجلس الامن جهود دول غرب إفريقيا لإنهاء الاضطرابات، لكنه لم يصل الى حد دعم عملية عسكرية الى ان يتمكن الزعماء الأفارقة من توضيح أهدافها. وقال دبلوماسي أوروبي يتابع المنطقة عن كثب "في الوقت الراهن لا يوجد شيء جاهز". وقال واتارا إن خبراء عسكريين من الاتحاد الإفريقي كانوا في باماكو لبحث استراتيجية التدخل العسكري مع القوات المسلحة في مالي. وأضاف ان هذا العمل يجري الآن. وفي وقت سابق ندد واتارا بما وصفه "نية الجماعات الإرهابية إقامة ملاذ آمن في شمال مالي". وقال واتارا -الذي ندد بوجود صلات مزعومة بين القاعدة في منطقة الساحل الأفريقي وجماعات إسلامية أخرى عنيفة ومتشددة مثل بوكوحرام في نيجيريا والشباب في الصومال- إن هذا "يشكل تهديدا خطيرا للأمن الإقليمي". قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إن بلاده عانت جراء توافد الجماعات "الارهابية" إلى شمال مالي. واوضح ولد عبد العزيز في خطاب ألقاه السبت في أديس أبابا عاصمة أثيوبيا لدى افتتاح الدورة الاستثنائية لمجلس السلم والامن للاتحاد الإفريقي حول الوضع الأمني في اقليم أزواد أن "موريتانيا عانت من مشاكل جراء توافد الجماعات الإرهابية في شمال مالي". وأشار ولد عبد العزيز إلى الهجمات التي يشنها الجيش الموريتاني من حين لآخر في عمق التراب المالي ضد معاقل ومعسكرات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ردا على هجمات قام بها التنظيم ضد الجيش الموريتاني. وأشار الرئيس الموريتاني إلى أن حل الازمة المالية يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي ووعيها للمخاطر المحدقة والتزام الجميع بحفظ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة. وأكد استعداد موريتانيا للمساهمة في إيجاد الحلول المناسبة لحل الأزمة في مالي.