تبرز المقتنيات المعروضة في مختلف أجنحة المتحف العمومي الوطني بسطيف بمناسبة شهر التراث من (18 أبريل 18 مايو 2023) أثار القارة السمراء" أفريقيا" بالمنطقة. وأوضحت رئيسة مصلحة الاتصال بهذا المتحف السيدة أمينة قاسمي، بأن هذا المعرض الموسوم ب "الرمزية الإفريقية" يبرز من خلال عرض 48 لوحة فنية تشرح بالتفصيل التحف الأثرية الموجودة بالمتحف التي عثر عليها بالمنطقة ولها علاقة بالقارة السمراء وهي موزعة على 3 أجنحة كل جناح خاص بحقبة تاريخية معينة تتمثل في "حقبة ما قبل التاريخ" و"الحقبة القديمة" و"الحقبة الإسلامية". ويحتوي جناح "حقيبة ما قبل التاريخ" عديد الشواهد الأثرية للبيئة الإفريقية بمنطقة سطيف على غرار عظام لحيوانات منقرضة لفصائل إفريقية مثل الفيل و السنوريات (النمور و الفهود) و النعام و البقر والحمار الوحشي والضباع والغزال والجاموس العتيق بالإضافة إلى العملات و النقود النوميدية التي تظهر على وجهيها حيوانات و وجوه ملوك إفريقية وأواني فخارية ومصابيح زيتية منقوشة. وبخصوص جناح الفترة الإسلامية فيضم العديد من النوادر الأثرية المخلدة لمرور مختلف الحضارات الإسلامية التي مرت بالمنطقة على غرار النوافير الحجرية من الفترة الحمادية الإسلامية في شكل أسود ولوحات فسيفسائية و خزفية مختلفة الاشكال. من جهتها، وصفت مديرة المتحف العمومي الوطني بسطيف المختصة في علم الآثار السيدة شادية خلف الله بأن جناح "الحقبة القديمة" يحتوى على أهم معروضات هذه التظاهرة الثقافية المتمثلة في فسيفساء الفريدة من نوعها في العالم من حيث التقنية (ثنائية الأبعاد حيث يلاحظ وجود ظل الأشخاص) وهي فسيفساء معروضة بمتحف سطيف منذ اكتشافها بالمدينة قبالة (مستشفى محمد سعادنة عبد النور حاليا) سنة 1965. وأفادت ذات المسؤولة أن هذه الفسيفساء تعد فريدة من نوعها في العالم من حيث التقنية وغناها بألوان الحجارة الطبيعية و فريدة كذلك بتواجد في هذه الفسيفساء لحيوانات افريقية مثل الزرافة، الفيل، النمر، الفهد الأسود والأسد وهي فسيفساء تتماشى و شعار شهر التراث الجاري المتمثل في "التراث الثقافي في الجزائر و امتداداته الإفريقية".