تشهد الجزائر، بعد زوال اليوم الخميس، تدشين مقرّ معهد أبحاث الغاز، التابع لمنتدى الدول المصدرة للغاز، بالتزامن مع انعقاد القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات المنتدى التي تحتضنها الجزائر اعتباراً من اليوم الخميس وإلى غاية هذا السبت. وستتم مراسم التدشين في مقرّ وزارة الطاقة والمناجم بمرتفعات العاصمة، تنفيذاً للاتفاقية التي وقّعها منتدى مصدّري الغاز مطلع 2023 مع وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، ونصّ الاتفاق على احتضان الجزائر العاصمة لمقر معهد أبحاث الغاز الذي سيكون بمثابة مركزٍ للابتكار والأبحاث، كما سيخصّص لتعزيز فهم وتطبيق التقنيات المتعلقة بالغاز،وسط مراهنات كبيرة على إعلان الجزائر الذي سيتوّج منتدى الغاز 2024. وتشي هذه الخطوة النوعية بقيمة عالمية مضافة لمنظومة الغاز، حيث سيشكّل معهد أخبار الغاز لبنةً استراتيجية لتعميق الصناعة الغازية عبر استقطاب المزيد من الأفكار والوسائل التكنولوجية الحديثة. في هذا الشأن، يُبرز مدير معهد أبحاث الغاز، عز الدين عجاب، أهمية الأدوار التي سينهض بها المعهد، ففضلاً عن تقديمه تدريبًا عالٍ المستوى لممتهني الصناعة الغازية بمنتدى مصدّري الغاز، كما يعوّل المعهد على التموقع كمركزٍ تكنولوجي يتولى إنضاج مشاريع البحث في مجالي الغاز والبيئة النظيفة. ويتطلع عرّابو معهد أبحاث الغاز إلى إجراء برنامج بحثي حول التكنولوجيات المتعلقة بالغاز، بجانب توفير التدريب التقني للعاملين في مجال الغاز بالدول الأعضاء. بدوره، نوّه الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز الدكتور محمد حامل، إلى أهمية كبيرة لتدشين مقر معهد أبحاث الغاز التابع لمنتدى الدول المصدرة للغاز، الذي تستضيفه الأراضي الجزائرية. وأوضح حامل أنّ معهد أبحاث الغاز يعدّ خطوة مهمة للغاية بالنسبة إلى تطوير قطاع الغاز، لا سيما أنه جاء نتاج اتفاق بين دول المنتدى لتوسيع التعاون فيما بينها، على المستويات الاستراتيجية والتكنولوجية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة. ولفت إلى أن المعهد له 4 أهداف رئيسة، هي توفير الإطار للتعاون العلمي والتكنولوجي بين الدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز، بالإضافة إلى تشجيع استعمال التكنولوجيا والتطوير على طول سلسلة قيمة الغاز، وذلك بهدف تحسين التنافسية بالسوق العالمية. من جهته، اعتبر د. آصف ملحم مدير مركز جي إس إم للأبحاث والدراسات بموسكو أنّ معهد أبحاث الغاز سيكون بمثابة "الإطار الذي سيعزز التعاون العلمي والتطوير التكنولوجي بين مختلف المؤسسات البحثية والأكاديمية لدول المنتدى، وجميع المهتمين بالعلوم المرتبطة بتكنولوجيات الغاز". وركّز ملحم على أهمية إنشاء معهد دولي لأبحاث الغاز والفوائد المتوخاة منه على المديين المتوسط والطويل، بحيث سيكون محط أنظار الباحثين من جميع الدول، وستتاح الفرصة لتبادل الخبرات والمعارف بينهم في الحقول السابقة، وهذا سيُسهم بشكل فعّال في تطوير المعارف وتحسين تطبيقات الصناعة الغازية. ولاحظ مدير مركز جي إس إم للأبحاث والدراسات بموسكو، أنّه "لا يمكن تصور أي عملية تطوير أو تحديث تكنولوجي دون بحث علمي، لذلك يمثّل إنشاء معهد أبحاث الغاز، خطوة متقدمة تتيح تطبيق نماذج التطوير التكنولوجي الحديث وتحوّلها إلى جزء لصيق في آليات عمله". وأشار د. ملحم إلى أنّ الباحثين يقسّمون عملية التطور التكنولوجي إلى ستّ أجيال متعاقبة منذ ستينات القرن الماضي، مقترحاً اعتماد معهد أبحاث الغاز للنموذج الشبكي المرتبط بتكنولوجيا صناعة الغاز، والموصول بحزمة محدّدات أمنية وجيوسياسية ودبلوماسية وقانونية وإدارية وبيئية وفنية/تقنية وعلمية." وانتهى ملحم إلى أنّ "المهمّة الرئيسية لمعهد أبحاث الغاز ستعنى برسم صورة فسيفسائية كلية معقدة لمستقبل هذا القطاع الحيوي الهام، ومن دون شك سيجد الباحث مكاناً لإجراء بحثه، والطالب سيجد فرصةً لتحقيق طموحه وأحلامه، وهذه الصورة هي بمثابة ورشة عمل عملاقة، قد تمتد إلى خارج الحدود القطرية، ولكن تقودها وتشرف عليها وتراقب عملها مؤسسة واحدة وهي معهد أبحاث الغاز".