و هو ما أثار استياءهم بشكل كبير لا سيما و أنهم يعانون جملة من المشاكل و النقائص و على رأسها، المعاناة التي يكابدونها يوميا بسبب تلوث المياه التي يزودون بها، الآتية حسب ما أفاده السكان من سد "بوكردال " حيث تمتزج مياه حنفياتهم بالأتربة والحصى، فضلا على انبعاث الروائح الكريهة منها، مما أدى بطبيعة الحال إلى إصابة العديد من نزلاء القرية بأمراض خطيرة خاصة المتعلقة بأمراض الكلى، هذا ما كلفهم مصاريف باهظة الثمن لتغطية تكاليف العلاج من دواء و معاينة دورية عند الطبيب، اعتبروها فوق طاقتهم لا سيما و أن اغلبهم من ذوي الدخل المحدود، إضافة إلى تكبدهم مشقة التنقل للقرى والأحياء المجاورة لجلب بعض الكميات من المياه النقية، كما يمثل مشكل انسداد قنوات الصرف الصحي سببا آخر للمعاناة التي تميز عيش هؤلاء السكان وتؤرقهم بشكل كبير، فحسب ما قاله بعضهم أن اهتراء أنابيب قنوات صرف المياه القذرة و عدم تجديد الشبكة التي يرجع إنجازها لأكثر من 20 سنة على الأقل، أو تنظيفها من حين لأخر، تسبب في انسدادها وبالتالي أصبحت تتسرب إلى السطح لتصب في الهواء الطلق بأسفل القرية شمالا على مستوى منحدر يتوسط مجمعات السكانية بذات المنطقة، أما ثالث الكوابيس و المشاكل التي تؤرق السكان المحليين لقرية فجانة وتضفي مرارة على عيشهم، هو عدم ربط سكناتهم بشبكة الغاز الطبيعي، حيث سئموا من تكرار سيناريو التنقل إلى غاية مدينة مرّاد أو بلدية حجوط البعيدتين عن بيوتهم بعدة كيلومترات، من اجل اقتناء قارورات غاز البوتان، من جهة أخرى اشتكى السكان من عدم تزفيت وتهيئة الطريق الممتد من مدخل القرية باتجاه أراضيها الغربية على مسافة تقارب 700 مترا، مما جعلهم يعيشون عزلة كبيرة ، فضلا على العوائق التي يواجهونها في فصل الشتاء، خاصة الأطفال المتمدرسون والعمال، فبمجرد سقوط القطرات الأولى للمطر تتحول طرقات المنطقة إلى برك كبيرة تملؤها الأوحال والمياه المتجمعة، ذلك أن القرية لها طابع ريفي يميز أغلبية أراضيها، أما صيفا فيميز الغبار المتصاعد أجواء تنقلاتهم الصباحية والمسائية. أما شباب القرية فقد عبروا من جهتهم عن مدى امتعاضهم نتيجة الواقع الأليم الذي تميزه العزلة و الفراغ الغالب على يومياتهم، فعدم تسطير مشاريع تنموية لصالح قريتهم جعلهم يعانون من البطالة، كما اضطرهم الأمر إلى التنقل للبلديات و الولايات المجاورة لمنطقتهم بحثا عن مناصب شغل و عدم الاستسلام لهاجس البطالة الذي يطارد الكثيرين منهم، كما أشار محدثونا بضرورة تسطير البلدية لانجاز بعض المرافق الترفيهية كقاعة للرياضة او دار للشباب، لا سيما وان توفير مثل هذه المرافق التي اعتبروها مهمة على حد قولهم، ستريحهم من الذهاب إلى مناطق بعيدة عن مقر سكناهم لقضاء أوقات فراغهم في أشياء مفيدة. وفي سياق آخر طالب قاطنو القرية بتوسيع المسجد الذي أضحى لا يستوعب الأعداد المتزايدة من المصلين خاصة عند أداء صلاة الجمعة وصلاة التراويح في شهر رمضان الكريم أو صلاة العيدين، الفطر والأضحى، إضافة إلى مطالبتهم أيضا بتوسيع مقبرة القرية لدفن موتاهم . وعلى أساس المعاناة والقائمة المشاكل الطويلة التي يشتكى منها سكان قرية فجانة الواقعة بالجنوب الغربي لبلدية مرّاد بتيبازة، يناشد هؤلاء مصالح السلطات المحلية و الولائية بضرورة الالتفات للأوضاع المزرية التي يعيشون في ظلها، مؤكدين في ذات الإطار على أهمية استفادتهم من بعض المشاريع التنموية معتبرين إياها حقا يجب العمل على كل المصالح المعنية توفيرها لهم .