فاز فيلم "هذا البحر لي"، من إنتاج تلفزيون سوريا، بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان كوتكا لحقوق الإنسان 2024 الذي أقيم في فنلندا، وهي المشاركة الأولى للعمل في مهرجان دولي. يتناول الفيلم قصة ستة ناجين سوريين، حملوا في قلوبهم ذكرياتهم الأليمة واضطروا لاتخاذ قرار الهجرة الصعب تحت وطأة حرب تدور رحاها في بلادهم، تتطور الأحداث لتصل إلى اللحظات الفارقة في حياتهم، عندما لم يعد أمامهم سوى البحر ملاذاً أخيراً للهرب من الوحشية والبحث عن حياة جديدة. وفي حين استطاع بعض السوريين الوصول إلى برّ الأمل والأمان مع عائلاتهم، فقدَ آخرون أحبّاءهم في أعماق البحر، خلال رحلة محفوفة بالخطر والألم. يمتزج في الفيلم الحنين إلى الوطن مع مشاعر الفقد والانكسار، إذ يتذكر الناجون شوارع الطفولة وحدائق الأحلام التي تركوها خلفهم، وقد ترسّخت في ذاكرتهم صور الحرب التي لم تترك لهم خياراً سوى الهرب. يأخذ الفيلم مشاهديه في رحلة عبر أصوات هؤلاء الناجين، الذين يروون بصدق مشاعرهم المتضاربة بين الحزن والأمل، والفقد والشجاعة، في مواجهة تحديات لا يمكن تصوّرها، ويقدّم فيلم "هذا البحر لي" للمشاهدين نظرة عميقة ومؤثرة لتجارب اللاجئين السوريين، مضيئاً على قدرة الإنسان السوري على البقاء في مقاومة العنف واليأس. جاءت مشاركته ضمن فعاليات مهرجان كوتكا باعتباره احتفالاً سنوياً مخصصاً للإضاءة على قضايا حقوق الإنسان من خلال السينما، إذ عرض المهرجان على مدار أربعة أيام أفلاماً تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات الاجتماعية والسياسية كالديمقراطية والعدالة والحرية وحماية البيئة من مختلف أرجاء العالم. ومن المقرر أن يُعرض الفيلم ضمن مجموعة من المهرجانات المتخصصة، قبل أن يتاح لاحقاً للجمهور عبر الإنترنت.