تعهدت الصين بعدم الرضوخ لما وصفته بأنه "ابتزاز" من الولاياتالمتحدة مع عدم وجود مؤشرات حتى الثلاثاء على انحسار حرب تجارية عالمية أشعلتها الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حتى مع استقرار أسواق الأسهم المضطربة. وجاء هذا بعد أن هدد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات إلى الولاياتالمتحدة من ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى أكثر من 100 بالمئة غدا الأربعاء ردا على قرار بكين فرض رسوم "مضادة" لأخرى أعلن عنها ترامب الأسبوع الماضي. وتناقض رد الصين السريع والحاد مع تحركات أكثر مرونة اتخذتها دول آسيوية أخرى. ولا يزال الاتحاد الأوروبي يتشاور مع الدول الأعضاء بشأن مدى قوة الرد على رسوم ترامب الجمركية دون التسبب في مزيد من الضرر للمستهلكين والمصدرين في دول التكتل. وقالت وزارة التجارة الصينية "تهديد الجانب الأمريكي بتصعيد الرسوم الجمركية ضد الصين هو خطأ فوق خطأ، ويكشف مرة أخرى عن طبيعة الابتزاز من الجانب الأمريكي". وأضافت "إذا أصرت الولاياتالمتحدة على مسارها، فإن الصين ستقاتل حتى النهاية". وفي اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بكين إلى ضمان التوصل إلى حل تفاوضي، وأكدت على ضرورة دعم نظام تجاري عادل قائم على تكافؤ الفرص. وصرح مكتب فون دير لاين بأنهما ناقشا أيضا إنشاء آلية لتتبع أي خلل محتمل في التجارة بسبب الرسوم الجمركية، حيث يخشى الاتحاد الأوروبي من أن تعيد الصين توجيه الصادرات منخفضة الأسعار إلى أوروبا بدلا من الولاياتالمتحدة. ويُحذّر مُصنّعون صينيون من تراجع الأرباح، ويُسابقون الزمن في إعداد خطط لفتح مصانع جديدة في الخارج في ظل تأثرهم بالأنباء عن الرسوم الجمركية. وخّفّضت مجموعة سيتي غروب توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني لعام 2025 من 4.7 بالمئة إلى 4.2 بالمئة، مشيرة إلى تزايد المخاطر الخارجية. واقترح الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية مضادة ردا على رسوم ترامب التي شملت عشرات الدول وتسببت في انخفاض الأسواق المالية وعززت توقعات بانزلاق الاقتصاد العالمي نحو الركود. واستعادت أسواق الأسهم توازنها بعض الشيء بعد مرور أيام قليلة كانت وطأتها شديدة على المستثمرين، مما دفع بعض قادة الأعمال ومنهم مقربون إلى ترامب، إلى حث الرئيس على التراجع عن قراراته. وتعافت الأسهم الأوروبية في التعاملات المبكرة من أدنى مستوياتها في 14 شهرا، بعد أربع جلسات متتالية من البيع المكثف، كما تعافت أسعار النفط العالمية بعد التراجع بسبب عمليات بيع مكثفة.