أكّد لنا المختص الاجتماعي الأستاذ محمد طويل أنّ الظاهرة لها أسباب عديدة أسرية، نفسية، اجتماعية ودينية، واعتبر هذه الظاهرة عار في مجتمعنا لا تسمح بعدم احترام الوالدين نظرا لمكانتهم المهمة، وتنتشر هذه الظاهرة، خاصّة في الأوساط المدنية مقارنة بالقروية وهذا راجع إلى الصعوبات والضغوطات التي تخلّفها الحياة داخل المدينة، فالشباب والمراهقين والقصر كثيرا ما يجدون صعوبات كبيرة في التكيف والتطبيع مع أوليائهم فهذا الصّراع بين الأجيال بسبب نقاط كثيرة يخلق هذه الأزمات والأحقاد التي تزيد حدّتها يوما بعد يوم، فالأبناء أصبحت لهم ذهنيات معينة من الشارع وقيم حديثة اجتماعية يرفضها الأولياء لأنّها بعيدة كلّ البعد عن ذهنياتهم، كطريقة اللباس، تسريحات الشعر، الأكل...، يخلق هذا الرفض حقد وضغينة. وأشار المختص إلى أنّ تفشي هذه الظاهرة بشكل كبير في المجتمع تعود لأسباب وعوامل كثيرة منها تدني الوضع الاقتصادي للأسر وانحراف بعض الشباب وتعاطيهم للمخدرات هذه الآفة التي تدفع بمتعاطيها إلى ارتكاب جرائم بشعة مثل الاعتداء على الوالدين وقتلهم، فالإنسان الذي يكون تحت تأثير المخدر لا يعي سلوكياته ولا يفرق بين شخص عادي ووالديه، فردود أفعاله كلها تكون عنيفة كالضرب خاصة بالأسلحة البيضاء وتصل الأمور إلى القتل، كما أضاف الأستاذ طويل إلى بعض العوامل التي أدّت إلى انتشار هذه الجرائم كالبطالة وما تسببه من ضغوط ومشاكل اجتماعية، إضافة إلى التفكك الأسري الناجم عن الخلافات، ونشأة الابن على مشاهد العنف في أسرته يخلق له حب الانتقام من والديه، إضافة إلى غياب التواصل الاجتماعي في الأسر الجزائرية التي تفتقر لثقافة الحوار بين الآباء والأبناء لتحل محلها لغة العنف وفقدان الثقة بين مختلف أعضاء الأسرة ومسافة بينهم وهوما ينعكس سلبا على العلاقة مع المجتمع مما يخلق لدى الابن إحساسا بالضياع يدفعه إلى الانحراف واعتماد العنف تجاه ذاته وتجاه الآخرين، إضافة إلى نقص الوازع الديني لدى الشباب اليوم والانحلال الأخلاقي الذي ساد حيث تراجعت مكانة الوالدين مقارنة بالماضي، كما يعتبر رفاق السوء ومتعاطي المخدّرات من العوامل الأساسية التي أدّت إلى تفشي هذه الجرائم في مجتمعنا، كما أنّ المستوى المعيشي له دور كبير فنظرة بعض الأبناء لوالديهم هي نظرة انتقام، لأنّهم ليسوا أثرياء ولا يستطيعون توفير لهم ما يطلبون، وما يجب أن نقول أنّه لابد على الأولياء من احتواء أبنائهم ومراقبة تصرفاتهم وسلوكاتهم خاصة في مرحلة المراهقة.