عرضت أول أمس بقصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة في إطار افتتاح شهر التراث (يستمر إلى غاية 18 ماي) مختلف أنواع لباس البرنوس التقليدي بنوعيه الرجالي والنسائي الذي يمثل أصالة ورمز هوية العديد من المناطق الجزائرية. وشارك في هذه التظاهرة التي ستمتد إلى غاية 25 أفريل الجاري حرفيون من 20 ولاية على غرار الجزائر العاصمة والبليدة وبجاية وأم البواقي والواد ومستغانم وتقرت وبسكرة وتبسة وعين الدفلى وتلمسان ومسيلة وتيارت. وعرض البرنوس التقليدي بمختلف أشكاله سواء المصنوعة بالوبراو بالصوف أو بالقماش والذي تتميز بها كل منطقة. وتتجلى أنواع البرنوس المعروضة في البرنوس الرجالي الذي يرتديه الرجال للوقاية من قساوة المناخ وكذا البرنوس النسائي الذي يعد لهن رمزا للعفة والسترة بالإضافة إلى البرنوس الخاص بالأطفال. وعن تاريخ هذا اللباس الذي يرمز إلى الهيبة والسيادة والقوة والذي أتقنت أنامل جزائرية في خياطته يقول منصوري محمد ملحق بالحفط والإصلاح بقصر الثقافة أن "البرنوس أو الفرنوس أو"علاو بالشاوية ذو أصول أمازيغية ويذكر ابن خلدون أن سكان البربر كانوا يلبسون البرانس سوداء اللون" مضفيا أن العصرنة لم تغير ولم تؤدي إلى زوال هذا اللباس وهو ما يفسر -يقول-حضوره في المناسبات الرسمية والاحتفالات. وان أحضر كل حرفي على هذا البرنوس التقليدي بعض اللمسات التي شملت نوع القماش واللون وكذا الرسومات المزينة لها والتي تختلف من ناحية إلى أخرى من الجزائر إلا أن هؤلاء يتفقون على أن هذا اللباس الموروث عن الأجداد تشترك فيه كل المناطق الجزائرية. ويجمع هؤلاء الحرفيون من أم البواقي وبجاية وهران وعين الدفلى وغيرها من المناطق أنه للحفاظ على هذا التراث يستوجب توفر المادة الأولية وإنشاء ورشات. وتسعى غوني زهور حرفية من تقرت بإمكانيتها الخاصة الحفاظ على هذا اللباس المصنوع أساسا من الصوف من خلال تلقينها بنات منطقتها النسج والخياطة. وتهدف هذه التظاهرة -حسب مديرة قصر الثقافة مهاجية بوشنتوف- إلى تثمين هذا اللباس التقليدي وإبراز أن البرنوس القاسم المشترك لمختلف مناطق الجزائر وحتى البلدان المغاربية مثل مثله طبق الكسكسي الذي يجمع بين شعوبها. ويبقى المعرض مفتوحا إلى غاية 25 أفريل الجاري حيث سيتسنى للزوار من الاكتشاف من جديد هذا اللباس التقليدي. وبالموازاة مع المعرض سيتم إحياء حفلين فنيين للغناء البدوي بالإضافة إلى تخصيص معرضا للسماع الصوفي "آداب ووجدان".