شكلت خصال الأمير عبد القادر الإنسانية وموهبته الشعرية محور اللقاء الدوري الذي نظمته أول أمس بالجزائر مؤسسة الأمير عبد القادر من تنشيط الأستاذ العبري نور الدين. وبعد أن ذكر بأن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة كان "رجل سلاح وقلم" أبرز الأستاذ في الأدب واللغة العربية العبري نور الدين موهبة الشاعر لدى الأمير عبد القادر. وذكر المتدخل في هذا الصدد بأن الأمير عبد القادر كان متصوفا وساهم "كثيرا" من خلال تصوره للإسلام "المتقدم" في الفكر الديني في العالم العربي الإسلامي ومناطق أخرى في العالم. وذكر الأستاذ أن رجل الدولة تلقن الصوفية على يد أبيه وعن عميد الفكر الصوفي ابن عربي وتلميذه سيدي بومدين شعيب من تلمسان. وكان الأمير عبد القادر محل إعجاب واعتراف من قبل أعدائه "قبل أتباعه" بعد أن كان وراء إنقاذ ما لا يقل عن 12 ألف مسيحي بدمشق من موت أكيد. وقال المحاضر أنه "كان متمسكا بحقوق الإنسان الأمر الذي يفسر اعتراف العالم الغربي بعمق هذه الشخصية" مذكرا بالنصب التذكاري الذي أقيم تخليدا له بالعاصمة المكسيكية. وفي تطرقه إلى الأبعاد الإنسانية والعالمية التي كانت تشكل قوة الأمير ذكر سليمان بن عزيز أستاذ بالمدرسة الوطنية العليا للصحافة دوافع قرار التوقف عن القتال الذي اتخذه الأمير. وبعد أن فند "الافتراءات" حول استسلامه الذي يعود حسب خصومه إلى "تقارب" من المستعمر الفرنسي أكد المتدخل أن الأمير قرر وضع حد لقتال دام 17 عاما من جانب "إنساني" لتفادي "إبادة" السكان الجزائريين. وذكر بأن عدد الجزائريين انتقل من 8 ملايين ونصف قبل 1872 إلى 1. 2 مليون نسمة مشيرا إلى أنه لو لم يتخذ الأمير هذا القرار لعاتبه التاريخ على إبادة مثل تلك التي كادت تقضي على الهنود الحمر بأمريكا.