تعيش العائلات القاطنة بقرية وادي المالح ببلدية بن خليل في ولاية البليدة أوضاعا معيشية سيئة منذ سنوات طوال سمتها الغياب الكلي للمرافق الضرورية التي من شأنها تحسين ظروفهم المعيشية. وقد أكد سكان هذه القرية تجاهل السلطات المحلية لأوضاعهم رغم علمها بها، مبدين استيائهم الشديد جراء سياسة الإٌقصاء والتهميش التي يلاقونها، موضحين أن جملة المشاكل التي يتخبطون فيها منذ سنوات عدة نغصت عليهم حياتهم وحولتها إلى جحيم لا يطاق، وهو الوضع الذي كان سببا في مغادرة عدد من السكان لسكناتهم ومنطقتهم باتجاه مناطق أخرى وجدوا فيها ما كانوا محرومون منه ووفرت لهم ومكنتهم من العيش الكريم. سكان قرية وادي المالح أكدوا بأنه في مقدمة المشاكل التي يتخبطون فيها مشكل هو انعدام المياه الصالحة للشرب، مطالبين مصالح بلدية بن خليل بربط قريتهم بشبكة الماء الشروب، حيث يضطر هؤلاء السكان في ظل غياب هذه المادة الضرورية إلى جلبها من المزارع والمناطق المجاورة ويجبر أطفال الكثير من العائلات بالقرية إلى التكفل بمهمة جلب هذه المادة الحيوية من البساتين والأحياء المجاورة بعد مشقة كبيرة. كما يعاني السكان أيضا من غياب النقل المدرسي ويجبرهم هذا الوضع على قطع مسافات طويلة باتجاه مؤسساتهم التربوية سيرا على الأقدام، إلى جانب انعدام الإنارة العمومية بالقرية ومشكل انعدام قنوات الصرف الصحي، حيث مازال سكان هذه المنطقة يتخلصون من فضلاتهم والمياه القذرة داخل حفر العفن التي أقاموها بالمقربة من منازلهم، وهو الوضع الذي يتهدد صحتهم وصحة أطفالهم لما تحمله هذه المياه من أمراض خطيرة، ناهيك عن جلبها للجرذان والحشرات الضارة، فضلا عن الغياب الكلي للمحلات، حيث يضطر السكان إلى قطع مسافات طويلة لبلوغ المناطق الحضرية لاقتناء متطلباتهم وأبسط الحاجيات اليومية بعد السير لمسافات بعيدة وسط المساحات الغابية والأودية. وبين هذا وذاك ينتظر سكان قرية وادي المالح التفاتة جدية من قبل السلطات المحلية تنسيهم مرارة الحياة التي تقاسموها بالمنطقة لسنوات عدة.