تعدّ عمالة الأطفال من بين الظواهر المنتشرة في كلّ المجتمعات خصوصا النائية منها، وليست الجزائر بمنأى عن هاته الظاهرة، فتدني المستوى المعيشي للأسر، والطلاق والرسوب المدرسي من بين أهمّ الأسباب التي تساهم في انتشار الظاهرة، وقد ظهرت جمعيات تنادي للحدّ من استغلال الطفولة وتسعى للدفاع عن حقوقهم، ومن بين هاته الأخيرة جمعية "بسمة أطفال " التي كان للحياة العربية مع رئيسها بلخادم بهزيل الحوار التالي: حاورته: أسماء زبار بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة عمالة الأطفال، ما مدى انتشار الظاهرة في الجزائر؟ للأسف، الظاهرة في انتشار متزايد على المستوى الوطني، وأصبح استغلال الأطفال في ميدان العمل أمر مقلق خاصة في موسم العطل، حيث نجد معظم الورشات والمزارع والحقول والمحلات، تعج بأطفال صغار يستغلون في أعمال أكبر من سنهم. ما هي الأسباب الكامنة وراء الظاهرة؟ تفشي هاته الظاهرة في المجتمع الجزائري يعود إلى أسباب كثيرة، أبرزها الظروف الاجتماعية المزرية التي تعاني منها الكثير من العائلات الجزائرية، فالمستوى المعيشي الضعيف وتدني الدّخل الأسري يدفع الآباء إلى ترك أولادهم يعملون لمساعدتهم على العيش، إضافة إلى التفكّك الأسري والخلافات العائلية، وغياب المراقبة تقود الطفل إلى الخروج للعمل وسد حاجياته أوحاجيات عائلته. فالأسباب الرئيسية للظاهرة هي طغيان المادة على الحياة الاجتماعية، إذ أصبح المجتمع طبقات متباينة ومادي أيضا واستقالة الأبوين من التربية لأبنائهم، فالأبوين لا يحاسبان ابنهم من أين آتى بالمال وكيف؟ والسّكوت عن ذلك أن تحصل عليه بطريقة شرعية خاصة إذا كان مال الطفل في صالح أحد الأبوين أوكلاهما، إضافة إلى الرسوب المدرسي. هناك من يتركون مقاعد الدّراسة من أجل العمل ما السبب في ذلك؟ هذا من أسباب تفشي الظاهرة، هناك حالات يقوم فيها الأب بتخيير أبنائهم بين إكمال الدّراسة والمساعدة على العمل، والطفل الأكبر هوالضحية حيث يتخلى عن دراسته ليترك أخاه أوإخوته الصغار يكملون تعليمهم، وهاته الحالة منتشرة عند الأسر المعوزة، نظرا لتدني مستواها المعيشي. إضافة إلى النتائج السلبية التي يتحصل عليها الطفل تدفع بأبويه إلى إخراجه من المدرسة، وإدخاله في مجال العمل. أنتم كجمعية تهتم بالطفولة ما هي الإجراءات المتخذة للحدّ من هاته الظاهرة؟ نحن كشريك في حماية الطفولة نعمل على الحدّ من هذه الظاهرة ومن ظواهر أخرى سلبية تمسّ بحقوق الطفل، قدمنا لمفتشية العمل طلب متمثل في رقابة مستمرة ودورية، للحدّ من استغلال الأطفال في الأعمال، وتخصيص لجنة تقوم بهذا العمل مع ضرورة اتخاذ قوانين وعقوبات صارمة وردعية لكل من يستغل شريحة الطفولة في العمل. هل هناك الحلول في رأيكم للحدّ منها؟ وضع قوانين صارمة في هذا الشأن، ومعاقبة كلّ من يستغل الطفولة في العمل، عدم إشراك الطفل في المشاكل الأسرية خاصة بين الأبوين، تحسين الظروف المعيشية والاجتماعية، ومنح مبالغ مالية للأسر المعوزة لمساعدتها على إعالة أبنائها. مراقبة تصرفات الأطفال وأين يذهبون، لأنّ هناك أطفال يعملون خفية عن أبائهم. القيام بحملات تحسيسية وتوعوية للحدّ من هاته الظاهرة في المجتمع، وذلك عن طريق الجمعيات ووسائل الإعلام.