قالت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط امس في منتدى الشعب خصصت للمرحلة الممتدة من 19 مارس إلى 5 جويلية 1962 أن مرحلة أنه "لا ينبغي أن نخجل من الخلافات التي كانت موجودة بين قادة الثورة بل هي "طبيعية" كونها كانت تصب في إطار صدام الأفكار من أجل الرغبة في رؤية الجزائر متطورة". وقالت المجاهدة بيطاط ان الرجال الذين قادوا الثورة كانوا "استثنائيين" بكل المقاييس وأن "المشاكل التي عرفتها الثورة عادية بالنظر إلى عظمة ثورة توجت نضال شعب عاش استعمارا استيطانيا طيلة قرن و32 سنة". وتطرقت المجاهدة الأفراح التي عاشتها مختلف المدن الجزائرية بعد نيل الاستقلال معتبرة أن ما عاشته هي شخصيا وعاشه الجزائريون والجزائريات في تلك الحقبة هو "تحقيق حلم طال انتظاره". وبعد أن اعتبرت بأن القرن العشرين "سيبقى بحق قرن الثورة الجزائرية" دعت بيطاط إلى ضرورة أن يقوم التلفزيون الجزائري ببث الروبورتاجات المتوفرة لديه بخصوص الفترة التي أعقبت مباشرة نيل الاستقلال بغية ربط الأجيال الصاعدة بتاريخ وطنها وتحسيسهم بعظمة وتضحيات الأسلاف. ومن جهته، قال الأستاذ بجامعة الجزائر عامر رخيلة أن الاستعمار الفرنسي خلف غداة الاستقلال وضعا "معقدا" على الأصعدة الاجتماعية والإدارية والاقتصادية، مبرزا أن قرابة 5 ملايين جزائري كانوا ينتظرون "حلولا مستعجلة" لمشاكلهم اليومية. وقال الأستاذ رخيلة أن "8ر4 مليون جزائري كانوا ينتظرون حلولا وإجراءات مستعجلة" لمشاكلهم التي تراكمت وازدادت حدة خلال سنوات ثورة أول نوفمبر. وأوضح أستاذ تاريخ الحركة الوطنية بكلية العلوم السياسية في هذا الشأن أنه من بين هذا العدد "يوجد 300 ألف طفل يتيم من بينهم 30 ألف يتيمي الأبوين و3 ملايين جزائري هدمت أو أحرقت قراهم ومداشرهم و700 ألف فروا من القرى منهم من اختار النزوح إلى المدن ومنهم من آثر الهجرة إلى أوروبا إلى جانب 300 ألف كانوا لاجئين بتونس والمغرب". وعلاوة على هذه الأرقام أشار المحاضر إلى عديد من المشاكل ذات الطابع الاجتماعي ك"ارتفاع نسبة البطالة التي قدرت يومها ب94 بالمائة إلى جانب الأمية والأمراض والصدمات النفسية والعقلية" في أوساط الجزائريين جراء "الممارسات الوحشية" للإدارة الاستعمارية طيلة سنوات ثورة أول نوفمبر. كما سجل المحاضر خلال تلك الحقبة "وضعا اقتصاديا مزريا" ترجمه العجز في مجال الفلاحة والصناعة نتيجة "نزيف رؤوس الأموال والودائع" بسبب مغادرة الأقلية الأوروبية للجزائر الذين أثروا بذلك السلوك على السير العادي للشؤون الإدارية كونهم كانوا "يمثلون 82 بالمائة" من العنصر البشري في الإدارة. إلى جانب هذه الصعوبات والتحديات تطرق المحاضر إلى الوضع السياسي والأمني الصعب الذي عاشته الجزائر بعد وقف إطلاق النار خاصة مع ظهور مشاكل بين الاتجاه الذي كانت تمثله الحكومة المؤقتة والاتجاه الآخر الممثل بجيش التحرير.