أحيت ولاية تبسة أول أمس في أجواء من التذكر والترحم الذكرى ال58 لمعركة الجرف التي تعد إحدى أهم المعارك التي خاضها مجاهدو منطقة تبسة خلال ثورة التحرير المجيدة. وخلال حفل نظم أمام النصب التذكاري المخلد لهذه المعركة بحضور سلطات الولاية وعدد من المجاهدين تطرق الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين لأهمية هذا المعركة الكبيرة التي اندلعت بتاريخ 22 سبتمبر 1955 بجبل الجرف على بعد أكثر من 100 كلم جنوبتبسة. وخاض هذه المعركة 400 مجاهد كانوا تحت إمرة الشهيد بشير شيهاني والملازمين الأوائل عباس لغرور وعاجل عجول ولزهر شريط. وألحقت هذه المعركة التي دامت أكثر من أسبوع دون توقف خسائر بشرية ومادية كبيرة بجيش الاحتلال الذي تجاوز تعداده 25 ألف جندي مجهزين بالمدرعات والأسلحة الثقيلة ومدعمين بالطائرات المقاتلة والمدفعيات. وتمكنت معركة الجرف من مباغتة جيش الاحتلال الذي كان يعتقد بأنه يتعامل مع "عصابة من المتمردين" حسبما ذكر به شهود من بينهم من لا تزال على رقبته أو كتفه آثار جروح عميقة مؤكدين بأن التزام الجنود الجزائريين بقضيتهم جعل فرنسا تدرك بأن الفاتح من نوفمبر 1954 "كان ثورة خاضها شعب مضطهد وليست مجرد اضطرابات قام بها متمردون" وتم تنظيم أبواب مفتوحة حول هذا الحدث بمتحف المجاهد حيث تم أيضا عرض أول فيلم وثائقي يدوم 30 دقيقة حول معركة الجرف أخرجه مخرج أفلام هاوي من ولاية تبسة. كما تم بالمناسبة إلقاء محاضرات حول هذه المعركة التي كان لها صدى عبر العالم كله وحول أهدافها نشطها مؤرخون ومجاهدون.