سقط 5 قتلى على الأقل وعشرات الجرحى في انفجار وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله. وأعلن وزير الداخلية مروان شربل أن السيارة التي استخدمت في انفجار حارة حريك انفجرت أولاً والحزام الناسف الذي كان يرتديه الانتحاري لم ينفجر. ووقع الانفجار بالقرب من مكتبة القدس ومطعم جواد، وأمام سنتر السباعي في الشارع العريض في حارة حريك، التي تعتبر معقل حزب الله، وهو الانفجار الثاني الذي يطال الشارع العريض ويعد الشارع الذي وقع فيه الانفجار هو الشريان الحيوي للحركة بين حارة حريك وبئر العبد. ووفق بيان صدر عن قيادة الجيش فإن سيارة رباعية الدفع من نوع "كيا" مفخخة انفجرت في محلة حارة حريك – الشارع العريض، وهي مسروقة ومعممة أوصافها سابقاً. وقد أدى الانفجار إلى مقتل 4 من اللبنانيين وهم: ماريا الجوهري، أحمد العبيدي، علي إبراهيم بشير، وخضر سرور وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة، بالإضافة إلى حصول أضرار مادية جسيمة. وبحسب البيان تدخّلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة وفرضت طوقاً أمنياً حول البقعة المستهدفة، فيما حضرت وحدة من الشرطة العسكرية وعدد من الخبراء المختصين الذين باشروا الكشف على موقع الانفجار والأشلاء البشرية التي وجدت بالقرب من السيارة المستخدمة، تمهيداً لتحديد طبيعة الانفجار وظروف حصوله. في أول رد فعل رسمي على التفجير الذي طال الضاحية الجنوبية، طالب رئيس الجمهورية ميشال سليمان بتحييد لبنان عن الصراعات في المنطقة. كما استنكر التفجير كل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة تمام سلام. أما زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فأكد أن "لبنان دخل في حلقة جنونية، وهناك عناصر تكفيرية بدأت تستفحل إرهاباً". وتوقع جنبلاط المزيد من التفجيرات في البلاد، داعياً لإيجاد "تضامن أمني وسد الثغرات الأمنية والحدودية لأن الحدود مفتوحة مع سوريا والعناصر التي تأتينا تعبر هذه الحدود". وأضاف: "هناك مرض نفسي سياسي عقائدي بناه الذين يسمون أنفسهم الدعاة، ويشوهون الإسلام تحت شعار الجهاد ضد النفس والآخر.. ليس هذا هو الجهاد، إنما ما يحصل مخالف للإسلام". كما اعتبر جنبلاط أن "التحليل لا ينفع، بل يجب إعادة النظر في أساس التربية والتوجيه الإسلامي في الجوامع والمدارس كي نحد من هذه الظاهرة، التي هي قديمة جديدة، بدأت عندما غزت في الماضي ودمرت بلاداً مثل باكستان وأفغانستان وانتقلت إلى البلاد العربية اليوم". وبدوره، استنكر رئيس كتلة "المستقبل"، النائب فؤاد السنيورة، التفجير الذي طال الضاحية الجنوبية، معتبراً أنه "بمثابة جريمة ضد الإنسانية لأنه يستهدف سكان مدنيين أبرياء".