لم تعد الأعراس الجزائرية تقتصر اليوم على "الآلي" أو "ديسك جوكي" بل اقتحمت العمريات والمداحات قاعات الحافلات وتصدرت قائمة متطلبات العرسان، بعد أن أصبحت هذه الأخيرة موضة الأعراس خلال السنوات القليلة الماضية. لطيفة مروان ولا تزداد حفلة العرس حلاوة ونشاطا إلا بحضور العمريات، الذي وصلت الجزائر من جارتنا المغرب والعامريات هي فرقة من نسوة يحملن العروس في موكبها الخاص المزين بنقوش مغربية أصيلة وبلباس مغربي يرقصن على نغمات المغربية. تقول أحد النسوة أن العمريات أصبحت موضة الأعراس الجزائرية اليوم، وهي مطلوبة بكثرة في السنوات الأخيرة نوعا من التجديد والخروج عن الروتين والعادي والمألوف، لكنه يشدد في الوقت نفسه على أهمية التراث المغربي وحضوره الهام والمميز في الأعراس الجزائرية،خاصة "العمارية"، موضحا أن "التصديرة " بهذه الطريقة تبقى نوعا من الإضافة من جهة أخرى، تؤكد إحدى الفتيات اللواتي حضرنا مثل هذه الأعراس أن العمريات التي يوظفها في إحياء أعراسنا اليوم حيث ندخل العروسة،على إيقاع موسيقى خاصة تتضمن كلمات خاصة بالعريس والعروس وأهلهما، وتتخللها استعراضات راقصة تشارك فيها العروسة دون غيرها، ولا يتم خلالها دعوة الجميع إلى المشاركة في الرقص إلا المقربين . وإذا كانت العروض التي كان تقدمها فرقة العمريات في السنوات الماضية مختصرة ومحدودة بالرقص والموسيقى، فقد أضيفت لها استعراضات ومفاجآت جديدة على مستوى الديكور والاستعراض الذي سيكون على شاكلة "ألف ليلة وليلة"، تتخللها موسيقى خاصة . كما أكد خالد مكتوب صاحب محل العماريات بالمركز التجاري ببلدية باش جراح بالعاصمة ،أن الإقبال على كراء العمارية لمدة ساعتان أو ثلاث في حفل الزفاف على إيقاع المغربي أصبح طلبه كبيرا من طرف العرسان ، وهو ما اعتبره مسألة طبيعية إذ قال "تخيلي معي عرسا تزف فيه العروس على إيقاع نغمات المراكشية مثلا… أكيد سيكون مبهرا ويصبح الإقبال عليه كبيرا". وأضاف خالد مكتوب "الجزائريون يحبون الموسيقى والأغاني المراكشية ويعشقون الجدبة، وهو ما جعلهم يقبلون على العماريات في أعراسهم". مشيرا في خضم حديثه أن الأسعار تتغير حسب قدرات العروسين وتكاليف العرس، مشيرا إلى أنها تبقى عموما معقولة لتكون في متناول جميع الفئات الاجتماعية. يقول خالد مكتوب صاحب محل العماريات إن "العماريات " هي فرقة تتفنن في الرقص مغربي جماعيا ، تعتبر جزءا من التراث والفلكلور ، تمارس في الأعراس والمناسبات التي لا يكتمل الفرح فيها إلا بوجودها .وتتكون فرقة من اربعة أو خمسة راقصين. يقول محدثنا ،مضيفا أن أهم ما يميز "العماريات" على وجه العموم هو استعمالها آلات موسيقية تقليدية مثل الناي والمزمار والطبل والرق والكاتم والمزهر وغيرها، إضافة إلى اللباس التقليدي المكون من السروال والقميص والجاكيت المطرز بطرق تقليدية، مع وضع الكوفية أو الطربوش على الرأس. وتستعمل الفرقة أغنيات وإيقاعات تتماشى مع كل المناسبات، من أجل إضفاء نوع من البهجة والفرح على العروض