"الدورية نحو العاصمة" التي يقودها، وفد جبهة القوى الاشتراكية، هذه الأيام للقاء الأحزاب السياسية، دون التمييز بين أحزاب المعارضة وأحزاب الموالاة، تطرح تساؤلات عدة، حول الدور الذي أصبح يلعبه أقدم حزب معارض في الجزائر. السؤال المطروح وبعيدا عن الاجتهادات التي يرى الأفافاس أنها تسيء إليه بخرجته الجديدة هاته، هو"لماذا انتظر هذا الحزب إلى أن انسحب عنه مؤسسه الأول الزعيم حسين أيت احمد؟، والسؤال الثاني والأهم، هل أيت احمد هو من عزا إلى قيادة حزبه بمباشرة ما بات يصطلح عليه" تقارب الأفافاس مع السلطة"، وإذا كان الأمر غير ذلك، هل يعلم الداحسين بما تفعله قيادته في الجزائر وهو في سويسرا؟. فقد شرع أقدم حزب سياسي معارض بالجزائر في أداء دور "الوساطة" بين السلطة والمعارضة، عبر إطلاقه مبادرة سياسية بعنوان" الإجماع الوطني"، وبدأ بحشد التأييد لمبادرته عبر إطلاقه مشاورات "الإقناع" مع كافة التشكيلات السياسية. وبدأت قيادة الحزب، مشاورات مع الأحزاب السياسية، سواء المنتمية للموالاة أوالمعارضة، وسط تساؤلات الطبقة السياسية، إزاء الدور الجديد الذي بات يؤديه حزب كان إلى وقت قريب "يكفر" بكل شيء يأتي من السلطة. ويرى مراقبون أن الدور الجديد، الذي بات يلعبه الحزب ينم عن تحضيره " للمشاركة بالحكومة"، بعدما دأب النظام على عرض حقائب وزارية على قياداته، لكنهم كانوا في كل مرة يرفضون توليها لكن قراءة أخرى أعطيت لمبادرة " الأفافاس"، على أن هناك مساعي لإخفاء مبادرة "تنسيقية الحريات والإنتقال الديمقراطي " المتكونة من خمسة أحزاب، والتي طرحت منذ جويلية الماضي مبادرة" الإنتقال الديمقراطي"، عن طريق تغيير النظام دون إشراك هذا الأخير في التغيير وعكس ذلك، تدعو" جبهة القوى الإشتراكية" إلى "تغيير النظام بإشراك النظام نفسه". وهو ما ظهر جليا في ندوة مازافران التي عقدتها التنسيقية شهر جويلية الماضي. وإذا ما سلمنا أن حسين أيت احمد هو الأب الروحي ل"جبهة القوى الإشتراكية" وكان من بين المجموعة التي فجرت ثورة أول نوفمبر 1954. فإن تساؤلات تطرح حول موقعه من التطور الجديد في خطاب الأفافاس، لكن قيادة الحزب، لا تعتبر أن هناك سند للإنتقادات التي يواجهها الحزب بسبب تقاربه مع السلطة، ومعلوم أن قيادة الحزب، وضمن مشاورات التحضير لندوة "الإجماع الوطني" التقت بقيادة "جبهة التحرير الوطني"، الأربعاء الماضي، ثم بقيادة الأرندي عشية نفس اليوم قبل أن تلتقي مع قيادة حركة مجتمع السلم يوم الخميس، ولم تحصد مبادرة الأفافاس إستجابة فورية من قبل من القتهم، بعد أن فضلوا التريث في الإجابة عن المشاركة أو عدم المشاركة في ندوة الإجماع الوطني، فعمار سعداني، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني قال " سننظر في المبادر التي تفضل بها إخوتنا في جبهة القوى الإشتراكية وسنرد عليها في أقرب الآجال".بالمقابل، انتقد سعداني قيادة "تنسيقية الحريات والإنتقال الديمقراطي" وشدد" ندين كل من ينشط خارج الأطر السياسية وسنقف بالمرصاد لكل من يريد زعزعة إستقرار البلاد". أما عبد الرزاق مقري، رئيس "حركة مجتمع السلم"فقال بعد اللقاء "إن مبادرة الأفافاس لم تأت بأي شيء جديد".