وجه عبد المجيد سليني رئيس منظمة محاميي ناحية الجزائر العاصمة، إنتقادا للقضاة بسبب ما وصفه "ميل جهاز القضاء المفرط إلى التشدد في إصدار العقوبات، في حين توجد بدائل أكثر إفادة للمتقاضين والمجتمع معا". وأفاد سيليني، بمناسبة الاحتفال ب"اليوم الوطني للمحامي" الذي يصادف 23 مارس من كل سنة، أن القضاة يشتكون من الضغط بسبب تراكم الملفات على مكاتبهم، مشيرا إلى أن "تراكم الملفات فوق مكاتب القضاة، يشكَل ضغطا عليهم ما يمنعهم، حسبه، من إصدار أحكام وقرارات ذات نوعية". وشدد نقيب محاميي العاصمة، أن "مرتكب جنحة بسيطة كان في وقت مضى، يدان بوقف التنفيذ أما اليوم فالحبس مع التنفيذ هو مصير عدد كبير من المتهمين بالجنح وهذا شيء خطير، ما يدفعني إلى التأكد من وجود توجه نحو التشدد". كما أضاف:"القضاة كانوا يتلقون تعليمات للسير في هذا الاتجاه، بينما يفترض أن نوفر المناخ الذي يمنح للقاضي إمكانية معالجة أمراض المجتمع وتقويم الإعوجاج فيه، بدل الإصرار على معاقبة المجتمع". ويعتقد سيليني أنه في بعض القضايا المتعلقة بالأحوال الشخصية، "يرفض القضاة التجاوب مع طلب احد طرفي القضية منح فرصة للصلح، إذ يفضلون التوجه نحو العقاب". كما قال أن "القضاء يميل إلى الافراط في التشدد في إصدار العقوبات. فقد كنت قاضي حكم وقاضي نيابة خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ولم يكن القضاء في ذلك الوقت يميل إلى الردع ولم يكن اهتمام القضاء مركزا على التشدد كما هو عليه الحال اليوم، والنتيجة أن منظومة القضاء زرعت في الإنسان نقمة على المجتمع بينما الأصل في العدالة كقيمة اجتماعية، أن تمنح الفرصة للمحكوم عليه أن يستدرك الأخطاء حتى لا يعود إلى الأفعال التي تقع تحت طائلة القانون". وابدى سيليني عدم رضاه عن الظروف التي يعمل وسطها القضاة، واصفا إياها "بالصعبة للغاية والسبب هو كثرة الملفات المطروحة أمام القضاة للفصل فيها. تصور كيف يمكن لقاضي يدخل لجلسة المحاكمة يوميا ب80 ملفا، أن يشتغل في راحة وأن لا يتسبب في هضم حقوق المتقاضيين".كما افاد أن "الضغط الذي يشكله تراكم الملفات يدفع القاضي إلى التسرَع في معالجة الملفات، وحينها قد يتجاهل جزئية هامة في الملف يمكن أن تكون أصل القضية. لهذا نحن نطالب كنقابة محامين أن يعطى للقاضي الوقت الكافي، للنظر في القضايا المطروحة عليه. ثم إن ضغط الملفات وتسرَع القاضي، يحرم المحامين من الدفاع عن المتقاضين في راحة وهو ما يؤثر سلبا على نوعية الاحكام والقرارات، وهذا هو سبب عدم رضى المتقاضين على نتائج المحاكمات في أغلب الأحيان". ومعروف عن سيليني أنه دخل في معركة مع نقابة القضاة بخصوص قضية سوناطراك ، حيث قال أن أطرافا تريد التأثير على مجرى العدالة فيها، وردت نقابة القضاة على تصريحاته، بشدة، ويعتبر سيليني أن "حرمان المتقاضيين، في بعض الأحيان، من أخذ الوقت الكافي في الحديث والإجابة على الأسئلة".