في جو مهيب حضرها آلاف المواطنين شيعت صبيحة ،أمس، بمقبرة الشيخ بابوهون بالقرارة ولاية غرداية جنازة الضحايا 14 الذين لقي حتفهم جراء أعمال العنف والتخريب التي شهدتها مدينة غرداية يوم الثلاثاء الماضي، أسفرت عن مقتل 25 شخصا وإصابة أكثر من 100 شخص. وفي اتصال هاتفي مع "الحياة العربية"، أكد الناشط الإعلامي من أعيان منطقة غرداية بالحاج نصر الدين أن أجواء تشيع الجنازة خيم عليها الصمت ، مضيفا أن مدينة القرارة متواجدة تحت حصار أمني مشدد منذ صبيحة أول أمس، وذلك بعد تكليف الجيش الوطني الشعبي بمهمة توفير الأمن بكل مدن غرداية التي تشهد أعمال تخريب وعنف . و من جهة أخري دعا بالحاج لخضر السلطات إلى التدخل العاجل من أجل وضع حد لهذه الوضعية واعادة السلم و الاستقرار إلى ولاية غرداية التي تعاني -كما قال- من حالة اللااستقرار منذ 21 شهرا، مضيفا أن هذه الأعمال ليست ذات طبيعة عرقية كما يزعمه البعض وإنما هي ناجمة عن مناورات ، واعتبر أن الحلول التي وجدت حتى الآن لإعادة النظام إلى غرداية كانت مجرد ترقيعية وليست حلول جذرية و مناسبة. وعن حملات التوعية التي يقوم بها أعيان المنطقة لإطفاء نار الفتنة، قال الناشط الإعلامي أنها ليست متاحة إلى حد الآن نظرا لتعقد الأمور بالمنطقة، وعن الأسباب والدوافع الحقيقية لنشوب هذه الفتنة أكد ذات المتحدث، أن هناك شقين شق تتحمله الإدارة التي ومنذ الاستقلال لم تهتم بشكل كامل بالمنطقة ما أدى إلى ظهور الفوارق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وهي من بين الأسباب الحقيقية لظهور موجة العنف، وأما الشق الثاني فهو شق يتحمله المواطن الغرداوي الذي مازال يعيش بثقافة "قديمية" تتميز بالعنصرية والانتقام وغيرها من الثقافات التي غزت العقل الغرداوي، وأما عن وجود صراع بين المذهب "المالكي والاباضي" أكد بالحاج لخضر انه لا يوجد صراع طائفي في غرداية. للإشارة شهدت مدينة غرداية أكبر موجة عنف منذ 21 شهر ،أين أسفرت عن مقتل 25 شخص وإصابة 100 آخرين.