انتقد وزير الخارجية رمطان لعمامرة التصريحات التي بدرت من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بشأن ما زعم أنه" مستقبل مجهول ينتظر الجزائر كخراب ليبيا". وذكر رمطان لعمامرة في تصريحات للصحفيين عقب اجتماعه بنظيره الفرنسي لوران فابيس بباريس، أن "هذه الخرجة غير مقبولة تماما"، متابعا أنه "من المشروع أن نتساءل إن كانت هذه المحاولات العقيمة من خلال اللعب على وتر الحدود الجغرافية هي تجديد للفكر الكولونيالي؟". ويخفي كلام لعمامرة غضبا جزائريا رسميا على تصريحات مريبة لرئيس فرنسا السابق أطلقها في ضيافة حزب نداء تونس الحاكم وأثارت عواصف من ردود الفعل المنددة بسلوك رئيس حزب الجمهوريين الفرنسي المعارض. وقال مصدر دبلوماسي جزائري إن وزارة الخارجية أرسلت مجموعة من الاقتراحات إلى رئاسة الجمهورية للرد على تصريحات ساركوزي ضد الجزائر، منها وضعه مع أسرته في قائمة الممنوعين من الحصول على تأشيرة دخول الجزائر، بالإضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية على الشركات المقربة منه، حيث تمتلك الجزائر قائمة بالشركات العربية والغربية المقربة من الرئيس الفرنسي السابق، وقال ذات المصدر إن تصريح ساركوزي يأتي في سياق حملة للإساءة ليس للجزائر بل للعلاقات التونسيةالجزائرية. وكان ساركوزي قد صرح، الاثنين الماضي، أن "تونس لها حدود مع الجزائر وليبيا، وهذا ليس بجديد، فلم تختاروا موقعكم، ما مستقبل الجزائر؟ وما وضعيتها، أظن أن هذا الموضوع يجب أن يعالج في إطار الاتحاد من أجل المتوسط". وفي سياق استمرار ردود الفعل الغاضبة على ساركوزي ، شجبت حركة النهضة التونسية في بيان وقعه اليوم زعيمها راشد الغنوشي، ما بدر من ضيف غريمها "نداء تونس" معبرة عن تفاجئها من التصريح محل الغضب "الذي يحمل إساءة لجيراننا". وأكدت النهضة على "عمق العلاقات الأخوية وشرف الترابط التاريخي والجغرافي بين البلدين الشقيقين تونسوالجزائر والشراكة الاستراتيجية بينهما"، مشددة على أنه "ليس من عادات تونس ولا من مصلحتها أن تكون أرضا للتدخل في شؤون الآخرين". في السياق ذاته، جدد حزب الغنوشي "الترحيب بأصدقاء تونس وزائريها" داعيا إلى تعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم المصالح المشتركة. و يشار إلى أن تصريحات نيكولا ساركوزي خلفت موجة تنديد واسعة النطاق وألقت بظلالها مجددا على علاقات تونسوالجزائر في ظل الحديث عن أزمة صامتة تسبب فيها الرئيس الفرنسي السابق والمرشح لاعتلاء كرسي الحكم مجددا في قصر الإيليزيه.