لم يمر المستوى المذهل الذي يقدمه الجزائري رياض محرز مرور الكرام بعدما تفوّق على رونالدو وميسي أبرز لاعبين في العالم حالياً، وذلك وفقاً للمعدل الوسطي لأرقام الثلاثة هذا الموسم. وأسهم أداء محارب الصحراء في جعل ليستر سيتي أبرز فرق الدوريات الخمس الكبرى حتى الآن بخطفه صدارة الدوري الإنكليزي الممتاز متفوقاً على أندية بحجم تشيلسي ومانشستر سيتي وآرسنال ومانشستر يونايتد وكذلك ليفربول. المعدل الوسطي أنصف محرز جاءت الأرقام التي جمعت حتى نهاية مباريات الأمس السبت في صالح النجم الجزائري البالغ من العمر 24 عاماً، وبسبب التفاوت في عدد المباريات والدقائق التي شارك بها كلّ من محرز والبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد وليونيل ميسي نجم برشلونة فقد قمنا بحساب المعدل الوسطي للثلاثة في أبرز الأرقام الهجومية.وتقول أرقام محرز إنّ اللاعب الذي بات سعره أكثر من 20 مليون جنيه إسترليني سجّل 0.81 هدفاً في كلّ مباراة (أقل من هدف) وبلغت نسبة صناعته للأهداف 0.44 وخلقه للفرص 2 وتسديداته 2.94.أما رونالدو فسجل0.67 وصنع 0.20 وخلق 1.40 وسدّد 6.60.فيما كانت أرقام ميسي بالتسجيل 0.50 والصناعة 0.40 وخلق الفرص 2 والتسديد 5.30، أي أنّ محرز هو الأقل محاولات والأكثر فاعلية مقارنة باللاعبين المرشحين لجائزة أفضل لاعب في العالم، وذلك وفقاً لإحصائيات الدوريات المسجلة. أهمية الأرقام لا تتوقف أهمية أرقام محرز في تفوقه على الدون والبرغوث وحسب، بل تتعدى ذلك في إسهامه بشكل أساسي في صدارة ليستر سيتي للدوري الممتاز، وتزداد أهمية هذه الأرقام في كون القيمة المالية لفريق ليستر سيتي كاملاً أقل من قيمة رونالدو أو ميسي في السوق حالياً. كما لا يمكننا أن نتجاهل صعوبة تسجيل محرز للأهداف وصناعتها بالنظر إلى مركزه في تشكيلة الإيطالي كلاوديو رانييري كوسط متقدم مقارنة بالجناح الهجومي رونالدو واللاعب الحر هجومياً ميسي، بالإضافة لمجاورته للاعبين أقل بدنياً وفنياً من بنزيمة وبايل وسواريز ونيمار. نجم الدوري الممتاز الأول وترتفع أرقام محرز لتضعه في صدارة اللاعبين الأكثر تأثيراً من الناحية التهديفية بالدوري الممتاز، خاصةً وأنّه سجل 13 هدفاً في وصافة الهدافين بعد زميله فاردي 15 والمركز الثاني في الصناعة بسبعة بعد أوزيل 13، لكن لاعب كيمبر ولو هافر الفرنسيين المغمورين سابقاً يعد الأكثر فاعلية بجمع الرقمين معاً (أسهم في 20 هدفاً) أمام فاردي 18 والبلجيكي لوكاكو 17. مستقبل محرز يثير القلق لم يكد ينسى عشاق النجوم العرب أنّ المصريين ميدو وعمرو زكي والجزائريين براهيمي وفيغولي تذبذب مستواهم بشكلٍ غريب بعد أن بالغ المحللين في توقعاتهم بأن يزاحم من سبق ذكرهم أبرز نجوم العالم، دون إنكار المستوى الجيد الذي قدمه المصريين سابقاً ويقدمه الجزائريين حالياً في الدوريات الأوروبية. ارتباط اسم محرز بأندية كبرى كمانشستر يونايتد وتشيلسي في فترة الانتقالات الشتوية يبعث المزيد من التفاؤل على المستقبل الذي ينتظر الدولي الجزائري، لكن توقيت الرحيل عن ليستر سيتي واسم الفريق الذي سينتقل إليه يبقى أمراً مقلقاً.محرز يجب أن يكون تعلم ولو قليلاً من تجارب قرارات الانتقال الخاطئة التي اتخذها بعض النجوم العرب سابقاً، ولعل جلوس المصري محمد صلاح على دكة بدلاء تشيلسي قبل التألق مع فيورنتينا وروما ما زالت حاضرة في ذهن النجم الجزائري وعشاق اللاعبين العرب.