الباحث و المحلل السياسي بشؤون الشرق الاوسط نعم كما تنبأنا بأن يتم ظبط ساعات الحرب السورية بل و اقليم الشرق الاوسط كله بتوقيت حلب، فما يحدث بحلب الان انعكاس واضح لتنفيذ واشنطن للخطة "ب" بعد ان انضمت اغلب الفصائل المسلحة تحت راية جبهة النصرة و بعد ان تلقت الاف اطنان السلاح عبر موانئ بورغاس البلغاري و اغالار التركي و كونستانتا الروماني، و بعد انزال امريكي لقوات خاصة لها بالرميلان تاكيدا على فدرلة الشمال السوري بالتزامن مع الحشد العسكري التركي على الحدود السورية رغبة فى احياء حلم المنطقة الامنة مرة اخرى، بالتزامن مع صراع الوحدات الكردية مع الجيش العربي السوري بالقامشلى الامر الذى استدعى تدخل اللواء طلال مخلوف قائد الحرس الجمهوري السوري بنفسه لتهدئه الوضع . و هنا يجب ان نرى بوضوح أن جبهة النصرة لن تتراجع عن بسط سيطرتها على كافة ارجاء حلب بعد ان ادركت ان قرار دوليا ما سيأتى بتصفيتها و بمباركة من انقرة و الرياض، فى الوقت الذى يظهر فيه لاعبون جدد على الميدان السوري كجيش الاسلام و احرار الشام بثوب ما يسمى بالمعارضة المسلحة المعتدلة بعد ان اعلنو الحرب على جبهة النصرة تحت شعار " قتال الخوارج " قبل ان تغسل الرياض يديها من اتهامات اوباما بدعم الارهاب فى الغوطة عبر فيلق الرحمن و جيش الفسطاط . فبعد براكين الهاشتجات التى انفجرت بالاونة الاخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان اغيثو حلب و حلب تحترق و غيرها و ما اذيع من قناة الجزيرة القطرية و توابعها بعد أن صدرت للرأي العام العربي صورا ليس لها اى علاقة بالواقع على غرار الصور التى تنشر كل فترة و اخرى عن بورما التى انتهى ملفها من زمن، فى ظل سعي قناة الجزيرة لتنفيذ ما قامت به فى العراق 2003م على اكمل وجه، و كان يجب ان تسئلو انفسكم لماذا لم تنفجر تلك الحملات الاعلامية عند اى تقدم احرزه الجيش السوري فى اى مدينة اخرى و اخرها تدمر او بلدة العيس او غيرها، فحتى هذه اللحظة الجيش العربي السوري بعيد عن حلب و ما يحدث بها فطرفي الصراع بحلب هم فصائل الارهاب التى ذرعتها واشنطن بتعاون مع توابعها فى الاقليم و فى مقدمتهم تركيا، فمن هنا ستعلمو قيمة حلب الاستراتيجية فى الحرب السورية .. نعم لم نكن نبالغ عندما قلنا معركة حلب هى ستالينغراد السورية . و بما أن ساعة حلب اقتربت فدعونا نذكركم بما تمثله الشهباء من اهمية أستراتيجية فى مسار الحرب الكونية، أنها حلب التى تحسم شكل نهاية الصراع السوري، و مستقبل الرئاسة اللبنانية، و مسار العراق الجديد، و مستقبل حزب العدالة و التنمية التركي و وضع اردوغان بقصر يلدز، و كما أتت بكثيرين من كل بقاع الارض ستطيح بكثيرين أيضا من شتى الانظمة و الحكومات . و لم يكن رحيل وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية و نظيره الفرنسي لوران فابيوس بمنأى عن تطورات الميدان السوري حتى ندمت باريس انها تركت ليبيا لروما مقابل سوريا، بعد ان جاء الاعتراف بالفشل العسكري من خلال انسحاب حاملة الطائرات شارل ديغول (اثبات الحضور العسكري الفرنسي بالعراق و الشام) بالتزامن مع الفشل السياسي بعد عدم استطاعة الاليزيه فى ابعاد جبهة النصرة من قوائم الارهاب .