“لحسن وجبّور أولوية، بوزيد، مفتاح ومترف قادرون على إعطاء الإضافة” إغتنمت “الهدّاف” فرصة وجود اللاّعب الأسبق للمنتخب الوطني كمال معّوش في مسقط رأسه برج بوعريريج، أين يقضي بعض الأيّام مع عائلته، قبل أن يعود إلى محلّ إقامته بفرنسا، لتحاوره حول المشاركة الجزائرية في كأس إفريقيا للأمم التي أقيمت مؤخرا في أنغولا.. اللاّعب السّابق ل م- الجزائر، أ- البرج، إ- الجزائر وإ- البليدة، يرى أنّ المنتخب أبلى البلاء الحسن، قبل أن يتطرّق معنا إلى مستقبل هذه التشكيلة وأشياء أخرى مثيرة. أوّلا نريد أن نعرف هل تابعت مباريات المنتخب الوطني خلال دورة أنغولا هنا في الجزائر، أم في مقرّ إقامتك بفرنسا؟ تابعت المباريات الثلاث الأولى من الدّور الأوّل في مقرّ إقامتي في فرنسا، وقد فرحت على غرار الجالية الجزائرية هناك بتأهّلنا إلى الدّور ربع النّهائي.. عدت إلى أرض الوطن يوم مباراتنا أمام المنتخب الإيفواري، حيث وصلت إلى مقرّ السّكن العائلي ببرج بوعريريج، قبل انطلاق المباراة ربع النّهائية ببضعة دقائق.. فرحت يومها بشدّة بالتأهّل إلى نصف النّهائي بعد 20 سنة كاملة من الغيّاب عن المربّع الذّهبي. كيف تقيم المشاركة الجزائرية في دورة أنغولا ؟ في اعتقادي أنّها كانت إيجابية، إذ أنّ لا أحد كان ينتظر أن يصل هذا المنتخب الذي تكوّن منذ سنة ونصف تقريبا إلى الدّور نصف النّهائي.. والأكثر من ذلك أنّنا كسبنا منتخبا وطنيا للسّنوات الخمس أو السّت القادمة، بالنّظر إلى معدّل عمر اللاعبين الذي لا يتجاوز 22 أو 23 سنة.. يمكن لهذا المنتخب أن يلعب على الأقل الدّورتين القادمتين لكأس أمم إفريقيا. بحكم أنّك لاعب سابق في المنتخب، ما هي النّقاط الايجابية التي خرجت بها من هذه المشاركة القارية؟ أوّل نقطة تتمثّل في أنّ روح المجموعة موجودة، ثانيا.. الكرة تمشي جيّدا بين اللاعبين، ثالثا هناك عدّة فرص للتسجيل، ولو أنّها لم تستغلّ كلّها.. من نقاط قوّتنا كذلك الكرات الثابتة التي أصبح أي منتخب يواجهنا يحسب لها ألف حساب.. شخصيا أتصوّر أنّ هذا المنتخب سيذهب بعيدا، لكن هذا لا يعني أنّه لا وجود لبعض النّقائص والسّلبيات. فيما تتمثّل هذه النقائص والسّلبيات برأيك ؟ أوّلا نفتقد إلى الازدواجية في المناصب، من الضروري أن يتدعّم المنتخب بلاعبين في كلّ المناصب تقريبا، ولو أنّ أولى الأولويات هي استقدام مدافع أيمن.. “ماعندناش” مدافع أيمن، كما أنّ التشكيلة بحاجة إلى صانع ألعاب يكون صاحب التمريرة الأخيرة، بما أنّ المدرّب سعدان يوظّف زياني ومغني اللذان بإمكانهما صنع اللّعب، في كثير من الأحيان على الجهتين اليمنى واليسرى على التوالي. وماذا عن الخط الأمامي الذي كان محلّ انتقاد الكثير من الاختصاصيين، خصوصا وأنّ غزال لم يسجّل في كلّ المباريات التي لعبها؟ لا يجب أن نلقي بكلّ اللّوم على غزال الذي اجتهد برأيي في فتح الأروقة، في محاولة لتفكيك الخطوط الخلفية للمنتخبات التي لعبنا أمامها.. غزال لم تصله كرات حاسمة لافتقادنا صانع ألعاب حقيقي.. أعتقد أنّه لو وصلته الكرات المناسبة لكنّا بصدد مدحه الآن.. وأضيف لك شيئا آخر في هذا المجال. تفضّل، ما هو ؟ المشكلة البسيطة التي نعاني منها نوعا ما في المنتخب أنّنا نبحث عن الأخطاء القريبة من منطقة ال 18، أكثر ممّا نبحث عن الكيفية في الوصول إلى شبكة المنافس، وهذا من بين الأسباب التي جعلت غزال لا يبرز.. لو كنّا نملك صانع ألعاب حقيقي يبحث عن غزال، لكان هذا الأخير تألّق في دورة أنغولا. سعدان تحدّث عن تدعيم المنتخب ببعض الأسماء، منها لحسن وجبّور، من تراه قادرا على تقديم الإضافة ؟ أيّ لاعب بإمكانه أن يفيد المنتخب مرحبا به.. شخصيا شاهدت لحسن في عدّة مباريات مع فريقه في الدّوري الاسباني وقد أعجبني كثيرا، شأنه شأن جبّور الذي لو لم يكن يعاني من نقص المنافسة في الآونة الأخيرة، لكان أفادنا كثيرا في دورة أنغولا.. نصيحتي البسيطة للقائمين على كرتنا أن لا يستقدموا اللاعبين من خارج أرض الوطن على أساس المردود فحسب، بل أنّ “العقلية” بدورها مهمّة، لأنّنا بصدد التحضير لأكبر حدث عالمي وهو “المونديال”. فضلا عن لحسن وجبّور، من تراه قادرا على إفادة المنتخب الوطني، تحسّبا ل “المونديال” ؟ أعتقد أنّ بوزيد المدافع الأسبق ل م- الجزائر بإمكانه أن يعطي الإضافة شأنه شأن المدافع الأيمن ل ش- القبائل مفتاح ولاعب و- سطيف حاليا مترف.. بالحديث عن اللاعبين المحلّيين، تمنّيت إشراك المهاجم زياية ليس في مباريات هذه الدّورة فحسب، بل منذ مباراتنا في القاهرة أمام المنتخب المصري.. هذا اللاعب تطوّر مستواه كثيرا وكان يمكن أن يفيدنا لو تمّ الاعتماد عليه في الخط الأمامي جنبا إلى جنب مع غزال. من هم اللاعبون الذين شدّوا انتباهك على وجه التحديد في دورة أنغولا ؟ يبدة، زيّاني، بوڤرة وحلّيش، هذا الأخير تفنّن الحكم كوفي كوجيا في إخراجه من مباراة المنتخب المصري عندما أشهر في وجهه بطاقة صفراء غير مستحقّة، دقائق بعد ضربة الانطلاقة.. هناك الحارس شاوشي أيضا الذي أطلب من الجميع مساعدته من النّاحية المعنوية، بحكم أنّه يبقى حارسا كبيرا، إذ لا يجب أن لا ننسى أبدا الدّور الكبير الذي لعبه في مباراة أم درمان التي أهّلتنا إلى كأس العالم.. أتمنّى كل التوفيق لهذا المنتخب الذي أتوقّع له أن يذهب بعيدا. في الأخير، الكثير يسأل عن ما إذا كان معّوش مازال يمارس كرة القدم في فرنسا؟ اشتغلّ مربّيا ريّاضيا في فرنسا، كما أنّي مازلت ألعب لفريق “جيان” من الدّرجة الرّابعة الفرنسية.. مازلت أتمتّع بمستوى جيّد، لكن “ماشي كي زمان”.. عموما أنا مرتاح في فريقي.