كانت “الهدّاف” في كل مرة تتحدث فيها عن المهاجم الدولي الكبير السابق رفيق صايفي، إلا وتؤكد أن المشكل المالي هو ما يعيق تحويله إلى نادي “نيم” الفرنسي، وكانت تؤكد أيضا أن اللاعب سيبقى يتدرب مع هذا النادي إلى غاية التوصل إلى أرضية اتفاق نهائية تقضي بانضمامه الرسمي إلى صفوف الفريق الذي يشرف عليه الناخب الوطني السابق “كافالي”.. غير أن بعض الإشاعات راجت مؤخرا حول تخلي هذا الأخير عنه بحجة أنه لم يقنع في الاختبارات التي أكد من روجوا تلك الإشاعات أنه خضع لها، وهو ما جعلنا نسلط الضوء على القضية من جديد لكي نوضح الصورة للرأي العام. رفاقه طلبوا من الرئيس أن يتعاقد معه على الفور تسليطنا الضوء على هذه القضية جعلنا نتأكد من عكس ما أشيع عن صايفي، لأن اللاعب من جهة لا يخضع إلى الاختبارات بل يتدرب مع نادي “نيم” الذي يرغب في ضمه، وهو الذي بادر إلى طلب خدماته بواسطة مدربه الذي يعرف صايفي جدّ المعرفة، ولا زال اللاعب وإلى حد كتابة هذه الأسطر يتدرب مع ناديه المستقبلي رغم أن من روّجوا لتلك الإشاعات قالوا أنه سرح رسميا بعدما فشل في اختبارات لا وجود لها في الحقيقة، وفضلا عن كل هذا فإن لاعبي نادي “نيم” اقتربوا من رئيسهم وطالبوه بأن يحسم في قضية ضم صايفي في القريب العاجل لأن فريقهم في أمسّ الحاجة إلى لمسته في بطولة القسم الوطني بالنظر إلى اللياقة التي لا يزال متواجدا عليها، والخبرة الطويلة التي اكتسبها في الميادين الفرنسية على مدار العشر سنوات التي قضاها هناك. شارك أمس في اللقاء الودي أمام “آرل آفينيون” والدليل على أن صايفي كان ولا يزال يتدرب مع نادي “نيم” هي مشاركته أمس في اللقاء الودي الذي خاضه الفريق أمام نادي “آرل آفينيون” الصاعد الجديد إلى بطولة القسم الأول الفرنسية، حيث استدعاه “كافالي” لتلك المباراة، وشارك دون حرج رغم أنه لم يمض بعد، وهي خرجة تحسب لصالح صايفي الذي ورغم أنه لم يمض بعد مع ناديه الجديد، إلا أنه خاطر بصحته وشارك في المباراة تلبية لرغبة المسيّرين والمدرب الفرنسي كافالي، ولو كان هذا الأخير حقا لا يرغب في ضمه مثلما أشيع لما طلب منه أن يشارك أشباله في هذه المباراة. ناديه ينتظر الضوء الأخضر من مديرية المراقبة المالية وصلنا الآن إلى المشكل الذي يعيق صفقة تحويل صايفي حتى الآن، فالمشكل مثلما أكدنا في العديد من المرات مشكل مالي، إذ أن نادي “نيم” يعد من بين الأندية الفرنسية التي تعاني الضائقة المالية وذلك منذ نشأته، وهي الضائقة التي جعلت المسيّرين لا يتوصلون إلى أرضية اتفاق مع صايفي حتى الآن، فالمفاوضات لا زالت سارية وتتقدم من يوم لآخر، لكن دون أن يحقق المسيّرون مطالب رفيق، كما أن المشكل الثاني الذي يواجه ذات الإدارة يتعلق بعدم تلقيها الضوء الأخضر من مديرية المراقبة المالية، وهي الهيئة التي تتكفل في فرنسا بمراقبة ميزانية الأندية، والتأكد من قدرتها على دفع مستحقات لاعبيها أم لا، وهي الآن تدرس ملف نادي نيم للتأكد من قدرته على ضم صايفي أم لا، ومن مدى قدرته على دفع مستحقاته أم لا، وبعدما تتأكد من قدرتها ستمنح الضوء الأخضر للإدارة كي تتعاقد معه. صايفي: “لا تسألوني... اسألوا الرئيس، المدرب واللاعبين وستجدون الإجابة“ كل هذه المعطيات الكافية لم تمنعنا من الاتصال بصايفي للحديث معه في الموضوع، فرفض أن يخوض كثيرا فيما روّج عنه من إشاعات، وطلب منا قائلا: “أنا لا أكترث لما صار يكتب عني، ولو سرحوني حقا ما الذي أفعله حتى الآن في نيم ؟ وحتى لا أمجّد نفسي أطلب منكم لو استطعتم ذلك أن تسألوا الرئيس والمدرب واللاعبين، لأنكم ستجدون الرد والإجابة الكافيين عندهم، هذا ما يمكنني أن أقوله“. زرابي: “صايفي نجم في نيم والأنصار يأتون بقوة من أجله” وحتى نوفّي القضية حقها، تبادر إلى ذهننا الاتصال بالمدافع الجزائري الأيسر عبد الرؤوف زرابي الذي يلعب في هذا الفريق، حيث اتصلنا به على جناح السرعة وتأكدنا من خلال كلامه أن كل ما قيل عن التخلي عن صايفي كان مجرد إشاعات لا أكثر ولا أقل، بل إن اتصالنا به أنصف صايفي، حيث قال لنا بصريح العبارة: “لن أتحدث عنه بهذه الطريقة لأنه ابن جلدتي أو زميلي السابق في المنتخب الوطني، بل لأني أرغب في نقل الحقيقة مثلما عرفتها وشاهدتها منذ وصول رفيق إلى نيم... صايفي نجم كبير في نيم، فالكل هنا يحترمه منذ مجيئه، وعدد الأنصار في التدريبات ازداد بسببه، وثق أن الأمر لا يتعلق بالجالية العربية أو الجزائرية، بل إن الفرنسيين صاروا يحضرون بقوة من أجله، ومن أجل الاستمتاع بلوحاته الفنية الجميلة التي لا زال يصنعها وهو في هذا السن، الكل يرى في صايفي هنا النجم الجديد للنادي، لأن مسيرة أكثر من عشر سنوات في البطولة الفرنسية تتحدّث عنه، والجميع هنا ينتظر بفارغ الصبر تسوية المشكل المالي من أجل التعاقد معه حتى يعطينا دفعًا جديدا لدى دخوله لأنني لاحظت شخصيا أنه لا زال محافظا على نحافته، حيويته ونشاطه وفنياته أيضا، رغم أنه يبلغ من العمر 35 سنة“. “المشكل المالي يعيق اتمام الصفقة، وسيكون الفرج بعد أيام” ورغم أنه كان يفضّل أن يتحدث عن الجانب الفني فقط، إلا أن زرابي لم يجد حرجا في الحديث عن المشكل الذي يعيق صايفي عن الإمضاء، وقال : “صايفي سيؤهل فور إمضائه مباشرة، لأنه الآن يعتبر بطالا ومن دون فريق وبالتالي فالقانون يسمح له باللعب فور تأهيله، لكن المشكل الذي يعيقه حتى الآن يتعلق بعدم تلقي الإدارة الضوء الأخضر بعد من طرف مديرية المحاسبة المالية التي تراقب ميزانية الأندية، والملف الآن قيد الدراسة، وفور تلقي الإدارة الضوء الأخضر، ستتعاقد معه مباشرة، وهذا ما نتمناه هنا جميعا سواء اللاعبون، المدرب أو المسيّرون، لأننا متيقنون أن رفيق رغم تقدم سنه إلا أنه قادر على إعطائنا الإضافة اللازمة”. كافالي: “صايفي هو من سيقدّم يد المساعدة لنا وليس نحن” وحتى نعطي كل ذي حق حقه، اتصلنا بعدها بالناخب الوطني السابق “كافالي” الذي يشرف على تدريب نيم، وهو الآخر أنصفه بالحقيقة التي قالها عنه : “صايفي قيمة ثابتة، من العيب أن يقال عنه أنه يخضع لتجارب فشل فيها، لأني أستحي أن أخضع لاعبًا مثله للتجارب، فهو قيمة ثابتة وأثبت ذلك في الأندية الفرنسية العديدة التي حمل ألوانها، فكيف لي اليوم أن أخضعه للتجارب معنا، وهو معنا منذ أيام، وأنا من أصررت على جلبه بطلب خدماته، وأنا من منحت الضوء الأخضر للإدارة كي تشرع في التفاوض معه، والمفاوضات لا زالت جارية حتى الآن، وأتمنى أن تكلّل باتفاق نهائي يقضي بإمضائه معنا، وثق أن صايفي هو من سيقدم لنا يد المساعدة وليس نحن، لأنه بخبرته وإمكاناته سيفعل الكثير فوق الميدان، سيفيدنا أكثر لاسيما في الهجوم، ولاسيما أن اللياقة التي وجدته فيها أوحت لي وكأنه في سن العشرين وليس الثلاثينات، ولن أبالغ إن قلت أنه قادر على اللعب حتى في المنتخب الوطني بهذه اللياقة“. “ننتظر الضوء الأخضر بفارغ الصبر كي نستفيد من خدماته” وعلى غرار ما قاله زرابي فإن كافالي تحدث عن المشكل الذي يعيق إتمام صفقة الدولي الجزائري السابق، وأكد قائلا: “بخصوص من قالوا أني رفضته، أؤكد أن ما يعيقنا هو عدم تلقينا الضوء الأخضر من هيئة المراقبة والمحاسبة المالية، فالملف الذي تقدمت به الإدارة لا زال قيد الدراسة، وفور تأكدهم من قدرتنا على تدعيم صفوفنا بهذا اللاعب، وقدرتنا على دفع حقوقه المالية، سوف يمنحوننا الضوء الأخضر لضم صايفي، وهذا ما أتمناه شخصيا”. ------------- كافالي: “أتمنى حظًا موفقًا للجزائر وفعلناها في غينيا بتعداد منقوص” على هامش الحديث الذي جمعنا أمس بكافالي حول قضية صايفي، أبى الرجل إلا أن يتطرق إلى ملف المنتخب الوطني، والمهمة التي تنتظره اليوم في “بانغي” أمام إفريقيا الوسطى، حيث تمنى حظا سعيدا له في مهمته، بالعودة بالزاد كاملا من هناك للإبقاء على حظوظه في الوصول إلى “الكان” قائمة، قبل أن يضيف قائلا: “على اللاعبين أن يثقوا في أنفسهم بأنهم بإرادتهم قادرون على العودة بانتصار، أتذكّر أننا في أول خرجة خلال تصفيات كأس إفريقيا لمّا كنت مدربا للمنتخب الوطني الجزائري، عدنا بتعادل ثمين من غينيا التي كانت قوية آنذاك، رغم أننا لعبنا بتعداد منقوص من أغلبية الركائز، ولذلك فالمهمة تبدو في صالح الجزائر في إفريقيا الوسطى رغم الغيابات”.