كشف التعادل الذي مني به أولمبي المدية أمام سريع المحمدية (1-1) نهاية الجمعة الماضي عدة نقائص، وتجلى ذلك من خلال الأداء المتواضع للتشكيلة رغم تدعيمها بعدة لاعبين جدد قيل إنهم يملكون إمكانات كبيرة. لكن في هذه المقابلة لم يقدموا ما كان منتظرا منهم وهو ما أغضب المدرب لونيسي خاصة أن المنافس ليس صعب المنال، وكان بإمكان زملاء تشيكو تسجيل هدف على الأقل لو لعبوا بحرارة وإرادة، هذا التعادل جعل إدارة الأولمبي تعيد النظر في عدة أمور من أجل ترتيب بيت الفريق قبل فوات الأوان، لأن الفريق يحتل المركز التاسع وهو ليس من طموح الفريق هذا الموسم، الذي يهدف إلى احتلال إحدى المراتب الثلاث الأولى التي ستطمئنه مستقبلا، وتأثر كثيرا الطاقم الفني للأولمبي من هذا التعادل خاصة أنه جاء أمام منافس كان في متناول فريقه، ما جعله يقرر “تغيير العقلية” في طريقة تعامله مع اللاعبين من الآن فصاعدا، بوضعهم أمام الأمر الواقع وحثهم على بذل مجهودات إضافية مع معاقبة كل من يتهاون. التنسيق غائب وبدنيا ضعفاء وظهر غياب التنسيق ونقص التفاهم بين لاعبي الأولمبي فمنهم من لم يحسن حتى تمرير الكرة، أما الجانب البدني فقد أثر في التشكيلة كثيرا حيث كان لاعبو المحمدية “طايرين” وهو شيء طبيعي، بالنظر للحرارة التي يتمتع بها أشبال المدرب بوشيبة عكس الأولمبي الذي لم يستقدم لاعبين يمكنهم الدفاع على ألوان الفريق، باستثناء بعض الذين يؤدون دورهم كأنهم أبناء الفريق لكن هذا لا يكفي للعب في القسم الثاني المحترف الذي تعتبر فيه الخبرة من أهم عواملتحقيق النتائج الإيجابية. هجوم “راقد“ وخط الدفاع غائب تصوروا أن هجوم الأولمبي طيلة 90دقيقة لم يقم سوى بمحاولتين حقيقيتين، الأولى سجل منها الهدف الأول في الدقيقة العاشرة والثانية ضيع منها القاضية في (د47)، حيث اعتمد على الكرات الطويلة التي سهلت مهمة دفاع وحارس المحمدية اللذين اقتنصا جميع الكرات العالية، وعلى النهج نفسه كان الدفاع ثقيلا وناقص التركيز خاصة من لاعبي الرواقين بلهادي وبودماغ، اللذين كانا غائبين وضيعا كرات عديدة كانت بإمكانها أن تصنع الفارق، بالإضافة إلى لاعبي المحور لحسن وبوعبد الله اللذين لم يقدما ما كان منتظرا منهما حيث كاد لحسن يكلف الفريق المداني غاليا في فرصتين حين ضيع الكرة داخل منطقة العمليات، ونشير إلى أن الأولمبي لم يقم بأي شيء لافتكاك نقاط الفوز ولا تزال تشكيلة الأولمبي تنقصها عمل كبير لمسايرة أجواء البطولة. لونيسي 90 دقيقة واقف “ما سكتش” كان المدرب خالد لونيسي يعرف جيدا صعوبة المهمة أمام منافس يلعب كرة نظيفة خارج ميدانه، لذلك طلب لونيسي من لاعبيه نسيان لقاء رائد القبة وعدم الاعتقاد أنهم بلغوا هدفهم، وقد ظل المدرب طيلة 90 دقيقة واقفا يقدم النصائح والتوجيهات للاعبيه غير أن كل ذلك لم يجد نفعا أمام الأداء الهزيل للاعبيه الذين أهدوا كرات سهلة بطرق تافهة للمنافس، ليتأكد لونيسي أن المهمة صعبة وأن عملا كبيرا ينتظره. نايلي أنقذ الفريق وبلڤرفي ضيع القاضية من خلال مباراة سريع المحمدية خاصة في الشوط الثاني الذي عرف انتعاشا في وتيرة اللعب، وتألق في هذه المواجهة الحارس نايلي الذي كان في يومه وأنقذ الفريق من أهداف محققة، وعلى صعيد آخر فإن اللاعب بلڤرفي وليد هداف الفريق منذ بداية البطولة ضيع القاضية في (د47) حين أهدر فرصة حقيقية كان فيها وجها لوجه في منطقة ستة أمتار تصدى لها الحارس واضح بأعجوبة، وكانت ستقلب موازين المباراة. تشيكو يسجل أول أهدافه سجل وسط ميدان الأولمبي تشيكو محمد أول أهدافه مع المدية هذا الموسم في مقابلة المحمدية في الدقيقة العاشرة، حيث قام بعمل فردي رائع من وسط الميدان بعد مراوغته دفاع السريع وحارس المرمى واضح وأسكن الكرة في الشباك دون عناء، وقد أدى تشيكو مباراة مقبولة وكان باستطاعته تقديم الأفضل لولا استبداله بزميله مغوفل في (د63)، وكان تشيكو قد سجل حضوره للمرة الرابعة على التوالي في التشكيلة الأساسية، وأصبح ركيزة في تشكيلة المدرب الهادي لونيسي. بلطرش الأحسن كان كل لاعبي الأولمبي خارج الإطار باستثناء اللاعب العائد بلطرش مولود صانع الألعاب، الذي رغم معاناته من الناحية البدنية بسبب تأخره في الالتحاق بالتدريبات، إلا أنه برز بتموقعه الجيد على الميدان وتمريراته الدقيقة وحرارته في اللعب، حيث ظهر بمستوى أفضل من بعض المستقدمين الذين أمضوا بمبالغ معتبرة والفائدة “يجيب ربي”، كما كان دخول المهاجم ميمون مكان زميله المدافع بلهادي موفقا إذ حرك الهجوم وقدم لزملائه كرات لم يستغلوها وشكل خطورة نسبية على دفاع المحمدية بفضل سرعته ومراوغاته. لونيسي غاضب من الدفاع أبدى الطاقم الفني للشفة غضبه الشديد من المدافعين في مقابلة المحمدية، بعد تلقيهم هدف تعادل من كرة ثابتة مع بداية الشوط الثاني من خلال خطأ في المراقبة بالإضافة إلى نقص التركيز، وهو الأمر الذي كلفهم غاليا بتعادلهم وهذه الأخطاء تكررت للمرة الثانية حيث ارتكبت أمام مولودية باتنة في الجولة الأولى من البطولة، حين تلقى دفاع أبناء لونيسي هدفين بالإضافة إلى هدف القبة لكنهم لم يستخلصوا العبرة. ومطالب بالتغييرات وعليه فإن الطاقم الفني للأولمبي مطالب بإجراء تغييرات على التشكيلة المعنية بالمباراة القادمة أمام أمل مروانة في الدفاع والهجوم، بالاعتماد على لاعبين مثل جبارات وشيخي أو بلحمري من أجل العودة بقوة في البطولة ومراقبة السباق عن قرب، وسيعمل المدرب مع المجموعة بداية من حصة الاستئناف لإيجاد الحلول اللازمة للقيام بهذه التغييرات بالاعتماد على الأكثر حرارة وجاهزية في المباريات المتبقية. بلڤرفي: “أعد الجمهور بالتدارك في المباريات القادمة” عقب نهاية المباراة تحدثنا مع المهاجم بلڤرفي الذي أكد لنا أن سريع المحمدية فريق جيد لا يستهان به، وأن المركز الذي يحتله مع بداية البطولة لم يأت صدفة لأنه يلعب كرة قدم نظيفة، وأن فريقه لم يستغل الفرصة باستقباله للسريع في ملعب إمام إلياس من أجل تقليص الفارق عليه لكنه اكتفى بنتيجة التعادل، ووعد بلڤرفي الجمهور “المداني” الذي تنقل بقوة لمساندتهم بالتدارك في الجولات القادمة، لأن الفريق يملك تشكيلة باستطاعتها قول كلمتها.