بمجرد أن احتلت المولودية المركز الأول بعد فوزها على أهلي برج بوعريريج، بدا مدرب المولودية قلقا جدا من أن تكون لهذه الصدارة انعكاسها السلبي على أداء الفريق في المباريات القادمة بسبب الضغط الذي قد يعاني منه اللاعبون، حيث أكد المدرب روابح أنه من الخطأ أن يتحدث السعيديون عن الصدارة والبطولة في جولتها الثالثة، مشيرا إلى أن هذا الأمر قد يزيد من الضغط على اللاعبين مستقبلا، لذلك لا يرى المدرب روابح أي داعي لإعطاء أهمية بالغة للمرتبة التي تحتلها المولودية ويريد أن يحافظ على تركيز لاعبيه قصد ضمان المزيد من النقاط واستغلال المعنويات الجيدة للعودة بنتيجة ايجابية من تلمسان. يتخوّف من الضغط والغرور قبل مواجهة تلمسان ولعل الأمر الذي جعل المدرب روابح يتخوّف من أن تنعكس الصدارة الحالية سلبا على لاعبيه هو دخولهم اللقاء القادم أمام تلمسان بنوع من الضغط أو الغرور الذي قد يصيب اللاعبين بسبب تفكيرهم بمنطق الصدارة التي يحتلونها حاليا، لذلك سيكون أمام المدرب روابح عمل نفسي كبير خلال هذا الأسبوع حيث سيحاول أن ينزع من ذهن اللاعبين فكرة الاهتمام بالصدارة وأن يجعلهم يركزون أكثر لضمان العودة بنتيجة ايجابية من تلمسان. الهدف واضح والمطلوب المزيد من النقاط يبقى الأكيد أن الهدف الذي سطرته المولودية هذا الموسم واضح وضوح الشمس وهو ضمان البقاء، وهذا الأمر يجب أن يتذكره اللاعبون –حسب روابح- جيدا حتى يواصلوا تحقيق النتائج الايجابية ويعملوا على استغلال الفرصة في الفترة الحالية وأن يضمنوا أكبر عدد ممكن من النقاط، لأن المرحلة الحالية سهلة مقارنة بمرحلة الإياب الذي تكثر فيها الحسابات وتشتد فيها المنافسة سواء بين فرق المقدمة أو فرق المؤخرة، فالسعيديون لا يريدون أن يتكرر السيناريو الذي عاشته المولودية قبل ثلاثة مواسم حين عانى فريقهم كثيرا قبل أن يضمن بقاءه في نهاية المطاف. الأمر الايجابي الوحيد في الصدارة هو النقاط السبع ورغم أن الصدارة لا تعني شيئا للتشكيلة التي تفكّر بمنطق كسب أكبر عدد من النقاط في هذه المرحلة، لأن لاعبيها يعلمون جيدا أن الحديث عن الصدارة في أول ثلاث مباريات أمر مبالغ فيه ولن يغيّر شيئا من الهدف الذي تسعى التشكيلة إلى تحقيقه وهو البقاء، لكن يبقى الأمر الايجابي لاحتلال المولودية صدارة الترتيب هو النقاط السبع التي حصدتها التشكيلة في ثلاث مباريات فقط، وهو الأمر الذي يبشّر بموسم رائع شبيه بالموسم الذهبي الذي عاشته المولودية قبل ثلاث سنوات، رغم أن المعطيات تشير إلى أن بداية هذا الموسم أفضل بكثير من الموسم السابق لأن المولودية حققت حينها أربع نقاط فقط من ثلاث مواجهات واليوم حققت سبع نقاط كاملة من ثلاث مباريات. روابح: “الحديث عن الصدارة سيزيد من الضغط“ وصف المدرب روابح الحديث عن الصدارة في الوقت الحالي بالخطأ، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيزيد من الضغط على اللاعبين مؤكدا أن هدف الفريق المسطر هذا الموسم واضح، فقال: “من الخطأ أن نتحدث عن المرتبة الأولى والبطولة في جولتها الثالثة. تحدثنا مع اللاعبين وقلنا لهم إن هدفنا المسطر هو محاولة استغلال الفرصة لضمان أكبر عدد ممكن من النقاط لكن دون غرور، أما إذا فكرنا بمنطق البحث عن الريادة مستقبلا فهذا الأمر سيزيد من الضغط على اللاعبين وسيكون له انعكاسه السلبي على المجموعة، كما قلت هدف الفريق واضح وسطّرناه منذ البداية. على العموم الأمر الذي يجب التفكير فيه حاليا هو المزيد من النقاط وكيفية تصحيح النقائص التي يعانيها الفريق في أقرب وقت”. الأنصار يُباشرون التحضيرات مبكرا لغزو تلمسان بعد الفوز المحقق أمام أهلي البرج، وبعد أن واصلت المولودية تحقيق نتائجها الايجابية في بطولة هذا الموسم، استطاع لاعبو “الأمسياس“ تعزيز الثقة بينهم وبين أنصارهم بدليل أن ملعب 13 أفريل شهد إقبالا غفيرا في اللقاء السابق الذي لعب السبت الماضي والذي وقف فيه أنصار المولودية وراء فريقهم وكانوا لهم الفضل في تحقيق الفوز، بدليل أنهم لم يفقدوا الأمل رغم مرور 80 دقيقة وواصلو هتافاتهم وتشجيعهم لرفقاء طواولة الذين تمكنوا من افتتاح باب التسجيل عن طريق الشاب بوسماحة الذي وضع المولودية في صدارة الترتيب بسبع نقاط. كل الطرق تؤدي إلى تلمسان نهاية هذا الأسبوع ولأن أنصار المولودية يدركون جيدا أهمية وجودهم في المباريات التي ستلعب خارج الديار ويدركون أن مساندتهم للاعبين قد يجعلهم يكررون سيناريو لقاء اتحاد العاصمة الذي تابعه ما يفوق 300 مناصر سعيدي، يعوّل “القراصنة“ على التنقل بقوة إلى ملعب تلمسان هذا الجمعة. فبمجرد نهاية اللقاء السابق أصبح الحديث منصبا لدى الجماهير السعيدية عن كيفية التنقل رفقة التشكيلة قصد مساندتها في تخطي العقبة القادمة، ليباشر بعدها السعيديون تحضيراتهم مبكرا لغزو تلمسان خاصة أن المسافة الفاصلة بين سعيدة وعاصمة الزيانيين ليست طويلة ولن تستغرق سوى 3 ساعات على أقصى تقدير. اللعب ليلا والنقل التلفزيوني لن يثني من عزيمتهم مثلما يعلم الجميع سيلعب اللقاء بين وداد تلمسان ومولودية سعيدة هذا الجمعة القادم على الساعة السابعة، ولعل تحديد توقيت هذه المواجهة يؤكد أن إمكانية النقل التلفزيوني تبقى واردة جدا بالنظر إلى المرتبة التي تحتلها المولودية من جهة وبالنظر أيضا إلى أهمية اللقاء الذي يعتبر “داربي“ قوي يجلب اهتمامات الكثير من المتتبعين. ورغم كل ذلك إلا أن هذه الأمور لن تثني من عزيمة السعيديين على التنقل إلي تلمسان على أمل أن يعود الجميع إلى سعيدة فرحين بنتيجة ايجابية تؤكد الانطلاقة الجيدة للمولودية في بداية هذه البطولة. ------------------- روابح يثني على مسجل هدف الفوز بوسماحة بعد نهاية اللقاء تحدث المدرب روابح عن تألق لاعبه الشاب بوسماحة فقال: “كنا نفكر في إقحام هذا اللاعب من قبل، لقد كان ضمن استراتيجيتنا خاصة بعد مردوده الطيب الذي ظهر به خلال الأسابيع الثلاثة، حيث لاحظنا عمله المنتظم والتطور في مستواه من فترة لأخرى. لم نشأ أن ندخل منذ البداية لأن هذا الأمر صعب جدا، فاللاعب لا يزال شابا وتنقصه الكثير الخبرة، لكننا حضرناه نفسيا حتى يكون الورقة الرابحة التي نعتمد عليها في الشوط الثاني. أتمنى أن تكون مشاركته بادرة خير في المباريات القادة وأتمنى أن يعطي المثل لبقية الشبان. هدفنا منذ البداية واضح وسياستنا هي إدماج أكبر عدد ممكن من الشبان لكن يجب الصبر وانتظار الفرصة اللازمة ويجب أيضا على كل الشبان العمل لإثبات إمكاناتهم وعندها لن نتوانى في منحهم الفرص للمشاركة“. “بوسماحة يملك إمكانات عالية وعليه بمواصلة العمل أكثر” وواصل المدرب روابح حديثة عن اللاعب بوسماحة وعن الشبان الذين ينتظرون فرصتهم للمشاركة ضمن الأكابر قائلا: “بوسماحة يملك إمكانات عالية لكنه مطالب بالعمل أكثر لتقديم المزيد. أمر جيد أن يسجل لاعب شاب في أول ظهور له وفي وضعية وظروف صعبة، نتمنى له كل الخير فهو لاعب يملك إمكانات عالية لكن يجب عليه وعلى كل اللاعبين أن يواصلوا العمل أكثر لأننا لا زلنا في بداية المشوار والمباريات القادمة ستكون أصعب”.