رغم النتيجة الإيجابية الرابعة على التوالي التي نجحت جمعية الشلف في تحقيقها أول أمس في تيزي وزو أمام شبيبة القبائل، والنقطة الثمينة التي عادت بها، إلا أنها لم تكن لتحجب الملاحظات عن المدرب إيغيل مزيان الذي دوّن الكثير منها في مفكرته، وسيحاول دراستها ومناقشتها مع لاعبيه قبل اللقاء الكبير المرتقب أن يجمع الشلف بمولودية الجزائر مساء الجمعة على ملعب محمد بومزراڤ، لحساب الجولة السادسة من البطولة. اللاعبون تحمّلوا كثيرا عبء المباراة وبالعودة إلى مجريات اللقاء، فإن الجميع يكون قد لاحظ الضغط الرهيب الذي عاشته التشكيلة الشلفية خاصة في المرحلة الثانية من المباراة، حين تحمّل اللاعبون عبء المباراة، وخاصة خط الوسط والدفاع، الأمر الذي دفع بالمدرب إيغيل مزيان إلى القيام بتغيير تكتيكي بإخراجه المهاجم سوڤار وإشراك بن طوشة مكانه، وهذا لتحصين الدفاع والإبقاء على صلابة دفاعه. نقص الأداء زاد في متاعب الفريق لعل الأمر الذي ساهم في زيادة الضغط على العناصر الشلفية حسب المتتبعين هو نقص أداء التشكيلة الشلفية من حيث الانسجام والتنسيق بين اللاعبين، لأن الخبرة التي تتمتع بها العناصر التي شاركت في اللقاء تعد كبيرة، وكان في وسعها تسيير اللقاء مثلما تشاء، لكن نقص التنسيق بدا ظاهرا، حيث كان باستطاعة اللاعبين الاعتماد على الكرات القصيرة والسريعة لتشتيت دفاع الشبيبة والتخفيف من عبء المباراة عن المدافعين، لكن نقص الأداء زاد في متاعب الفريق. التغييرات جاءت متأخرة كما كانت تغييرات المدرب إيغيل مزيان بعض الشيء متأخرة، فلا أحد يشكك في حنكة إيغيل ولا تجربته الطويلة، وإنما الظروف التي كان يمر بها الفريق خاصة في الربع ساعة الأخير ومع الضغط الرهيب الذي كان يعيشه الفريق كان على الأرجح القيام بتغيير يكسّر به الريتم العالي الذي فرضته الشبيبة والضغط الذي فرضته على مرمى غالم، لكن تغييرات إيغيل كانت في الوقت بدل الضائع (أشرك بن طوشة وعلي حاجي مكان غربي وسوڤار على التوالي في الد90+3)، قد يكون الهدف منها كسب الوقت. الهجوم ظل معزولا والوسط أثار حفيظة إيغيل ومن بين النقاط التي تحسب على تشكيلة الشلف رغم النتيجة الإيجابية التي عادت بها هي الانعزال الذي عانى منه الثنائي سوڤار وسوداني في الهجوم، حيث كان بوسع مسعود وجديات تقديم الدعم الكافي لزملائهم، لكن اكتفائهما بالدفاع لاسيما في الشوط الثاني أثر بالسلب على أداء الفريق، وهذا ما انقلب بالسلب على خط الوسط الذي تأثر بالتعب وتراجع بفعل ضغط الشبيبة، وهذا ما أثار حفيظة إيغيل، حيث كان يأمل أن يساهم الوسط في دعم الهجوم، وليس في العودة إلى الخلف وفتح المجال أمام الشبيبة لتناور وتفرض ضغطها. مسعود : “ثقل أرضية الميدان والتعب أثّرا علينا ولكن التعادل أراحنا” اعتبر مسعود محمد العودة بنقطة التعادل من تيزي وزو نتيجة إيجابية سمحت لهم بتأكيد الانتصارات الأخيرة في البطولة، وأما عن المردود الذي كشفوا عنه في المرحلة الثانية والذي كان متواضعا فقال : “الشوط الأول من اللقاء دخلناه من دون عقدة وخلقنا عدة فرص للتهديف، لكن في المرحلة الثانية ومع سقوط الأمطار التي أثرت على أرضية الميدان وجعلتها ثقيلة، فضلا عن التعب الذي أصابنا نتيجة كثافة المنافسة، تراجعنا إلى الخلف وفتحنا المجال للشبيبة لتفرض طريقة لعبها، وعلى كل حال المهم بالنسبة لنا هو أننا عدنا بنقطة ثمينة من تيزي وزو وهذا ما أراحنا”. ---------- عبد السلام: “ليس من السهل العودة بالتعادل من تيزي وزو” بداية ماذا تقول عن المباراة التي لعبتموها أمام فريقك السابق شبيبة القبائل؟ المباراة كانت صعبة على الفريقين بالنظر إلى حاجة كل منهما لنقاطها، وكما تابعتم تمكنا من فرض منطقنا من البداية وعرفنا كيف نمتص حرارة لاعبي الشبيبة خاصة في الشوط الثاني، على العموم تمكنا من العودة إلى الشلف بنقطة مستحقة. ما تعليقك على التعادل الذي سجلتموه؟ العودة من تيزي وزو بالتعادل تعتبر نتيجة في غاية الأهمية لأنه ليس من السهل الصمود أمام الشبيبة في ملعب أول نوفمبر، على العموم نحمد الله كثيرا بما أننا تمكنا من تأكيد النتائج الإيجابية المحققة من قبل التي رفعت معنوياتنا كثيرا خاصة أن العديد من المتتبعين شككوا في قدراتنا وحكموا علينا بالفشل بمجرد تعثرنا في المباراة الأولى أمام بجاية. كيف بدت لك المباراة؟ كانت في غاية الصعوبة وهذا كان متوقعا نظرا لحاجة كل فريق الماسة إلى النقاط الثلاث، خاصة منافسنا الذي دخل المباراة وهو منتشٍ بالفوز الذي عاد به من البرج وكان مطالبا بالتأكيد أمامنا، أما بالنسبة لنا فإن الجميع في الشلف كانوا ينتظرون عودتنا بنتيجة إيجابية بعد الانتصار العريض الذي سجلناه أمام العلمة. البعض قالوا إن الشلف كان بإمكانها العودة بالفوز لو واصلت اللعب بطريقة الشوط الأول. أعتقد أنه لو واصلنا اللعب بالطريقة التي لعبنا بها المرحلة الأولى لكان بإمكاننا التسجيل في مرمى الشبيبة، لكن اعتماد مدرب المنافس على عدد كبير من المهاجمين أجبرنا نحن لاعبي الوسط على العودة إلى الخلف لتخفيف الضغط على زملائنا في الدفاع. كيف ظهر لك المنافس شبيبة القبائل؟ الشبيبة تبقى قوية حتى وإن تعثرت أمامنا وذلك بالنظر إلى الأسماء التي تضمها وبإمكانها العودة والتدارك في اللقاءات الموالية بكل سهولة. كيف تقيّم مردودك في هذا اللقاء؟ شعرت بأن مردودي كان إيجابيا مثل بقية زملائي، خاصة أننا كنا أصحاب القرار فوق الميدان بسبب انتشارنا الجيد عكس المنافس الذي بدا لاعبوه مرتبكين. بعد الهزيمة في بجاية الفريق عرف انتفاضة كبيرة بتحقيق ثلاثة انتصارات وتعادل، كيف تنظر إلى هذه النتائج؟ في البداية يجب أن لا نمر مرور الكرام على الجهود الكبيرة التي يبذلها أعضاء الطاقم الفني مع الفريق ليس في الأيام الأخيرة بل منذ بداية التحضيرات، حيث أصبحت نية كل واحد هي قيادة الفريق إلى تحقيق نتائج طيبة ومواكبة سير البطولة أو البقاء على صلة بأصحاب المقدمة، أما عن النتائج فأعتبرها منطقية بما أننا عقدنا العزم على الفوز بكل المباريات التي ستجري بملعبنا والعمل على جلب أكبر عدد من النقاط من خارج الشلف. وكيف تنظر إلى اللقاء القادم أمام المولودية الذي سيعرف حضورا جماهيريا قويا هذه المرة؟ نحن نعمل على تسيير لقاءاتنا واحدا بواحد، فبعد أن أنهينا لقاء الشبيبة تفكيرنا أصبح مركزا على المباراة المقبلة التي سنحضر لها بجدية شديدة رغم ضيق الوقت. صحيح أن هذه المباراة ستعرف حضورا جماهيريا قويا أتمنى أن يكون سندا حقيقيا لنا إلى النهاية وأعرف أن المولودية كثيرا ما سبّبت مشاكل للجمعية بملعب بومزراڤ، لكننا هذه المرة مجنّدون للإطاحة بها وإبقاء النقاط الثلاث هنا بالشلف. هل بإمكانكم إكمال الموسم بالصورة التي أنتم عليها الآن؟ أقول لك باختصار إن الشلف لها كلمة تقولها في بطولة هذا الموسم. ---------------------- ملولي أنهى المباراة مصابا تعرض المدافع المحوري فريد ملولي لإصابة في المرحلة الثانية من المباراة على مستوى الرأس اضطرت الطاقم الطبي للتدخل وتقديم إسعافات أولية للاعب، لكن هذه الإصابة التي لحقت بملولي بعد تدخل خشن من أحد مهاجمي الشبيبة لم تمنعه من إنهاء المباراة بقوة، بل واصل مهمته كما يجب وأنهى اللقاء بنفس القوة التي دخل بها. زازو أغلق بإحكام الجهة اليسرى عرف الظهير الأيسر سمير زازو كيف يغلق وبإحكام الجهة اليسرى التي كانت تشكل خطورة على مرمى الجمعية، خاصة مع تحركات اللاعبين نساخ ويعلاوي، لكن خبرة زازو وحنكته الكبيرة في التعامل مع المواقف والمباريات الصعبة أهلته ليحافظ على صلابة الجهة اليسرى. مكانة مكيوي صارت صعبة المنال مع مرور الجولات والمنافسة الكبيرة التي كسبها زازو بألوان الجمعية، فإن الأضواء بدأت تطفأ على صاحب هذا المنصب في المواسم الماضية موسى مكيوي الذي لم تتح له الفرصة سوى مرة واحدة للمشاركة كأساسي، وكان ذلك في لقاء الجولة الأولى أمام شبيبة بجاية، ومنذ تلك الجولة لم تطأ قدما مكيوي أرضية الميدان كأساسي، وهذا ما يؤكّد أن مكانته ضمن التشكيلة الأساسية صارت صعبة المنال. سنوسي يوقف حملات يعلاوي تمكّن الظهير الأيمن سنوسي بن زيان من إيقاف حملات نبيل يعلاوي، وحدّ كثيرًا من حملاته الهجومية التي كان يقودها، لاسيما أن هذا الأخير كانت انطلاقاته سريعة وتوزيعاته دقيقة، لكن مع قوة سنوسي الدفاعية وجد يعلاوي صعوبات كبيرة في تجاوزه وتشكيل خطورة على مرمى غالم، ليثبت سنوسي مرة أخرى أنه من اللاعبين أصحاب الخبرة والتجربة في تغطية الرواق الأيمن الذي كان يمثل بالنسبة للشلف حلقة ضعف كبيرة. ڤيڤر اضطر إلى تعويضه بيونس من بين النقاط التي تؤكد تألق سنوسي في مباراة الثلاثاء قيام المدرب السويسري “ألان ڤيڤر” بتعويض يعلاوي في المرحلة الثانية، حينما لاحظ عليه صعوبة في تخطي الظهير الأيمن سنوسي، لذا قام بإخراجه وتعويضه بيونس سفيان، لكن حتى هذا الأخير لم يغيّر في المباراة أي شيء، طالما أن سنوسي كان في يومه وأغلق الجهة اليمنى بإحكام. إيغيل يعوّل على تجربته للحد من قوة المولودية يعوّل التقني الشلفي كثيرا على خبرة سنوسي وتجربته الطويلة مع الأندية الكبيرة التي لعب لها، سواء سعيدة، البليدة أو المولودية الموسم الماضي، ليجدد ثقته فيه في لقاء الجولة القادمة أمام مولودية الجزائر فريقه السابق، كما أنه وبحكم الموسم الجيد الذي قدّمه العام الماضي مع “العميد” فإن تجربة سنوسي لا بد أن تكون حاضرة للحد من قوة المولودية. غربي تكفّل بحراسة يحيى شريف أسند المدرب إيغيل مزيان مهمة حراسة صانع ألعاب الشبيبة يحيى شريف إلى وسط ميدانه الشاب غربي صبري الذي عرف كيف يقلق زميله السابق في المنتخب الوطني للأواسط وحد كثيرا من خطورته، ولو أن يحيى شريف تمكن في بعض المرات من تهديد مرمى غالم إلا أن غربي كان حاضرا في أغلب فترات اللقاء وبذل مجهودات كبيرة ليكون في مستوى الثقة التي وضعها فيه إيغيل. عبد السلام قلّل من قوة تجار كما قلل شريف عبد السلام من قوة تجار ولازمه كظله طيلة فترات اللقاء، وفضلا على هذا فإن عبد السلام أكد في وقت سابق بأن قوة الشبيبة دائما تأتي من خط وسطها القوي، وهذا ما يكشف أن عبد السلام درس جيدا قوة الشبيبة ويعرفها جيدا بحكم السنوات التي قضاها بألوان “الكناري”، ليستغل هذا الأمر في لقاء الثلاثاء ويقدم وجها طيبا. محمد رابح يتحيّن الفرصة لتأكيد قوته وبما أن خط وسط الجمعية كان ثريا وقويا فإن الصراع سيكون على أشده هذا العام للظفر بمكانة أساسية في تشكيلة إيغيل مزيان، وهذا ما ينطبق على غربي، عبد السلام، بن طوشة، زاوش ومحمد رابح، حيث يبحث هذا الأخير عن أقل فرصة تمنح له ليؤكد قوته ومهاراته مع الجمعية، لاسيما أن اللاعب كان يعد الموسم الماضي من بين أهم ركائز الفريق، ولغة الأرقام تؤكد ذلك طالما أنه شارك في 28 مباراة كاملة. مسعود وجديات لم يجدا معالمهما فوق الميدان لم يتمكّن الثنائي مسعود وجديات من فرض نسوجهما الكروية الجميلة فوق الميدان، ولا إمتاع “الشلفاوة” الذين تنقلوا إلى ملعب أول نوفمبر لمؤازرتهما، بل اكتفى اللاعبان بخلق بعض اللقطات المحتشمة في المباراة، ولم تمر الكرات بين اللاعبين بشكل جيد، وهذا ما يؤكد أن مسعود وجديات لم يجدا معالمهما فوق أرضية الميدان بعد. سوڤار أخطر عنصر وأحسن لاعب خرج محمد سوڤار أحسن عنصر في تشكيلة الشلف بعد الحارس غالم محمد، ليس لكونه شكّل خطورة كبيرة على الحارس عسلة ولا لمراوغاته التي أقلق بها كثيرا الظهير الأيمن رماش، وإنما للدعم الكبير الذي قدمه لزملائه سواء في الدفاع أو وسط الميدان، حيث أينما توجه نظرك تجد سوڤار يدافع أو يهاجم أو يتربص لخطف كرة من لاعبي الشبيبة، وأما عن الكرات الدفاعية فإنه أبعد في إحدى الهجمات المعاكسة للشبيبة الكرة من أمام قدمي يحيى شريف إلى الركنية حيث عاد من الهجوم ليساعد الدفاع، بينما في الهجوم فقد استلم كرة جيدة من مسعود ثم راوغ بطريقة فنية جميلة رماش وتوغل وسدّد كرة أرضية تجد الشباك الصغيرة للحارس عسلة. سوداني يفشل في تعميق الفارق عن ملاحقه فشل هدّاف البطولة هلال العربي سوداني في تعميق الفارق عن ملاحقه في سلّم أحسن هدافي البطولة أول أمس أمام شبيبة القبائل، والسبب ليس في تضييعه لعدد من الفرص السانحة للتهديف، وإنما اللاعب لم ينجح حتى في التحرر أمام مرمى الحارس عسلة، وهذا للمراقبة اللصيقة التي فرضها عليه المدافع بلكالام، وأيضا غياب الدعم عنه من زميله مسعود وجديات. رحلة العودة تأخرت بساعتين كانت أمنية الجميع العودة إلى الشلف في أسرع وقت للاستراحة خاصة أن الفريق مقبل على التحضير لمباراة أخرى لا تقل أهمية عن مباراة الشبيبة، لكن رحلة العودة تأخرت بساعتين تقريبا بسبب غلق الطريق نتيجة حادث مرور في مدينة الرغاية، وهو الأمر الذي جعل الوفد يصل إلى الشلف في حدود منتصف الليل. عناصر الشلف ضيّعت 10 ملايين بما أن علاوة الفوز على شبيبة القبائل كانت مقدرة بعشرة ملايين سنتيم فإن لاعبي الجمعية ضيعوا على أنفسهم هذه القيمة بعد أن اكتفوا بالتعادل.