أثارت قائمة لاعبي المنتخب الوطني التي كشف عنها الناخب عبد الحق بن شيخة تحسبا للقاء “لوكسمبورغ” الودّي، العديد من ردود الأفعال وسط الشارع الرياضي الجزائري... حيث راح البعض يتحدث عن الإقصاء النهائي للاعبين الذين خلت القائمة من أسمائهم، فيما راح البعض الآخر يعتبر الأمر مجرد خيارات من أجل تجريب لاعبين جدد في لقاء ودي لا يسمن ولا يغني من جوع، ولعلّ ما علل فرضية إمكانية الاستغناء النهائي عن بعض العناصر في صورة غزال، بلحاج وعبدون هو عدم اتصال المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية بأي واحد منهم من أجل تطمينهم على مكانتهم مستقبلا، أو من أجل تقديم توضيحات لهم عن سرّ هذا الإبعاد، غير أن الناخب بن شيخة فعل عكس ذلك مع لاعبين حرمته الإصابة من خدماتهم في صورة مطمور مثلا. اتصل به هاتفيًا واطمأن على أحواله الصحية وحسب ما علمته “الهدّاف” فإنّ بن شيخة اتصل في الأيام الأخيرة التي تلت إعلانه القائمة الرسمية للقاء “لوكسمبورغ” بوسط ميدان “بوريسيا مونشنغلادباخ” كريم مطمور واطمأن على حالته الصحية، كما استفسره عن تاريخ عودته إلى المنافسة الرسمية، وعن البرنامج الذي يتبعه من أجل التماثل للشفاء والعودة السريعة إلى الميادين، مانحا إياه ضمانات بأنه كان ولا يزال ضمن مخططات المنتخب الوطني، وأنه في منأى عن أي إبعاد من التعداد، فضلا عن أنه عبّر له عن حاجته إلى خدماته تحسبا للتحديات الرسمية المقبلة، ويكون بن شيخة حسب ما علمناه قد طلب من مطمور أن يتخذ كل وقته في العلاج، حتى يشفى نهائيا من إصابته، ويكون جاهزا للعودة إلى صفوف المنتخب وهو في كامل لياقته وقواه. كان يفعل هكذا مع زياني عندما كان مصابًا وسار بن شيخة مع مطمور على نفس النهج الذي سلكه مع وسط الميدان كريم زياني عندما كان مصابا، لأن الرجل رغم أنه لم يتعامل مع اللاعب بصفة رسمية حتى الآن، إلاّ أنه كان يتصل به هاتفيا ويسأل عن أحواله الصحية، ما يؤكد حقا أنه عندما يكون مهتما بلاعب ما وعندما لا يفكّر في إبعاده يبقى في اتصال دائم به، عكس ما فعله مع اللاعبين الذين قام بإبعادهم مؤخرا عن لقاء “لوكسمبورغ”، حيث لم يكلف نفسه عناء الاتصال بأي أحد منهم. مطمور عنصر أساسي والتفكير في إزاحته جنون ويكون بن شيخة قد أحسن صنعا لما سأل عن مطمور، لأن اتصاله من شأنه أن يرفع من معنوياته ويشجعه في هذا الظرف العصيب الذي يمرّ به في ظل عدم تماثله للشفاء من الإصابة اللعينة التي يعاني منها منذ فترة، كما يكون قد أحسن صنعا لإبقائه عليه ضمن مخططاته، لأن مجرد التفكير في إبعاده على غرار العناصر التي أبعدها يعدّ جنونا، فما بالك أن يقوم بإبعاده بصفة رسمية، لا لسبب سوى أنه أحد العناصر الأساسية التي لا بد من بقائها ضمن التعداد. حتى التفكير في إزاحة غزال وبلحاج نهائيًا غير عادٍ ورغم أننا لسنا على دراية إن كان قرار التخلي عن الثنائي غزال وبلحاج قرارا نهائيا أم أنه مجرد خيار تحسبا للقاء الودي المقبل، على أن يعودا بداية من لقاء تونس الودي في فيفري من السنة الجديدة، إلا أن التفكير في إبعاد هذا الثنائي نهائيا يعد الجنون في حدّ ذاته، لأنه لا أحد ينكر ما قدمه الثنائي للمنتخب منذ انضمامه، فضلا عن أن لا أحد يشك في إمكاناتهما الكبيرة، سواء غزال الذي لا يسجل في باري لكنه يقوم بمجهود كبير، أو بلحاج الذي نقرّ بأن مستواه انخفض بعض الشيء منذ انضمامه إلى البطولة القطرية، إلا أنه قادر على استعادة توازنه عن قريب، وحينها قد نندم لإزاحته لاسيما في ظل افتقار الكرة الجزائرية لظهير أيسر مثله.