وجّه المدرب الإسباني لويس أراڤونيس المتواجد حاليا بدون منصب رسالة مباشرة إلى مسؤولي الاتحادية الجزائرية مفادها أنه مستعد لمساعدة المدرب الوطني الحالي عبد الحق بن شيخة، فمن خلال الحصة التي أعدتها الجزيرة الرياضية بمناسبة عيد ميلادها السابع والتي خصصت لكواليس المونديال والتغطية التاريخية لكأس العالم من طرف القناة القطرية، نزل مدرب المنتخب الإسباني السابق ضيفا على "بلاطو" الزميل لخضر بريش مباشرة من مدريد وهو الذي كان ضمن قائمة المحللين في الجزيرة الرياضية أثناء مونديال جنوب إفريقيا، حيث عرض حصيلة التجربة التي خاضها الصيف الماضي، وفي نهاية الحصة وجّه مقدم الحصة التونسي هشام الخلصي رسالة مشفرة إلى المدرب الوطني الحالي عبد الحق بن شيخة وقال له: "ها هو المدرب أراڤونيس واطلب منه مساعدتك في مهمتك على رأس الخضر"، فما كان منه سوى الرد بابتسامة عريضة. بن شيخة أكد أنه شرف له أن يساعده أراڤونيس ولم يخف بن شيخة استعداده لتقبّل النصح والمساعدة من المدرب الذي قاد إسبانيا إلى التتويج بالكأس الأوروبية سنة 2008، حيث قال: "أتشرف بأن يساعدني مدرب مثل أراڤونيس، خبرته وتجربته كبيرة وهذا شرف كبير لي"، كلام بن شيخة لا ندري إن كان مجرد مجاملة للمدرب الكهل أم أنه فعلا يتمنى أن يكون إلى جانبه المدرب الذي سبق له قيادة أقوى الفرق الأوروبية، لكن من خلال كلامه لمسنا أنه فعلا يتمنى أن يكون إلى جانبه مدرب "لاروخا" السابق. بطل أوروبا أكد أنه بدون منصب حاليا وتابع أراڤونيس أنه مستعد لتقديم المساعدة حيث يتواجد حاليا بدون منصب عقب مغادرته لنادي بيشكتاش التركي نهاية الموسم الماضي، فبعد "أورو 2008" خاض تجربة في تركيا قبل أن يعود حاليا إلى بلاد الأندلس ويتواجد بدون منصب، وهو ما جعله يؤكد لقناة الجزيرة أنه بدون عمل ويتشرّف بالعمل مع "الخضر"، وربما تكون رسالة مباشرة يريد من خلالها خوض تجربة في شمال إفريقيا بعد تألقه في القارة العجوز. الكرة في مرمى روراوة للاستفادة من داهية في كرة القدم ولا ينكر إلا جاحد أن المدرب الإسباني يعتبر داهية في كرة القدم والكل يتذكر الحملة الشرسة التي شنتها وسائل الإعلام الإسبانية والعالمية ضد قراراته غير أنه لم يأبه بها وراح يصر على قراراته وفي الأخير كان رده عنيفا على منتقديه بإهدائه الكأس الغالية بعد 44 سنة من الغياب، وبذلك يكون صانع أفراح بلاد الأندلس مقدَّما على طبق لرئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة الذي باتت الكرة في مرماه مادام يبحث عن مدرب أجنبي يساعد بن شيخة في قيادة المنتخب. بن شيخة تحدث بشكل سطحي عن "الخضر" وتحدث بن شيخة بشكل سطحي عن المفاجآت المدوية التي فجّرها من خلال قائمته الأخيرة مع المنتخب التي وصفها بالضرورية نظرا لحاجة المنتخب لنفس جديد مع لاعبين جدد لديهم القدرة على تقديم الإضافة بعد فترة من الركود والتراجع، وعارض المدرب الوطني وصف الخطوة التي أقدم عليها بالثورة مؤكدا على أنها مجرد تغييرات عادية فرضها تراجع نتائج المنتخب منذ خروجه من الدور الأول لنهائيات كأس العالم الأخيرة. وضع النقاط على الحروف مع روراوة وسيعود اليوم للجزائر وكان بن شيخة قد تلقى الضوء الأخضر من رئيس "الفاف" قبل قبول دعوة الجزيرة الرياضية، حيث شجعه على الحضور خاصة أن رئيس "الفاف" متواجد بدوره في الدوحة، وقد التقى الرجلان مساء أول أمس لوضع النقاط على الحروف بخصوص المستجدات الأخيرة، ولو أن مصادر مقربة من المدرب الوطني أكدت أن كل الخطوات التي أقدم عليها بن شيخة لاسيما إبعاد بعض ركائز المنتخب مثل بلحاج وغزال كانت بمباركة من رئيس الاتحادية الذي اقتنع بضرورة القيام بتغيير ولو جزئي من أجل إحداث الوثبة النفسية للاعبين والمنتخب ككل (ولو أن بن شيخة التقى بلحاج أمس)، حتى يتدارك "الخضر" تأخرهم في التصفيات وينافسوا بقوة على تأشيرة التأهل لنهائيات الغابون وغينيا الاستوائية المقبلة. وسيعود بن شيخة اليوم إلى الجزائر لمباشرة مهامه والتحضير لتربص المنتخب المحلي الذي سينطلق فور نهاية مباريات الجولة المقبلة من البطولة. بن شيخة يروي أسرار نجاته من سقوط الطائرة في جنوب إفريقيا وعلى هامش الحصة تحدث المدرب عبد الحق بن شيخة عن حادثة نجاته من سقوط الطائرة الخاصة في جنوب إفريقيا خلال المونديال، وذلك عندما كانت في طريقها من جوهانسبورغ إلى "بولوكوان" أين كان من المزمع أن يحلل ورفاقه مباراة الجزائر أمام منتخب سلوفينيا، لولا أن عدم خروج عجلات الطائرة تحسبا للهبوط حوّل رحلتهم القصيرة والهادئة إلى كابوس مروّع استدعى تدخل جهات مختصة أنقذت الموقف في آخر لحظة، حيث أدلى بشهادات لأول مرّة وقال: "كان الحادث مروعا، وكنا بين الحياة الموت وصراحة ظننا أننا كنا نعد الدقائق الأخيرة لحياتنا، كنا في حالة من الهلع والرعب لم نشعر بها من قبل، لم نصدق أننا خرجنا سالمين من تلك الحادثة ولم نكن ندري أننا سنعود إلى أهالينا أحياء، ستبقى ذكرى مروعة في الأذهان ويستحيل نسيانها". طارق ذياب "يشهّد"، المترجم يكتب وصية والسعودي تخطى الجميع وبقدر ما كان الرعب مسيطرا على الجميع لحظة نزول الطائرة الاضطراري بقدر ما تحوّلت تلك اللحظات إلى لحظات للضحك، ففي البداية قال بن شيخة إن الأمور كانت تبدو عادية وسيطر نوع من الخوف لكن تحوّل إلى رعب لما رأى زملاءه ينطقون بالشهادة وحينها عرف أن الأمور أسوأ مما كان يتصوّر، فالمحلل طارق ذياب كان ينطق بالشهادتين، والمترجم كان يكتب وصية لأهله، وآخر يدعو الله ويؤكد أنه لن يفعل شيئا قبيحا مرة أخرى، أما الشاب السعودي صاحب العشرين سنة فإنه تخطى الجميع لما حطّت الطائرة ولما سألوه عن السبب قال لهم: "أنتم عشتم حياتكم أما أنا فلم أعش سوى 20 سنة لذا حاولت النجاة قبلكم، هذا التصريح الغريب أزال الرعب عن الجميع وجعل الخوف والبكاء يتحوّلان إلى ضحك". ضيّع فيديو نادر للحادثة وبقى بن شيخة محتفظا بشريط فيديو التقطه بواسطة الهاتف غير أنه ضيّعه في الآونة الأخيرة بعد أن فسد ذلك الهاتف وضيّع شريطا نادرا كان سيبقى ذكرى للأجيال، وتأسف على ذلك كثيرا حيث قال إنه كان يتمنى لو بقي معه هذا الفيديو النادر.