لا يبدو المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة مرتاحا تماما لسير تربص النخبة الوطنية الجاري حاليا في لوكسمبورغ، وهو يرى نفسه عاجزا تقريبا عن القيام بأي تعديلات أو تطبيق أي خطة جديدة على المنتخب في ظل تأخر التحاق العناصر الوطنية بالمعسكر.. حيث لن يتسنى له جمع اللاعبين سوى في حصة واحدة هي الأخيرة قبل مباراة الأربعاء المقبل، والمشكلة أن التعداد لن يكتمل أبدا بعد تأكد غياب حليش وإصابة جبور... بن شيخة وقف على الحقيقة المرّة وهي أن العمل مع منتخب مشكل بالأساس من العناصر المحترفة التي لا يمكن تجميعها إلا نادرا وفي تواريخ محددة، أمر في غاية التعقيد، هذا ما يمكن وصفه بالإرث الثقيل لسعدان الذي بالإضافة للمشاكل الفنية والنفسية وحتى الانضباطية التي خلفها، ترك أيضا تعدادا مشكلا بالكامل من العناصر المحترفة، الأمر الذي يحول كما قلنا دون تجميع الكل. اللاعبون يصلون ب “القطرة” بهذا وصف أحد أعضاء الطاقم الفني توافد العناصر الوطنية على تربص “لوكسمبورغ”، حيث لم يتجاوز العدد خلال الحصة التدريبية الأولى تسعة عناصر منها ثمانية محلية بالإضافة للمحترف مهدي مصطفى، قبل أن يبدأ توافد بقية العناصر بالتدريج مع وصول مسلوب مساء الأحد، ثم التحاق بوقرة، بودبوز، زياني، بن يمينة، مصباح، يبدة، مبولحي تباعا أمس في أوقات متباعدة، حتى أن منهم من تأخر عن حضور الحصة التدريبية التي جرت أمس، ليبقى عنتر يحيى ومجاني آخر من سيصل بما أنهما سيلعبان مع نادييهما اليوم ومنتظر وصولهما مساء اليوم أو صبيحة الغد، ليكون التعداد مكتملا أو لنقل شبه مكتمل في حصة تدريبية واحدة مبرمجة مساء الغد بالملعب الرئيسي، الأمر الذي لم يخدم تماما الطاقم الفني في تطبيق برنامج عمله. الإصابات مشكل آخر بالإضافة لعدم اكتمال التعداد وضيق الوقت، يواجه الناخب الوطني مشكلا جديدا خلال هذا التربص وهو إصابة رفيق حليش ورفيق جبور، الأول سيغيب لمدة أسبوعين على الأقل بعد العملية الجراحية التي أجراها على مستوى العضلة المقربة، أما الثاني أصيب في الكتف خلال مباراة فريقه أيك أثينا أمام نادي باوك سالونيك... إصابات مؤثرة تضاف لإصابات سابقة ضربت المنتخب وحرمته لحد الآن من اثنين من أبرز لاعبيه وهما كريم مطمور ومراد مغني، لاعبان مؤثران جدا وقد ظهر جليا وزنهما وتأثيرهما في الفريق خلال الفترة الأخيرة التي غابا فيها وتزامن ذلك مع تراجع رهيب لمستوى “الخضر” ونتائجهم. لا وقت كاف لتصحيح أخطاء المنتخب وأسر بن شيخة في حديثه لمقربيه أنه للأسباب التي ذكرناها وبالخصوص عدم توفره على كامل التعداد لوقت أطول، فقد أضحى عاجزا عن تصحيح الأخطاء الفنية والتكتيكية التي سجلها على أداء المنتخب في الفترة الأخيرة والتي وقف عليها جيدا خلال المباراة الأولى له على رأس العارضة الفنية أمام منتخب إفريقيا الوسطى. وصرح بن شيخة لمقربيه: “الوقت غير كاف تماما، فلن أقدر على تجميع التعداد سوى في حصة واحدة خلال هذا التربص وسأواجه نفس المشكل في التربص المقبل الذي يسبق مباراة تونس، وهذا لا يمنحني فرصة للقيام بتصحيح الأخطاء التي سجلتها”. ويبدو أن بن شيخة أدرك أن بناء منتخب قوي وسليم سيكون من قاعدة اللاعبين المحليين لا غير. سيفتقد المحليين أمام تونس والأمور أكثر تعقيدا وربما يقول البعض إن المنتخب المغربي مشكل بالأساس من اللاعبين المحترفين ويعاني من المشكل نفسه، لكنه على الأقل لن يقع خلال تربصه المقبل في المشكل الذي سيواجه منتخبنا الملزم بالاستغناء عن اللاعبين المحليين في تربص فيفري القادم الإستعدادي للقاء تونس الودي، حيث سيتركون تحت تصرف المنتخب المحلي الذي سيحضر لنهائيات أمم إفريقيا بالسودان... المنتخب المغربي المحلي غير معني بهذه الدورة بعد إقصائه في الدور التصفوي أمام تونس، ما يعني أن كل العناصر المغربية وعلى رأسها الحارس المياغري ستكون تحت تصرف المدرب البلجيكي إيريك غيريتس. ------------------------- سيناريو سوسة 2004 لن يتكرر... اللاعبون لن يذبحوا الأضحية وقد يؤدون صلاة العيد في “فيلا” ب لكسمبورغ أفادتنا مصادر مقربة من المنتخب الوطني بأن البعثة الجزائرية لن تتمكن من ذبح أضحية العيد في هذا التربص على عكس ما كان عليه الحال في كأس إفريقيا بتونس 2004 في سيناريو سوسة، حيث أن آمال المدرب عبد الحق بن شيخة لن تتحقق ولن يتمكن من قضاء عيد الأضحى على الطريقة الجزائرية بالنظر إلى ظروف الإقامة في لكسمبورغ والفندق الفاخر الذي يتواجد فيه الوفد الجزائري، أما فيما يتعلق بصلاة العيد فمن الممكن جدا أن تكون في مسجد صغير في قلب مدينة لكسمبورغ وهو على شكل “فيلا” تم تحويلها إلى مسجد مالكه من البوسنة، ولحد الآن لم يتم الاستقرار على كيفية قضاء عيد الأضحى مع العلم أن هذا المسجد يبعد بمسافة 45 دقيقة برا. بن شيخة يريد استغلال الفرصة لتقوية روح المجموعة ويريد المدرب عبد الحق بن شيخة استغلال فرصة قضاء عيد الأضحى مع لاعبي المنتخب الوطني من أجل تقوية روح المجموعة وتوطيد العلاقات بين اللاعبين، مع العمل على التقرب إليهم أكثر فأكثر، وهو ما يدخل في السياسة الجديدة التي ينتهجها الناخب الوطني الجديد الذي لم يكن أمامه متسع من الوقت في المباراة السابقة أمام إفريقيا الوسطى للتقرب من لاعبيه، وبالتالي فإنه يعمل على هذا الصعيد لترقية روح المجموعة ما بين لاعبي المنتخب الوطني حيث يدرك جيدا بن شيخة ما مدى أهمية عيد الأضحى الذي تزامن مع تربص لكسمبورغ الذي تتخلله مباراة ودية هذا الأربعاء. يسعى لدمج العناصر الجديدة يسعى الناخب الوطني أكثر في هذا التربص لدمج العناصر الجديدة التي التحقت لأول مرة بصفوف المنتخب، على غرار بن يمينة، مهدي مصطفى، عودية بالإضافة إلى العناصر التي عادت مجددا إلى بيت “الخضر” في صورة مفتاح، سيدريك واستغلال فرصة عيد الأضحى لتقوية روح المجموعة ما بين لاعبي المنتخب الذين لا يتعارفون فيما بينهم، حيث ستكون مهمة الركائز في صورة زياني، بوڤرة، عنتر يحيى والبقية كبيرة في هذا الجانب بالإضافة إلى لموشية، وهم اللاعبون الذين يتواجدون في المنتخب منذ سنوات وبإمكانهم مساعدة الجدد في التأقلم. صلاة العيد على بعد 45 دقيقة عن الفندق كما أشرنا إليه من قبل، فإن ذبح أضحية العيد ممنوع منعا باتا في لكسمبورغ مثلما أكدت السلطات المحلية لأعضاء البعثة الجزائرية وعلى رأسها الدكتور ياسين بن حمزة، حيث سيتنقل طباخ المنتخب إلى المذبح البلدي من أجل الوقوف على ذبح الأضحية، على أن يُعد وجبة غداء من التقاليد الجزائرية حتى يشعر اللاعبون على الأقل بأنهم في عيد الأضحى وينسوا البعد عن الديار. وعن صلاة العيد فمن الممكن أن يؤديها الوفد في مسجد يبعد ب 45 دقيقة عن الفندق ويبقى القرار الأخير بيد المدرب بن شيخة الذي يحرص على إجراء حصة تدريبية كل سهرة ابتداء من الساعة الثامنة ليلا في نفس توقيت لقاء الأربعاء القادم. ------------------ بن شيخة يجتمع باللاعبين غدا الثلاثاء قرر المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة عقد اجتماع تقني رفقة اللاعبين غدا الثلاثاء، أي في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وهذا حتى يشرح لهم الاستراتجية التي سيتبعونها خلال اللقاء الودي أمام منتخب لكسمبورغ، وكذا كيفية تعاملهم مع المنافس خلال المباراة، ومن المنتظر أن يركز بن شيخة على التفوق في الصراعات الثنائية عكس ما حدث أمام إفريقيا الوسطى بعدما صرح بأن لاعبيه ضيعوا 80 بالمائة من الصراعات الثنائية. روراوة يتصل به وبرئيس الوفد يوميا من الحج رغم أن رئيس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة يتواجد حاليا في البقاع المقدسة لإتمام مناسك الحج، إلا أنه لا زال يتصل بوفد المنتخب الوطني المتواجد حاليا بلوكسمبورغ حتى يطمئن على وضعية اللاعبين والوفد بصفة عامة، وهذا رغم انشغاله بالأمور الدينية، لكنه وكعادته لا يتوقف عن الاتصال بالمدرب الوطني بن شيخة ورئيس الوفد ياسين بن حمزة عضو المكتب الفدرالي. بوكلال “راهو متهليّ” في “الخضر” في بداية الأمر، كنا نظن أن لوكسمبوغ لا تحصي أي جزائري مقيم هناك، لكن تفاجأنا بتواجد لاعب جزائري كان يلعب في صفوف شبيبة القبائل سابقا ويتعلق الأمر باللاعب بوكلال الذي لم يفارق المنتخب الوطني منذ وصوله، و”تهلى بزاف فيهم”، حيث وفر لأعضاء الوفد واللاعبين شرائح الهاتف، دون أن ننسى أنه كان بمثابة الدليل لقضاء بعض حاجيات اللاعبين والوفد المرافق لهم.