يلعب اليوم شباب قسنطينة مباراة الدور الجهوي الأخيرة في منافسة كأس الجمهورية في أول بطولة احترافية لما يلاقي وداد رمضان جمال في مدينة القل، وهو اللقاء الذي حضّر له “السنافر“ جيدا قبل التنقل، من خلال الحصص التدريبية الكثيرة التي أقيمت في ملعب الدقسي إضافة إلى الغابة. ورغم أن هناك الكثير من الإضطرابات حصلت أمس وأول أمس على مستوى الإدارة والمجلس والتي كان اللاعبون للأسف طرفا فيها، فإن الجميع يعوّل على الدخول بقوة في لقاء اليوم من أجل التأهل إلى الدور المقبل. الكل يريد إعادة سيناريو البطولة يريد الكثير من اللاعبين إعادة سيناريو البطولة الوطنية في مسابقة كأس الجمهورية من خلال الفوز في أول مواجهة، خاصة أن التاريخ سيذكر أن هؤلاء اللاعبين استهلوا البطولة الجديدة المحترفة بالتأهل، الأمر الذي يعتبر حافزا إضافيا للجميع إضافة إلى أن الجميع لعب هذه المسابقة من قبل وهو ما يجعلهم جاهزين لتجنب أي مفاجأة أمام “الورد”، خاصة أن كأس الجمهورية معروفة بمثل هذه المفاجآت التي تصنعها الفرق المغمورة. الفوز أول هدف للفريق ويدخل أشبال المدرب الهادي خزار لقاء اليوم بهدف واحد وهو الفوز من أجل مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية التي بدأها الفريق منذ بداية الموسم، إضافة إلى إسعاد الآلاف من الأنصار الذين يُحضّرون للتنقل إلى مدينة القل من أجل متابعة اللقاء. ورغم أن الإدارة أكدت من قبل أن الفريق لن يلعب على كأس الجمهورية لأن هدفه الرئيسي هو الصعود، إلا أن الشباب بعراقته وسمعته وإمكاناته الحالية لا يمكنه الإقصاء أمام “فريق مغمور”، إضافة إلى أن أنصار النادي لن يسكتوا لأن الخسارة ستكون لها علاقة مباشرة بما حدث في الأيام القليلة الماضية وحرب التصريحات اللامسؤولة بين الأعضاء. ... والدفاع من أجل الحفاظ على الشباك سيكون دفاع شباب قسنطينة أمام فرصة ذهبية من أجل الحفاظ على شباكه للمرة الثامنة على التوالي في المنافسات الرسمية بعد أن استطاع رفقاء القائد كابري الحفاظ على شباك الحارس ضيف لعمارة نظيفة في سبعة لقاءات متتالية، أربعة منها خارج الديار، إضافة إلى أن المستوى الجيد للاعبين الأربعة بن ساسي، كابري، لمايسي وصوالحي كان وراء ذلك حيث أدى الرباعي لقاءات في المستوى خاصة خارج مركب الشهيد حملاوي، إضافة إلى أنهم لعبوا من قبل في أحسن الفرق وفي أصعب الظروف مستفيدين من عامل الخبرة الذي يصنع الفارق. كما أن الدور الفعّال الذي يقوم به حارس الفريق ضيف ساعد كثيرا رفاقه من خلال التصدي لبعض الكرات التي اعتبرت نقطة تحوّل الكثير من اللقاءات مثلما حدث في بلعباس، إضافة إلى اللقاء الذي لعب في قسنطينة أمام رائد القبة. إيديو، نحيلي أو بودن جديد الدفاع بعد إقصاء اللاعب بن ساسي للقاء واحد، إضافة إلى العقوبة المسلطة على المدافع الأيمن صوالح الذي من المقرر أنه سيعود في لقاء “الكاب“، فإن الطاقم الفني سيكون مجبرا على إيجاد البدائل على مستوى هذه المناصب وجرّب الكثير من اللاعبين على الجهة اليمنى واليسرى في اللقاء الودي السابق أمام عين فكرون، حيث لعب كل من بودن وشتيح على الجهة اليسرى وتابع خزار باهتمام الدور الذي قام به كل لاعب منهما ووقف على نقص المنافسة الذي يعانيه جميع الاحتياطيين الذين لا يلعبون كثيرا على أساس أن الفريق لا توجد فيه الكثير من التغييرات وتم إشراك 16 لاعبا فقط في اللقاءات السابقة، إضافة إلى أنه جرّب إيديو ونحيلي في وسط الدفاع ولكحل على الجهة اليمنى مكان صوالح، واستطاع الثلاثي أن يؤكد تحسن مستواهم، إلا أن عامل نقص المنافسة السبب الوحيد الذي جعلهم لا يظهرون بمستواهم الحقيقي. زميت، كيبية ودراحي في الوسط بعد تعافي كلا من كيبية وزميت من الإصابة عاد الثاني بقوة في الحصص التدريبية الأخيرة من خلال العمل البدني والفني الكبير الذي قاما به، إضافة إلى أن زميت أدى لقاء في المستوى أمام شباب عين فكرون وكان أحسن اللاعبين في فريقه رغم ابتعاده الطويل على التدريبات، إلا أنه استعاد إمكاناته فيما بعد. ويرجع ذلك إلى الإنضباط الشديد والجدية في التدريبات التي تجعله يعود في أي فترة بسرعة إلى مستواه دون النظر إلى المدة التي غاب عنها. كيبية من جهته، أكد أنه عاد إلى مستواه وبإمكانه اللعب بعد أن تخلص من الآلام الشديدة التي كان يعانيها على مستوى الضرس والتي منعته من التدرب مرتين، إضافة إلى عدم التنقل مع الفريق إلى عين فكرون. ويدخل الثنائي لقاء اليوم إلى جانب دراحي الذي يوجد في لياقة عالية منذ استئناف الفريق للتدريبات بعد عطلة عيد الأضحى. بومدين، ياسف، شنيڤر وناصري مرشحون في الهجوم من جهة أخرى، فإن الأماكن الثلاثة في خط الهجوم ستبقى في المزاد خاصة بعد التألق اللافت للوافد الجديد بومدين الذي استطاع أن يلفت الأنظار في اللقاء السابق أمام عين فكرون من خلال العمل الهجومي الكبير الذي يقوم به إضافة إلى الفنيات العالية التي يتمتع بها، كما أن ياسف حمزة سيكون أساسيا في هذا اللقاء لأنه من أبرز اللاعبين في الفريق. كما أن الدور الهجومي الذي يقوم به على الأطراف والسرعة التي يتمتع بها ترشحاه لذلك، إضافة إلى أن شنيڤر سيلعب فوق أرضية يعرفها جيدا وسجل فيها الكثير من الأهداف مع فريقه السابق وفاق القل وهو ما يجعل الطاقم الفني مطالبا بالإعتماد عليه، ليبقى المكان الثالث بين كل من ناصري وبومدين، إضافة إلى الشاب هاشم الذي بإمكانه صنع الفارق كما أكد عليه في اللقاءات السابقة. تجنّب استصغار المنافس مفتاح التأهل سيكون مفتاح الفوز بهذا اللقاء الذي يعتبر تاريخيا لأنه الأول في البطولة المحترفة في مسابقة الكأس عدم استصغار المنافس والتحضير لهذا اللقاء على أساس أن الشباب يحضر لمواجهة فريق قوي، لأن أي تهاون أمام هذا الفريق الذي يلعب الأدوار الأولى في بطولة القسم الرابع من شأنه أن يجعل رفقاء القائد كابري يودعون المنافسة مبكرا، وهو الأمر الذي لا يتمناه أحد في مدينة قسنطينة، خاصة أن الشباب يعيش على فوهة بركان هذه الأيام ما يجعل الحذر واللعب بجدية مطلوبا، كما أن التسجيل في بداية اللقاء سيُخفّف قليلا الضغط عن الفريق. من جهة أخرى، فإن التحضيرات الجدية التي قام بها الفريق تحسبا للقاءين القادمين أمام كل من ترجي مستغانم وشباب باتنة في باتنة سيكون لها الأثر الايجابي على “السنافر“.