كما كان منتظرا، لم يفض الاجتماع الذي عقد مساء أول أمس في بيت الشباب لمركب 13 أفريل والذي دعت إليه خلية الأزمة التي استحدثت في ختام الجمعية العامة الانتخابية لأي جديد ملموس ماعدا تبليغ الرأي العام الرياضي من خلال أعضاء الجمعية العامة بفحوى نتائج عمل هذه الخلية التي لم تستطع ملاقاة الوالي طيلة الأسبوع المنصرم رغم محاولاتها العديدة واستيفائها جميع الشروط التي طلبت منها من الديوان كمحضر الجمعية العامة وهوية الأعضاء المكونين لها، وكانت آخر محاولة منها للقاء الوالي صبيحة أول أمس الخميس بالرغم من حضور نواب المجلس الشعبي الوطني الذين رافقوا الخلية بصفتهم أعضاء مكونين لها كما كان الاجتماع فرصة لمناقشة الوضعية الخطيرة للنادي وهو الأمر الذي أقلق الجميع بالنظر إلى التأخر الكبير والجمود المميز الذي طبع أجواء النادي بداية هذا الموسم من وضع البرنامج العام والمحاور الكبرى إضافة إلى الأهداف المسطرة، التي ينوى النادي تجسيدها وفقها هذا الموسم. بن عليوة يحل خلية الأزمة وسط معارضة البعض أول المتدخلين كان السيد بن عليوة بلقاسم بصفته رئيسا لخلية الأزمة والذي ذكر بالتفصيل كل الإجراءات القانونية والشروط الواجب اتخاذها في مثل هذه المواقف التي من شأنها تجعل لقاءهم مع المشرف الأول على الولاية قانونيا، إلا أن مساعيهم باءت بالفشل رغم تعدد المواعيد وحضور النواب الجدد المنتخبين في المجلس الشعبي الوطني حيث عبر رئيس الخلية أن حل هذه الأخيرة هو النتيجة النهائية لعجزنا عن تبليغ الوالي بوضعية الفريق الخطيرة كما أضاف بن عليوة أن خليته وضعت حلولا واقتراحات على مكتب السيد الوالي إلا أنها لم تجد صداها والدليل عدم استدعائهم رغم إلحاحهم في ذلك واعترض على حل خلية الأزمة الكثير من أعضاء الجمعية العامة، معتبرين ذلك استسلاما والدفع بالفريق نحو المصير المجهول وهو ما يريده الكثير الذين لا يريدون الخير للفريق. مناقشات ساخنة وإجماع على اتخاذ موقف مشرف بعدها، فتح المجال أمام الجميع لطرح تصوراتهم للفترة المقبلة والحلول التي يراها الجميع قادرة على تحريك عجلة الفريق ومن ورائه الإرث التاريخي للنادي ومسيرة امتدت على مدار 65 سنة وشهداء سقطوا لكي يستمر الفريق، وهي المناقشات التي تميزت بالحدة في الطرح حمل من خلالها الجميع السلطات المحلية وتحديدا الولائية بتجاهل مطالب الجمعية العامة رغم أنها تلخصت في البحث عن إيجاد سبل تخرج النادي من النفق المظلم وتشكيل هيئة مسيرة إضافة إلى السعي لتوفير موارد مالية للفريق مثلما هو الشأن بالنسبة للفرق الأخرى التي وجدت السلطات المحلية أفضل سند لها في الأوقات الحرجة، وكنتيجة لهذه المستجدات، دعا الجميع أنفسهم إلى اتخاذ موقف مشرف يحفظ للنادي كرامته ويضمن له البقاء في القسم الوطني الثاني في أسوأ الحالات، هذا وقد عرفت أشغال الجمعية حضور عدد كبير من الأعضاء فيما سادت الأشغال أجواء مشحونة خاصة بعدما قامت اللجنة بالتأكيد بأنها فشلت في مهمتها بعدما لم تتمكن من لقاء الوالي، وهو ما أغضب الجميع خاصة وأنهم تأكدوا بأن وضعية الفريق لا تهم المسؤولين الحاليين في هرم السلطة على مستوى الولاية. المولودية في حاجة للمال وليس للرجال هي العبارة التي كررها كثيرا بن عليوة وبلهزيل وأغلب المتدخلين، معترفين بأن أزمة الفريق الحالية فرضها نقص الإمكانات المالية وليس البشرية، فالنادي يضم أشخاصا فعلوا الكثير من أجل الفريق وسيروه بأبسط الإمكانات، فضآلة الإمكانات المالية ومحدوديتها هي السبب المباشر في سقوط الفريق الموسم الماضي وليس لسوء التسيير، وأردف المتدخلون بأن الوقت يمر بسرعة والبحث لايزال مستمرا عن من يتولى قيادة الفريق والأجدر حاليا – حسب أغلب المتدخلين - هو البحث عن من يدعم الفريق ماليا وتكوين مكتب مسير قوي بإمكاناته يفرض منطقه على الجميع ويقود الفريق إلى بر الأمان، فدفع أجور اللاعبين يحتاج للمال وإسكات الدائنين يحتاج كذلك، وتوفير أبسط حاجيات الفريق يستلزم سيولة مالية جاهزة وليس أشخاصا سئموا من الوعود المتكررة وتنصل رجال هذه الولاية من واجبهم وأغنيائها من إنعاش خزينة الفريق بالرغم من أن مثل هذه المواقف ستبقى راسخة على مر الأجيال. عمارة يدعو الجميع إلى التعقل ومنحه الفرصة الأخيرة مع اشتداد غضب جميع المتدخلين من التهميش الذي يتعرض له الفريق في المدة الأخيرة ومطالبتهم بتحديد موعد لتبليغ انشغالهم الكبير حول مصير الفريق للمسؤولين من خلال وقفة احتجاجية أمام مقر الولاية يومي الأحد والاثنين، تناول الشيخ سعيد عمارة الكلمة ودعا الجميع إلى التعقل ومنح السلطات فرصة أخيرة من خلال مراسلة سيعكف على صياغتها شخصيا للسيد الوالي قصد دعوته لعقد لقاء مع خلية الأزمة لإيجاد حلول للمشاكل العديدة التي يمر بها الفريق بكل هياكله، وفي حال عدم التوصل لأي نتيجة أضاف عمارة أن الجمعية العامة حرة في القرار الذي تراه مناسبا خدمة لمصلحة الفريق وطلب عمارة من الجميع إمهاله فترة يومين أو ثلاثة سيحاول فيها مناقشة الأمر مع المشرف الأول على الولاية قصد تجنب الأسوأ خاصة وأن غضب الأنصار يشتد يوما بعد يوم. بلهزيل: "لم نفشل بل أرغمنا على ذلك" عبر السيد بلهزيل الرئيس والمسير السابق في تدخله أمام الجمعية العامة عن أسفه للفشل الذريع الذي صاحب مهمة خلية الأزمة، مؤكدا أن الخلية لم تفشل لقيمة أعضائها أو لعدم جديتهم في الطرح ولكن للانسداد التام وغلق جميع الأبواب من السلطات في وجهها: "الفشل أرغمنا عليه ولكننا سنتحدى مرة أخرى ولو استحق الأمر سنكون في أول صفوف الأنصار فالفريق له تاريخ"، وأضاف بلهزيل: "سنطرق جميع الأبواب قصد إيجاد موارد نقلع بها الفريق ونخرجه من حالة الركود هذه في انتظار الغد الذي سيأتي حتما بالجديد ولنضع الجميع أمام الواقع وتبليغهم بأن الفريق نهض وعاد فتحملوا مسؤولياتكم، الفريق سيندثر في حالة واحدة فقط وهي عدم وجود الرجال في سعيدة وأنا أعلم أنهم موجودون بكثرة ينتظرون المبادرات فقط". "التشمير عن سواعدنا أفضل من انتظار قرار الوالي" ومن جهة أخرى، عبر الرئيس الأسبق للفريق عن ضرورة العمل على إيجاد حلول ظرفية وأشخاص قادرين على رفع التحدي وعدم انتظار رد الوالي بشأن المطالب: "النادي يغرق والجميع يتفرج مطالبا الجميع بالمساهمة في النادي بمختلف الصيغ وكل حسب إمكاناته، ورد الوالي قد يكون سلبيا أو إيجابيا لكنه قد يتأخر وبالتالي يرهن مصير الفريق، الفرق شرعت في ضبط أمورها ونحن ننتظر من الوالي السماح لنا قصد مقابلته"، وهي المداخلة التي لاقت استحسان الجميع خاصة أن بلهزيل معروف بمواقفه الجريئة وصراحته التي يشيد بها الجميع. ------------------ الأنصار : "الناس تخدم وتلم... وحنا قتلنا الهم" عبر الأنصار في مختلف تدخلاتهم عن تذمرهم الشديد من المستجدات الأخيرة وقارنوا ما يجري في الفرق الأخرى بما يجري في فريقهم المحبوب، حيث صرح أحدهم بأنه لم يتمالك نفسه حين سمع عن الدعم الكبير الذي تلقته بعض الفرق المحظوظة من الدولة ممثلة في السلطات المحلية والتهميش الكبير الذي يعيشه فريق المولودية في دياره وكأن قوانين الدولة تطبق في فرق دون أخرى، وأضاف متحدثا عن الانتدابات التي قام بها الفريق الفلاني والقيم المالية المعتبرة التي رصدها الوالي العلاني بعد جمعه أرباب العمل والشركات الكبرى، ما حذا بآخر إلى القول إن مسؤولي الفرق الأخرى "تخدم وتلم ونحن في سعيدة قتلنا الهم". هل تم اللقاء فعلا؟.. سؤال جميع الأنصار كما ذكر المناصر المقرب من محيط الفريق ميمون سكيكدة في تدخله بأن الفرق الأخرى شرعت فعلا في انتداب اللاعبين وتعيين المدربين وتحرك مختلف مسؤوليها ومسيريها للشروع في التحضير للموسم المقبل باختلاف المستويات التي تنشط فيها هذه الفرق: "أما نحن في سعيدة فصرنا نتبادر كل صباح بالسؤال نفسه الذي صار نكتة في الفترة الأخيرة وهو يا درى دخلو عليه؟، يقصد الوالي"، ويضيف ميمون أنه حتى في حال استقبالهم فربما سيمتنع عن تدعيم الفريق بحجة قلة موارد الولاية من الناحية المالية والقوانين التي تسير هذه الفرق المحترفة وهو ما يستلزم من الجميع البدء في البحث عن أشخاص قادرين ماليا على تحمل أعباء الفريق وتكليفهم بقيادته ووقوف الجميع خلفهم في انتظار ما تحمله الأيام المقبلة. وقفة احتجاجية واعتصام في حال تواصل الانسداد أجمع كل من حضر الجمعية العامة الاستثنائية على أن الظرف الراهن يفرض على أعضاء الجمعية العامة والغيورين على الفريق اتخاذ قرار يحرك المسؤولين ولو من باب الضغط، وفي هذا السياق طالب الجميع من أعضاء الجمعية الموافقة على اتخاذ قرار يتم بموجبه القيام بوقفة احتجاجية واعتصام أمام مقر الولاية، وأكد الجميع بأنهم سيكونون في الصفوف الأولى من أجل إيصال رسالة إلى الوالي بأن الفريق في حاجة إلى المساعدة وعلى السلطات أن تهتم به، خاصة وهو حاليا يعيش أصعب أوقاته، قرار الاعتصام كان مطلب أغلب أعضاء الجمعية العامة وتمت المصادقة عليه بالأغلبية وسط تأييد لجنة الأنصار ممثلة في رئيسها مسعادي الذي حضر الاجتماع. ---------------- المكتب المسير للفريق لم يحضر ما ميز أشغال الجمعية العامة الاستثنائية التي دعت إليها أعضاء خلية الأزمة هو عدم حضور الرئيس الخالدي وسائر أعضاء مكتبه الذين اجتمعوا أول أمس في مقر الفريق ورسموا انسحابهم من تسيير النادي الهاوي وحل الشركة كإجراء فرضته الظروف الحالية التي يمر بها الفريق، وبهذا تأكدت الاحتمالات التي سبق وأن أشرنا إليها، ليدخل النادي في نفق يصعب الخروج منه وما تغيبهم عن أشغال الجمعية الاستثنائية إلا دليل على ذلك. حضور عدد قليل مقارنة بالجمعية العامة شهدت الجمعية الاستثنائية حضورا قليلا مقارنة بالجمعية العامة العادية التي شهدت حضورا قياسيا وتبين أن السبب المباشر لهذا الحضور القليل هو عدم إبلاغ جميع الأعضاء والفاعلين بتوقيت وتاريخ انعقادها بسبب التأخر الكبير في الحصول على رخصة من السلطات المختصة تسمح بتنظيم الجمعية الاستثنائية. للإشارة فالترخيص تسلمه الأعضاء صبيحة الخميس أي قبل ساعات من انعقاد الجمعية وهو ما حال دون توجيه الدعوة للجميع. ثالث اجتماع في غضون أسبوعين في سابقة لم يشهدها النادي طيلة مشواره الطويل، عقد أعضاء الجمعية العامة ثلاثة اجتماعات في ظرف أسبوعين، بدايتها كانت عرض التقريرين المالي والأدبي وآخر لتنصيب لجنة الترشيحات واستحداث خلية أزمة والثالث لتبليغ أعضائها بفحوى النتائج التي حققتها خلية الأزمة من خلال مسعاها الذي خاب لعدم اجتماعها بالوالي، وهو الأمر الذي دفع الكل إلى التعليق بأن الاجتماعات تعددت والنتيجة بقاء الأمور تراوح مكانها. الاعتصام سيكون الخطوة المقبلة طلب الجميع من أعضاء الجمعية باتخاذ قرار يتم بموجبه الاعتصام أمام مقر الولاية، وأكد الجميع بأنهم سيكونون في الصفوف الأولى من أجل إيصال الرسالة للوالي بأن الفريق بحاجة إلى المساعدة وعلى السلطات أن تهتم به، خاصة وهو حاليا يعيش أصعب أوقاته فالاعتصام الذي كان مقررا اليوم بعد موافقة أعضاء الجمعية العامة وتأييد لجنة الأنصار تأجل العمل به ومنح الفرصة لسعيد عمارة قصد التدخل لدى الوالي لمناقشة وضعية الفريق مع الفاعلين فيه. غياب "القادرين" أفرغ الاجتماع من محتواه توقع الجميع أن يحضر البعض من رجال المال وأصحاب المؤسسات الكبرى لأشغال الجمعية الاستثنائية بغية الإقدام على مبادرات تفيد الفريق وتحقيق المفاجأة التي انتظرها الجميع، إلا أن التفاؤل سرعان ما تلاشى إذ اقتصر الحضور على البسطاء من أعضاء الجمعية العامة والأنصار الذين تمنوا الخروج بنتيجة أفضل عوض الثرثرة التي زادت حدتها في الكثير من الأحيان دون جدوى، وهو ما يبين أن غياب المبادرات فتح المجال شاسعا أمام عبارات رنانة يستطيع أي مناصر بسيط التفوه بها في غياب الملموس. الكل يثني على حكمة عمارة أثنى كل من حضر أشغال الجمعية الاستثنائية على موقف سعيد عمارة الذي هدأ من روع الجميع واحتوى غضب الأنصار، كما دعا الجميع إلى تكرار المحاولات بغية إيجاد سبل تدعم الفريق مستقبلا وتكفل شخصيا بنقل انشغال الأنصار إلى الوالي وحثه على التدخل قصد إيجاد مخرج للوضعية الحالية للنادي الذي سيسقط في ظل استمرار الأمور على حالها، ونبه الجميع إلى التعقل في الفترة المقبلة خدمة لمصلحة الفريق والولاية ككل واعدا إياهم بانفراج الوضع في المستقبل القريب. غضب من اقتراح تنظيم "تيليطون" كانت فكرة أحد الفاعلين في محيط الفريق محل استهجان الجميع، وهي الفكرة التي تؤيد العمل على تنظيم "تيليطون" يتم خلاله جمع مساعدات للفريق، حيث رفضت الفكرة بشدة بل واعتبرها البعض تسولا وإنقاصا من كرامة الفريق بعد أن وصل للوضعية الخطيرة لا بد له من رجال يأخذون بزمامه وليس بطلب 1000 دينار من العامة.