كما كان منتظرا عقدت الجمعية العامة لمولودية سعيدة صبيحة أول أمس الخميس، في بيت الشباب المحاذي لملعب 13 أفريل، في أجواء أقل ما يمكن القول عنها إنها هادئة هدوء الرئيس الخالدي، الذي لم يشأ الدخول في نقاشات جانبية مع بعض المتدخلين، وفضل الجميع عدم انتقاد أي طرف وكان همهم الإسراع في الانتهاء من الإجراءات الإدارية، قصد الدخول في الأمور الجدية من تعيين أعضاء المكتب المسير، والبدء في استقدام اللاعبين. وتم تحضير أشغال الجمعية لتسير في أفضل الظروف من طرف القائمين على الفريق، حتى يفسح المجال أمام عودة جماعة بلهزيل لتولي قيادة الفريق في الموسم المقبل. العمل على دعوة الأعضاء السابقين للعودة وحسب العديد من المصادر المتطابقة، فإن بعض الفاعلين في محيط الفريق وبإيعاز من ممثلي السلطات المحلية وبالتنسيق مع رئيس لجنة الأنصار مسعادي، يعملون حاليا على تجسيد مبادرة تعود بالفائدة على النادي ككل، وتهدف إلى لم الشمل من خلال إعادة بعض الشخصيات إلى تسير دواليب الفريق، خاصة أنها كشفت عن نيتها الصادقة في مساندة الرئيس الخالدي الذي تحمل العبء الأكبر من مسؤوليات المولودية، ولكنه عجز في نهاية المطاف عن النجاة بالفريق الذي رسم سقوطه إلى المستوى الثاني. وهو ما اعتبره الكثيرون نتيجة لعدم التفاف الجميع حول الفريق وعزوفهم عن تقديم الدعم اللازم للخالدي، بحجة عدم اقتناعهم بالتركيبة الحالية المكونة للمكتب المسير. بقاء الخالدي القاسم المشترك وتسربت بعض التفاصيل عن فحوى هذه المبادرة والمحاور الكبرى التي يتبناها أصحاب الفكرة، بالتنسيق مع الشخصيات الراغبة في الانضمام إلى المكتب المسير، وهي المعطيات التي قد تحمل مستجدات تهدف إلى تدعيم المكتب الحالي بأعضاء جدد ينظمون للهيئة المسيرة كمساهمين في شركة النادي، مع العمل على إبقاء الرئيس الخالدي في منصبه كرئيس للفريق، وهذا للموسم الرابع على التوالي. وهي الفكرة التي تبناها بالأغلبية جميع الراغبين في الانضمام إلى المكتب المسير خلال أشغال الجمعية العامة، إيمانا منهم بالعمل الجبار الذي قام به في ظل عزوف الجميع عن مساندته في ظل الأزمة الخانقة وشح الموارد، وهي العوامل التي حالت دون بقاء الفريق في القسم الأول. الأمور ستحسم بعد نهاية فترة الترشيحات ومن جهة أخرى ينتظر أن تكون الأمور الرسمية انطلاقا من الأسبوع المقبل بعد نهاية فترة الترشيحات، كما علمنا أن رئيس لجنة الأنصار وبعض الفاعلين في محيط الفريق، يعملون على التنسيق مع الراغبين في الاستثمار داخل النادي، للعمل على توحيد الأفكار والأهداف المسطرة للفريق في الموسم المقبل، وتنقية الأجواء قبل الانطلاق في الموسم الجديد. ويهدف الجميع إلى تحديد المسؤوليات والمهام المنوطة لكل عضو في الهيئة المسيرة، حتى لا تتداخل الصلاحيات والعمل كرجل واحد مثلما كان عليه الحال في مواسم سابقة، عاش فيها الفريق أزهى فتراته نظير الصراحة والشفافية التي كانت رأس مال الفريق وأحد مقومات نجاحه. ويضيف أصحاب المبادرة أن عهد التشريف قد ولى وكل عضو قد يعين سيكلف بمهام عليه القيام بها على أحسن وجه، فسياسة السير للأمام دون الاعتبار من الأخطاء الماضية قد تعيد الفريق مرة أخرى لنقطة الصفر. جماعة بلهزيل قد تعود ورغم عدم اتضاح الرؤية بشكل جدي حول الأشخاص الذين يرغبون في المساهمة في تسيير النادي، والحيلولة دون ترسيم استقالة الرئيس الخالدي من منصبه، وفي الوقت نفسه إنقاذ شركة النادي من الإفلاس وما يترتب عن ذلك من إهدار للوقت والمال، إلا أن بعض المقربين من بيت الفريق أكدوا أن بعض الرؤساء السابقين والمسيرين الذين أبلوا البلاء الحسن فيما مضى قد يعودون بصفة جماعية لتسيير الفريق، ولو أن بعضهم رفض تقلد مناصب تجعلهم في الواجهة. وتسربت بعض الأسماء المعنية بالانضمام للمكتب المسير الحالي، ويتعلق الأمر بالرئيس الأسبق بلهزيل والبرلمانيون الجدد بوستة وديداوي المعروف "بالنحلة"، خاصة أنهم طلبوا مساندة الأنصار في الحملة الانتخابية مقابل مساعدة الفريق في حالة نجاحهم في الانتخابات، وغيرهم ممن أعطوا موافقتهم الأولية لأصحاب المبادرة. ونستنتج من خلال هذه الأسماء أن جماعة بلهزيل قد تعود بصفة جماعية، يذكر أن هذه المجموعة سبق لها في تسيير لأول موسم له في حظيرة الكبار. الأبواب ستبقى مفتوحة للراغبين في الانضمام وفي انتظار أن تجسد الفكرة على أرض الواقع في الأيام القليلة المقبلة، ومن أجل أن تسير الأمور بصفة قانونية سيترك المجال مفتوحا أمام كل من يرغب في تولي مقاليد تسيير الفريق مستقبلا، شريطة أن يستوفي الشروط القانونية التي تجيزها الجمعية العامة، وهذا من خلال فتح فترة ترشيح قد تمتد لأسبوع انطلاقا من اليوم (الخميس) حتى لا تؤول الأمور بصيغة أخرى. ونظرا للأصداء الحالية الواردة من محيط الفريق والمدينة ككل، فإنه قد لا يتقدم أحد لشراء أغلبية الأسهم وبالتالي رئاسة الفريق، وربحا للوقت عمل الجميع على تحضير الأمور في الخفاء، لإعلانها فور انتهاء فترة الترشيحات خاصة أن الفريق سيكون أمام تحديات كبرى، بحكم أن بعض الفرق شرعت في عملية الانتدابات وتعيين المدربين، ما يمنحها أفضلية الدخول بقوة في الموسم المقبل. ويحتمل أن تعبر بعض الأسماء الجديدة عن نيتها في المشاركة في تسيير النادي، من خلال استثمار الأموال في شركة النادي وهو ما ينعش ماليا خزينة الفريق. 10 ملايير مصاريف الفريق الموسم المنقضي وتفاجأ الجميع بعد تلاوة التقرير المالي من طرف رئيس الفرع الحاج المكي، خاصة بعد أن قدم حصيلة ما صرفته الإدارة على الفريق طيلة الموسم المنقضي حيث لم يتجاوز العشرة ملايير، 60 بالمائة منها تمثل مداخيل إعانات السلطات المحلية والسبونسور، والباقي قيمة ما صرفه الرئيس الخالدي من ماله الخاص رفقة العضو الحاج عبد الكريم (900 مليون سنتيم). وهي أرقام تكشف عمق المعاناة التي عاشها الفريق الموسم الماضي، حيث يمكن تصنيف ميزانية الفريق كآخر ميزانية تسيير في فرق القسم الأول، ومن بين أضعف الميزانيات في القسم الثاني. ======================= الخالدي: "لم أحدد مستقبلي بعد والمطلوب التفاف الجميع" خلال كلمته التي ألقاها في اختتام أشغال الجمعية العامة للفريق، تطرق الرئيس الخالدي لمستقبله على رأس الفريق حيث صرح أنه سيحدد بقاءه من رحيله في الأيام القليلة المقبلة، خاصة أنه تعرض لعدة ضغوطات سواء من المقربين منه أو من السلطات المحلية قصد ثنيه عن الاستقالة، بعد نهاية فترة الترشيحات التي حددتها لجنة تنظيم الانتخابات (إلى غاية الخميس المقبل). وبخصوص قدرة الفريق على العودة إلى القسم الأول قال الخالدي: "الصعود يتطلب رجالا واقفون بأتم معنى الكلمة إضافة إلى ضرورة تواجد إمكانيات مالية كبيرة"، مذكرا الجميع بأن الفريق حقق الصعود مرتين في آخر أربعة مواسم نتيجة تكاثف جهود الجميع، ونبذ الخلافات الهامشية التي كانت السبب الرئيسي في عزوف الممولين وأصحاب المال عن تدعيم الفريق وقت الحاجة. بلهزيل: "أساند الخالدي ويجب الكف عن الانتقادات" وفي تدخله أثناء أشغال الجمعية العامة للنادي الهاوي، أكد الرئيس الأسبق للفريق بلهزيل على ضرورة الكف عن الانتقادات، خاصة أن النقاش كان قد احتدم بين الرئيس الخالدي والعضو رحمون، وأوضح بلهزيل أن سقوط الفريق لن يشكل أزمة كبيرة معربا عن مساندته للرئيس الخالدي، نظير مجهوداته الكبيرة وذكر الجميع بأن الفريق شارك لأربعة مواسم ضمن أندية الدرجة الأولى في آخر ست سنوات الأخيرة، معتبر إياها حصيلة ايجابية لا يجب الإغفال عنها مقارنة بالمستوى الذي كان يلعب فيه الفريق منذ سنوات. كما أوضح أول رئيس نجح في قيادة الفريق إلى القسم الأول، أن تبادل الاتهامات لا يفيد في الوقت الحالي بل يجب وضع اليد في اليد للعودة بالفريق إلى مصاف الكبار، وهو شيء ممكن شريطة نبذ الخلافات الهامشية. للإشارة فإن الرئيس بلهزيل وعد الجميع بالمساهمة في عودة الفريق دون الترشح لرئاسته، واشترط بقاء الخالدي نظرا للدور الكبير والتضحيات التي قدمها. سعيد عمارة: "مستقبل الفريق في أبنائه" أما سعيد عمارة فكشف خلال تدخله أن غياب سياسة واضحة في الفئات الشبانية أثر في الفريق بمرور المواسم، وتساءل رئيس رابطة سعيدة الجهوية عن الهدف من تأطير 200 لاعب في الفئات الشبانية وصرف أموال باهظة عليهم، دون أن يجني الفريق لاعبا واحدا يمكنه التواجد في الفريق الأول، مؤكدا على أن الاتجاه الحالي للمسيرين بالاعتماد على جلب لاعبين من خارج الولاية، هو السبب المباشر الذي أدى إلى سقوط الفريق، فمستقبل الفريق في أبنائه حسب سعيد عمارة، الذي أثنى على الرئيس الحالي الخالدي ودعا أعيان المدينة وأصحاب المال إلى مساعدته. وختم رئيس رابطة سعيدة الجهوية بعبارة طريفة أضحكت الكثير حين صرح قائلا: "إياكم أن تثقوا فيمن يصرخ كثيرا ولا يجب أن تحملوه أدنى مسؤولية لأنه سيفشل بعد أن يكون قد استنفد كل طاقته في الصراخ دون فائدة"، وهي رسالة فهمها البعض الذين هموا بالمغادرة بعد أن أحسوا بأنهم المستهدفون من كلام الشيخ سعيد عمارة. تاهي كروم: "لم تتبق إلا المولودية رجاء اعتنوا بها" كما تدخل الرئيس السابق للفريق تاهي كروم بكلمة مؤثرة، تضمنت خوفه الشديد على مستقبل الفريق، خصوصا بعد سقوطه إلى القسم الثاني، حيث دعا الجميع إلى الالتفاف حول الفريق ومساعدة الخالدي. وأضاف تاهي أن كل شيء جميل في المدينة قد زال ولم يبق إلا فريق المولودية الذي يعد المصباح الذي ينير المدينة في غياب مرافق أخرى، تسمح للشباب بالتنفيس عن مكبوباتهم، فالفريق الذي اخرج الولاية من سباتها العميق وعزلتها الرهيبة لا يجب أن يندثر بهذه السهولة حسب تاهي الذي حذر الجميع من المصير الذي لازم فرق غليزان، معسكر، تيارت وغيرهم، مضيفا أن غياب التواصل بين المسيرين الحالين والأعضاء الفاعلين في الجمعية العامة أدى إلى هذه الوضعية. حيث أكد أن اجتماع واحد نهاية كل موسم لن يفيد الفريق في شيء، مختتما تدخله بالمطالبة بإعادة النظر في مؤطري الفرق الشبانية الذي قدموا لاعبين اثنين فقط على مدار ست سنوات الأخيرة، معتبرا هذا الحصيلة كارثية لا يجب المرور عليها مرور الكرام.