في أول ظهور له بعد الهزيمة الأخيرة... “خسارة 3 – 0 لا تعني أي شيء ولن تُؤثّر فينا وسأقرّر بخصوص مستقبلي قبل المونديال“

نزل المدرب الوطني رابح سعدان ضيفا على حصة “فوت ويكاند” في “كنال ألجيري” ثم في حصة “فوت ماغازين” عبر أمواج القناة الإذاعية الثالثة نهاية الأسبوع، وتطرق إلى العديد من النقاط وعاد بذلك للحديث بأدق التفاصيل عما جرى في اللقاء الودي الذي جمع منتخبنا الوطني بنظيره الصربي عشية الأربعاء الفارط والهزيمة القاسية بثلاثية نظيفة في عقر الديار على الرغم من أن اللقاء ودي تحضيري قبل حوالي 3 أشهر من محفل كروي كبير بحجم نهائيات كأس العالم التي سيشارك فيها منتخبنا أمام أقوى المنتخبات في العالم وعلى رأسها أبرز المرشحين لنيل التاج العالمي منتخب إنجلترا، خاصة أن الشيخ سعدان يعلم بأن عملا كبيرا ينتظر “الخضر“.
“إستخلصنا عدة نقاط بعد الهزيمة أمام صربيا وعلينا أن نستفيد منها والنتيجة لا تعنينا تماما“
وبعد الهزيمة الثقيلة التي مني بها رفاق حليش في أول ظهور لهم بعد نهائيات كأس أمم إفريقيا، بدا مدرب “الخضر” رابح سعدان مرتاحا بعض الشيء ولم تقلقه النتيجة لأنه أكد أن الأهم في مثل هذه المباريات هو الوقوف على مدى جاهزية الفريق ككل وأضاف: “لقد كان لقاء صربيا وديا لا أكثر ولا أقل، ولا يجب تضخيم الأمور، وعلى العموم فقد قلت لكم قبل اللقاء إن نتيجته لا تهمنا إطلاقا، فصحيح أنني كنت أتمنى تحقيق الفوز لكن من الجانب المعنوي لا غير، وفيما يخص اللقاء على العموم فقد استخلصنا منه عدة نقاط وهذه الهزيمة ستفيدنا كثيرا، وخلاصة القول أنني سجلت عدة نقاط سأستفيد منها كثيرا في المستقبل، والنتيجة لا تعنينا تماما“.
“لم أجر التغييرات بسبب عدم وجود الحلول والإصابات العديدة”
وفيما يخص الانتقادات العديدة وأصابع الاتهام التي وجهت إلى سعدان بسبب عدم إجرائه التغييرات بحكم أن المباراة كانت ودية فقط، خاصة أن الفريق المنافس غير تقريبا كل التعداد، فقد كان للناخب الوطني رأي آخر في هذه النقطة بالذات وقال: “صحيح أنني لم أجر تغييرات عديدة، لكن ذلك راجع للظروف القاهرة التي عانينا منها بحكم أن إصابات عديدة حدثت في الساعات الأخيرة على غرار بوڤرة الذي لم يتمكن من المشاركة. وتعلمون وزن هذا اللاعب في التشكيلة الأساسية، وفيما يخص العمري الشاذلي فقد كان مقررا أن يشارك شوطا واحدا هو وجبور لكنه كان يعاني من حمى شديدة وكان من المستحيل أن أشركه”.
“جرّبت بعض الخطط التكتيكية لأننا لعبنا مباراة ودية لا غير”
وعن الطريقة التي لعب بها، فقد دافع سعدان عن خطته كما ينبغي، وراح يحلل كل خطوة قام بها، وتحجج مرة أخرى بأن اللقاء ودي ومن الطبيعي أن يحاول إيجاد حلول مغايرة تحسبا لأي طارئ بإمكانه أن يعترضه مستقبلا في حال غياب بعض العناصر بحكم الإصابة أو العقوبة، وصرح كذلك: “من البديهي أن أجرب بعض الخطط التكتيكية الجديدة، مرة بالاعتماد على أكبر عدد ممكن من اللاعبين في خط الوسط وإنقاص الضغط على المدافعين لأننا أرحنا بوڤرة مثلا، ومن الممكن جدا أن نواجه مثل هذه الحواجز في المونديال وعليه فقد كان الوقت مناسبا لاعتماد حلول أخرى حتى لا نقع في مواقف محرجة في المنافسات الرسمية بطبيعة الحال”.
“الشوط الأول كان عالي المستوى ولو سجلنا كانت ستتغيّر كل مجريات اللقاء“
وتحدث المدرب سعدان بعد ذلك بإسهاب عن مجريات لقاء سهرة الأربعاء الماضي، وأكد خلال الحصة أنه مقتنع إلى أبعد الحدود بالمردود الذي أبان عنه اللاعبون في المرحلة الأولى من كل النواحي، وقال كذلك: “في الشوط الأول كنا أحسن تمركزا وطبقنا كرة قدم جميلة على الرغم من صعوبة ذلك بسبب أرضية الميدان السيئة، لكن هذا على الجانبين، وما يمكنني أن أقوله عن الشوط الأول هو أنه كان رفيع المستوى خاصة من جانبنا، فحتى إن تلقى لاعبونا هدفا مبكرا إلا أنهم لم يتأثروا وكنا قريبين من معادلة النتيجة لولا سوء الطالع وجاهزية حارس مرماهم الكبيرة، وعن المرحلة الثانية فأنا أعترف أننا كنا خارج الإطار بأتم معنى الكلمة لأننا انهزمنا بدنيا بحكم التعب الذي نال من اللاعبين وهم الذين خرجوا مؤخرا من منافسة كبيرة بحجم “الكان”، ولا يمكننا أن ننكر أننا واجهنا منتخبا قويا ومنظما في خطوطه الثلاثة بالإضافة إلى الجاهزية العالية من الناحية البدنية للاعبيه وهو ما حسم الأمور في النهاية”.
“لحسن إضافة كبيرة ونعرف مستواه الحقيقي وأشركته أساسيا“
و بما أن المناسبة في لقاء منتخبنا الوطني أمام نظيره الصربي كانت مع قدوم لاعب سانتاندير الإسباني، مدحي لحسن ومشاركته لأول مرة في صفوف “الخضر“، فقد كان لسعدان رأيه الخاص حول مجيئ هذا اللاعب في البداية ثم عن مردوده في اللقاء، وقال في هذه النقطة: “فيما يخص لحسن، فكلنا نعرف مستواه العالي ومجرد وجوده معنا فهذا يعتبر إضافة كبيرة بالنسبة للمنتخب الذي يوجد في أمس الحاجة لمثل هؤلاء اللاعبين، ومن جهتي فقد تابعته عن قرب ووقفت على مستواه وطريقة لعبه التي من شأنها أن تفيدنا كثيرا في المستقبل على الرغم من أنني أعلم بأن اللاعب لا يوجد في أحسن أحواله في الآونة الأخيرة ولا يجب أن نضغط عليه كثيرا”.
“تحدثت معه فور وصوله وأكد لي إرتياحه الشديد حتى قبل لعب أول مباراة”
وعن كيفية استقبال اللاعب لحسن الذي أسيل عنه حبر كثير قبل التحاقه، فقد أكد سعدان خلال تدخلاته بأن اللاعب كان في المستوى منذ الساعات الأولى من التحاقه بالتربص، وأضاف سعدان: “لقد تحدثت على انفراد مع لحسن فور التحاقه بالفندق وقلته له من البداية بأنه في عائلته الثانية ولا شيء سيقلقه، وقد قلت له بالحرف الواحد سأمنحك الوقت لمعاينة الأوضاع وبعد اللقاء أجبني بصراحة كيف وجدت الأجواء ولكنه فاجأني برده السريع أنه مرتاح كثيرا وأعجب بأجواء المنتخب قبل اللقاء وأكد لي ارتياحه الشديد بعد انتهاء اللقاء”.
“أشركته أساسيا في أول ظهور لأني أعرف قدراته جيّدا”
وعن إشراكه أساسيا في أول استدعاء له مع المنتخب، قال سعدان إنه كان واثقا من نفسه عندما اعتبر لحسن واحدا من بين اللاعبين القادرين على اللعب في أي وقت وفي أي مكان، وأضاف: “لحسن لاعب محترف وجميعنا يعرف إمكاناته الكبيرة ومن تابعه في لقاء أو لقاءين في إسبانيا يتأكد أنه يلعب كرة بسيطة وبإمكانه أن يلعب مع أي فريق ويتفاهم مع كل اللاعبين في وسط الميدان، ولهذا السبب أشركته من البداية وكان متوسطا إلى أبعد الحدود وهو الذي يعاني من بعض الإرهاق لكثرة المباريات التي لعبها في الآونة الأخيرة مع فريقه”.
“أرضية الميدان أزعجتنا وحتى الصربيون إنتقدوها كثيرا”
كما أشرنا إليه من قبل فقد عاد الناخب الوطني للحديث عن وضعية أرضية الميدان التي نعتها بالكارثية على الرغم من أن ملعب 5 جويلية تم إغلاقه منذ أكثر من شهر، وقال: “لم يكن باستطاعة اللاعبين تقديم مردود أكثر من ذلك الذي ظهروا به بسبب حالة الأرضية التي لم ترق إلى المستوى المطلوب وخيبت آمالنا كثيرا، وحتى لاعبو المنتخب الصربي انتقدوها كثيرا في الاجتماع التقني قبل اللقاء وأبدوا انزعاجهم منها وأحرجنا بذلك بحكم أننا استقبلناهم في هذا الملعب”.
“ڤاواوي عاد من عملية جراحية ولم يكن في مستواه وهو من يتحمّل مسؤولية الهدف الأول“
ثم تطرق سعدان في سياق حديثه إلى منصب حارس المرمى الذي أثار الكثير من الجدل خاصة بعد الأداء المتواضع للحارس ڤاواوي الذي لم يقدم ما كان منتظرا منه وخيب الآمال هو الآخر في أول ظهور له مع المنتخب منذ لقاء القاهرة في التصفيات، وقال عنه سعدان: “ يجب أن لا ننسى أن ڤاواوي عاد من بعيد بعد إجرائه عملية جراحية، وهذه المباراة هي الثانية له بعد تلك التي أجراها مع فريقه جمعية الشلف، ولكن فيما يخص مردوده فقد كان بسيطا ولم يقدم ما كنا ننتظر منه، وعن لقطة الهدف الأول الذي تلقيناه فهو من يتحمّل مسؤوليته لأنه خرج عن مرماه و لم ينقض على الكرة”.
“شاوشي يملك إمكانات كبيرة ولم نغلق الباب في وجهه نهائيا”
وفي رده عن سؤال منشط الحصة حول قضية الحارس الآخر فوزي شاوشي الذي لم يستدع إلى التربص الذي أجراه المنتخب قبيل لقاء صربيا، كان رد سعدان على النحو التالي: “شاوشي يملك إمكانات كبيرة، وشخصيا أعتبره الحارس رقم واحد في الجزائر ولكن بعد التصرفات التي بدرت منه في كأس إفريقيا أبعدناه مؤقتا، ولا أخفي عنك أن الأبواب تبقى مفتوحة في وجهه وعليه فقط أن يستخلص الدروس من العقوبة التي سلطناها عليه لا أكثر ولا أقل، ونتمنى أن يعود بكل قوة هو الآخر”.
“نحتاج إلى تدعيم في الدفاع تحسبا لأي طارئ”
لم يخف المدرب رابح سعدان حاجة المنتخب في أقرب وقت ممكن إلى تدعيم من مختلف المناصب، ولكن خص بالذكر الخط الخلفي، ليس لضعفه بل لغياب الأسماء التي بإمكانها أن تعوض مثلا حليش أو عنتر يحيى، وأضاف: “أنا أفكر مليا في التدعيم كما قلت لك خاصة في الخط الخلفي حتى يكون لدينا لاعبون في المستوى يمكننا الاعتماد عليهم عند الحاجة وتحسبا لأي طارئ، فمثلا في لقاء صربيا لم نتمكن من الاعتماد على بوڤرة بسبب إصابته قبل يوم اللقاء وحتى حليش فقد أشركناه مصابا ولكن إصابته كانت بدرجة أقل عن زميله الآخر، وفيما يخص عنتر يحيى فلا يمكننا أن نلومه كثيرا لأنه يعاني من نقص المنافسة”.
“سأقرّر مع رئيس الفاف حول مستقبلي قبل المونديال ”
أخيرا تحدث المدرب الوطني رابح سعدان عن مستقبله مع المنتخب الوطني بحكم أنه صار حديث الساعة، وقد أكد أنه في اتصال دائم مع رئيس الاتحادية بخصوص هذا الموضوع، لكنه سيقرر ذلك لاحقا: “أعرف جيدا ما أقوم به على رأس المنتخب الوطني لأنني في حديث دائم مع روراوة في هذا الجانب وأؤكد لك أنني سأتخذ القرار بيني وبين نفسي حول مستقبلي أياما فقط قبل المونديال بحول اللّه”.
“أكدت لمن لا يُشاركون مع أنديتهم أنهم سيكونون معنا في المونديال وعليهم فقط أن يُكثّفوا من العمل”
عرج بعد ذلك الناخب الوطني للحديث عن أولئك اللاعبين الذين يعانون من نقص المنافسة مع أنديتهم في أوروبا بسبب مشاركتهم في كأس إفريقيا والتهميش بعد ذلك من مدربيهم، وقد أراحهم سعدان عندما قال: “أساند هؤلاء اللاعبين الذين حاربوا من أجل التأهل إلى المونديال في التصفيات وأكدت لهم بأنني سأعتمد عليهم في كأس العالم ولكن عليهم أن يبذلوا أقصى جهودهم حتى يكونوا في المستوى قبل التربص الأخير لأننا في حاجة إليهم جميعا ولا داعي لأن يفتعلوا مشاكل في أنديتهم”.
“تربصنا المقبل سيكون بعد إنتهاء كل البطولات الأوروبية”
ومن ناحية أخرى تطرق سعدان إلى الحديث عن التربصات المقبلة للمنتخب الوطني، وقد أكد أنه وجد صعوبات في لم شمل اللاعبين بسبب ارتباطاتهم مع أنديتهم، وعليه فقد اعتبر منتصف شهر ماي الوقت المناسب للتربص القادم بما أن كل البطولات الأوربية تكون قد إنتهت رسميا، وأضاف: “كان بإمكاني برمجة التربص بداية من يوم 8 أو 9 ماي لكن بما أن البطولات الفرنسية، الإسبانية وحتى الإيطالية تنتهي يوم 14 ماي، فلا أريد أن نبدأ التحضير منقوصين عدديا وعليه فسيكون تربصنا في 15 ماي على أقصى تقدير وعلينا أن نحضر بكل جدية”.
“لست متأكدا من إجراء لقاء الإمارات في 5 جوان وبملعب 5 جويلية”
بعد التنظيم الكارثي الذي شهدناه في لقاء صربيا في ملعب 5 جويلية، فقد غير الناخب الوطني رأيه في برمجة لقاء الإمارات في 5 جوان المقبل بالملعب نفسه، حيث أحرج سعدان كثيرا من هذا الجانب وقال: “لقد احترنا كثيرا بعد كل ما شاهدناه في لقاء صربيا، فنحن نتفهم حب الأنصار للمنتخب لكن ليس بتلك الدرجة فذلك لم يساعدنا في العمل والتحضير كما ينبغي وعليه فمن المحتمل جدا أن ننقل مباراة الإمارات إلى ملعب آخر أو هناك احتمال بإلغائها إن تحتم الأمر لأننا بحاجة إلى تركيز وهدوء أكثر“.
“نحن نُتابع عن كثب المنتخب المحلي وحاج عيسى وجابو من ضمن إهتماماتنا”
وفي الأخير عرج سعدان في سياق حديثه على احتمال انتداب أحد اللاعبين المحليين خاصة بعض تسجيل نقائص عديدة في عدة مناصب، وأكد بأنه يتابع عن كثب المنتخب الوطني للمحليين، وقال: “العمل الذي يقوم به المدرب بن شيخة كبير، وهو ينقص علينا عناء متابعة كل مجريات البطولة، فقد منح الكثير من اللاعبين ثقة في النفس ويحضرهم لنا كما ينبغي على غرار بابوش، العيفاوي وزماموش، وفيما يخص حاج عيسى فقد عاد بكل قوة وهذا في صالح الكرة الجزائرية، والشيء نفسه بالنسبة لجابو وغزالي وحتى جاليت الذين يقدمون مستويات كبيرة مع المنتخب المحلي وسنقرر في شأنهم في الوقت المناسب لأنهم من ضمن اهتماماتنا ولكن يبقى المشكل في اللاعب المحلي هو عدم جاهزيته من الناحية النفسية وينقصه الاحتراف الذهني أكثر من أي شيء آخر”.
“سنُرسل من يتابع بعض الأسماء في مختلف البطولات الأوروبية ونحن نفكر في 2012 و2014”
ومن أجل تدعيم المنتخب الوطني ببعض الأسماء القادرة على تقديم الإضافة إلى “الخضر“، فقد أكد المدرب رابح سعدان أنه أرسل بعض الملاحظين لأجل الوقوف على إمكانات هؤلاء اللاعبين دون أن يذكر أسماءهم، في إشارة إلى كل من شاقوري وڤديورة، بالإضافة إلى شرفة والبقية فقال: “لدينا الوقت الكافي لأجل معاينة الأسماء التي برزت، لكن ستكون إنتداباتنا مدروسة وحسب معايير محددة وبالتأكيد حسب الحاجة لأننا نفكر من الآن في منتخب 2012 و2014 بطبيعة الحال حتى تبقى الجزائر حاضرة في المحافل الدولية”.