"أنا ولونيسي خاوة ولم نكن يوما أعداء مثلما أشيع" "كنت متواضعا، أتنقل للتدريبات بدراجة نارية في وقت كان إفتسان يأتي ب bmw" "الجيلالي سالمي تفاوض معي وعندما نصل إلى الأموال يعتذر لي ويقول لي نسيت أن أصلي" "عندما كنت في المغرب اعتقد مدرب منتخبهم أني مغربي فوجه لي دعوة رسمية" "الرئيس الشاذلي بن جديد قال لهم اجلبوا لي راحم الصغير حالا" "جابو يذكرني بنفسي وعليه أن يتزوج أوّلا وبعدها يحترف حالا في أوروبا" في آخر جزء، يتطرق راحم إلى الدعوة التي تلقاها يوما من مدرب المنتخب المغربي الذي أخطأ واعتقد أنه مغربي، كما يتحدث عن ما حدث بينه وبين رئيس الجمهورية الشاذلي بن جديد يوم توّج مع الخضر بكأس إفريقيا للأمم 1999. = كنت مطلوبا من كل الفرق في وقت سابق، فهل سبق لشباب بلوزداد مثلا أن طلب خدماتك؟ == نعم كان ذلك بعدما أن غادرت السعودية، لأنه وبعد تجربتي في المغرب لعبت في البطولة السعودية لصالح نادي أحد لموسم واحد، عدت بعده إلى الجزائر، وحينها وصلني عرض من الجيلالي سالمي الذي حدد لي موعدا في مكتبه. وبالفعل ذهبت وقال لي نريد ضمك إلى صفوفنا فقلت له أنا مستعد لذلك، لكن كل ما نصل إلى الحديث عن الجانب المالي يتهرب مني، فمرة يذهب للصلاة ومرة ينوب عنه مسير آخر اسمه على ما أذكر بهلول لإكمال المفاوضات، هذا "يجي" والآخر "يروح". لم أفهم شيئا صراحة، وأذكر أننا كانا في الصيف وكنت أرتدي "شورت" فظننت ربما يكونوا "حشمو مني" لأني ألبس "شورت" وهم ملتزمون ويرفضون هذا اللباس من رجل بشلاغمو مثلي. زميلي علي موسى لما سردت له ما جرى لي انفجر بالضحك، وأكد لي أنها خطة الجيلالي وبهلول حيث قال لي بصريح العبارة: "عندما تصل المفاوضات إلى الأموال يتذكرا الظهر والعصر والمغرب وكل صلاة". المهم بعدها خرجت الكلمة من فم الجيلالي واقترح علي ما قيمته 120 مليون سنتيم وهو المبلغ الذي لم تعجبني، تصور أني بعدها عدت للحراش رغم أن عرض العايب كان أقل من عرض الجيلالي. = كيف فضلت الحراش على بلوزداد؟ == لأنّ العايب خطفني من المطار بكى لي قليلا كالعادة، أكد لي أنه لا يملك الأموال وأنه يعاني من ضائقة مالية تهدد الفريق، فأمضيت للصفراء مقابل 80 مليون فقط تحصلت عليهم بالقطرة، وهو ما تعودت عليه في الحراش في الحقيقة. لاسيما مع عمي محمد العايب الذي كل ما ألعب للصفراء في عهدته إلا وأترك ورائي أموالا، صدقني حياتي كلها وأنا "نسال" للعايب، ورغم ذلك أحبه كثيرا ولا أملك تجاهه أي ضغينة، وأحب الحراش التي أدين لها بأنها الفريق الذي صنع محمد راحم وصنع لي اسما، وبفضلها تلقيت اتصالات من أندية كبيرة ولعبت للمنتخب الوطني، والناس اليوم عندما يقولون محمد راحم يقولون لاعب إتحاد الحراش. = هل هو أفضل رئيس تعاملت معه؟ == نعم رغم قلة الإمكانات لأنه يجيد التسيير ولا يتدخل في مهام الطاقم الفني، ولعل هذه الميزة التي جعلت المدرب بوعلام شارف ينجح في مهمته على رأس "الصفراء" في السنوات الثلاث الأخيرة، وتبقى نقطة العايب السلبية برأيي أنه كان يسيّر كل شيء بالهاتف ويجلب الأموال بالهاتف فقط، اليوم الأمور تغيرت الأوضاع في الحقيقة ولا يمكن له أن يسير بالهاتف، عليه أن يتنقل هنا وهناك بحثا عن الأموال التي تسمح له بتسيير الاتحاد. واستغل الفرصة كي أسرد لك ما جرى لي معه في وقت سابق، حيث زرته يوما في مكتبه وقلت له لا بد أن تأتي معي إلى مكتب رئيس البلدية كي أحصل على محل تجاري بالحراش، أصريت عليه وأخرجته من مكتبه، ومشينا على الأقدام سويا في شوارع الحراش، وفي طريقنا إلى مكتب "المير" جاءه اتصال هاتفي قالوا له فيه "والدتك توفيت"، الخبر نزل كالصاعقة علينا سويا لأنه "غاضني" صراحة وهو في تلك الحالة، فعدنا من حيث أتينا ولم نتنقل عند المير. = هل صحيح أنك يوم لعبت في المغرب، تلقيت دعوة رسمية من مدرب "أسود الأطلس" كي تشارك في مباراة من المباريات الودية لهذا النادي؟ == نعم تلقيت دعوة رسمية مكتوبة باسمي من طرف مدرب المنتخب المغربي سنة 1995، لكن ليس الفرنسي "هنري ميشال" مثلما تردد، بل هو مدرب برازيلي نسيت اسمه، أعجب بما كنت أقدمه في البطولة المغربية، تابع أخباري ومشواري باهتمام كبير، وبعدها أرسل لي الدعوة الرسمية، معتقدا أني مغربي قبل أن يؤكد له المسؤولون أني جزائري. = وما كان ردّ فعلك يوم وصلتك الدعوة؟ == صدقني ضحكت كثيرا لأني لم أكن أنتظر أن يخطئ المدرب في أمر كهذا، لكني تشرفت من جهة ثانية لأني أعجبت مدرب برازيلي كبير (يضحك). = وكيف تقبّلت تجاهل مدربي المنتخب الوطني في تلك الفترة؟ == بطريقة عادية حيث لم أحتج يوما على قرار المدربين، فمثلما سعدت يوم حظيت بشرف تمثيل الجزائر في نهائيات كأس إفريقيا 1990 و1992، لم أغضب كثيرا لما همشت بعدها رغم أني كنت أستحق أن أكون ركيزة في المنتخب رفقة لعزيزي، لونيسي، تاسفاوت، وبتاج لكن المدربين تجاهلوني لا أدري بالضبط لماذا، ربما لأني غبت عن الأنظار وتنقلت إلى البطولة المغربية، التي لم يكن يتابعها أحد. = يوم توجتم بكأس إفريقيا للأمم 1990، كيف كان اللقاء مع رئيس الجمهورية الشاذلي بن جديد؟ == كان اللقاء رائعا معه ومع كافة السلطات العليا، حيث فرحوا لإنجازنا كثيرا، وحدث لي شيء مميز مع فخامة رئيس الجمهورية آنذاك. = وما هو؟ == السيد الشاذلي بن جديد قال لهم اجلبوا لي راحم الصغير حالا، كان ذلك خلال الحفل الذي نظم على شرفنا، حينها جاءني مسؤول وطلب مني أن أذهب من أجل ملاقاة السيد الرئيس، لم أصدق ذلك في الوهلة الأولى وبقيت قرابة 20 دقيقة أفكر هل سأذهب إليه أم لا، لأن الأمر يتعلق برئيس جمهورية، صدقني خجلت كثيرا ولم أكن أتصور أن يصل اليوم الذي سأكون مطلوبا فيه من طرف الرئيس، وبعدها توكلت على الله وذهبت إليه، احتضنني وشكرني كثيرا وشجعني واعترف لي بأنه من بين المعجبين بما أقدمه فوق الميدان، وطلب مني أن أواصل على نفس المنوال حتى أنجح في مسيرتي الكروية. = هل سبق لك أن شاركت في مباراة وأنت تعلم أن نتيجتها مرتبة؟ == نعم، أقرّ بأني شاركت في مباراة نتيجتها مرتبة، لكن لصالح إتحاد الحراش طبعا وليس ضدها، لأنه لا يمكن أن أبيع الصفراء أو أي فريق آخر ألعب له. = ما هي هذه المباراة؟ == في الموسم الأول الذي عدت فيه للجزائر بعد تجربتي في المغرب والسعودية، كنا على وشك السقوط إلى القسم الثاني، غير أن شبيبة بجاية أنقذتنا من ذلك بعدما تنازلت لنا عن نقاط المباراة في عقر دارها. أذكر أننا كنا منهزمين في النتيجة قبل أن يقرر المنافس منحنا الفوز في فترة ما بين الشوطين، وفعلا عادلنا النتيجة أولا بواسطة لونيسي عن طريق مخالفة مباشرة، قبل أن نضيف هدفا ثانيا في الدقيقة الأخيرة ضمنا به الفوز والبقاء في القسم الأول. = حسب علمنا شاركت في مباراة أخرى مرتبة جمعتكم بمولودية الجزائر في موسم (1999/2000)، وكنتما يومها معا مهددين بالسقوط، فرتبتما المباراة بالتعادل الإيجابي هدف في كل شبكة؟ == والله العلي العظيم لم نرتب نتيجتها، الفريقان لعبا بحذر شديد وكل واحد كان متخوفا من الآخر، هم سجلوا أولا بواسطة مراكشي، ونحن عادلنا مع مطلع الشوط الثاني بواسطة برڤيڤة، يومها الحظ لم يسعفني أنا وبرڤيڤة في إضافة أهداف أخرى، ولم يسعف مهاجمي المولودية في التسجيل أيضا، فانتهت المباراة. وأعتقد أن لقطة حديثي مع لعزيزي المتواصل في النقطة المركزية للملعب، هي التي جعلت الجميع يعتبر المباراة مرتبة غير أن الحقيقة بعيدة عن ذلك. = زميلك السابق في الصفراء إبراهيم بوطالب كان على علم بأننا سنحاورك، وأفشى لنا سرا وهو أن راحم يحب أكل شيء مميز، ولا يصبر عليه، هل لك أن تعلم القراء به؟ تناوله حتى يوم المباريات == أكيد أنه قال لكم جبن "الكامامبير"، نعم أنا أحب تناوله ولا أصبر عليه حتى يوم المباريات، الله غالب من الصغر وأنا نحب "الفرامج"، وبما أن بوطالب أفشى لك سرّ عني، سأفشي لك سرّ بخصوصه لأنني متأكد أنه لم يقل لكم أن سرّ تسجيله الكثير من الأهداف مع الحراش، سواء بالقدم أو الرأس يعود إلى الجبن الذي كنت أتناوله بكثرة، لأني وبكل بساطة كنت أموله بالعديد من الكرات. = ما هو السر الذي ترغب في الكشف عنه بخصوص بوطالب؟ == كان "خواف" عندما نتأهب لخوض مباراة مهمة مثلا يخاف كثيرا إلى درجة لا يمكنك أن تتصورها، صحيح أنه رأس حربة كبير والجميع يشهد له بذلك ووليد "فاميليا" أيضا، إلاّ أنه كان يخاف من "المطرق" والضرب من مدافعي المنافس. = رفض مؤخرا أن يكشف لنا عن اسم الفريق الذي يناصره، عندما سألناه إن كان يحب إتحاد الحراش أم شباب بلوزداد، أنت الذي تعرفه هل لك أن تكشف لنا اسم الفريق الذي يناصره؟ == تريد الصراحة بوطالب لا يحب لا الحراش ولا بلوزداد، يوطالب يحب فريقه الأول هندسة الجزائر (dnc) أتى يوما من الأيام إلى الحراش إحتضنّاه، أعجب بالأجواء التي وجدها والحماس الفياض للاعبينا الشبان، أعجب بشعار "الفقر والسعادة" الذي رفعناه، "الطوايش" والضحك داخل المجموعة، الجدّ والكرة الجميلة يوم المباريات، لم يعد يصبر على الصفراء من يومها لكنه لا يناصرها لا هي ولا بلوزداد وأتحداه أن ينفي كلامي. = بعدك جاء باجي وبرز في الحراش والجميع تنبأ له بمشوار كبير ونجح في نهاية المطاف، هل كنت ترى فيه وهو شاب صورة اللاعب الذي سيذهب بعيدا؟ == نعم باجي "وليد فاميليا" هو الآخر، منذ أن كان صغيرا تنبأت له بمشوار كبير وهذا ما تحقق، انطلق من الحراش وصنع لنفسه اسما وعبّد طريق النجاح عندما تألق مع بلوزداد، قبل أن يواصل مسيرة التألق مع مولودية الجزائر. هذه هي الحراش أنجبت لاعبين كبار مثل باجي، لونيسي، بوطالب وغيرهم ممن تحدثنا عنهم، وبخصوص باجي أؤكد لك أنه كان آخر "جحا" كسبته الحراش. = لكن الجميع يعرف أن "جحا" هو لونيسي؟ == لا "جحا" الحقيقي هو مدان وأتمنى ألا يستاء مني لأني بصدد الحديث عن أشقاء لي، مدان كان متحفظا ولا نعرف ما الذي يفكر فيه، ولا نعرف حتى ما الذي يقوله لما يتحدث باللهجة القبائلية، وبعدها جاء لونيسي الذي ورث هذا اللقب عن مدان، ليأتي باجي الذي درس جيدا في المدرسة الحراشية وصار آخر جحا نكتسبه. = البعض يقول إلى يومنا هذا إن علاقتك متوترة بلونيسي هل هذا صحيح؟ == لا هي مجرد إشاعات وكلام فارغ فلونيسي "خويا" وبإمكانك أن تسأله، هو من خيرة اللاعبين الذين أنجبتهم الكرة الحراشية وأحد رموز الحراش، ولعلمك أنا لا أملك أعداء في كرة القدم، قد أتخاصم مع أي لاعب اليوم، لكن في اليوم الموالي أعتذر منه إن كنت مخطئا أو أصفي القلوب معه إن كان هو المذنب. = لونيسي اليوم يخوض تجربة جيدة كمدرب كبير قاد الصفراء إلى القسم الأول وقاد المدية إلى القسم الثاني، وقد يقودها إلى القسم الأول، ما تعليقك؟ == تنبّأت له بالذهاب بعيدا في مجال التدريب منذ فترة طويلة، لونيسي لا يصلح ليكون بعيدا عن كرة القدم، وصدقني سعدت لنجاحه في تجربته كمدرب، وحزنت للطريقة التي أجبر بها على مغادرة الحراش. أعترف أن لونيسي أحيانا يقحم نفسه في أمور لا يجب أن يتورط فيها، لكنه وبالنظر إلى كل ما قدمه للصفراء كان عليهم ألا يفرطوا فيه بتلك الطريقة. = هل من حكاية جميلة لا زلت تذكرها خلال الايام التي قضيتموها أنت ولونيسي في الحراش؟ == كنت عندما أغضب أقول له "خالد اليوم الحراش نڤلبها لو كان ما يفروهاليش لازم يعطوني دراهمي وإلا سأضطر لمقاطعة التدريبات"، فتجده يشجّعني ويقول لي أنا معك عندك الحق لا بد أن تدافع عن حقوقك، بعدها نتوجه سويا عند العايب وفي تلك الفترة "كان يحبلك باش يستقبلك العايب"، لأن عمي محمد آنذاك كان شخصية كبيرة يلاقي الوزراء وكبار الدولة. كنا نذهب سويا ونلاقي العايب وما إن أشرع في الحديث عن ما جئت من أجله ينفجر لونيسي ضاحكا، وحينها يسألني العايب "ما بك محمد؟" لكني أتردّد في مطالبته بالأموال الردّ وتجدني أجد أكذوبة وأقول له شيخ ظهري يؤلمني وفقط، وأغادر المكتب دون أن أقول له أعطيني أموالي. بيت القصيد في الحكاية أن لونيسي كان "خادمها" مع العايب، يسرد له الحكاية مسبقا ويجد عمي محمد لها مخرجا قبل أن تشتكي له، ولعلمك أني كنت "الشوشو" رقم واحد لدى العايب، لكن لونيسي استولى عليه وصار صديقه الأول بعد ذلك وأقرب اللاعبين إليه. = يقال إنك كنت متواضعا في تلك الفترة، رغم أنك كنت لاعبا دوليا مع المنتخب، ورغم ما وصلت إليه من مستوى، ما سرّ ذلك التواضع؟ == صدق أولا تصدق، كنت صاحب أكبر منحة إمضاء وصاحب أكبر أجرة شهرية، بالإضافة إلى صفتي كلاعب دولي شارك في نهائيات كأس إفريقيا للأمم ونال لقبها. إلا أني كنت أتنقل إلى التدريبات أحيانا في دراجة نارية، وأحيانا أخرى في سيارة عادية من نوع "r4"، وكنت غالبا ما أضطر إلى دفعها أنا ورفاقي حتى تتمكن من السّير، في حين كان إفتسان مثلا كان يأتي إلى التدريبات ب "bmw ". كنت متواضعا وأفضل المعيشة البسيطة دون أن أعير اهتماما للمظاهر، فهمي الوحيد كان إمتاع الأنصار والاستمتاع وليس التباهي بالسيارات. = تألق مدان قبلك كظهير أيسر في الحراش والجزائر، وجئت بعده وسطعت في سماء الكرة الجزائرية، وبعدكما جاء باجي وحقق نفس النجاح، ومرّ على الصفراء لاعب آخر يملك نفس مواصفتكم جميعا، هل عرفته؟ == نعم إنه لاعب وفاق سطيف عبد المومن جابو الذي أنا من أشد المعجبين به لأنه لاعب جيد أتنبأ له بمستقبل زاهر، يشبهنا في طريقة لعبه لكن نقطته السلبية الوحيدة نقص فعاليته أمام المرمى، هو يفعل كل شيء بالكرة لكنه ضعيف أمام المرمى ولا يسجل أهدافا كثيرة، وأنصحه أن يركز على العمل أمام المرمى حتى يكون كاملا من كل النواحي. = هو مثلك تلقى العديد من الاتصالات من طرف العديد من الأندية الأوروبية لكنه وإلى حد الآن لا زال يلعب في الجزائر، فما هي نصيحتك له؟ == على كل حال أرى أنه بصدد تضييع وقته في الجزائر، لقد وصل إلى مرحلة عليه أن يتنقل فيها إلى أوروبا، كي يطور إمكاناته وطريقة لعبه ويتدارك نقائصه ويفجر إمكاناته، موهبته ترشحه ليكون لاعبا كبيرا وأتذكر أني كنت مثله أراوغ وألجأ إلى اللعب الفني، لكن كبار المدربين أمثال رمضاني وبن زكري نصحوني بأن أعمل على التسجيل واستغلال الفرص، وهو ما قمت به فصرت أسجل العديد من الأهداف، وأريج أن أضيف لك شيئا. = تفضل == لقد سردوا لي يوم كان في الحراش ما عاناه عندما كان صغيرا، حيث فقد والده لما كان يبلغ من العمر ستة أشهر فقط، وصارت والدته كل شيء بالنسبة له ولا يقدر على مغادرة سطيف بسببها، وحتى لما لعب للحراش كان يتنقل لزيارتها كل يومين، ولما أمضى في "سيون" السويسري فسخ العقد وعاد بسبب عدم مقدرته على مسايرة نمط العيش بعيدا عن الأم الحنون. أتفهم ذلك لكن عليه أن يفكر في مصلحته كلاعب دولي قادر على الاحتراف في فريق أوروبي كبير مستقبلا، ونصيحتي الأخيرة له ارحل يا جابو أنت تبلغ من العمر 24 سنة الآن وعليك أن تبرهن في ما وراء البحار، وأنصحه أيضا بالزواج حتى لا يذهب وحيدا إلى أوروبا ويكون محيطا بجو عائلي يسمح له بالتركيز، وأن يتنقل إلى فرنسا أولا ويتفادى التنقل إلى تونس أو أي بلد عربي آخر حتى لا يتكرر معه ما حدث لي. = لعبت في المغرب وواجهت الرجاء في أكثر من مناسبة بملعب محمد الخامس، كيف ترى مهمة منتخبنا الوطني أمام المنتخب المغربي في ظل الأجواء التي يفرضها المغاربة في ذلك الملعب الكبير يوم نواجههم في جوان المقبل؟ == أولا علينا أن نحسم موقعة الجزائر يوم 25 مارس لصالحنا، حتى نتنقل إلى هناك بمعنويات مرتفعة. أما بخصوص الأجواء فأتوقع أن يكون الضغط شديدا على لاعبينا من طرف الجمهور المغربي الذي يشبه جمهورنا كثيرا، لكن لن يعتدوا على منتخبنا فهذا ليس من شيم المغاربة الذين أعرفهم جيدا. = ألا تنتظر أن يزج المغاربة السياسة في هذه المباراة؟ == أن ينعتونا بالإرهاب وغير ذلك فهذا منتظر لكنه غير مؤثر، وثق أن الشعب المغربي لا يهتم كثيرا بالسياسة وقضية الصحراء الغربية، بل أن سلطتهم هي التي تهتم كثيرا بذلك. وعلى كل حال أطمئن لاعبينا بأنهم لن يخافوا شيئا في المغرب، لأن المغاربة طيبون وليسوا مجانين حتى يعتدوا عليهم، لكن الضغط سيكون مفروضا عليهم، و"طاڤ على من طاڤ" وعليهم أن يكونوا في يومهم كي يعودوا بنتيجة جيدة تبقي حظوظهم قائمة في التأهل. = بما أننا تطرقنا إلى جزء فقط من حياتك الكروية، لأن مشوارك الطويل لا يمكن أن يحكى في هذا الحيز الضيق الذي منحناه لك، فإننا نمنحك الحرية لتقول ما شئت في ختام الحوار == شكرا على هذه الإلتفاتة، لقد أعدتموني سنوات عدة إلى الوراء وتذكرت كافة محطات مشواري الكروي الحلوة منها والمرّة، سواء بدايتي في الكاليتوس، مسيرتي مع الصفراء، رحيلي وعودتي لها في كل مرة، تجربتي مع الخضر وتتويجي بكأس إفريقيا 1990، تجربتي في المغرب، فشلي في اللعب لبرشلونة أو فريق أوروبي كبير، مروري بالنصرية وتحقيقي الصعود معها وبن طلحة واقتحامي مجال التدريب. وعلى العموم تستمر الحياة وأتمنى أن يكلل مشواري كمدرب بالنجاح إن شاء الله.