يتطرق محمد راحم بالتفصيل في الجزء الثاني من الحوار الذي أجريناه معه، إلى حكاية تحويله إلى نادي “برشلونة” الإسباني والأسباب الحقيقية التي حالت دون إمضائه الرسمي لصالحه، بعدما تفاوض ومناجيره مع إدارة النادي “الكاتالوني” حول الشق المالي، وتحوله بعدها للعب في المحمدية المغربي. كما يعود لنهائيات كأس إفريقيا 1990 بالجزائر ونهائيات 1992 ب “زيغنشور”، بالإضافة إلى حديثه عن علاقة الصداقة التي تربطه بلعزيزي وأمور أخرى. «تدربت تحت إشراف يوهان كرويف، رفقة ڤوارديولا، كومان وستويشكوف كان معجبا بمراوغاتي” «عرضوا علي 6 ملايين فرنك فرنسي كأجرة وقيمة إمضاء ب 30 مليون ومناجيري رفض” «غيرو أرادني في أوكسير ومانع ونفس المناجير أعاق صفقة تحويلي” «المحمدية المغربي خطأ أرغمت على ارتكابه” « كرمالي غابتلو في زيغنشور والعديد من المحترفين ما كانوا ليشاركوا” «أفضل موسم لي مع المحمدية كان تحت إشراف سعدان الذي كاد يقودنا إلى التتويج باللقب” «كنا نهرب أنا وعماني من فندق 5 جويلية ولعزيزي شقيقي وليس صديقي” وهل تذكر الأجواء التي عشتها مع المنتخب الوطني خلال نهائيات كأس إفريقيا؟ أجواء رائعة لا يمكنني أن أنساها، لأني كنت صغيرا وعمري لا يتعدى 20 سنة، وأحظى بشرف تمثيل الوطن في موعد قاري كبير كنهائيات كأس إفريقيا، وفي منافسة نظمتها الجزائر أيضا، إذ أن الشعب كان كله ينتظر منا التتويج بلقبها، ما جعل الضغط شديدا علينا في الحقيقة. لقد عدت بي 21 سنة إلى الوراء، واسترجعت بمجرد أن توجهت بسؤالك صور جيوش الأنصار وهم يلتحقون بملعب 5 جويلية من أجلنا، ونحن نطل من نوافذ الفندق، لأننا كنا نقيم في فندق الملعب وليس في الفنادق ذات الخمسة نجوم مثلما هو الحال مع الجيل الجديد، جيوش آتية من شوفالي، بوزريعة وغيرها من أحياء وشوارع العاصمة المجاورة. وأعترف أن الأيام التي قضيناها في الفندق عرفت تنظيما محكما من المسؤولين، وحتى العلاقة مع الصحفيين كانت منظمة عبر ندوات صحفية كل ثلاثة أيام، يتحدث فيها المدرب وعدد من اللاعبين تحدّدهم الإتحادية أو الطاقم الفني (ينفجر ضاحكا). ماذا تذكرت؟ تذكرت أني كنت أهرب من الفندق خلال نهائيات كأس إفريقيا. كيف تهرب والمنتخب يخوض منافسة رسمية، لاسيما أنك ذكرت منذ قليل أن تربصكم عرف تنظيما محكما؟ يا أخي كنت نهرب، فرغم التنظيم المحكم من طرف المسؤولين، والرقابة الشديدة التي فرضها علينا المدرب كرمالي، إلا أني كنت أهرب حتى أشاهد أفراد عائلتي الذين اشتقت لهم كثيرا. لماذا تهرب، هل منعت العائلات من زيارتكم؟ نعم، صدر أمر من المسؤولين يقضي بمنع العائلات من الالتحاق بالفندق لزيارتنا، فاشتقت إليهم كثيرا الوالدة الكريمة والدي رحمه الله وإخوتي. من كان الوسيط الذي سهل عليك الهروب من الفندق؟ لا وسيط ولا هم يحزنون، ماجر مثلا ورغم اسمه الكبير وسمعته الكبيرة كان يمنع من مغادرة الفندق، لكني استعملت طرقا هربت من خلالها. لكن من هو شريكك في الهربة؟ جمال عماني “شريكي” كان يجلب سيارته الفخمة من نوع “bmw” ونهرب بها، هو قريب من حومتي حيث كان من الأربعاء وأنا من الكاليتوس، كنا نهرب سويا نرى أفراد العائلة ونتفقد أحوالهم، وبعدها نعود إلى الفندق من جديد وكأن شيئا لم يحدث. كيف كانت تراودكم فكرة كهذه وأنتم كنتم مطالبون بالتركيز على المنافسة دون الاكتراث بأمور أخرى؟ أذهب عنده إلى الغرفة وأقول له “جمال أنا توحشت العجوز والشيخ كيف نفعل الآن؟، المنافسة قد لا تنتهي قريبا،ولا بد أن نشاهد الأهل”، وبعدها يأمر بجلب سيارته ونغادر سويا في هدوء ونعود في هدوء وكأن شيئا لم يحدث. لم تهربا من أجل السهر؟ لا، والله لم أسهر بل ذهبنا من أجل مشاهدة الأهل وأبناء الحي وفقط. عماني كان شريك “الهربة” ومن كان الصديق الأقرب لك؟ من دون شك أخي طارق لعزيزي، أنا وطارق ومن حسن حظنا تدرجنا سويا في كافة أصناف المنتخب الوطني، بداية من صنف الأشبال، مرورا بصنف الأواسط، وصولا في نهاية المطاف إلى صنف الأكابر. وصرنا منذ ذلك الحين نتقاسم الغرفة في المنتخب، ولا نتفارق سوى نادرا، ومن درجة اقترابنا من بعضنا البعض، قال لنا أحد الأصدقاء يوما: “ما سرّ تعلقكما ببعض رغم أنكما لا تلعبان في نفس المنصب، ولا تملكا نفس القامة، ولا تصلحا لكي تكونا صديقين واحد طويل جدا وآخر قصير وقصير جدا... يضحك، قال لنا أنتما عبارة عن il القصير i والطويل l “. وصديق آخر قال: “إذا رأيت لعزيزي يأكل بشراهة، فاعرف فورا أن راحم مات بالشر”، لأني لا آكل كثيرا ولأنه يأكل الأكل الخاص بي. وهل هذا صحيح؟ نعم، لعزيزي “بسلامتو” يأكل كثيرا، ففي مرة من المرات قال لنا الحارس كمال قادري: “لعزيزي قادر على أكل جبل من الفريت”. لعبتما سويا في المنتخب، لكنكما لم تلعبا سويا في فريق، ألا تتحسر على ذلك؟ بطبيعة الحال تحسّرت، كنت قريبا من اللعب معه في المولودية، لكن الحلم لم يتحقق للأسباب التي حدثتك عنها سابقا، لكن في النهاية وبعد حمدت الله على أني لم ألعب معه. لماذا؟ لعزيزي كان لقمتي وفريستي فوق الميدان، فلو لعبت معه لما وجدت من أراوغ ومن أعبث وأتلاعب به، لكني والحمد لله واجهته في أكثر من مناسبة ونلت منه في أكثر من مرة، وتفوقت عليه في أكثر من مناسبة وأنا متأكد أنه لن ينكر ذلك. عندما كنتما تلتقيان فوق الميدان كمنافسين، كيف كان التعامل بينكما؟ مثل “القط والفأر”، أستعمل معه ذكاء وحيلة لا مثيل لهما بصفتي مهاجم وهو مدافع، فحراسته لي ضرورية واحتكاكنا مع بعضنا يكون طيلة فترات اللقاء، وحتى أتخلص من رقابته أشغله بالحكايات عندما تكون الكرة في مرمى فريقي إتحاد الحراش، فتجده ينشغل ويعجب بحكايتي، ومباشرة بعدما تأتي الكرة أنفلت من مراقبته وأجد مجالا للمراوغة وتمرير الكرة أو حتى التهديف، وفي مرة من المرات أغضبه كل وهاب معيش ومراد مزيان اللذان أنّباه على خطأ ارتكبه بعدما انفلتت من مراقبته وتحصلت على مخالفة على مقربة من منطقة العمليات، فقلت له “طارق ما به معيش ومزيان يصرخا في وجهك بهذه الطريقة؟ وحتى يقولا لك أعتدي عليه، دافع عن نفسك ولا تسمع لهما”، تصوّر ما الذي قاله لي بعدما تفطن لي، قال لي: “عندهم الحق روح أخطيني”. وصراحة طارق ورغم أن البعض يتهمه بأنه عنيف فوق الميدان، إلا أنه “وليد فاميليا” أتشرف بمصاحبته، وأعترف أنه لم يقصد يوما إيذائي أو إيذاء أي مهاجم واجهه. لعزيزي بنفسه قال لنا مؤخرا بعدما علم بأننا سنحاورك، إنه كان يتركك تفعل ما تشاء حتى لا يضرّك إن هو احتك بك لأنه صديقك، ما تعليقك؟ هذا صحيح، لكني كنت أستعمل الحيلة معه، ولو أنه في بعض الأحيان كان “يقيسني” لأن بنيته قوية جدا، ومن غير المعقول أن تمر المباراة دون أن تحتك به أو دون أن يلمسك ولو لمرة، في مرة من المرات عانيت من بعض تدخلاته وتقبلت الأمر لأنه في إطار اللعبة، كما أن طارق يلبس حذاء قياسه 47 وأنا 36 فكيف له ألا يلمسني ولو لمرة.... خلاصة القول لعزيزي ببنيته لو لعب في أوروبا لما اشتكى أحد من تدخلاته لأنها كانت ستعتبر منطقية، غير أن مواجهته لأصحاب البنية الهشة مثلي أنا ولونيسي، باجي، مازة وغيرنا، جعل الجميع يشتكي منه ويقول إنه عنيف في تدخلاته. كنت تفوز عليه كثيرا، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال، هو يذكر أن الحراش كانت تفوز على المولودية في 5 جويلية أو في أي ملعب آخر، واسأله وستسمع الإجابة. لنعد للمنتخب، كسبت عقول الجزائريين يوم دخلت ضد نيجيريا ورطمت كرة من الكرات في العارضة، هل كنت تشعر أنك ستفعل شيئا بدخولك؟ دخلت ومنتخبنا متفوق بخماسية، رفاقي كانوا يبحثون عن الاحتفاظ بالكرة حفاظا على النتيجة المسجلة، وحتى يسيروا ما تبقى من فترات اللقاء لكني كنت أطلبها لأندفع إلى الأمام وأسجل بدوري، توغلت وطلبت كرة من عماني ومباشرة صوّبت فارتطمت بالعارضة، للأسف لم أسجل هدفا لكني سجلت اسمي بأحرف من ذهب في أول ظهور لي خلال 17 دقيقة رسمية وتاريخية بالنسبة لي. بعدها حظيت بالفرصة أمام مصر وتألقت في مباراة فزنا بها بثنائية... لعبت جيدا لكني لم أسجل، البعض يومها قال إن الضغط لم يكن مفروضا علينا لأننا نواجه مصر بفريقها الثاني بعد الذي جرى في 89 مع هذا المنتخب حول بطاقة الوصول إلى المونديال. أتذكر أني أصبت بحجارة على مستوى الفخذ لدى دخولي أرضية الميدان، فراح ماجر يهدئ من روع الأنصار، لكنهم لم يعترفوا بأي شخص أمامهم لأنهم لم ينسوا ما حدث للمنتخب من قبل في القاهرة، الحمد لله أننا فزنا عليهم في النهاية. من هم المصريون الذين لا زلت تذكر مواجهتهم في تلك المباراة؟ أذكر حارسهم ثابت البطل، ومساعد مدربهم الحالي شوقي غريب وآخرين صاروا ركائز للمنتخب المصري بعد تلك الدورة. وهل تصف لنا شعورك وأنت تتوج بعدها بكأس إفريقيا للأمم وأنت الذي سار معك كل شيء بسرعة في مشوارك الكروي؟ شعور لم ينتبني من قبل ولا بعد ذلك هو أحلى وأكبر إنجاز بالنسبة لي، كيف لا وأنا أتوج بطلا للقارة السمراء مع منتخب بلادي لأول مرة في التاريخ، صراحة تذكرت يومها أني كنت قبل بضع سنوات قصيرة لاعب في صفوف شبان الكاليتوس، سارت معي الأمور بسرعة كما ذكرت، تنقلت للحراش في ظرف ثلاث سنوات وصرت ركيزة من ركائزها، وبعد سنوات قليلة جدا صرت لاعبا في المنتخب، وأنال اللقب القاري لا يمكن أن تشعر بما شعرت به، ولا يمكنك أن تصف فرحتي ونحن نسعد الشعب الجزائر، ونتسبب في خروجه للشوارع احتفالا بالتتويج. بعدها وفي ثاني مشاركة لك مع “الخضر” في نهائيات كأس إفريقيا ب “زيڤنشور” في السنغال سنة 1992 ظهرتم بوجه مخزي، فما الذي حدث بالضبط حتى يهان صاحب اللقب؟ عدة عوامل اجتمعت وحالت دون حفاظنا على اللقب الذي نلناه في 1990، وتسببت في ظهورنا بذلك الوجه المخزي، بداية بانشقاق المجموعة، فالمحترفون من هنا والمحليون من هناك، ولو أني استثني لاعبا كبن حليمة الذي كنت أعتبره لاعبا محليا، فضلا عن الأحداث الدامية التي بدأت تعيشها الجزائر في تلك الفترة، حيث كانت عقولنا مع ما كان يحدث في البلاد ولم نكن مركزين في “الكان” بتاتا، بدليل أننا كنا نلتزم غرفنا من أجل متابعة القنوات التلفزيونية الفرنسية، حتى نعرف من خلال تقاريرها ما الذي يحدث في أرض الوطن بالضبط، الجميع كانوا منشغلين بأفراد عائلاتهم وما قد يحدث لهم بعدما تطورت الأمور وأخذت أبعادا أخطر. كما أن مشكلا آخرا ألقى بضلاله وتسبب في خروجنا من الدور الأول ويتعلق بالمنح، فاللاعبون طالبوا بالحصول على مبلغ معين والمسؤولون رفضوا وحددوا سلم منح لا رجعة فيه، وهناك سبب لا أجد حرجا في الكشف عنه لعب دوره في ذلك، وهو أن بعض المحترفين ما كانوا ليشاركوا معنا، ودون مبالغة كوت ديفوار ما كانت لتفوز علينا بثلاثية نظيفة لو منحت الفرصة لنا نحن الشبان، غير أن المدرب أرجأ منحنا الفرصة إلى اللقاء الثاني أمام الكونغو، وهو اللقاء الذي اكتفينا فيه بتعادل إيجابي أقصينا على إثره من “الكان”. من هم المحترفون الذين ما كان ليشاركوا في تلك النهائيات؟ ماجر ما كان ليلعب لأنه تقدم في السن آنذاك، هو بنفسه قالها لنا في “زيغنشور” أنا لم آت لكي ألعب، بل أتيت لكي أقدم يد العون فقط، لكن كرمالي فرض عليه اللعب “ذراع” هو و4 أو 5 عناصر أخرى لا داعي لكي أكشف عن اسمها لأن الجميع يعرف عن من أتحدث. ألا ترى أن لاعبا مثل بلومي حرم من التتويج باللقب الإفريقي سنة 1990؟ نعم، خسارة ألا يشارك لخضر بلومي في تلك الكأس القارية، وحرام ألا يتوج معنا بكأس إفريقيا الأولى للجزائر، لكن الخطأ خطأه في الحقيقة، لأنه كان قد أعلن من قبل اعتزاله دوليا، ولما اقترب موعد المنافسة حاول أن يعود، ولم يكن لائقا أن ينزع المدرب لاعبا استدعاه وحضر نفسه ليمثل الجزائر ليدرج اسم بلومي الذي قرر التوقف. ما الذي جعل كرمالي يحرم الشبان من فرصتهم ويفضل المراهنة على المحترفين؟ لا أدري يمكن “غابتلو” وراح يضع ثقته في المحترفين الذين كنا أفضل تحضيرا منهم، لأننا كنا نلعب على الدوام مع أنديتنا عكسهم، حيث كانوا لا يلعبون سوى نادرا، وللأسف ما عشناه يومها نعيشه اليوم في منتخبنا الوطني، لأن أغلبية محترفينا الحاليين لا يلعبون بانتظام مع فرقهم، عكس اللاعب المحلي الذي يلعب على الدوام، وأتحدى أي مدرب يرى نفسه قادرا على تحضير أي محترف لا يلعب مع فريقه من الناحية البدنية في ثلاثة أيام، فالمدرب وطبقا لتواريخ الفيفا الحالية، لا يمكنه أن يحضّر اللاعب المحترف الذي لا يلعب مع ناديه باستمرار في ظرف ثلاثة أيام، ومهمته تقتصر على إعداد الخطة وفقط خلال الأيام القصيرة لأي تربص تحضيري أو خلال أي مباراة ودية أم رسمية، وبالتالي فالاعتماد على اللاعب المحلي الأكثر تحضيرا، وصاحب أكثر مباريات في الأرجل، يعدّ أنجع من الاعتماد على لاعب محترف لا يلعب باستمرار مع ناديه. وصلنا الآن إلى حكاية كثيرون من الجيل الجديد لم يصدقوها، وهي أن محمد راحم ابن الكاليتوس الصغير، والفتى المدلل لإتحاد الحراش سابقا، وأصغر بطل إفريقي للجزائر مع لعزيزي، كان على وشك اللعب في نادي برشلونة” الإسباني مطلع التسعينات، فهل لك أن تخبرنا كيف أتى العرض؟ مباشرة بعد نهائيات كأس إفريقيا 1990 ونظرا لبروزي وأنا في تلك السن المبكرة، عرّفني نور بن زكري وزميلي وهاب معيش بمناجير بلجيكي اسمه “فيرناندو إيفاس” كان من قبل لاعبا قديما في برشلونة توفّي منذ سنوات، هو مناجير معترف به من طرف “ الفيفا” تعاقدت معه لمدة ثلاث سنوات على أساس أن يدير أعمالي ويحوّلني إلى ناد أوروبي كبير مثلما وعد، وصدقني أني لم أكن أرغب ولا أحلم بالانضمام إلى برشلونة لأنّ التحول إلى هذا النادي العملاق مباشرة من البطولة الجزائرية أمر صعب للغاية، قلت له أرغب في اللعب في ناد أوروبي متوسط ك “ستاندار دولييج”، أو ناد فرنسي مثل “باريس سان جرمان أو أولمبيك مرسيليا”، وبعدها إن فرضت نفسي ستكون الفرصة متاحة لألعب في فريق كبير وعملاق مثل “برشلونة” أو غيره. وما الذي حدث بالضبط بعدها؟ وصلني عرض من “سريع فيينا” النمساوي وكان “كرانكل” مدرب هذا الفريق، تنقل معي معيش ومناجيري إلى النمسا وزارني المدرب والمسؤولون مباشرة بعد وصولي الفندق، وقالوا لي سنخوض مباراة ودية هذه الأمسية وسألوني إن كنت أرغب في المشاركة، فوافقت وشاركت وظهرت بصورة جيدة خلال شوط واحد خضته، وفي السهرة وأثناء تناولنا وجبة العشاء انفرد بي المدرب “كرانكل”، وقال لي إن “مناجيري” طلب مبلغا كبيرا منهم وسألني كيف أتعامل مع مناجير طماع مثله؟”، نفس الشيء قال له لي المدرب الفرنسي “غيرو” في الموسم الموالي عندما تنقلت مع المنتخب الوطني لمواجهة “تروا”، حيث طلب الحديث معي وقال لي إنه يرغب في ضمي إلى أوكسير، وأن الرئيس مانع ومناجيري البلجيكي هما من يعرقلا الصفقة”، قلت له كيف ذلك، قال لي: “مانع ومناجيرك طلبا ما قيمته 300 مليون سنتيم”، وأنت تعلم أن قيمة 300 مليون سنة 1990 كبيرة جدا، وما أضحكني يومها أن “غيرو” قال لي: “مع مانع ومناجيرك الطّماع لن تذهب بعيدا في مشوارك الكروي ولن يكون لك أي مستقبل”. لكن كيف تمضي عقدا مع هذا المناجير لمدة ثلاث سنوات دون أن تعرف بنوده؟ القضية ليست أني لا أعرف قراءة بنود العقد بل هي قضية ثقة، أنا شخص يثق كثيرا في الناس، لذلك أمضيت عقدا مع المناجير البلجيكي، مصادق عليه من طرف الفيفا يمنحه الحق في أخذ 8 بالمائة من الأجرة الشهرية، و20 بالمائة من قيمة العقد المبرم، وهو نفسه “مناجير اللاعب النيجيري أموكاشي، وهو الذي الذي أتى ب “بابان” من بروج البلجيكي إلى “مرسيليا”. لنعد إلى حديثك مع “كرانكل” ومغادرتك “سريع فيينا”، ما الذي حدث بعد ذلك؟ لم نتفق بسبب مطالب مناجيري التعجيزية، وبعدها بالضبط وصلت الدعوة الرسمية من نادي برشلونة الإسباني، تنقلت على جناح السرعة إلى القنصلية تحصلت على التأشيرة ومن هناك إلى إسبانيا على الفور، وجدت استقبالا رائعا من المسؤولين والمدرب الأسطورة يوهان كرويف، وتدربت هناك21 يوما بالضبط رفقة لاعبين عمالقة كنت لا أشاهدهم سوى عبر الشاشة الصغيرة. كنت تتدرب مع الفريق الأساسي أم مع الاحتياطي؟ مع الأساسي عندما لا تكون له مباريات رسمية، ومع العناصر الاحتياطية عندما يكون الفريق الأول على موعد مع لقاء رسمي في نهاية الأسبوع. من هم اللاعبون الذين لا زلت تذكر أنك تدربت معهم؟ مع كل العناصر الأساسية “للبارصا” آنذاك، بمن في ذلك المدرب الكبير في الوقت الحالي “بيب ڤوارديولا”، البلغاري الكبير “ستويشكوف”، “كومان، لاودروب، باكيرو”، وصدّقني أعتز أني تدربت إلى جانب لاعبين كبار من هذا الحجم، وتحت إشراف مدرب كبير اسمه يوهان كرويف. من كان الأقرب إليك؟ إبن كرويف، جوردي وكذلك ڤوارديولا لأننا كنا تقريبا في نفس السن. كيف كنت تتعامل معهم وأنت لا تتقن اللغة الإسبانية واللهجة الكاتالونية التي يتحدثونها؟ بلغة الأقدام طبعا، لأن اللاعب عندما يجيد لعب كرة القدم، يسهل عليه الاتفاق مع أي كان فوق الميدان، أما خارجه فصراحة لم أكن أغادر الفندق سوى نادرا عندما يأتيني أصدقاء جزائريون مقيمون هناك، كنا نخرج سويا للتجوّل في شوارع برشلونة. هل أعجبوا بك خلال التدريبات؟ بطبيعة الحال وإلا لما وصلنا إلى مرحلة المفاوضات، كنت أستمتع وأمتع فوق الميدان لكن اللاعبين “الكتلان” آنذاك لم يكن يعجبهم إفراطي في المراوغة كثيرا، لأنّ فريقهم معروف باللمسة الواحدة للكرة بين اللاعبين، أمّا أنا فكنت أتحصّل على الكرة وأراوغ وأتوغّل وغير ذلك. في حين لقي ذلك استحسانا من اللاعبين الأجانب، الذين كانوا يضحكون عندما أحجم عن منح الكرة لرفاقي وعندما أفرط كثيرا في المراوغة، على غرار البلغاري ستويشكوف، لاودروب، وكومان، أمّا ڤوارديولا و«الكاتلان” الآخرين فكانوا يلحون عليّ كي أمرر الكرة لهم لا أن آخذها دون رجعة. بعدها وصلتم إلى مرحلة المفاوضات، تفاوضت وتوصّلت معهم إلى اتفاق، ولم تمض لبرشلونة، فما السبب؟ العرض الذي قدموه لي كان مغريا للغاية، حيث عرضوا عليّ أجرة شهرية تقدر ب 6 ملايين فرنك فرنسي” وقيمة إمضاء ب 30 مليون فرنك فرنسي أيضا، زائد مسكن خاص بي وسيارة تحت تصرفي منذ البداية. وافقت سريعا وقلت لمناجيري البلجيكي لا بد أن أمضي سريعا، لكنه تماطل وراح يقدّم شروطا تعجيزية. نريد توضيحا، تلك الأجرة والقيمة مقابل اللعب في الفريق الأول؟ لا مقابل اللعب في الفريق الثاني لأنني كنت صغيرا في السن، وتنقصني التجربة للعب في النادي الأول، فقالوا لوكيل أعمالي سنقوم بتكوينه مع الفريق الثاني، وفي المواسم المقبلة سيحصل على فرصة اللعب مع النادي الأول، أو يعار لموسم أو موسمين لفريق آخر حتى يصير جاهزا للعب في فريقنا الأوّل، لكنه رفض وحينها كدنا نتشابك واضطررت إلى حد منحه 30 مليون فرنك، على أن يترك لي الأجرة الشهرية التي حددوها لي، لكنه رفض وقال لي: “لا تخف هيا نرحل وسيتصلون بنا لوحدهم لأنك أعجبتهم كثيرا”. كنت صغيرا خدعت بكلامه وحزمت حقيبتي وغادرت معه، وأنا أنتظر تلقي المكالمة التي قال إنها ستصلنا من مسؤولي برشلونة، لكنهم لم يتصلوا لا بي ولا به، وإلى يومنا هذا صدقني لازلت نادما على تعاقدي مع ذلك المناجير، وندمت لأني لم أبق لوحدي في برشلونة، ولأني سمعت كلامه وغادرت، قبل أن أخسر كل شيء في نهاية المطاف.. خسرت عقدا مع برشلونة، خسرت عقدا مع سريع فيينا بعدما لم يتفق مع كرانكل، خسرت عقدا مع أوكسير بعدما لم يتفق هو ومانع مع غيرو.. خسرت كل شيء وخسرت حلم الاحتراف في أوروبا رغم أني ودون مبالغة كنت قادرا على أن أنجح هناك. عندما تشاهد “برشلونة” تلعب اليوم، ألا تتحسر لأنك لم تلعب في هذا الفريق العملاق؟ أقولها دوما وأكرّرها وألعن ذلك المناجير الخبيث الذي أتمنى له دخول جهنم لأنه السبب فيما حدث لي، لقد مات ولا يمكنني أن أترحم عليه لأنه ملحد، الله غالب أنا إنسان مؤمن بالقدر وهذا هو مكتوبي. أكيد أنك تناصر برشلونة؟ أفضل فريق كرة قدم في الوقت الحالي هو برشلونة ،ومن ينكر ذلك لا يعرف “بالون”، لكني أناصر ريال مدريد وأعشقه منذ فترة. من حلم الاحتراف في برشلونة إلى لاعب في شباب المحمدية المغربي، ما الذي حدث بالضبط محمد ولماذا هذا التراجع؟ كنت في “الحبس” فلم أجد مفرّا أنفذ عبر بوابته بجلدي سوى المغرب. تقصد هروبا من الحراش التي بقيت فيها وحيدا في موسم 93/ 94؟ لا، أقصد بالحبس الأوضاع المتردية في البلاد خلال تلك الحقبة، ولو أني إن بقيت في الجزائر خلال ذلك الموسم كنت سأغادر الحراش نحو فريق جزائري آخر، لأنّ العايب باع يومها كل اللاعبين وبقيت أنا وحدي حيث رحل، زان، جعدي، بوطالب، كاديم وغيرهم فتحطم الفريق وتحطم كل ما بنيناه يوم كنا قاب قوسين أو أدنى من الحصول على كأس الكاف، أدينا موسما جيدا ومشوارا طيبا في الكأس القارية، أقصينا جان دارك السنغالي و«هارتس أوف ووك” الغاني من طريقنا، وبعدها قام العايب بتسريح جملة من اللاعبين الأساسيين، فبقيت وأنا شاب لا يتعدى 23 سنة أتحمل المسؤولية لوحدي، ولو كان معي بوطالب وجعدي فقط في لقاء “سيمبا التانزاني” لكانت الكأس من نصيبنا. خسرنا لقاء الذهاب بثلاثية نظيفة وفي مباراة العودة بملعب 5 جويلية سجلت ثنائية وكان ينقصنا هدف للذهاب إلى ركلات الترجيح، ولو لم تسرح الركائز لكانت الكأس حراشية لأن “سيمبا” بعدها وصل إلى النهائي رغم أنه فريق ضعيف، وخسر أمام نادي تونسي نسيت اسمه وأعتقد أنه “جرجيس”. فجاء اتصال المحمدية بعدها... كنت مستاء من ضياع الكأس ورحيل الركائز، فضلا عن تردي الأوضاع الأمنية في الوطن، هربت من الحبس مثلما قلت لك عندما جاءني أول اتصال من المحمدية المغربي، هربت مما كان يحدث في الجزائر من ذبح وقتل وغير ذلك مما عاشه الوطن في العشرية السوداء، غادرت واستفادت “الصفراء” من قيمة تحويلي التي قدرت ب 15 مليون فرنك فرنسي، حصل عليها العايب وكل من معه، حتى صالح مطيّش الذي كان أمينا عاما للفريق نال نصيبه من الصفقة إلا أنا (يضحك). من مرشح للعب في” برشلونة” إلى لاعب في المحمدية المغربي، هل تعتقد أنه القرار الصائب والأمثل؟ أقرّ وأعترف أن خياري لم يكن صائبا، الله غالب الظروف لم تكن في صالحي، تعاقدي مع ذلك المناجير حطم آمالي وطموحاتي، وظروف البلاد الصعبة عجلت برحيلي إلى المغرب، فتهت بين الأرجل وضاع مني مشوار كروي كبير.... ما الذي كان ينقصك حتى ينجح مشوارك؟ الرأي ما “كانش عندي”، وأنا صغير ربما لم أجد من ينصحني ويرشدني إلى الطريق الصحيح، والخطأ الذي ارتكبته هو لما تعاقدت مع ذلك المناجير الذي ضيعني طيلة ثلاث سنوات. هذه هي الأسباب التي حالت دون تحقيقي مسيرة أكبر. كم قضيت في المحمدية؟ لعبت ثلاث سنوات فقط. أكيد أنك لم تتوج بأي لقب مع هذا الفريق؟ أذكر أني خضت نهائي كأس المغرب وخسرته، وشاركت في منافسة كأس الكاف ووصلت إلى الدور نصف النهائي، وأذكر أني التقيت في نيجيريا وبالضبط في “غينوتشا” بإتحاد الجزائر الذي كان على موعد مع مباراة هناك، كما التقيت صديقاي حاج عدلان وبلال دزيري الذي أهنئه بمناسبة زواجه وأعتذر له على عدم حضوري بسبب ارتباطات شخصية. ويمكن أن أصف مشواري في المغرب بمثابة عطلة حقيقية خلال مسيرتي (يضحك)، لاسيما أن الموقع الساحلي للمحمدية هادئ يستقطب كل الناس من سياح وغير ذلك، فضلا على أن الحي الذي كنت أقطن فيه جميل جدا، وبإمكانك أن تسأل فرڤاني أو محي الدين خالف ليؤكدا لك ذلك، لأنهما يعرفا جيدا المكان الذي أشبهه بالجنة الصغيرة. كيف يعرف فرڤاني ومحي الدين خالف المكان؟ يبدو أن كثيرين لا يعرفون أن فرڤاني أشرف على تدريبي في المحمدية، القدر شاء أني ألعب تحت إشرافه بعد أن سبق أن واجهته كلاعب في الحراش، كما أن خالف هو الآخر دربني لفترة لم تتعد الشهرين قبل أن يغادر العارضة الفنية وتصور من دربني بعدهما. من، لا تقل إنه جزائري آخر؟ نعم بالضبط جزائري آخر “الشيخ” رابح سعدان، الذي أشرف على تدريبي في شباب المحمدية لمدة سنة كاملة. معلومة جديدة في الحقيقة علينا جميعا، فكيف كان التدريب تحت إشراف من قاد الجزائر إلى “المونديال” سنة 2010؟ تريد الصراحة أفضل موسم قضيته في المحمدية كان مع سعدان، لأننا تمكنا من احتلال المركز الثاني وضمان مشاركة قارية في الموسم الموالي، لقد قام بعمل كبير معنا وتمكن بتشكيلة شابة من قيادتنا إلى التنافس حول لقب البطولة، قبل أن نكتفي في نهاية المطاف باحتلال المركز الثاني إثر خسارتنا في آخر جولة أمام الرجاء البيضاوي، ما جعلنا نفقد اللقب بفارق نقطة وحيدة فقط. وما الذي لا زلت تذكره عن تلك المباراة؟ خسرنا بثنائية مقابل هدف وحيد ومن دون مبالغة لعبنا مباراة كبيرة وكنا قاب قوسين أو أدنى من الظفر بنقطة التعادل، التي تنصبنا أبطالا للبطولة المغربية لكن المنافس سجل علينا هدفا قاتلا في العشر دقائق الأخيرة، وساعده في ذلك دعم أنصاره الذين قدر عددهم يومها ب 80 ألف مناصر غصت بهم مدرجات ملعب محمد الخامس، ولكم أن تتصوروا كيف استقبلوني يومها. كيف؟ هم يعرفون أني جزائري، ويعرفون أني كنت عنصرا هاما في تشكيلة فريقي، ومنذ البداية راحوا ينعتوني بالإرهابي، القاتل، السفاح، قاتل الأطفال الصغار وغيرها من الأوصاف. والشيء الذي لا يمكن أن أنساه أنساه أنّ البعض اقتربوا مني في أرضية الميدان ومنحوني “التفاح والموز” وطلبوا مني أن ألتقط صورا بها وأن آكلها أيضا لأني جزائري ولا يمكنني أن آكل هذا النوع من الفواكه في بلدي، وهدفهم من وراء تلك التصرفات هو الحط من معنوياتي قبيل تلك المباراة الهامة، لأنهم عقب نهايتها لم يعترضوا طريقي سواء في الشارع عندما أكون أتجوّل رفقة أصدقائي، أو في المحلات التجارية أو غيرها من الأماكن. وهل عانيت من تلك الممارسات خلال لقاء الرجاء فقط، أم عانيت الأمرين في ملاعب مغربية أخرى؟ أجل كنت عرضة لتلك الاستفزازات في العديد من ملاعب المغرب، لا لسبب سوى لأني جزائري قدمت من بلد كان يعرف مشاكل بالجملة في تلك الفترة، صدقني أحمد الله أني لم أجنّ بالنظر إلى الطريقة غير اللائقة التي كنت أعامل بها، ولو أنّي أقرّ بأنّ تصرفاتهم كانت تجعلني في غالب المرات أفوز على المنافس لوحدي حتى أنتقم من تصرفاتهم الصبيانية. ففي مرة من المرات مثلا في فاس أمام المغرب الفاسي، أذاعوا موسيقى صاخبة في الملعب قبيل انطلاق المباراة للشاب خالد، ومباشرة بعد دخولي شرع الأنصار في شتمي وبصقي، استأت من ذلك كثيرا وفجأة سمعت صوت الشاب خالد عبر مكبرات الصوت، فجاءني الردّ سريعا بإشارة يدوية إلى أذناي طلبتهم الاستماع والرقص على أنغام مغني جزائري كبير... غاضتني لأنهم شتموني وبالمقابل كانوا يستمتعون بأغانينا، لكنهم لم يأبهوا لإشاراتي رغم توسل رفاقي لي بألا أسقط في الفخ، حيث ظلوا يلحون علي بالقول “يا سي محمد دعك منهم إنهم يرغبون في إخراجك عن اللقاء مبكرا”، وحينها ثارت ثائرتي وعقدت العزم على جلب الفوز لفريقي، وفعلا فزنا عليهم بهدف لصفر من توقيعي، وغادرت الملعب وأنا أشتمهم، شتمتهم جميعا ما عدا الملك، لأني لو شتمته لقادوني مباشرة إلى سجن لا يعرف مكانه أحد، وعلى ذكر السجن سأروي لك حادثة قصيرة وقعت لي هناك آلمتني وأضحكتني في آن واحد. وما هي؟ في مرة من المرات داهمت المخابرات منزلي، وراح أفرادها يستجوبوني حول انتمائي السياسي في الجزائر، فقلت له لا انتماء لي وحزبي الوحيد هو كرة القدم، فقالوا لي إنهم اطلعوا على قصاصات جرائد جزائرية وبعض الكتب، ذكر أصحابها أن لاعبو المنتخب الجزائري منهم من يتبع التيار الإسلامي، وأني من مناصري حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ وغير ذلك، فضحكت عليهم كثيرا وقلت لهم أنا في 1990 كنت صغيرا ولا يحق لي حتى التصويت في الانتخابات فاتركوني وشأني “يرحم والديكم”، قبل أن يغادروا بعدما اعتذروا لي. ما رأيك في الإشاعة التي راجت عنك يوم غادرت الجزائر نحو اللعب في المغرب؟ عن أي إشاعة تتحدث؟ قيل إنك غادرت المغرب لتتزوج هناك من مغربية كنت قد تعرفت عليها في تلك الفترة، فأمضيت هناك للمحمدية؟ لا أساس لهذه الإشاعة من الصحة، لأني شرحت لك الأسباب التي جعلتني أغادر إلى المغرب، (يضحك) أنا يا أخي تزوجت من بلكور ونسابي من بلكور وأنت تعلم ذلك ولونيسي يعلم ذلك لأن “نسابو” هو الآخر من بلكور، ولا علاقة لي بأي مغربية مثلما أشاعوه عني. تزوجت من بلوزداد لكنك لم تلعب لشباب بلوزداد، فما السبب؟ حتى “نسابي” وأصدقائي في بلكور طرحوا عليّ نفس السؤال، قالوا لي أنت صاحبنا وتزوجت من عندنا لكنك لم تلعب عندنا لماذا؟