أيام قليلة قبل دخول نبيل غيلاس مهاجم "موريرانس" البرتغالي أول تربص له مع المنتخب الوطني، قررنا التنقل إلى البرتغال لمحاورة اللاعب وتقديمه لأنصار "الخضر". ونا قد اتفقنا مع إدارة نادي "موريرانس" على إجراء الحوار يوم الجمعة على الساعة الثالثة زوالا بالتوقيت المحلي (الرابعة بالتوقيت الجزائري)، فتنقلنا الجمعة صباحا من باريس إلى مطار بورتو الذي يبعد بحوالي 45 كم عن بلدة "موريرا دو كونيكوس"(Moreira de Cónegos)، وهي البلدة التي تضم ملعب النادي ومقر إدارته. لنجد اللاعب في انتظارنا رفقة مناجيره السيد "روميو ماغاليش" (Roméo Magalhães) وأحد إداريي النادي بالقرب من الملعب. "روميو" يقترح التنقل إلى مدينة غيمارياش لإجراء الحوار وبعد أن وجدنا ترحيبا مميزا من الجميع، اقترح علينا "ماغاليش" التنقل إلى مدينة "غيماريش" القريبة من أجل إجراء الحوار في أحسن الظروف، و هو المقترح الذي وافقنا عليه، لنتنقل إلى المدينة على متن سيارة "ألفا روميو" الفاخرة، وبالضبط إلى مطعم فندق "غيماريش" الذي يعتبر من أفخم الفنادق الموجودة في هذه المدينة الهادئة. "موريرا" بلدة صغيرة تابعة ل "غيماريش" وفي الطريق شرح لنا "المناجير" سبب تغيير مكان إجراء الحوار، إذ قال إن مدينة "موريرا دو كونيكوس" هي بلدة صغيرة جدا، ولن يمكننا إيجاد مكان نستطيع إجراء الحوار فيه بكل راحة. كما اعتبرنا ضيوفا ومن اللائق أن تتم استضافتنا في مكان أحسن، لذا تقرر التنقل إلى مدينة "غيماريش" التي تعتبر عاصمة المنطقة وفيها العديد من الأماكن الفخمة. غيلاس خجول جدا وفي طريقنا لمدينة "غيماريش" لاحظنا تواضعا شديدا لنبيل غيلاس وخجله الشديد، إلى درجة أنه خيّل إلينا أنه لن يتحدث كثيرا في الحوار. وبحكم محاورتنا في الكثير من المرات لشقيقه كمال ، فقد ظننا بأن نبيل سيكون نسخة طبق الأصل لشقيقه الأكبر المعروف بحيويته و نشاطه، غير أننا اكتشفنا العكس تماما. فالوافد الجديد للمنتخب الوطني ظهر خجولا جدا ومرتبكا بعض الشيء، لولا أننا حاولنا وضعه في أحسن الأحوال و خفّفنا قليلا الضغط عليه. إذ بقينا ندردش قرابة الساعة من الزمن رفقة مناجيره "روميو ماغاليش" (Roméo Magalhães) قبل بداية الحوار، لينزع اللاعب خجله و ينطلق في الكلام و الاجابة عن كل الأسئلة. وكان الكلام عن المنتخب الوطني واللاعبين المستعدين لحضور مباراة البينين ، إضافة إلى الأجواء الموجودة داخل المنتخب. سوداني يلتحق بنا بعد الانتهاء من الحوار وفور انتهائنا من إجراء الحوار، التحق بنا هداف المنتخب الوطني هلال العربي سوداني، الذي رحب بنا حرارة وعانق "نبيل" بشدة، خاصة وأنه لم يلتق به منذ مدة. وأضفى حضور سوداني حيوية كبيرة، خاصة وأنه لم يتوقف عن الهزل والضحك مع نبيل الذي فرح كثيرا بوجوده سوداني لغيلاس: "حذاري من التأخر قبل التربصات" وقد شدّنا حديث سوداني لغيلاس عن طريقة تسيير المنتخب الوطني. إذ شرح له ما يجب فعله وحدّثه كثيرا عن صرامة الناخب "حليلوزيتش" واحترافيته، ثم قال له مازحا : "يا نبيل، آخر مرة زرت فيها الجزائر كانت بمناسبة مباراة الجزائر- مصر وشاهدت المباراة في المدرجات الشرفية. هذه المرة ستكون على الميدان، ولكن بشرط أن لا تأتي متأخرا قبل التربص، وإلا سوف تشاهد مباراة البينين أيضا من المدرجات" لينفجر الجميع ضحكا. نبيل أخذ صورا بالعلم الوطني رفقة سوداني بعد انتهاء الحوار طلبنا من غيلاس وسوداني التقاط صور بالراية الوطنية التي جلبناها معنا، وهو الطلب الذي وافقا عليه فورا. وكان نبيل سعيدا جدا وهو يأخذ صورا بالراية الوطنية وأكد لنا أنه يحتفظ براية عملاقة في مسكنه. نبيل يعتبر "روميو" مثل شقيقه الأكبر وهو الذي يسير جميع أعماله وكان نبيل قد أكد لنا أنه يعتبر "روميو ماغاليش" مثل شقيقه الأكبر. إذ لا يقوم بأي شيء دون استشارته، وفوق كل هذا هو يقوم بتسيير جميع أعماله. كما أضاف أنه هو الذي سيتكفل بجميع الأمور الخاصة به مستقبلا، ليبقى هو مركزا على التدريبات والمباريات ، وهو قرار جيد للاعب محترف. "قبل ثلاث سنوات كنت قريبا من التوقف عن ممارسة الكرة والآن أنا لاعب دولي" وأكد لنا غيلاس أنه يعيش في حلم. فقبل ثلاث سنوات كان قريبا من التوقف عن ممارسة الكرة، بسبب ما عاشه في فرنسا بعد أن رفضته ستة نواد بسبب عدم مروره على مدارس التكوين. والآن هو مطلوب في العديد من النوادي الأوروبية، وأكثر من ذلك أصبح لاعبا دوليا في منتخب يضم الكثير من النجوم. حلمه اللعب في "البريمرليغ" وقد يكون له ذلك وكان غيلاس قد صرح لنا، في أول حوار أجريناه معه شهر نوفمبر، أن حلمه هو اللعب في البطولة الانجليزية، وهو الحلم الذي يقترب من تحقيقه. إذ أكد لنا مناجيره أنه أصبح متابعا من العديد من النوادي الانجليزية، وعلى رأسها نادي "إيفرتون"، الذي يتابع أحد مبعوثيه كل مباريات "موريرانس" منذ بداية الموسم ولم يضيّع سوى مباراة واحدة فقط. وكل هذا من أجل الوقوف على المستوى الحقيقي لنبيل. يحظى باحترام رئيسه و سيسرحه بسهولة ويحظى نبيل باحترام الجميع في "موريرانس" على رأسهم رئيس النادي، خاصة عندما رفض الانتقال في "الميركاتو" الشتوي إلى أحد النوادي الانجليزية التي طلبت خدماته وأرادت جلبه. إذ رفض نبيل العرض وقرر البقاء لغاية جوان لمساعدة النادي على تفادي السقوط و رد جميل رئيس النادي الذي أعطاه فرصة اللعب والبروز، بعد أن كان قريبا من اعتزال الكرة في سن 18. سوداني " دارنا فوق راسو" من جهته وبعد نهاية الحوار وبقائنا مدة ساعتين رفقة غيلاس، سوداني والمناجير "ماغاليش" . ذهب نبيل رفقة مناجيره لأخذ قسط من الراحة، ثم دعا سوداني "مراسل الهداف" إلى تناول الغداء سويا قبل القيام بجولة في المدينة. وزرنا في المدينة بعض المعالم الأثرية، خاصة وأن مدينة "غيماريش" تعتبر من المدن التاريخية في أوروبا. كما طفنا بمقر تدريبات النادي وملعب النادي ووسط الميدان ، ليدعونا مرة أخرى إلى تناول العشاء سويا في فندق فاخر. كرم أكد من خلاله ابن مدينة الشلف أنه ابن أصل. ------------------------- نبيل غيلاس: "متشوق لملاقاة جمهور تشاكر لاعبا بعد أن كنت مناصرا" كان الجميع في الجزائر ينتظر متى سيلتفت المدرب الوطني "وحيد حليلوزيتش" للمهاجم المتألق في المدة الأخيرة في الأراضي البرتغالية نبيل غيلاس. وأخير فتح البوسني أمامه الأبواب بدعوته إلى المنتخب الوطني والمشاركة في التربص القادم الذي ينطلق يوم 20 مارس وينتهي بلقاء مهم في تصفيات كأس العالم 2014 أمام البينين. الكثير يكون قد شاهد نبيل غيلاس يلعب مع فريقه " موريرانس" ويسجل أهدافا مميزة أظهر بها مستواه الكبير، ولكن شخصيته وطريقة تفكيره هناك القليل من يعرفها. ومع ذلك لن تبقى سرا ولن تبقى غامضة بالنسبة لقراء "الهداف" بعد أن خصّنا بحوار شيق تحدث فيه عن كل ما يتعلق بمسيرته الكروية لغاية الآن وكيف وصل إلى ماندي "موريرانس " والمنتخب الوطني، مع أنه لم يلعب في المستوى العالي إلا حديثا، ولم يلعب كثيرا كرة القدم بشكل جاد في الفئات الشبانية. نبيل غيلاس يتحدث عن تعلقه بالمنتخب الجزائري ورغبته في تقديم الإضافة المنتظرة منه. كما يتحدث عن العروض التي وصلته في الآونة الأخيرة، واللاعبين الذين يعرفهم في المنتخب الوطني وما إلى ذلك. كل هذه الأمور تطالعونها في هذا الحوار الشيق. أولا نبيل شكرا على استقبالنا هنا بالبرتغال، هل لك أن تقدم نفسك للجمهور الجزائري بما أنه أول حوار تجريه وجها لوجه مع صحيفة جزائرية...؟ أولا أرحب بك في البرتغال. إسمي نبيل غيلاس، من أصول جزائرية وأبلغ من العمر 22 سنة، وفي شهر أفريل سأصل إلى سن ال 23. الآن أنا مستدعى لأول مرة إلى المنتخب الجزائري، وأنا سعيد وفخور بذلك، لأن الأمر يتعلق بجذوري. أنا على يقين أن والديّ سعيدان أيضا بهذا الأمر وفخوران بذلك. الأكيد أن حمل قميص "الخضر" أمر عزيز على قلبي. هل لك أن تحكي لنا كيف كانت بدايتك مع كرة القدم؟ بكل صراحة، بدايتي كانت منذ وقت قصير فقط. فقد لعبت مع الفئات الشبانية في فريق "لاساسا"، لكن الأمور لم تكن جادة بالنسبة لي. بعدها بدأت مع "بوسكونري" في الأقسام السفلى وأنهيت أول موسمي أحسن هداف ب 36 هدفا. ثم كان هناك مدرب لي في قسم الهواة أصبح مدربا لنادي "كاسيس كارنو"، ولعبت هناك موسما، ولكن للأسف الأمور لم تسر معي بالشكل اللائق، لأنه تعاقب على تدريبنا 3 مدربين في الموسم نفسه. وبعدها سقط الفريق بسبب المشاكل المالية. وكيف التحقت بالبرتغال؟ بعد موسمي في "كارنو"، كانت لدي بعض الاتصالات هنا في البرتغال. وقد تنقلت لإجراء التجارب في نادي "موريرانس" أين نجحت في التجارب ووقعت مباشرة 4 سنوات. في الموسم الأول تمت إعارتي إلى نادي "فيزيلا"، وقد سارت معي الأمور بالشكل اللازم في بداية الموسم، قبل أن أتعرض لإصابة. بعدها عدت إلى نادي "موريرانس" أين واصلت العلاج، لكن في الشطر الثاني من البطولة عدت واعتمد علي المدرب أساسيا، مع أني كنت أعاني من نقص المنافسة. وهذا لأن الفريق كان بحاجة لمهاجمين وكنا نلعب ورقة الصعود. في النهاية نجحنا في تحقيق هدفنا وحققنا الصعود، والآن أنا في القسم الأول البرتغالي، الذي يعتبر بطولة قوية وتلعب فيها كرة جميلة ونظيفة. والأمور سارت كما ينبغي لحد الآن في القسم الأول البرتغالي...؟ هذا صحيح. لقد تألقت هذا الموسم في القسم الأول، وتمكنت من تسجيل 13 هدفا. 10 أهداف في البطولة و3 في الكأس، وهو ما سمح لي بأن أستدعى للمنتخب الوطني الجزائري. بالنظر لمسيرتك الكروية يمكن القول إن اللعب في المنتخب الوطني عبارة عن حلم، أليس كذلك؟ حلم اللعب مع المنتخب الوطني راودني منذ أن تم استدعاء شقيقي كمال إلى المنتخب الوطني. لأني كنت أحلم دائما أن ألعب معه، وقلت في نفسي إن لم يتحقق الأمر في الأندية سنحققه يوما ما مع المنتخب ونلعب سويا في التشكيلة نفسها. والآن حلمي يتحقق بحمل الألوان الوطنية. ولكن، بالنظر لمشوارك الرياضي الأمر لا يصدق. فقبل 3 سنوات فقط كنت في قسم الهواة الفرنسي وسقطت، والآن أنظر إلى ما وصلت إليه... إنه أمر رائع فعلا ولا يصدق بالنسبة لي. والسر يكمن في أني لم استسلم رغم كل ما حدث. وسأكون صريحا معك، لقد فكرت في الكثير من المرات في التوقف عن ممارسة كرة القدم، ولحسن حظي أنه كان معي "روميو" الذي كان يشجعني دائما. لقد استمعت دائما لكلامه وانظروا إلى أين وصلت. ما الذي يشعر به لاعب لما يتلقى أول دعوة مع منتخب بلاده؟ في البداية، لم تكن لدي أحاسيس خاصة، لأني تفاجأت بالدعوة. فمع أنه كان يوجد حديث يفيد بأني سأستدعى للعب مع "الخضر" وما إلى ذلك، ولكن الاستدعاء فاجأني فعلا. لكن شيئا فشيئا بدأت أفهم أني فعلا مستدعى للعب مع "الخضر"، وأفهم ما الذي ينتظرني، ولو أني لا أشعر بأي ضغط لحد الآن. كيف وصلتك الدعوة؟ مسؤولو "الفاف" أرسلوا الدعوة لفريقي. بعد ذلك، في الصباح، تنقل مسؤولو فريقي إلي لإخباري أني مستدعى للمنتخب الجزائري. وقد تلقيت التهاني من الجميع. نور الدين قريشي تنقل منذ وقت قصير للحديث معك هنا في البرتغال، هل كنت تعرف أنه كان حاضرا في المدرجات وقت اللقاء؟ نعم كنت أعرف ذلك ولكن لم يتأكد الأمر لي. هل اتصل بك قبل المواجهة أم ماذا؟ لا. لقد علمت بالخبر عبر أصداء وصلتني، لذلك لم أكن متأكدا أنه متواجد في المدرجات، وبعدها التقينا بعد المباراة. وماذا قال لك قريشي؟ قال لي: أنت تحت المتابعة وأن طاقم "الخضر" سبق وأن شاهدني وسيبقى يتابعني. ولكنه لم يقل لك إنك ستكون مستدعى للقاء البينين؟ لا، لم يقل لي ذلك. هل سبق وأن تحدث معك الناخب الوطني "وحيد حليلوزيتش"؟ لا، لم يسبق أن جمعني حديث مع الناخب الوطني. ما الذي قاله لك رئيس فري