إلاّ أن الجزائري سفيان فغولي لفت الأنظار إليه خلال ظهوره الأوّل بزي هذا الفريق، بفضل المردود الطيب الذي قدمه والرغبة القوية التي أبداها، من أجل فرض نفسه في التعداد الأساسي والعودة من أوسع الأبواب إلى نادي “فالانسيا” الذي قام بإعارته إلى “ألميريا”. هاجم واصطدمت كرته بالقائم وكاد يُغيّر مجرى اللقاء ولعب فغولي أساسيا في المباراة، ورغم الفرق الشاسع في المستوى بين فريقه الجديد والعملاق “الكاتالوني”، إلا أنه أبلى بلاء حسنا في الهجوم، وكان وراء كافة الحملات الخطيرة لفريقه، حيث هاجم من الجهة اليمنى وكافح في الوسط بكل قوة، بل وصنع فرصة ذهبية كانت ستغير مجرى اللقاء منذ البداية، عندما توغل داخل منطقة العمليات وسدد قذفة قوية صدها القائم الأيسر للحارس الكاتالوني البديل “بينتو”، وهي الفرصة التي لو سجلت لتمكن فريقه على الأقل من خلق متاعب لبرشلونة مثلما فعل نادي “بيتيس إشبيلية” في الدور المنقضي، وما يثبت أن فغولي كان جيدا مشاركته في تسعين دقيقة كاملة، حيث أبى المدرب إلا أن يبقي عليه أساسيا كي يقف على إمكاناته الحقيقية من جهة ونظرا لتألقه من جهة ثانية. لعب متقدما كثيرا ولم يُشارك في الإسترجاع ما لاحظناه خلال مباراة الكأس التي لعبها “آلميريا” على ميدانه أمام برشلونة، أن المدرب “أولترا” اعتمد على فغولي في منصب متقدم على ما تعود عليه، حيث ساهم كثيرا في الهجوم، وكان في العديد من المرات بمثابة المهاجم الثاني للفريق خلف السويدي “ڤواتوم”، كما لم يشارك فغولي في استرجاع الكرات وهو ما يؤكد أن المدرب سيعتمد عليه في صناعة اللعب رفقة النيجيري “أوتشي”، من أجل تحسين الأداء الهجومي لنادي “آلميريا” الذي يعاني في مؤخرة الترتيب. قذفاته خطيرة ويحسن إتخاذ القرار من الأمور الذي أظهرها فغولي أنه لاعب يملك شخصية قوية على الميدان، إذ أنه يتخذ القرارات بسرعة ودون أي حرج، وبدا متحررا رغم أنه يشارك لأول مرة مع فريقه الجديد وتحرك كثيرا في وسط الميدان والأمام، كما حاول تنشيط الهجوم حيث كان في العديد من المرات يأخذ المبادرة ويقود هجمات معاكسة، كما اتضح أن فغولي يتمتع بقذفات خطيرة سواء التي تعتمد على القوة، مثل التي ارتطمت بالقائم، أو القذفات المقوسة التي صد “بينتو” واحدة منها في (د31)، بعد أن راوغ فغولي لاعبين وسدد كرة ذكية ناحية المرمى، وحتى قبل نهاية اللقاء ب10 دقائق وجه فغولي قذفة قوية من خارج منطقة العمليات مرت فوق العارضة بقليل، الفرص التي صنعها فغولي أمام دفاع برشلونة العنيد تؤكد مستوى اللاعب، الذي يبدو عازما على الظهور بوجه مشرف واستعادة كامل إمكاناته. الفرنسيون ظلوا يذكرون بأنه فرنسي وظل الفرنسيون الذين علقوا على المباراة في قناة “كنال + سبورت”، يذكرون في كل مرة بأن فغولي فرنسي، وأن الفرنسي سيكون له شأن كبير في المستقبل، وأن ابن جلدتهم قادر على فرض نفسه في البطولة الإسبانية انطلاقا من “ألميريا”، قبل أن يعود لفرض نفسه الموسم القادم في فريقه السابق “فالانسيا”، متجاهلين جذوره وأصوله الجزائرية، وهي رسالة منهم بأن اللاعب سيختار عن قريب اللعب في منتخب “الديك” لا لصالح أي منتخب آخر. أحسن بالتحوّل إلى “ألميريا” وبغض النظر عن نتيجة اللقاء التي حجبت نوعا ما تألق فغولي، فإن المستوى الذي ظهر به اللاعب يؤكد أنه أحسن يوم قبل الإعارة من فريقه “فالانسيا” إلى هذا النادي، لأن “ألميريا” بتشكيلته المتواضعة يتيح له فرصة اللعب أساسيا على الدوام، ويمنحه فرصة الاحتكاك بنجوم الكرة الإسبانية واكتشاف المستوى العالي، ما يسمح له بتطوير إمكاناته والنضج من كل النواحي، بينما لو فضل البقاء في “فلانسيا” فقد يتسبب له ثراء تشكيلته بالنجوم والأسماء اللامعة، في مكوثه فترة أطول على مقعد البدلاء. سيكون أساسيا أمام “إسبانيول” ومن المؤكد أن فغولي قد حجز لنفسه مكانة أساسية، ضمن فريقه الجديد منذ البداية بفضل المردود الطيب الذي قدمه، وبالتالي نتوقع مسبقا أن يكون أساسيا السبت المقبل خلال الجولة 22 من البطولة الإسبانية، عندما يستضيف فريقه نادي “إسبانيول برشلونة”، في مباراة ستكون لنسيان نكسة الإقصاء من كأس الملك، وللتأكيد أنه صفقة مربحة. أنصار “ألميريا” اختاروه أحسن لاعب وما يؤكد أن فغولي نجح في خرجته الأولى مع فريقه الجديد، هي نتائج تصويت الأنصار لأحسن لاعب في اللقاء عبر موقع النادي في الأنترنيت، حيث نال اللاعب المغترب أعلى نسبة من التصويت 47 بالمائة ب82 صوت من 172 مصوت إلى غاية ظهر أمس، محتلا بذلك المرتبة الأولى عن جدارة واستحقاق، ما يثبت أيضا أنه كسب عقول أنصار “ألميريا” في إطلالته الأولى فقط، في انتظار تأكيده أنه صفقة مربحة في الخرجات المقبلة التي تنتظره مع النادي في “الليغا” الإسبانية، وتجدر الإشارة إلى أن الإسبان بدورهم ظلوا يؤكدون في كتاباتهم عن فغولي أنه فرنسي، سواء في الصحف