دخل "الكاب" أجواءه الجدية تحسبا لبطولة القسم الثاني المحترف بعد أن عاش تجربة إفريقية طانت لها العديد من الأمور الإيجابية، فالفريق سيكون نهاية هذا الأسبوع على موعد مع لقاء أمام سريع المحمدية بملعب أول نوفمبر بباتنة، وهو اللقاء الذي يُعتبر مهما للغاية بالنظر إلى رغبة الشباب في تجسيد حلم الصعود هذا الموسم، خاصة أن جميع المتتبعين أكدوا أن مكانة هذا الفريق لن تكون إلا بين الكبار في ظل الوجه المشرف الذي ظهر به أشبال عبد الحكيم بوفنارة في المباراة الأخيرة أمام النصر الليبي. الإقصاء أصبح في طي النسيان والأهم هو التركيز على البطولة النقطة التي يجب الارتكاز عليها هي التركيز ثم التركيز، لأن المنافسة الإفريقية أضحت في طي النسيان وما على رفقاء أحمد مساعدية إلا إدراك مهمتهم في البطولة والهدف المسطر من طرف الإدارة والذي يتعلق أساسا بالصعود، إذ أن مقابلة المحمدية يجب أن تكون نقطة انطلاق حقيقية لهذا الهدف وهو ما يُحتم على اللاعبين الدخول في اللقاء بعقلية واحدة لا تخرج عن إطار الفوز وتأكيد الإمكانات التي ظهر بها "الكاب" في مباراة بنغازي. إيجابيات المشاركة الإفريقية ستزيد من الإصرار على تحقيق الصعود وبالرغم من أن الاهتمام لا بد أن يكون على البطولة فقط، إلا أنه يجب أن تؤخذ الأمور الإيجابية من هذه المشاركة الإفريقية بعين الإعتبار، فالفريق الأوراسي دخل أول تجربة مماثلة في تاريخه لكن الواقع يشهد أنها كانت تجربة ناجحة رغم من الإقصاء الذي جاء بعد ركلات الترجيح، وعليه فإن هذه المشاركة ستكون حافزا مهما للاعبين للدخول بوجه طيب من جديد وتأكيد كل ما قيل عنهم من طرف كل الجمهور الجزائري وحتى الليبي. المتتبعون ينتظرون أداء مماثلا أمام المحمدية وعلى ذكر لقاء بنغازي أمام النصر الليبي، فإن الجمهور الأوراسي العريض ينتظر من لاعبيه تقديم كرة جميلة تماما مثل التي شاهدوها في ذلك اللقاء، بالرغم من أرضية ميدان أول نوفمبر قد تشكل عائقا أمام ذلك، لأنها أصبحت سيئة للغاية وعلى السلطات الالتفات إلى إصلاحها أو تجديدها، ذلك لأنها في ملعب ينشط فيه فريقان بآمال عريضة معلقة على الصعود. تسرّب الغرور إلى نفوس اللاعبين أكثر ما يُخيف الأنصار الإطراء والإشادة لم تكن من فراغ وإنما بعد أداء جيد وكرة قدم بسيطة وممتعة من أشبال بوفنارة، لكن هذا الأمر يجب أن لا يُلبس اللاعبين ثوب الغرور. فصحيح أن النادي يلعب في القسم الوطني الثاني إلا أن جل الفرق تلعب بروح عالية ولها طموحات لا تبتعد عن طموح "الكاب"، وعليه فإن تشكيلة "الكاب" عليها الحذر من نقطة قد تبدو بسيطة ومستبعدة الحدوث، لكنها قد تؤثر كثيرا في المردود داخل الميدان في وقت لا يحتاج فيه "الكاب" أي تعثر. دايرة: "المشاركة الإفريقية ستزيدنا طموحا وليس غرورا" وفي هذا السياق وفي حديث مع الظهير الأيسر للفريق علي دايرة، أكد لنا أن المشاركة الإفريقية ستزيد من عزم اللاعبين على تقديم الأفضل والتأكيد على أن "الكاب" كان يستحق الذهاب إلى أدوار متقدمة في المنافسة، إضافة إلى التواجد رفقة الكبار في القسم الوطني الأول حيث قال: "المنافسة الإفريقية جعلتنا نشعر بمسؤولية أثقل، وستجعلنا نقدم كل ما نملك في البطولة، لن نغتر من هذه التجربة بل بالعكس سنعمل على تأكيد إيجابياتها". العودة إلى التدريبات كانت أمس واللاعبون في حالة نفسية جيدة وكانت عودة الفريق إلى التدريبات تحسبا لمواجهة المحمدية أمس، في أجواء رائعة بين اللاعبين الذين ظهر عليهم تجاوز الإقصاء المبكر بنجاح، لأن عبارات الثناء التي طالتهم بعد مردودهم الجيد سمح لهم الخروج من أجواء الإقصاء، وهو ما سيكون عاملا مهما في ما تبقى من مشوار في البطولة، على أمل إتاحة فرص جديدة فيما يخص المشاركة الإقليمية. هلال، بوعلي ودعاس أبرز الأسماء المقترحة من الأواسط وستكون الغيابات أكبر مشكل أمام مدرب الفريق لأنه سيدخل المباراة أمام المحمدية بتعداد لا يتعدى 15 لاعبا وهو ما سيُجبره على الاستنجاد بثلاثة عناصر من الأواسط. وبما أن الأسماء لم تحدد إلى الآن، فإن المقترح منها سيكون ضمن خانة اللاعبين الذين تدربوا مع الأكابر غير المؤهلين للمنافسة الإفريقية أثناء تواجد "الكاب" بليبيا، ومن هذه الأسماء، هلال أمين، بوعلي عبد النور، دعاس خالد، زكري طارق وبن سعدي منير. "الشوّاية" راضون عن الفريق ونحو ملعب ممتلئ أمام المحمدية من جانبهم عبّر كل مناصري الفريق عن رضاهم التام عن مشاركة الفريق الإفريقية، مؤكدين أن الظهور بأداء مشرف مثل هذا هو أساس المشاركة مع كسب التجربة بطبيعة الحال، وهو ما يؤكد عزمهم على التواجد بقوة أمام سريع المحمدية هذا الجمعة لسببين، الأول هو شكر رفقاء سعيدي على تشريف ألوان الفريق والثاني هو الوقوف معهم بغية الخروج بفوز يكفل لهم تشديد الخناق على متصدر الترتيب والعمل على رسم ملامح الصعود منذ الآن. ------------------- أرضية أول نوفمبر أصبحت الهاجس الأكبر لفرق باتنة بعد المردود الطيب لعناصر "الكاب" في لقاء الإياب على ملعب "هوڤو تشافيز" بمدينة بنغازي الليبية ظهرت أصداء كثيرة تخص الأرضية التي أجري عليها اللقاء. فرغم أنها من عشب اصطناعي، إلا أن الكثير استحسنها عكس أرضية ملعب أول نوفمبر بباتنة التي تبدو وكأنها مرتع للأغنام في ظل وضعيتها الكارثية، وهو ما جر الجميع على إطلاق دعوة من أجل إصلاحها قريبا. نقاش ركلات الترجيح أخذ حيزا كبيرا من أحاديث "الشوّاية" لم يخرج حديث أنصار "الكاب" عن مقابلة فريقهم المفضل والنصر الليبي حتى الآن، ومن أبرز ما تم الحديث بشأنه ركلات الترجيح التي "طلعت السكر" للكثير منهم، لأن أنصار الفريق وكل الجماهير الجزائرية عاشت تلك اللحظات بتركيز شديد وضغط مرتفع، إلا أن الفرحة الأخيرة كانت لأصحاب الأرض في ليبيا، وهو ما ترك حزنا عميقا لدى البعض. "حتى باجيو ضيع ركلة ترجيح" هكذا كان رد البعض الآخر، إذ ومع تألمهم لإقصاء فريقهم فإن الرضا كان ظاهرا عليهم، ولم يلوموا في ذلك أي لاعب حتى ممن ضيع ركلة الترجيح. وفي حديثنا مع بعض الأنصار قال أحدهم: "لن ألوم أحدا، الفريق كان جيدا للغاية، وعن ركلات الترجيح، فالكل يعلم أن الحظ والضغط يدخلان فيها، حتى باجيو ضيع ركلة ترجيح وفي أي مباراة". ركلتا عميري وشبانة كانتا الأفضل حسب الأنصار وردود أفعالهم بشأن ركلات الترجيح في اللقاء أمام النصر الليبي، فإن ركلة الترجيح التي نفذها صابر شبانة بذكاء حاد كانت الأفضل، في حين أظهر البعض إعجابهم بالوجه الجديد عميري الذي دخل في الشوط الثاني من المباراة وقدم مردودا طيبا ختمه بركلة ترجيح قوية شبهها البعض بركلات الدولي الجزائري كريم زياني. قربوعة سيدخل مواجهة المحمدية دون ضغط على الرغم من أن جمهور "الكاب" حمله مسؤولية التعادل أمام النصر الليبي في لقاء الذهاب بملعب أول نوفمبر بباتنة، إلا أن المدافع قربوعة عاد وصالح الكل في لقاء الإياب أين لعب برجولة وتمكن من الحد من خطر الفريق المنافس، إضافة إلى نجاحه في تسجيل ركلة الترجيح التي نفذها بطريقة ذكية، وهي الأمور التي ستكفل للاعب العملاق الدخول في أجواء البطولة من جديد دون أي ضغوط على أمل تحقيق الفوز أمام المحمدية. بن عمارة "طوايشي" وصورته مع بهلول صنعت الحدث خلال الأجواء التي ميزت بيت الفريق في ليبيا بعد اللقاء وحتى عودته، الأجواء الجميلة التي صنعها اللاعبون فيما بينهم، ليكون الظهير الأيمن بن عمارة أحد الأرقام البارزة في خلق الأجواء المرحة. هذا وكانت صورة لهذا اللاعب رفقة نجم الفريق بلال بهلول وهما يتبادلان كؤوس المشروبات على طريقة العرسان قد صنعت الحدث وسط الأنصار بعد نشرها في الصحيفة الإلكترونية للفريق على منتدى "كووورة". ========================== أمير بورحلي: "المشاركة الإفريقية أثبتت أن مكانة الكاب في القسم الأول" أولا، كيف هي أحوال الفريق بعد العودة من ليبيا؟ الأحوال جيدة، الفريق قدم مبارتين كبيرتين في منافسة جديدة عليه ومردودنا كان طيبا بشهادة الجميع، الآن كل اللاعبين يتحلون بثقة كبيرة بعد العودة من ليبيا وتركيزهم كله منصب على لقاء المحمدية. إذن الإقصاء لم يؤثر فيكم، والكل في حالة جيدة؟ بالعكس، نحن ننظر إلى النقطة الإيجابية من هذه المشاركة. أعتقد أن هدفنا منذ البداية كان المشاركة والتشريف وفعلا حققنا ما هو مطلوب وشرّفنا ألوان "الكاب" وحتى الكرة الجزائرية، لأن الليبيين أنفسهم أظهروا إعجابهم بالفريق وأكدوا أن الكرة الجزائرية بخير بما أن فريقنا من القسم الثاني ويُقدم كرة جميلة لا تختلف عن أكبر الفرق في البلاد. التجربة كانت مفيدة بالتأكيد؟ هذا طبيعي، لقد استفاد الفريق كثيرا من هذه المشاركة كما استفاد من أمر آخر في غاية الأهمية. ما هو؟ الكل يعرف أن البطولة في الجزائر توقفت، وعليه فإن لعب مباراتين من هذا المستوى أمر جيد للغاية بالنسبة إلينا، لم نحس أننا ابتعدنا عن المنافسة لمدة شهر مثل بقية الفرق. كيف تقيم مردود الفريق في بنغازي؟ "الكاب" لعب مباراتين جيدتين، خاصة لقاء الإياب في ليبيا، لأن أرضية الميدان ساعدتنا على تطبيق ما حضرناه في التدريبات. إذن أرضية أول نوفمبر تشكل عائقا لكم؟ بالتأكيد، أرضية ملعبنا لا تساعد على تقديم كرة جميلة. أرجو تحسينا في أقرب وقت ممكن. الجمهور الباتني والجزائري عموما كان راضيا عن "الكاب"، هذا هو مطلبكم الأول؟ نعم، هذا أمر يدعو للفخر، هدفنا الأول هو ترك الانطباع الجيد، وها قد فعلنا والحمد لله، صحيح أن البعض شكك في قدراتنا قبل دخول المنافسة، لكن شباب باتنة فريق المباريات الكبيرة، سيطرنا على مجريات المباراة في ليبيا ولسوء الحظ ركلات الترجيح ابتسمت للمنافس. الكل أجمع على أن مكانة "الكاب" في القسم الأول؟ نعم برهنّا على أننا فريق جيد ونستحق اللعب في القسم الوطني الأول. سقوطنا كان مفاجأة والآن سنعمل بكل ما أوتينا من قوة للعودة مجددا إلى حظيرة الكبار. بهذا ستكون البطولة هي هدفكم الأول؟ طبعا، هدفنا الأول هو الصعود وسنلعب فقط من أجله. ألا ترى طموحا في أسرة "الكاب" على إعادة التجربة الإفريقية؟ في العام الماضي لم نكن نلعب من أجل الظهور في منافسة إفريقية، وهذا ما سنفعله هذا الموسم، لدينا هدف أول هو الصعود وأهداف ثانوية تأتي حسب الظروف. سنلعب مباراة بمباراة سواء في الكأس أو البطولة ولن نرفض في حال فوزنا بفرصة ثانية للمشاركة الإفريقية سواء هذا العام أو في الأعوام المقبلة. لنعد إلى لقاء المحمدية، هل ترى أن الغيابات ستؤثر في الفريق؟ "الكاب والف بالغيابات"، هذه حقيقة، لكننا نملك البدائل الجيدة والقادرة على تعويض الغائبين، كل اللاعبين عازمون على رفع التحدي من أجل تحقيق هدف الفريق. مجموعتنا متكاملة وسنؤكد على ذلك في المناسبات القادمة. إذن الفريق يعول على الفوز فقط هذا الجمعة؟ لن نرضى بتخييب أنصارنا بعد أن وقفوا إلى جانبنا، المباراة لن تكون سهلة لكننا واعون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وسنقدم كل ما نملك لإبقاء النقاط الثلاث في باتنة. بعد غياب طويل، هل أنت مستعد للمشاركة؟ نعم أنا في حالة جيدة ومستعد للعودة من جديد، شاركت في لقاء الذهاب أمام النصر هنا على ملعبنا في نهاية اللقاء، ولم تكن هناك أي آلام. أنا جاهز أمام المحمدية والقرار تبقى في يد المدرب. هل تتوقع أن تشارك أساسيا؟ لا يهم من يشارك، المهم هو أن يكون الأساسي في حال جيدة ويُرضي طموحات الأنصار، الفريق فوق الجميع وكلنا لخدمة "الكاب" ولا شيء غير ذلك. بماذا تريد أن تختم؟ أظن أن الأنصار متشوقون لرؤية فريقهم من جديد، تماما كما نحن متشوقون لرؤية ملعب مكتظ مرة أخرى. أنصار "الكاب" رائعون ويقدمون لوحات فنية جميلة، كما أن أهازيجهم تزيد من حماسنا، لهذا أدعوهم إلى التوافد بقوة أمام المحمدية على أمل إنهاء المواجهة بفوز يُرضي الكل.