بمجرّد عودته إلى الجزائر في زيارة عائلية مساء أول أمس، اتصل بنا المناجير الدولي المعتمد حميد ڤجالي الذي كان وراء تحويل “كايتا“ ولموشية إلى وفاق سطيف، ليتحدث عن الحكم البنيني “كوجيا“ الذي يعرفه أعز المعرفة. حيث أصرّ أن يروي لنا حكاية وقعت قبل حوالي 5 أو 6 سنوات في مالي، كان بطلها دون منازع هذا الحكم، الذي لم يتوان في أن يصفه ب “المرتشي“ والذي كاد يحدث كارثة حقيقية في ملعب “مواديبو كايتا“ بسبب ما أقدم عليه. “كاد يتسبّب في سقوط أرواح بسبب تحيّزه ضد جوليبا“ ويقول ڤجالي إنه قبل 5 أو 6 سنوات من الآن كان متواجدا في مالي، لحضور مقابلة نصف نهائي عودة رابطة أبطال إفريقيا بين الترجي التونسي و“جوليبا“ المالي، وهي المباراة التي أدراها “كوجيا“، ومنح خلالها ركلة جزاء مشكوك فيها للترجي التونسي، وهي الركلة التي نفذت 3 مرات إلى أن سجلت، ما جعل الجمهور المالي يثور على التحكيم. ووقعت أحداث يتذكر ڤجالي أنها كانت خطيرة للغاية في الملعب عند نهاية المباراة، إلى درجة أن لاعبي الترجي لم يتمكنوا من مغادرة الملعب بسبب هذه الأحداث إلى غاية الرابعة صباحا من اليوم الموالي، وتحت حراسة أمنية مشدّدة جدا، مشيرا إلى أن “كوجيا“ تلقى في غمرة الفوضى التي اندلعت إصابة، بعد أن قام مناصر مالي بالنزول إلى أرضية الميدان وعضّ ساقه“. “لم نستغرب تلقيه الرشوة، لكن كيف قبضها من فريقين!؟“ الخطير في كل هذا يقول ڤجالي أن هذا الحكم “كان تلقى رشوة من قبل الترجي مقابل تأهيل النادي التونسي إلى النهائي بعد أن انتهت مقابلة الذهاب بنتيجة (2-2)، حيث قبض من هذا الطرف - كما سمعت- 50 مليونا تونسية (تعادل حوالي 300 مليون سنتيم)، كما تلقى في الوقت نفسه 2 مليون “سيافا” من قبل مسؤولي نادي جوليبا المالي، قبل أن يختار في الأخير أن يتحيّز لمصلحة الفريق التونسي. ومباشرة بعد نهاية اللقاء لم ينتظر مسؤولو الفريق المالي هدوء الأوضاع، بل توجهوا مباشرة إلى مقرّ الشرطة من أجل رفع دعوى قضائية لأن المعني كان قد قبض عن طريق وسيط مبلغا كبيرا بالعملة المحلية (أي سيافا) دون أن يقدّم الخدمة الضرورية، بل واختار الترجي التونسي، ما جعل الجميع وقتها مستغربا ليس تلقيه الرشوة لأنه متعود عليها، ولكن حصوله عليها من فريقين معا”. “قبضوا على شريكه النيجيري، قضى 14 ساعة عند الشرطة وتدخّلت لإطلاق سراحه“ وواصل ڤجالي كلامه: “تنقلت الشرطة المالية إلى الملعب واعتقلته وكانت قاسية جدا في التعامل معه، خاصة أنها اعتبرته السبب في ما وقع من أحداث وفوضى لم تعهدها ملاعب مالي خاصة في المباريات الدولية. رئيس نادي جوليبا وقتها كارونڤا كان مصرا أن يدخله السجن، خاصة أن تهمة الرشوة ثابتة وبوجود شهود، وإضافة إلى هذا فقد تم اعتقال الوسيط وهو من نيجيريا الذي تلقى الأموال من الماليين ليسلمها ل كوجيا، حيث أتذكر أنهم اعتقلوه من فندق “الصداقة”، وقد كنت حاضرا في مقرّ الشرطة المالية، وبعد محاولات عديدة أقنعت رئيس نادي جوليبا الذي تربطني به علاقات جيّدة أن يطلق سراحه بعد استرجاع المبلغ، وهو ما حصل بعد 14 ساعة كاملة قضاها هذا الحكم المرتشي في الاعتقال، لو كنت أعرف ماذا سيفعله بنا أمام مصر لتركت الماليين يزجّونه في السجن ولما أقحمت نفسي، ولو أنني تدخلت وقتها لأسباب إنسانية لا أكثر ولا أقل”. ڤجالي لا ينسى وقتها أن رئيس الترجي التونسي سليم شيبوب كان يتصل به عبر سفارة تونس في باماكو ويطالبه بفعل المستحيل من أجل طيّ القضية حتى لا تكبر أكثر ممّا كبرت. “أنطوان بال أكد لي أن الكامرون والجزائر ستُقصيان” وأكد ڤجالي أنه مباشرة في اليوم الموالي من فوز “الخضر” على كوت ديفوار، التقى رفقة ماجر في دبي بالحارس الكامروني السابق “جوزيف أنطوان بال“ على طاولة الغداء، مشيرا أن “أنطوان بال” أكد له أن الكامرون ستقصى، والجزائر بعدها على يد مصر، بل وأجزم أن “بال” توقع أن يكون التحكيم هو الطرف، موضحا إلى أن هناك أمورا رواها له - تحفظ عن ذكرها- تحدث في “الكاف” وهدفها القضاء على صعود نجم روراوة كرقم هامّ في “الكاف” رفقة رئيس الإتحادية الكامرونية، ورفض المناجير المعتمد أن يعطي تفسيرات أكثر مكتفيا بهذا الكلام. “بوڤرة سجّل 6 أهداف وعبد العالي هدفين في فريقهما المجري” وعودة إلى موضوع اللاعبين بوڤرة وعبد العالي اللذين حولهما إبنه المناجير سامي إلى نادي “نيتيقيهازا سبارتاكوس“ من الدوري الأول المجري، أكد ڤجالي أنه بعد تأهيلهما نجحا بسرعة في فرض نفسيهما، مشيرا إلى أن بوڤرة في 4 مقابلات سجل 6 أهداف، كما نجح عبد العالي الذي حمل ألوان إتحاد البليدة في بداية الموسم في تسجيل هدفين، مشيرا إلى أن الكلّ ليس فقط راضيا ولكن سعيدا بالمستوى الذي يقدّمانه في ناديهما الجديد. “كايتا حوّلته إلى تركيا، وسيسوكو ومايڤا سيلعبان في لوهافر أو لومون” وفي سياق آخر، تحدّث ڤجالي عن تحويله للاعب السابق لوفاق سطيف المالي “سليمان كايتا“ من العربي القطري إلى فريق من القسم الأول في تركيا، وكشف أن هذا اللاعب أمضى وسيبدأ المنافسة قريبا مع ناديه الجديد، كما أكد أن لاعبي الملعب المالي “سيسوكو“ و“مايڤا“ اللذين وقع معهما عقدين في ديسمبر الماضي في العاصمة المالية “باماكو“، سيلتحقان بالجزائر العاصمة هذا الأحد ومنها يتنقلان إلى فرنسا للإمضاء لأحد الناديين إما “لوهافر“ أو “لومون“. علما أن “مايڤا“ كان أساسيا في تشكيلة المنتخب المالي وخاض 3 لقاءات خلال البطولة الإفريقية الأخيرة. سعيود: “لا تسألوني مجدّدا عن مباراة مصر - الجزائر” بعد أخذ ورد وبعد أن كان النادي الأهلي قد أعلن عن قراره بالإبقاء عليك، استقررت أخيرا على النادي العربي الكويتي فلماذا هذا التحوّل في المواقف؟ بعد عودتي إلى مصر في الفترة الأخيرة اجتمعت مع المسؤولين في النادي والذين أكدوا لي رغبتهم في بقائي، وسمعت كلاما جميلا مع المسيرين والمدرب البدري الذين أكدوا لي رغبتهم في أن أواصل مع الأهلي وبأن وضعيتي ستتحسن أكثر خلال الفترة المقبلة وستكون إيجابية، وأنا الذي لم ألعب إلا نادرا في الفترة الماضية. لا أنفي أنني ارتحت كثيرا لوقفتهم معي لكني فكرت مليا في الأمر ورأيت أنه من الأفضل لي أن أغادر ولو على سبيل الإعارة لمدة أربعة أشهر. شاورت أفراد عائلتي وفي مقدمتهم شقيقي محمد ففضّلت خيار الرحيل، ووافقت على الرحيل نحو العربي خاصة بعد أني لمست رغبة وإصرار شديدين من مسيري هذا النادي في التعاقد معي. وما هي الأسباب التي رجحت خيار الرحيل على الاستمرار مع الأهلي، رغم ما تقوله عن رغبة مسيري الفريق في بقائك؟ هي كثيرة، أول هذه الأسباب هي أن وضعيتي الجديدة لاعب دولي مع المنتخب الأولمبي تفرض عليّ أن ألعب باستمرار وبصفة منتظمة، وهذا ما لم يكن مضمونا بالنسبة لي مع الأهلي، لكن أهم الأسباب كان الوضع المتوتر بين مصر والجزائر. صحيح أن مسيري الأهلي وحتى الأنصار يكنون لي كل الحب والاحترام لكن هذا لم يكن ليضمن لي أني سألقى المعاملة نفسها من البقية، ولا أخفي عنك أن والديّ كانا منشغلين كثيرا عليّ طيلة الفترة التي كنت متواجدا فيها في مصر من أن يحدث لي أي مكروه. أنا عن نفسي لم أكن أخشى أي شيء في مصر، لكن أنت تعرف خوف وقلق الأولياء على أبنائهم، وبالتالي فضّلت أن أريح والداي من هذا الهاجس بالابتعاد أربعة أشهر حتى تهدأ الأمور وبعدها سنرى ما يمكن فعله. على كل حال هما مرتحان جدا بعد انتقالي للكويت. وكيف أقنعت مسيري الأهلي بإعارتك؟ تحدثت مع مدير الكرة الهادي خشبة وأعلمته بقراري، وأقنعته بمبرراتي وقلت له إنها مجرد فترة إعارة حتى تمر هذه الفترة الصعبة وحتى أستفيد من المنافسة التي أفتقدها حاليا مع الأهلي، وهو بدوره اجتمع بلجنة الكرة التي منحتني الضوء الأخضر للالتحاق بالعربي. انضمامك إلى العربي الكويتي تزامن مع اقتراب الجزائر ومصر من مواجهة متجددة في النصف النهائي، هل كان لهذا علاقة بقرارك بالرحيل؟ سبحان الله، هي كانت صدفة فقط، لم أعتمد عليها في اتخاذ قراري. مباراة النصف النهائي لم تكن السبب في موافقتي على الإعارة لكن ذلك كان للأسباب التي ذكرتها. كيف تابعت مباراة مصر والجزائر في نصف النهائي؟ من فضلك لا تسألني عن المباراة ولا عن أي شيء يخصها. أنت تعرف أكثر مني الحساسية الموجودة، وبأن أي كلام قد أقوله قد يؤول في غير محله، أعذرني لا أريد التحدث تماما في هذا الموضوع ولن أضيف كلمة عنه. لن أحرجك أكثر، لكن قبل أن تغادر الأهلي كنت قد اندمجت مجددا في تدريبات النادي ومع أبو تريكة بالتحديد وشاهدنا صورا لك معه، فما الذي دار بينكما؟ (يضحك)... صحيح تدربت مع أبو تريكة وهو أكثر من أخ بالنسبة لي، فقد نصحني بالبقاء والاستمرار مع النادي فهو دائما يشجعني ويقول إن لدي مستقبلا زاهرا بما أنه يعرف جيدا إمكاناتي. هو لم يرد أن أغادر لكني قلت له إنه يعلم الظروف الحالية بأنها لا تسمح لي بالاستمرار وبأنها فترة إعارة لأربح المنافسة أكثر وتهدأ فيها الأمور لأعود بعدها. كنت صرحت لنا في وقت سابق أنك تفضّل البقاء مع الأهلي في حال ما لم تظفر بعقد احترافي في أوروبا؟ لا أنكر ذلك، لكن حدثت ظروف حالت دون ذلك. كانت لدي اتصالات جدية في بلجيكا لكنها لم تثمر، كما أني كنت أرغب في اللعب في أحد الأندية التونسية لأن الدوري التونسي يستهويني أيضا وكنت قد تحدثت مع بن شيخة حول عروض النجم الساحلي والإفريقي وهو شجعني، لكني لم أكن أدرك أن “الميركاتو“ هناك ينتهي في 15 جانفي. بعدها عدت إلى مصر ووجدت عديد العروض في انتظاري لكن النادي العربي الكويتي كان الأكثر إصرارا على ضمي. كنت مترددا جدا، لكني الآن مرتاح تماما والفكرة التي كانت لدي عن الاحتراف في الكويت وجدتها مغلوطة تماما، فأنا مرتاح تماما مع هذا النادي وفي الكويت عامة وراض على اختياري لهذا النادي. خاصة بعد الاستقبال الحار لدى وصولك وبعد الظهور القوي لك خلال المباراة الأولى أمام التضامن؟ والله وجدت كل الترحاب هنا في الكويت، واندمجت بسرعة والكل راض عني إلى حد الآن، والحمد لله بدايتي كانت موفقة في المباراة الأولى أمام التضامن رغم أنني لم ألعب منذ فترة وشاركت لنصف ساعة فقط لكني قدمت أداء طيبا نال رضا الأنصار، وإن شاء الله سأعمل على رد جميل كل مسيري العربي ومشجعيه على حسن وكرم الضيافة والترحيب بأداء أفضل في المباريات المقبلة والمساهمة في عودة هذا الفريق الكبير في الكويت إلى الواجهة والتنافس على الألقاب. وما هي رهانات النادي خلال الفترة المقبلة؟ العربي هو النادي الأكثر ألقاب وتتويجات في الكويت وهذا الموسم لم يحقق نتائج جيدة إلى حد الآن. إدارة النادي تعاقدت فورا معي ومع لاعب سوري وآخرين من البرازيل وبوليفيا، وهي إستقدامات نوعية من أجل الوصول إلى الأهداف المسطرة وهي تحسين ترتيب النادي والتنافس على الألقاب المحلية وهي كأس الأمير وكأس ولي العهد أيضا وأتمنى أن أقدّم الإضافة إلى النادي في سبيل تحقيق هذه الأهداف. متى سيكون ثاني ظهور لك مع العربي؟ سيكون الأربعاء (الحوار أجري أمس) في مباراة “الداربي” أمام نادي القادسية، وستلعب في الساعة الخامسة ونصف بتوقيت الكويت (الثالثة ونصف بتوقيت الجزائر). هل ستعود للأهلي بعد فترة إعارتك؟ سؤال سابق لأوانه، أفضّل أن أعيش اللحظة وبعدها أفكّر في المستقبل. أمامي الوقت الكافي للتفكير في الموضوع، حاليا أركز مع النادي العربي.