كانت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قد جددت في وقت سابق الثقة في البوسني وحيد حليلوزيتش مدرب المنتخب الوطني، على الرغم من الإخفاق الذي تعرض له "الخضر" خلال كأس أمم إفريقيا الأخيرة، ويبدو أن هيئة الرجل الأول محمد روراوة راضية بالعمل الذي يقوم به مدرب منتخب كوت ديفوار السابق، خاصة وأن الأرقام تبدو في صالحه في ظل تحسن نتائج المنتخب الوطني منذ تعيين حليلوزيتش على رأس العارضة الفنية بعد أسابيع عن الخسارة التاريخية برباعية أمام المغرب في مراكش، ونستعرض في هذا الموضوع الحصيلة الإجمالية للتقني البوسني والذي كان قد أضاف إليها انتصارا جديدا قبل أيام قليلة بعدما تفوق رفقاء سفيان فغولي على البينين بنتيجة (3-1). أشرف على 16 مباراة، 12 منها رسمية محققا الفوز في 9 مناسبات كانت مباراة البينين التي استضافها ملعب "تشاكر" قبل أيام قليلة رقم 16 بالنسبة ل حليلوزيتش منذ اعتلائه العارضة الفنية ل "الخضر" في 2011، حيث لعب المنتخب الوطني تحت إشراف التقني البوسني 12 مباراة رسمية و4 مباريات ودية، في وقت حقق فيه الانتصار في 9 مناسبات ومنها 7 رسمية أمام كل من إفريقيا الوسطى، غامبيا (ذهابا وإيابا)، رواندا، ليبيا (ذهابا وإيابا) والبينين، بالإضافة إلى لقاءي تونس والنيجر الوديين، بينما انهزم "الخضر" مع حليلوزيتش في 4 مناسبات، البداية بلقاء مالي الذي جرى في ملعب محايد ومن ثم البوسنة وديا، تونس والطوغو على التوالي، وانتهت 3 مواجهة بالتعادل وكانت أمام تنزانيا، جنوب إفريقيا (لقاء ودي) وكوت ديفوار. “الخضر" سجلوا 26 هدفا وتلقوا 12 تحت إشراف البوسني ومن خلال 16 مباراة التي لعبها المنتخب الوطني تحت إشراف حليلوزيتش، استطاعت الآلة الهجومية أن توقع 26 هدفا مقابل دخول 12 هدفا إلى مرمى "الخضر"، وضرب الخط الأمامي بقوة في عدة مناسبات على غرار مباراة رواندا التي فاز بها زملاء سوداني بنتيجة (4-0) والانتصار على غامبيا (4-1) والنيجر (3-0)، وكلها مواجهات جرت على ملعب "تشاكر" ب البليدة، وتمكن هجوم "الخضر" من الانتفاضة في آخر مواجهتين أمام كوت ديفوار والبينين بعد صومه في 4 مباريات متتالية بداية من لقاء البوسنة ثم جنوب إفريقيا الوديين ووصولا لمباراتي تونس والطوغو في كأس إفريقيا، لكن الاستفاقة جاءت في آخر لقاءين عندما سجل الخط الأمامي 5 أهداف. سوداني وسليماني أكبر المستفيدين من قدومه كما ساهمت الانتفاضة الهجومية للمنتخب الوطني في ظهور هدافين جدد في صورة هلال العربي سوداني وإسلام سليماني، فالأول يعتبر الهداف الأول ل "الخضر" في عهدة حليلوزيتش بوصوله إلى 7 أهداف، وقعها على التوالي أمام النيجر، رواندا (ثنائية)، غامبيا، ليبيا (في الذهاب والإياب) وكوت ديفوار، ويأتي سليماني في المرتبة الثانية بامتلاكه سداسية سجلها أمام رواندا، مالي، غامبيا (ثنائية)، ليبيا وأخيرا البينين، في وقت وقع فيه سفيان فغولي 4 أهداف ومنها واحد عن طريق ركلة جزاء في لقاء كوت ديفوار، ويعتبر هدف نجم فالنسيا أمام "الفيلة" الوحيد من 26 هدفا الذي جاء عن طريق ركلة جزاء، بينما سجل مدافع منتخب النيجر هدفا ضد مرماه خلال مواجهة المنتخبين الودية والتي انتهت بتفوق "الخضر" بثلاثية نظيفة. إستدعى 69 لاعبا باحتساب شاوشي، مغني، بلفوضيل وعبدون ووصل عدد اللاعبين الذين وجه لهم التقني البوسني الدعوة منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية إلى 69 لاعبا، وهو رقم كبير جدا اعتمد عليه مدرب اتحاد جدة السابق في ظرف قصير لم يتعد عامين، وذلك إذا احتسبنا أيضا لاعبين مثل فوزي شاوشي وجمال بن العمري اللذان استدعيا إلى تربص بوشاوي قبل أن يتم استبعادهما، كما استدعى حليلوزيتش أسماء أخرى دون أن يوظفها على الإطلاق في صورة حارك الذي تواجد في القائمة الموسعة قبل "الكان" أو الحارس عسلة، مغني، فراج وحاج عيسى في تربص "ماركوسيس"، بالإضافة إلى جمال عبدون وإسحاق بلفوضيل واللذان رفضا القدوم إلى "الخضر"، فالأول كان في قائمة 24 الخاصة بالموعد القاري والثاني ضمن قائمة 40. أحدث تغييرات كثيرة ووظف 47 لاعبا في 16 مباراة حتى إن وصل عدد المستدعين إلى 69 لاعبا، لم يقم الناخب الوطني الحالي بتوظيف جميع هاته الأسماء واكتفى بإشراك 47 لاعبا خلال 16 مباراة، دون إحتساب لقاء بلاتينيوم ستارز الذي جرى في جنوب إفريقيا وشارك فيه علي ريال وذلك لأنه لا يدخل ضمن مواعيد الاتحادية الدولية، والأسماء التي وظفها حليلوزيتش كالآتي: قديورة، مبولحي، فغولي، مصباح، لحسن، مجاني، قادير، سوداني، مصطفى، سليماني، لموشية، بلكالام، بودبوز، بوعزة، جبور، تجار، عودية، بوقرة، بوزيد، كادامورو، مطمور، حليش، حشود، يبدة، كمال غيلاس، غزال، عنتر يحيى، دوخة، بلحاج، بن موسى، بزاز، غلام، تايدر، العيفاوي، مترف، سيدريك، بن يمينة، مفتاح، زياني، براهيمي، زماموش، جاليت، بولمدايس، كودري، شعلالي، قاسمي وجابو. ڤديورة الأكثر ظهورا و"البوسني" أقحمه في 15 لقاء وبين 47 لاعبا الذين شاركوا في المباريات التي أشرف عليها حليلوزيتش، كان عدلان ڤديورة الأكثر ظهورا، حيث حضر لاعب وسط نوتنغهام فورست في 15 مباراة من أصل 16 ولم يغب سوى عن أول لقاء أمام تنزانيا، قبل أن يستغل إصابة حسان يبدة ويتحول إلى ركيزة أساسية (لعب 14 مباراة أساسيا) وهو الذي جمع 1244 دقيقة كاملة، ليأتي بعده رايس مبولحي وسفيان فغولي ب 13 مباراة ومن ثم جمال الدين مصباح، مهدي لحسن، كارل مجاني، هلال سوداني وفؤاد قادير الذين ظهروا في 12 مباراة، بينما يملك مهدي مصطفى وإسلام سليماني 11 مشاركة وأقحم خالد لموشية في 10 مباريات. 5 لاعبين تجاوزوا سقف 1000 دقيقة مع “الكوتش وحيد" وإلى جانب ڤديورة الأكثر مشاركة والذي جمع 1244 دقيقة، تجاوز 4 لاعبين آخرين سقف 1000 دقيقة ويتعلق الأمر ب مبولحي (1170 دقيقة)، مصباح (1059 دقيقة)، لحسن (1052 دقيقة) ومجاني (1048 دقيقة)، بينما حظي الحارس مبولحي بالثقة في جميع المباريات الرسمية والتي عددها 12 دون أن يضيع أي دقيقة، بالإضافة إلى مشاركته في 90 دقيقة كاملة في لقاء جنوب إفريقيا الودي، في وقت منحت فيه الفرصة للحراس الآخرين في المواجهات الودية فقط مثلما حصل أمام تونس عندما لعب زماموش ودوخة شوطا لكل منها، كما شارك سيدريك في كامل أطوار لقاء النيجر ونفس الأمر مع دوخة في لقاء البوسنة، وتلقت شباك مبولحي 11 هدفا من أصل 12 سجلت في عهدة حليلوزيتش. حتى كوادر جيل أم درمان حاضرون وغياب كلي للبطاقات الحمراء فضل التقني البوسني التريث قليلا عندما عين في البداية على رأس العارضة الفنية قبل أن يبدأ حملة تغييراته التي لم تنته إلى حد الآن، وبالتالي فقد عمل حليلوزيتش أيضا مع كوادر جيل أم درمان أمثال كريم زياني، نذير بلحاج، عنتر يحيى وكريم مطمور، لكن الثلاثي الأخير فضل الاعتزال دوليا، بينما خرج زياني من حسابات حليلوزيتش منذ مباراة تنزانيا التي شارك فيها نجم الجيش القطري أساسيا، كما استدعي مغني مرة وحيدة ولكن في تربص "ماركوسيس" الذي لم تتخلله أي مباراة. من جهة أخرى، غابت البطاقة الحمراء عن المنتخب الوطني منذ تعيين حليلوزيتش، إذ لم يتلق أي لاعب إنذارين أو طرد مباشر طيلة 16 مباراة متتالية، وقد يكون للعمل النفسي الذي يقوم به مدرب كوت ديفوار السابق دور في تفادي خروج اللاعبين أثناء سير المواجهات. نحو استمرار نفس السياسة في مباريات جوان لا يبدو أن حليلوزيتش استقر نهائيا على نفس التشكيلة حتى يواصل العمل معها في المواعيد المقبلة بداية بلقاءات شهر جوان، إذ توجد احتمالات كبيرة لاستدعاء لاعبين جدد أو إقحام أسماء لم تحظ بفرصة المشاركة في المباريات على غرار إسحاق بلفوضيل الذي قد يرضخ للأمر الواقع ويقبل دعوة "الخضر" إلى جانب نبيل غيلاس الذي استدعي دون المشاركة أمام البينين، كما قد تفتح الأبواب لعناصر جديدة في حال استمرارها في التألق مثل عيسى ماندي، رشيد غزال وحتى يوسف بلايلي، وبالتالي نتوقع أن ترتفع حصيلة اللاعبين الذين سيوظفهم التقني البوسني مع مرور الوقت، وهو الذي يبحث عن التشكيلة المثالية منذ وقت طويل.