حتى إن كان أداء "الخضر" أمام منتخب البينين غير مقنع وحتى وإن كان لم يصل إلى المستوى الذي إنتظره الأنصار والمحللون إلا أن هذه المواجهة كشفت على أمور إيجابية عديدة، أهمها هو وجود الحلول في الخطوط الثلاثة بالنسبة للناخب الوطني وحيد حليلوزيتش من أجل إختي فبعد أن كان البوسني يشتكي في وقت سابق من نقص التعداد بسبب الإصابات والغيابات والعقوبات، أصبح الآن يجد صعوبة حتى في وضع التشكيلة الأساسية بسبب جاهزية معظم اللاعبين، البوسني الآن يمكنه الإختيار بكل راحة وهو ما يجعله متطلبا في اختيار معايير اللاعبين الذين يعتمد عليهم، بكل بساطة سيشترط دون شك أكبر قدر ممكن من الجاهزية، وهو ما يجعل اللاعبين الذين لم يفرضوا أنفسهم بعد أساسيين في أنديتهم بتدارك الأوضاع في أقرب فرصة ممكنة. الحلول أصبحت كثيرة أمام البوسني المدرب وحيد حليلوزيتش كان في الكثير من المرات يشتكي من قلّة الحلول، بل وصل به الأمر إلى التأكيد أنه لم يعش في طوال مسيرته كمدرب مثل هذه الوضعيات التي عاشها مع "الخضر" حين وجد نفسه في بعض الأحيان محروما من خدمات 7 لاعبين في آن واحد دون أن تكون البدائل متوفرة، ولكن الآن إنقلبت الآية وأصبحت الحلول موجودة بكثرة وما على البوسني سوى أن يحسن الإختيار ويضع ثقته في من يكون أكثر جاهزية لتقديم ما عليه فوق الميدان وتقديم الإضافة المطلوبة للخضر. البقاء سيكون للأكثر جاهزية والأكيد أن حليلوزيتش الذي لطالما أصر على الجاهزية وعلى اللاعبين الأكثر منافسة سيواصل الحفاظ على نفس التقليد ما عدا بعض الإستثناءات مثلما عوّدنا عليها مثل الحارس مبولحي ولاعبين أو ثلاثة الذين يستدعيهم مهما كان الحال، البقية سيخضعون جميعا لقانون البقاء للأقوى أو بالأحرى البقاء للأكثر جاهزية، خاصة أن حليلوزيتش معروف بتركيزه على الجانب البدني كثيرا وبالتالي منها إلى موعد 1 جوان سيكون العد العكسي بالنسبة للاعبين من أجل لعب أكبر قدر ممكن من المواجهات مع أنديتهم. براهيمي لعب هذه المرة ولكن يجب أن يلعب أكثر مع غرناطة وكان مدرب المنتخب الوطني وحيد حليلوزيتش قد فاجأ الجميع في لقاء البينين بإعتماده على اللاعب ياسين براهيمي أساسيا رغم أن هذا الأخير لم يلعب منذ فترة مع فريقه غرناطة، ولم يكن جاهزا بالشكل المناسب من الناحية البدنية لمواجهة قوية مثل تلك المواجهة، أضف إلى هذا أنه جديد ولم يسبق أن لعب مع التشكيلة وبالتالي كان من المفروض أن يعتمد عليه على الأقل في بداية الشوط الثاني ولكن البوسني غامر به، وقد كان رهانه فائزا بما أن اللاعب السابق لرين الفرنسي قدّم ما عليه في المواجهة، ولكن الأكيد أنه لن يجد مكانه الأساسي جاهزا في جوان إن لم يلعب مباريات كثيرة مع غرناطة فيما تبقى من عمر الموسم، خاصة مع وجود منافسة قوية في منصبه من بودبوز وجابو. غلام عليه فرض نفسه من جديد لأن مصباح أساسي اللاعب الثاني الذي كان له الحظ في اللعب أساسيا في لقاء البينين هو الظهير الأيسر فوزي غلام، ورغم أن هذا الأخير لعب بشكل مميز وأبان على قدرات كبيرة كان من الواضح أنه سيصبح من خلالها عنصرا هاما في تشكيلة "الخضر" ولكن مشكلة غلام هو أنه فقد ثقة مدربه في سان تيتيان، ولم يعد لاعبا أساسيا هناك، وهو ما قد يضعه في حرج كبير مع البوسني خاصة أن منافسه على منصب مدافع أيسر جمال مصباح يلعب بإنتظام مع فريقه الجديد بارما، وبالتالي فإنه على غلام فرض نفسه من جديد في سان تيتيان ويلعب عددا كبيرا من المواجهات قبل جوان لكي يبقى دائما ضمن حسابات البوسني. حالة يبدة غير واضحة بعد أما اللاعب الذي تبقى حالته لغزا حقيقيا بالنسبة للجميع هو وسط الميدان حسان يبدة، الذي يوجد بعيدا عن المنافسة منذ سنتين تقريبا، وفي كل مرة تتكرر معه الإصابة وهو ما أبقاه دائما بعيدا عن "الخضر" ولكن يبدة يبقى دائما تحت أعين الناخب الوطني الذي أكد في الندوة الصحفية الأخيرة أن المنتخب سيكون أقوى بعودة يبدة، ولكن عودة يبدة للمنتخب لا يمكن أن تحدث دون أن يعود للعب مع فريقه غرناطة، والمشكلة تكمن في أن المدرب الجديد لغرناطة لا يثق تماما في قدرات الجزائري الذي زادت الإصابات تعقيدا لوضعيته، وبالتالي فإن على اللاعب السابق لنابولي مضاعفة العمل وبذل مجهودات أكبر للعودة للعب مع فريقه في البطولة الإسبانية والعودة مع المنتخب الجزائري في نفس الوقت. حتى لحسن مهدد إن لم ينتظم مع خيتافي بالمقابل يوجد قائد المنتخب الجزائر مهدي لحسن هو الآخر في وضعية حرجة بعض الشيء مع فريقه خيتافي الإسباني، فرغم أنه إستعاد مكانته الأساسية في الآونة الأخيرة وأصبح يلعب عددا أكبر من المواجهات، إلا أنه يبقى دائما مهددا، ولكن الآن أصبح الخطأ ممنوع أمامه بعد إلتحاق تايدر الذي قدّم مستوى كبيرا، ورغم أن ڤديورة لم يلعب بشكل جيّد إلا أن لعبه بإنتظام مع فريقه في القسم الثاني الإنجليزي قد يمنحه الأفضلية على لاعب خيتافي، لذلك سيكون على لحسن فرض نفسه أساسيا ويلعب على الأقل 7 مواجهات من اللقاءات التي تبقت لفريقه في البطولة الإسبانية حتى يكون جاهزا لمواعيد جوان.