سيواجه وحيد حليلوزيتش الناخب الوطني مشكلة فنية أخرى مع عودته إلى الجزائر من أجل التحضير لمباراة البينين القادمة ضمن فعاليات الجولة الثالثة لتصفيات كأس العالم، فبالإضافة لمشكلة الهجوم التي قد تحل باستدعاء إسحاق بلفوضيل هداف بارما، سيكون المدرب البوسني مطالبا بإيجاد الحلول للمشكلة التي سيعاني منها المنتخب الوطني على مستوى الشق الدفاعي لوسط الميدان، إذ سيفتقد "الخضر" لخدمات مهدي لحسن أمام البينين بسبب الإيقاف، كما سيعاني المنتخب من عدم جاهزية خالد لموشية وحسان يبدة وهما اللذان يعيشان ظروفا صعبة رفقة الإفريقي وغرناطة على التوالي، وهي المعطيات التي تؤكد محدودية الخيارات المتاحة أمام المدرب في مناصب الوسط الدفاعي أمام البينين. غياب لحسن خسارة كبيرة ومن الصعب تعويضه يعد غياب لحسن قائد المنتخب الوطني عن مباراة "الخضر" القادمة في تصفيات كأس العالم شهر مارس القادم بسبب العقوبة لب المشكلة التي سيعاني منها حليلوزيتش، ويدرك الناخب الوطني الوزن الكبير للاعب خيتافي في تشكيلته الأساسية، إذ لا يختلف اثنان على المستوى الرائع الذي قدمه هذا الأخير في مباريات المنتخب الوطني في "الكان"، كما قام لاعب راسينغ سانتاندير السابق بدوره على أكمل وجه سواء من الجانب الدفاعي باسترجاعه لعدة كرات أو الهجومي بمساهمته في بناء الحملات الهجومية ل "الخضر"، فكان بمثابة حلقة الوصل بين دفاع المنتخب وهجومه دون نسيان دوره القيادي فوق أرضية الميدان وتوجيهاته المفيدة لزملائه، وهو ما يجعل مهمة إيجاد خليفة له أمام البينين صعبة جدا في ظل نقص البدائل المتاحة. مشاكل لموشية مع الإفريقي قد تجعله خارج الخدمة لن تقتصر مشكلة خط الوسط الدفاعي على غياب قائد "الخضر" فقط، بل ستشمل لاعبا آخر في ذات المنصب، ويتعلق الأمر هنا ب خالد لموشية الذي سيكون بنسبة كبيرة غير جاهز لمباراة البينين بسبب مشاكله مع إدارة الإفريقي، والتي قد تبعده بصفة نهائية عن مباريات النادي التونسي في مرحلة إياب البطولة التونسية، إذ سيكون لموشية الذي لم يستأنف بعد تدريباته مع نادي "باب الجديد" على موعد مع المثول أمام المجلس التأديبي للنادي في الأيام القليلة القادمة بعد اتهامه من طرف مسؤولي الإفريقي بابتزازهم بمغالاته في طلباته المالية عند طلبهم فسخ عقده، كما لم يتقبلوا رفضه جميع العروض المقترحة عليه في هذا الإطار، وتبدو مشاركة اللاعب في المباريات القادم لناديه مستبعدة جدا، خاصة أن مدربه نبيل الكوكي كان قد عبر في العديد من المرات عدم حاجته لخدماته. وضعية يبدة غامضة وعودته مستبعدة إذا استمر في الغياب من جهة أخرى، لا يبدو حسان يبدة في وضعية أحسن من تلك التي يتواجد فيها زميله لموشية، فبعد أن استبشر الجميع خيرا بعودته للمنافسة نهاية السنة الماضية بعد غياب دام 10 أشهر بسبب الإصابة، عادت وضعيته لتتعقد من جديد بعد إحداث إدارة غرناطة لتغيير على مستوى العارضة الفنية للنادي وتعيينهم ل لوكاس ألكاريز كمدرب جديد، والذي قام باستقدام متوسط ميدان شاب من مالاغا ووضع لاعب "الخضر" خارج حساباته، كما طالبه بالبحث عن فريق آخر في فترة الميركاتو الشتوي، وسبق ل حليلوزيتش أن أبدى حسرته الكبيرة بسبب غياب يبدة عن كأس أمم إفريقيا، وأكد حاجة المنتخب الوطني للاعب بمواصفاته وقيمته، لكن عودته ل "الخضر" لا تبدو قريبة في ظل ابتعاده عن المنافسة الرسمية مع ناديه. جاهزية كادامورو قد تحل جزء من المشكلة سيكون حليلوزيتش مجبرا على استخدام مهدي مصطفى في منصبه الأصلي كمسترجع مثلما فعل أمام تونس نظرا لقلة الخيارات المتوفرة أمامه وامتلاكه ل قديورة كلاعب وحيد قادر على شغل هذا المنصب، لكن المدرب البوسني يدرك أن تحويل لاعب أجاكسيو لمنصبه الأصلي يستدعي توفر ظهير أيمن قادر على سد الفراغ الذي يتركه، وهو ما سيجعله يراقب عن قرب وضعية لياسين كادامورو مع ريال سوسيداد ليقف على مدى جاهزيته للعب كأساسي، خاصة أنه أظهر ضعفا بدنيا واضحا في مباراته الوحيدة مع المنتخب الوطني في كأس إفريقيا أمام تونس، كما من الممكن أن يستعين الناخب الوطني بخدمات عبد الرحمان حشود كخيار ثان لتعويض مصطفى بعد أن استعاد الظهير الأيمن ل مولودية الجزائر مستواه المعهود في الجولات الأخيرة للبطولة الوطنية. حليلوزيتش سيجد نفسه أمام حتمية ضم لاعبين جدد لن يكون الاعتماد على مصطفى كمتوسط ميدان دفاعي إلى جانب قديورة حل نهائي بالنسبة ل حليلوزيتش الذي سيكون بحاجة لتواجد لاعبين آخرين كبدلاء، ومن المنتظر أن يقوم الناخب الوطني بتوجيه الدعوة للاعبين جدد من أجل سد النقص الذي يعاني منه "الخضر" في هذه المناصب، إذ أن حمزة كودري وعنتر بوشريط اللذان كانا ضمن القائمة الإفريقية الموسعة للمنتخب الوطني أبرز المرشحين لتلقي دعوة حليلوزيتش الشهر القادم، كما يملك مهدي عبيد المنتقل ل سانت جونستون الاسكتلندي مؤخرا حظوظا من أجل دعوته لمباراة البينين في حال حجزه لمكانة أساسية ضمن تشكيلة ناديه الجديد، إذ سبق ل حليلوزيتش معاينته مع المنتخب الأولمبي في المغرب خلال الدورة التصفوية لأولمبياد لندن الماضية، كما طالبه وقتها بضرورة العمل على الحصول على وقت أكبر للعب مع ناديه حتى يحصل على شرف حمل قميص أكابر "الخضر".