تبخر آخر أمل للبلوزداديين أوّل أمس برؤية فريقهم يتوّج بلقب هذا الموسم، بعد الآمال التي كانت معلقة على كأس الجمهورية.. لكن شباب بلوزداد أهدر فرصة تكرار سيناريو الموسم الماضي وبلوغ النهائي على التوالي، عقب خسارته في ملعب 8 ماي في ربع نهائي أمام وفاق سطيف بهدفين دون ردّ. وعاد آلاف الأنصار خائبين في مباراة لم يحسن الشباب التعامل معها على حسب تعبيرهم، دون أن ينسوا حكم المباراة نسيب الذي كان عرضة لانتقادات البلوزداديين، واتهموه بالانحياز للوفاق من خلال منحهم مخالفات مجانية جاء الهدف الأول للوفاق من واحدة منها. الشباب لم يظهر بالوجه المنتظر منه ولا يختلف اثنان أن الشباب لم يظهر بالوجه الذي كان منتظرا منه وخيّب الآمال المعلقة عليه بالعودة ببطاقة التأهل إلى نصف النهائي، لكن الأداء الذي ظهر به أثار كثيرا من نقاط الاستفهام، في وقت كان الجميع يتوقع أن يقوم الشباب بالضغط منذ الوهلة الأولى على الوفاق ولا يترك له مساحات للعب، على غرار الموسم الماضي عندما قدّم الشباب مباراة ممتازة وعاد بفوز ثمين. ولكن الشباب بدا ضعيفا من الناحية البدنية ومشتتا في وسط الميدان، وهذا باعتراف الطاقم الفني بقيادة بوعلي عقب نهاية المباراة، بأن فريقه لم يكن في المستوى المطلوب، مبرّرا ذلك بالضعف البدني ووضعيى الفريق، وحتى اللاعبون أكدوا أنهم لم يكونوا في مستوى المباراة. الإرادة كانت غائبة من اللاعبين وكانت الكأس آخر أهداف الشباب الموسم المتبقية عقب الخروج المبكر من البطولة والمرتبة السادسة التي لا تليق بسمعة الفريق حسب البلوزداديين، أو الخروج من الكأس العربية في ربع النهائي أيضا أمام الإسماعيلي بسذاجة، في وقت كان الشباب قادرا على حقيق التأهل، ليبقى الكأس آخر محطة من أجل إنقاذ الموسم. لكن الشباب لم يظهر تلك الرغبة التي عوّدنا عليها الموسم الماضي في الذهاب بعيدا في الكأس، ليخرج من الدور خائبا وخيّب معه أنصاره، الذين اعتبروا هذا الموسم موسم الألقاب بالنظر إلى التشكيلة التي يمتلكها الفريق، لكن أداء أمس لم يكن مقنعا وغابت الإرادة عن اللاعبين التي كانت مطلوبة أول أمس، والتي كان الجميع يعول عليها من أجل العودة ببطاقة التأهّ{ل. الشباب فشل في فرض نفسه في المباريات الكبيرة وبالحديث عن مباريات الشباب في المواعيد الكبيرة، فإنه من الوهلة الأولى يتأكد أنه فشل في فرض نفسه في المباريات الكبيرة هذا الموسم، باستثناء الفوز الذي عاد به من تيزي وزو أمام شبيبة القبائل في مباراة الذهاب، وآخر على حساب جمعية الشلف، إلا أنه لم يسجل حضوره في المواعيد الكبيرة على غرار "الداربيات" العاصمية، التي لم يفز ولا في واحدة، منها خسارة أمام اتحاد الحراش وأخرى في إياب "داربي" مولودية الجزائر، وتعادل في الذهاب، ونفس النتيجة أمام اتحاد العاصمة، إضافة إلى خسارة في سطيف في مباراة الذهاب. وهو ما يثير التساؤلات عن غياب الشباب في المواعيد الكبيرة عكس الموسم الماضي، عندما أثبت قوته في "الداربيات" العاصمية والمباريات الكبيرة. مرتبة ضمن رباعي المقدّمة باتت مطلبا ولم يبق أمام الشباب إلا إنهاء الموسم ضمن مرتبة مشرفة كأقل الأضرار والارتقاء في الترتيب العام من المرتبة السادسة التي يعتبرها الشباب غير لائقة بسمعته، إذ بقيت ستّ مباريات عن نهاية الموسم ولا بديل للبلوزداديين عن تحقيق النتائج الإيجابية على الأقل لإنهاء الموسم ضمن المراتب الأربعة الأولى قد تضمن له مشاركة عربية. وسيكون الشباب على موعد مع لقاء جديد مع وفاق سطيف في الجولة المقبلة في البطولة الوطنية، في مباراة لا بديل عن الفوز خلالها إذا أراد البقاء في سباق فرق المقدمة وإنهاء الموسم على الأقل مع رباعي المقدمة، وحفظ ماء وجه الفريق. نسيب في قفص الاتّهام وحمّل البلوزداديين الحكم نسيب جانبا من مسؤولية الخسارة بسبب أخطائه التي اعتبروها جاءت لتحطم فريقهم، واتهموه بإخراج اللاعبين من نطاق المباراة بإشهار لكمّ هائل من البطاقات الصفراء في وجه اللاعبين منذ بداية المباراة، وهو ما اعتبره الجميع محاولة من الحكم نسيب من أجل إخراج اللاعبين من أجواء المباراة كلفت خودي الطرد بالبطاقة الحمراء. ووجّه الطاقم الفني الكثير من الانتقادات إلى ثلاثي التحكيم وحمّلوه مسؤولية جانبا الإقصاء، دون أن ينفوا أن فريقهم لم يكن في أفضل حالاته. منح 8 مخالفات في شوط واحد أمام خط 18 مترا واتّهم البلوزداديون حكم المباراة بالتحيّز الصارخ للوفاق، في إشارة منهم إلى المخالفات الكثيرة التي منحها للوفاق خاصة في الشوط الأول، عندما بلغت المخالفات التي احتسبها 8 مخالفات أمام خط منطقة العمليات فقط، جاء على إثرها الهدف الأول من عودية وسط احتجاجات البلوزداديين، في وقت أصيب عمور ومهدي بن علجية ليس فقط لم يحتسب مخالفات للشباب، ولكنه لم يوقف المباراة. وبدا المدرب بوعلي غاضبا من الحكم إلى درجة أنه توجّه في نهاية الشوط الأول إلى الحكم وانتقده بشدّة رفقة مساعديه، خاصة أن تدخلاته أربكت اللاعبين وأخرجتهم من جوّ المباراة. بوعلي أثنى على لاعبيه والبعض انتقد خياراته لم يتردّد بوعلي المدرب البلوزدادي في الثناء على أداء فريقه في مباراة أول أمس، وأكد بأنهم قدموا أفضل ما لديهم فوق أرضية الميدان، رافضا تحميلهم مسؤولية الإقصاء، وألمح في حديثه عقب نهابة المباراة أن الظروف التي مرّ بها الفريق والتحضيرات التي قام بها لم تخدم تشكيلته، وبأن الوفاق صنع الفارق بفضل جاهزيته البدنية. حيث تعالت بعض الأصوات المنتقدة لطريقة اللعب المنتهجة التي كانت دفاعية محضة وغابت النزعة الهجومية التي كانت مطلوبة في مثل هذه المواعيد الكبيرة. عبدات كان مستاء من جلوسه في كرسي الاحتياط كان المدرب بوعلي فضل اللعب بثلاثة مدافعين محوريين بإضافة بوقجان إلى خودي وحركات، وأجلس عبدات على كرسي الاحتياط، في وقت توقع الجميع مشاركته، لكن بوعلي فضّل الحفاظ على نفس الثلاثي المحوري أمام مولودية العلمة في الجولة الماضية. وبدا عبدات في قمّة الاستياء بسبب عدم مشاركته، وهو ما جعل بعض الأصوات من داخل الفريق تنتقد بوعلي، خاصة أن الخط الخلفي ارتكب هفوات كثيرة خاصة في محور الدفاع. بوعلي: "اللاعبون أدّوا ما عليهم وهناك أمور يجب مراجعتها" أثنى المدرب البلوزدادي على لاعبيه رغم الخسارة التي كلفت الفريق الإقصاء من كأس الجمهورية، إلا أنه بدا راضيا على الأداء المقدم، مؤكدا على أن الظروف التي مرّ بها الفريق تعكس ما حدث، قبل أن يؤكد على أن بعض الأشياء باتت تستحقّ مراجعتها. وقال في هذا الصدد: "هناك الكثير من الأشياء تستحقّ المراجعة، بالرغم من أننا حاولنا التحضير كما ينبغي، لكن للأسف لم نتمكن من التحضير كما يلزم للمباراة وهذا ما حدث معنا.. والشيء الذي كان ينقصنا إضافة إلى العمل الجاد هي الإرادة.. هذه مباريات الكأس، فمثلما تفوز تخسر، واللاعبون قدموا ما عليهم وتمكنوا من العودة في النتيجة.. وليس كلّ يوم تفوز". "ما أثر فينا هو تلقي سبع بطاقات صفراء" ولم يتردّد بوعلي في لوم الحكام على الطريقة التي أدار بها نسيب المباراة، وأكد أنه أثر على فريقه كثيرا بتدخلاته خاصة البطاقات الصفراء التي أشهرها في وجه لاعبيه، وقال في هذا الصدد: " لا أريد الحديث عن التحكيم لأن الجميع يعلم واقع التحكيم في الجزائر، ولهم الحكم على ما قام به بحقنا. ولكن ما يؤسفني هو أن يشهر سبع بطاقات صفراء في وجه اللاعبين.. ولست أول من يتحدّث عن واقع التحكيم في الجزائر". "خروج عمور أثر علينا ولم نكن قادرين على رفع وتيرة اللعب" وأكد بوعلى أن خروج عمور أثر على أداء فريقه الذي كان يطمح لإضافة الهدف الثاني عقب تمكنه من معادلة النتيجة في الوقت المناسب، في وقت كان الفريق يعاني من غياب ركيزتين في وسط الميدان، وهما عنان و"أنڤان"، وقال في هذا الصدد: "إصابة عمور وخروجه أثر علنا كثيرا وعلى أداء التشكيلة في وقت كنا نعاني من غياب لاعبين أساسيين أثرا في الفريق. تعوّدنا على افتقاد لاعبين في المباريات الرسمية، ودائما كنا مجبرين على التعامل مع مثل هذه الأمور". الطاقم الفني اطمأن على عمور قام الطاقم الفني في نهاية المباراة بالاطمئنان على عمار عمور عندما الذي لم يتمكن من إنهاء المباراة بسبب إغمائه إثر تدخل أحد لاعبي الوفاق وبقي ساقطا على أرضية الميدان، وفي نهاية المباراة توجّه الجميع من أجل الاطمئنان عليه، أين بدا عمور في حالة صحية ممتازة، مؤكدا على أنه يشعر بدوار لا غير. عمور: "شعرت بدوار ولكني بخير" وأكد عمور عقب نهاية المباراة أنه شعر بالدوار خلال الإصابة التي تعرّض لها أثناء المباراة، موضحا أنه بخير وأنه لا يعاني من إصابة خطيرة، وقال في هذا الصدد: "شعرت بدوار جعلني أعاني وغير قادر على إنهاء المباراة، ولم أتمكن من مواصلة المباراة، ولكن أطمئن الجميع بأني بخير، ربما لا أزال أعاني من القليل من الدوار فقط". شويح مستاء من عدم مشاركته والطاقم الفني يفكّر في رفع تقرير بشأنه لا تزال قضية الحارس شويح مع الطاقم الفني تصنع الحدث، بسبب تفضيل هذا الأخير أوسرير ليحرس مرمى الشباب أمام وفاق سطيف أول أمس، وهو ما أثار استياء شويح الذي بدا ممتعضا من جلوسه في كرسي الاحتياط، وهو الذي هدّد بعدم التنقل إلى سطيف إذا لم يشارك أساسيا، لكن شويح تنقل مع الفريق إلا أنه بدا ممتعضا من الطاقم الفني، الذي قد لا يفوت هذه المرة القضية خاصة أنها باتت تتكرّر في كل مرة. تصرّفاته بين الشوطين وتأخّر دخوله أرضية الميدان أغضبت بوعلي وكان أوسرير قام بالإحماء رفقة مدرب الحراس جمال بوجلطي بصورة عادية، في وقت لم يظهر شويح فوق أرضية الميدان إلا قبل بداية المباراة، لكن ما حدث بين الشوطين أكد أنه في قمّة امتعاضه لما رفض الدخول إلى غرف حفظ الملابس والمشاركة في الاجتماع مع زملائه، في وقت كان الشباب متأخرا في النتيجة. وامتدّ الأمر حتى لما عاد الجميع إلى أرضية الميدان في المرحلة الثانية وعاد الجميع إلى مقاعد البدلاء باستثناء شويح، قبل أن يظهر مع بداية الشوط الثاني مباشرة، وهو ما أثار استياء المسيّرين. الطاقم الفني سيجتمع الأربعاء ويقرّر بشأنه ومن المنتظر أن يكون هناك اجتماع هذا الأربعاء بين الطاقم الفني، من أجل مناقشة قضية الحارس شويح وما بدر منه في مباراة وفاق سطيف، ولو أن الجميع التزم الصمت حيال القضية بسبب التركيز على المباراة وللحفاظ على معنويات الفريق بعد الإقصاء في الكأس. لكن أكدت مصادر بلوزدادية عقب نهاية المباراة أن الطاقم الفني لا يفكر في تمرير المسألة هذه المرّة، وقد يستدعي شويح للحديث معه حول ما حدث وأسباب استيائه، أو رفع تقرير إلى الإدارة حول سلوكه في المباراة. سليماني: "نعتذر من أنصارنا على الإقصاء" "حاولنا تقديم أفضل ما لدينا فوق أرضية الميدان لكن لم نتمكن وخسرنا المباراة.. وهذه هي مباريات الكأس. لهذا أعتذر من أنصارنا الذين تنقلوا بقوّة إلى سطيف ورفعوا معنوياتنا، لكن لم نتمكن من الفوز بالمباراة، وسنعمل ما في وسعنا على أن ننهي الموسم في البطولة بكل قوة.. للأسف، الهدف الذي سجلته لم يكن كافيا لنتأهل، ولا فائدة من الحديث الآن". خودي: "الحكم ظلمني ولم أكن استحقّ الطرد" أعرب المدافع خودي عن استيائه من حكم المباراة عقب تلقيه البطاقة الحمراء أول أمس ستحرمه من المباراة أمام وفاق سطيف في البطولة الثلاثاء المقبل، وأكد أنه لم يكن يستحق الطرد متهما الحكم بالانحياز للمنافس. وتابع: "الحكم ظلمني بطردي لأني لم أكن استحقّ البطاقة الصفراء، لكنه حاول طيلة المباراة أن يؤثر علينا بتدخلاته التي كانت في مصلحة المنافس، بدليل المخلقات المحتسبة لهم وأيضا البطاقات الصفراء التي أشهرها، حيث بقي إلا عمور لم ينذره فقط". خودي وبن علجية معاقبان أمام الوفاق سيكون الشباب محروما في المباراة المقبلة أمام وفاق سطيف في الجولة ال 25 من خدمات خودي، بسبب طرده بالبطاقة الحمراء أول أمس، إلى جانب هدي بن علجية عقب تلقيه بطاقة صفراء رابعة أول أمس. لتتواصل متاعب الطاقم الفني مع الغيابات، بعدما افتقد ل "أنڤان" وعنان في مباراة أول أمس في وسط الميدان، وسيتكرّر الأمر مع مهدي بن علجية وخودي الأسبوع المقبل. عودية استفزّ الأنصار بحركة غير رياضية استغرب أنصار شباب بلوزداد طريقة احتفال أمين عودية بالهدف الذي سجّله لما ترك أنصار الوفاق وتوجه صوبهم وبدأ في استفزازهم بطريقة غير مفهومة وغير مبرّرة على حد تعبيرهم، ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، لأن عودية لما أضاف الوفاق الهدف الثاني قام بحركة غير رياضية اتجاه أنصار الشباب، الذين ثارت ثائرتهم خاصة أن المباراة كانت تجرى في ظروف عادية بين اللاعبين. تجاوز الحدود لأنها ليست المرّة الأولى وقال أنصار الشباب إنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها عودية بمثل هذه التصرفات غير المبررة، لأنه سبق وقام بتصرف مماثل منذ خمس سنوات لما كان يحمل ألوان اتحاد عنابة وسجل على الشباب، وحينها توجّه إلى أنصار الشباب وشرع في استفزازهم بطريقة غريبة، قبل أن يكرّرها أول أمس باحتفال بطريقة غريبة ويقوم بحركة غير أخلاقية اتجاههم، وهو ما جعل البلوزداديون يؤكدون على أن عودية تجاوز كل الحدود الحمراء، وباتت تصرّفاته غير مسؤولة من لاعب دولي ومحترف لفريق صنع له اسما لكنه خذله، مواصلا سقطاته في كل مرّة تعلق الأمر بمباراة الشباب ويكون طرفا فيها. الاستئناف غدا تستأنف التشكيلة البلوزدادية التدريبات غدا الثلاثاء، بعدما منح الطاقم الفني يومين راحة للاعبين عقب مباراة صعبة أمام وفاق سطيف وثلاثة أيام في التحضيرات، على أن يعود اللاعبون غدا للشروع في التحضير لمباراة وفاق سطيف ضمن الجولة ال25 من البطولة المحترفة المقرّر في التاسع من الشهر الجاري في ملعب 20 أوت.