يصنع عبد المؤمن جابو الحدث في المدّة الأخيرة في تونس وحتى الجزائر بمستواه وكذلك تصريحاته، سواء تعلق الأمر بمخلفات مباراة فريقه النادي الإفريقي التونسي والترجي، أو وضعيته في المنتخب الوطني. وقد تردّد اسم "ممّوش" بقوة في الآونة الأخيرة على خلفية الأحداث التي عرفتها مباراة "الداربي" التونسي. ولتوضيح كلّ شيء للجمهور الريّاضي الجزائري، فضّل جابو مخاطبة الجمهور الجزائري عبر "الهدّاف". كيف هي أحوال جابو؟ أنا على ما يرام، رغم أني لا أنفي أنني تأثرت جداً بعد خسارة "الداربي" أمام الترجي، لأنها مباراة خاصة جداً بالنسبة لمناصري الفريقين، إلى درجة أن الحديث لا يزال إلى غاية اليوم عن هذا اللقاء. العودة إلى الماضي لا تفيد، وأنا مطالب بأن أقلب الصفحة وأفكر في المستقبل.. تنتظرنا مقابلة مهمة جداً أمام أولمبيك الكاف لأجل التأهل إلى مرحلة "البلاي أوف". الترجي لم يبتعد كيرا، وأتمنى أن نواجههم في مرحلة "البلاي أوف" ونرد الثّأر. اسمك تردّد بقوة بعد هذه المباراة الخاصة. لنعد إلى ما الذي حدث بالضّبط، هل من الممكن أن تحدثنا بالتفصيل؟ المباراة عرفت توتراً للأعصاب بين اللاعبين، إلى غاية أن حصل ما حصل بين عنتر يحيى والسويسي، وشخصيا لم أكن أتمنى أن تكبر الأمور، أردت أن تبقى المباراة في إطارها الرياضي، وقد أبعدت بعض زملائي حتى لا يحصل اشتباك جماعي، وقد شاهدتم ربما ما فعلته مع زميلي العيفة.. على كل حال لم أكن أتمنى تماماً أن يحصل ما حصل بين جزائريين وتونسيين لأننا في النهاية إخوة وجيران.. هل فعلا قال عنتر يحيى للمدافع الدولي التونسي خالد السويسي الكلمة التي قرأناها كلنا على مواقع الأنترنت والصحف وهي "ESCLAVE"؟ أنا لم أسمع عنتر يحيى يقول شيئاً للسويسي لأنني كنت بعيدا. زميلي خالد السويسي يقول إنه قال هذه الكلمة ومصرّ على كلامه، بينما تكلّمت مع عنتر يحيى مطولاً وشرح لي الموقف، وأقسم أنه لم يتفوّه بكلمة واحدة في هذا السياق. لا أريد أن أصدّق أحداً وأكذب الآخر، ولكن علينا أن نحتوي الأمور، فربما زميلي خالد لم يسمع الكلام جيداً، خاصة أنه كطرف آخر في القضية، يوجد عنتر الذي أعرفه جيدا وأريد أن أقول عنه شيئاً. تفضّل... عنتر ليس اللاعب الذي يقول كلاماً مثل هذا، ولا يمكنني أن أتصور أنه عنصري، هذا أمر لا يدخل العقل! الكل يعرف جيداً هذا اللاعب، وأخلاقه تتكلم عنه سواء داخل الميدان أو خارجه، لهذا لا أكذب زميلي ولكن ربما وقع التباس في القضية، وأتمنى أن يتم احتواء القضية لأنها أخذت أكثر من حجمها. ألا ترى أن هناك بعض الأطراف أرادت أن تصنع ضجة من وراء هذه القضية، من خلال تضخيمها و اللّعب على وتر لاعبين من تونسوالجزائر، وإقحام العنصرية لإثارة الأمور وتمييع القضية؟ نعم، أؤكد ذلك. هناك من أراد أن يضخم هذه القضية ويعطيها أكثر من حقّها، فحتى خالد سويسي رغم أنه مظلوم حسب وسائل الإعلام وحسب من يريدون أن يؤوّلوا هذه القضية، فضّل الصمت حالياً و الاهتمام بما ينتظره وفريقه، لهذا أوجّه لهم رسالة بأنهم لن ينجحوا في صنع الفتنة. تكلمت مع عنتر يحيى حسب ما فهمنا، ما الذي دار بينكما؟ كنت أتكلم معه منذ قليل قبل اتصالك (الاتصال كان سهرة أول أمس)، كما دعاني إلى بيته لتناول وجبة العشاء، ولكن للأسف لم أتكمن تلبية الدعوة، لأن صديقي جاء إلى تونس قادماً من فرنسا واضطررت إلى التنقل إلى المطار للقائه. عنتر يحيى علاقتي به جيدة بل رائعة واعتبره "راجل ونص". لكن طالعنا لك تصريحات تتّهم فيها عنتر بالعنصرية في الصحيفة الإلكترونية "التونسية"، هل من تعليق؟ لا يمكنني أن أتّهم عنتر يحيى لأنه أخي، وثانياً لأنني أعرف أخلاقه، كما لا أنسى خيره عليّ. في أوّل استدعاء لي إلى المنتخب الوطني، كان أوّل من جاء إليّ ورحب بي، كما أكد لي أنه هنا ليساعدني، رغم أنه لم يكن يعرفني من قبل. ألم تفكر في أن تلعب دور الوساطة بين عنتر وزميلك السويسي لاحتواء الأمور وإجراء مصالحة بين الطرفين؟ لقد فكرت في ذلك، كما أنني تكلّمت مع زملائي عن أخلاق عنتر يحيى، وقلت لهم إنه شخص هادىء و أنتم لا تعرفونه، قد يتوتر على أرضية الميدان لأنه مدافع ومن واجبه أن يحرم المنافس من التسجيل بكل الطرق، لكن هذا لا يقلّل من قيمته كشخص محترم. لقد دافعت عنه ليس لأنه جزائري مثلي، بل لأنني أعرفه جيّدًا وأعرف أخلاقه.. على كلّ حال أتمنى أن يُطوى هذا الملف بسرعة، لأنني أتصوّر أن الأمور أخذت أكثر من حجمها وصار هذا الموضوع "مزعجاً". هل تفكّر في إجراء مصالحة بين الثنائي؟ هذا ما أنوي القيام به، بإذن الله سأجمع عنتر والسويسي على طاولة واحدة، وسيتكلمان ويضعان النقاط على الحروف، ولن يغادرا بإذن الله حتى "تصفى القلوب". أنا أعرفهما جيداً وأؤكد لك أن ما حصل كان مجرّد سوء تفاهم بسيط، واللاعبان سيكونان صديقين في المستقبل القريب إن شاء الله. نعود إلى المنتخب الوطني، في المباراة الأخيرة أمام البينين لعبت دقيقتين وكنت غاضباً نوعاً ما بدليل تصريحاتك ردّاً على ما قاله حليلوزيتش على أن جابو لا يمكنه أن يلعب سوى 10 دقائق، هل زال غضبك أم...؟ (يقاطع)... لقد زال الغضب، ونسيت الأمر، ولو أنني لا أريد أن أفتح هذا الموضوع من جديد، لا أريد أن أتكلم عن المنتخب الوطني الآن.. هل أثرت فيك تصريحاته إلى هذه الدرجة؟ ماذا تريدني أن أقول؟ أنا أعرف نفسي جيداً، وحتى المدرب يعرف قيمتي، ربما أراد أن يحفزني ولكن كما قلت لك من قبل أنا هنا لتقديم كلّ شيء للمنتخب الوطني، ولكن لا أريد أن أقول أكثر من هذا عن موضوع المنتخب. حالياً أنا مركز على فريقي وعندما نصل إلى شهر جوان سنتكلم إن شاء الله. نريد أن نسألك عن أمر واحد وهو تصريحاتك الانفعالية بعد مباراة البينين، هل اتصل بك وحيد حليلوزيتش بعدها؟ لا، لم يتصل بي. كيف هي علاقتك به الآن؟ عادية جداً. نتكلم عن مستقبلك الآن، هل صحيح أن هناك عرضا لك من النادي الإفريقي لتمديد عقدك بموسمين آخرين؟ لا أنفي أن هناك حديثاً في هذا السيّاق، ولكنني لم ألتق الرياحي رئيس الفريق بعد، علاقتي به رائعة، و أنا أعرف أنني لو أمدّد ويصلني عرض للاحتراف فلن يبخل عليّ بهذه الفرصة. إذن لست ضدّ الفكرة؟ لا أدري؟ حالياً لا يزال يربطني موسم آخر بالنادي الإفريقي (عقده ينتهي في جوان 2014) وأنا مرتاح جداً في صفوفه، ولا ينقصني شيء تماماً، وإن رغبت في المغادرة فأنا متأكد أنهم لن يعارضوا رغبتي. هل تفكّر في المغادرة حالياً خاصة أنه السنّ المناسب للاحتراف؟ ما يهمّني حالياً هو فريقي، فأنا أفكر في مباراة "الكاف" والتأهل إلى "البلاي أوف"، وبعد ذلك سيكون هناك متّسع من الوقت للحديث عن مستقبلي. هل توجد عروض أجنبية؟ شخصيا لم يتصل بي أيّ فريق بشكل مباشر، ولكن هناك حديث بين بعض الفرق ووكلاء أعمال مع إدارة فريقي. هل لنا أن نعرف من أيّ بطولة هذه الفرق التي تريدك في صفوفها؟ كلّها من البطولة الفرنسية. ماذا تضيف؟ أتمنى التأهل لوفاق سطيف في كأس الجمهورية، وأن يحافظوا على الثنائية. وعن فريقي فأتمنى أن ننجح في التأهل إلى المرحلة الأخيرة، وآمل أن نواجه الترجي التونسي في "البلاي أوف"، لأن هناك ما أريد أن أقوله في هذه المباراة.