ينزل اتحاد العاصمة عصر اليوم ضيفا على نادي "بيطام" الغابوني، في إياب الدور ثمن النهائي من منافسة كأس الكاف. وكانت مباراة الذهاب انتهت بدون أهداف... وهو الأمر الذي سيصعّب مهمّة أصحاب الزي الأحمر والأسود، لكن الفوز بكأس الجمهورية جعل اللاعبين يتنقلون إلى الغابون بمعنويات مرتفعة، كيف ولا وقد أنهوا "كابوسا" اسمه الألقاب في عهد الاحتراف، وهو لقب سيمكن رفقاء القائد نصر الدين خوالد من لعب المباراة براحة كبيرة، ولم لا صنع المفاجأة من جديد والعودة بالتأهّل، وتكرار "سيناريو" القاهرة أين عاد العاصميون بالتأهّل إلى نهائي الكأس العربية، بالرغم من أنهم تعادلوا دون أهداف في الذهاب بالجزائر. لا "كوربيس"، لا دزيري.. واللاعبون بعقلية "يا جات يا راحت" وإذا كان رفقاء صاحب هدف التتويج بن موسى تمكنوا من تجاوز الدور السابق بسلام وأحرزوا فوزا في الكاميرون، وحينها كان المدرب المساعد بلال دزيري هو المشرف على التشكيلة، في غياب كوربيس، فإن هذه المرّة غاب كوربيس ودزيري ولم يتنقل سوى المحضر البدني "أرموند سان" وفريد بلملاط مدرب الحرّاس، بالإضافة إلى عضو الطاقم الفني "جاك بايل"، وعليه فإن التشكيلة المتنقلة ستدخل المباراة بنية التأهل، ولكن حتى الإقصاء سوف لن يكون مؤثرا مادامت هذه المنافسة تعتبر في المركز الرابع من حيث الأهمية. التشكيلة الأساسية تمّ ضبطها في الجزائر وكان المدرب كوربيس منح التشكيلة الأساسية للطاقم الفني المتنقل مع الفريق، وهذا حتى لا يجد أيّ إشكال في عملية اختيار اللاعبين، وبطبيعية الحال منحهم حلولا ثانوية في حال حدوث أيّ طارئ، كالإصابات مثلا. وعليه، فإن أرموند، بلملاط وجاك سوف لن يجدوا أيّ صعوبة في اختيار العناصر التي ستلعب مباراة اليوم. ضيف، بوزيد، حنيفي ومختار جديد التشكيلة وستعرف التشكيلة عودة ضيف، بوزيد، حنيفي ومختار إلى المنافسة، فكلهم غابوا عن اللقاءات الأخيرة، وربما الأكثر حضورا هو اللاعب حنيفي الذي كان شارك في مباراة الذهاب أمام نادي بيطام، وعليه فإن اللاعب السابق للشبيبة يعوّل على التألق من جديد وتعويض غيابه عن لقاء نهائي الكأس، والتمهيد لنهائي الكأس العربية، وبرفقته الحارس ضيف الذي يأمل في أن يلعب ثالث مباراة له، ولكن إنهائها بدون أن يتلقى أيّ هدف، شأنه شأن بوزيد الذي سيلعب في المحور الدفاعي رفقة القائد خوالد، في حين سيكون الدور على الشاب مختار الذي يريد اكتساب خبرة في كأس إفريقيا، خاصة أنه سيكون رسميا مع الأكابر الموسم المقبل. جديات يعاني من إصابة ومشاركته شبه مستحيلة وإذا كان المدرب كوربيس وضع المخضرم لعموري جديات ضمن التشكيلة الأساسية، فإن مشاركة ابن مدينة سور الغزلان لا تبدو ممكنة، وهذا بسبب الإصابة التي يعاني منها على مستوى الساق، فقد تعرّض إلى إصابة في النهائي حتمت عليه الخروج في منتصف الشوط الثاني، وقد ازدادت هذه الإصابة سوءا حيث يعاني من انتفاخ، ولا يملك الوقت الكافي ليكون بكامل إمكاناته هذه المساء. أربعة لاعبين فقط من تشكيلة النهائي وفيما يخصّ التشكيلة التي اختارها كوربيس، فإن عدد اللاعبين الذين شاركوا في النهائي هو أربعة، ويتعلق الأمر بكل من: بن موسى، خوالد، جديات وبوعزة الذي دخل في الشوط الثاني، وعليه فإن البقية كلهم إما من الاحتياطيين أو من الغائبين عن النهائي، وحتما فيها لاعبون مرتاحون على الأقلّ بدنيا. نتيجة الذهاب مفخّخة واللاعبون يريدون تكرار "سيناريو" القاهرة وكانت لنا دردشة مع اللاعبين حول توقعاتهم في هذا اللقاء، وكانوا كلهم يجمعون على صعوبة المهمة، ولكن في ذات الوقت يرون أن المهمة ليست مستحيلة، فتسجيل هدف سيكون بمثابة خطوة عملاقة نحو التأهّل إلى الدور القادم. وتذكر الجميع ما حدث في القاهرة حين واجهوا الإسماعيلي المصري وتمكنوا من الصمود أكثر من تسعين دقيقة، والنتيجة هي بلوغ الدور الموالي، وسيعملون على تكرار ذلك "السيناريو" هذا المساء. التأهّل سيفرض على الاتحاد لعب ثمن نهائي مكرّر وفي حال تجاوز عقب الدور ثمن النهائي، فإن الاتحاد لن يبلغ دور المجموعات مباشرة، بل سيلعب دورا آخرا يسمى ثمن نهائي مكرّر سيواجه فيه أحد الفرق التي ستقصى من الدور ثمن النهائي من منافسة كأس رابطة الأبطال، وهو الدور الذي سيقود متجاوزه إلى دور المجموعات. أقوى الفرق الإفريقية مهدّدة بالخروج من رابطة الأبطال وتبدو مهمّة الاتحاد صعبة للغاية، حتى في حال تجاوز هذا الدور، فإنه سيصطدم بأحد الفرق الكبيرة، خاصة أن هناك العديد من الأندية الإفريقية الكبيرة مهدّدة بالخروج من الدور ثمن النهائي لرابطة الأبطال، على غرار الزمالك المصري، مازامبي الكونغولي، أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي، وفي حال إقصائها فإنها ستتحوّل إلى منافسة كأس "الكاف". -------------------------------------------------- التشيكيلة المحتملة: ضيف، العيفاوي، بن موسى، بوزيد، خوالد، بوعزة، العرفي، سوڨار، مختار، فرحات، حنيفي. "جاك" سبق له المجيء إلى الغابون سبق للمدرب المساعد "جاك بايلي" أن حضر إلى الغابون، فقد كان عضوا في المديرية الفنية مع المدرب كوربيس رفقة منتخب النيجر في نهائيات كأس إفريقيا 2011 بالغابون وغينيا الاستوائية، وهو الأمر الذي جعله يتذكر تلك التجربة بمجرّد وصوله إلى الغابون، حيث أكد أنه بلد جميل للغاية. رئيس رابطة ولاية تلمسان مثل "الفاف" رافق بعثة الاتحاد رئيس رابطة ولاية تلمسان لكرة القدم، بن قرين محمد، حيث كان حضر بحر الأسبوع الجاري إلى العاصمة وتابع النهائي الذي جرى الأربعاء الماضي، وظنّا منه أن التنقل سيكون يوم الخميس، قبل أن يدرك أنه تمّ تأجيله إلى اليوم الموالي، وهو الأمر الذي جعله يقضي ليلة أخرى في العاصمة. جديات، العيفاوي ومنصوري أوّل من وصل إلى المطار حضر لاعبو الاتحاد إلى المطار في الساعات الأولى من الصباح، حيث كان جديات، العيفاوي ومنصوري أوّل من وصل إلى الملعب ووجدوا أنفسهم رفقة السكرتير مصطفى لعروسي، الذي وصل باكرا من أجل تسوية الأمور الإدارية والتسجيل في المطار، قبل أن يأتي الدور على بقية اللاعبين الذين وصلوا تباعا إلى المطار وهم في قمّة التعب والإرهاق. اللاعبون تنالوا وجبة الإفطار في المقهى تناول جلّ اللاعبين وبقية أعضاء البعثة وجبة فطور الصباح في المطار، حيث لم يكن بإمكان أيّ واحد منهم تناول الوجبة في البيت عدا قلة منهم، ولحسن حظهم أنهم وجدوا إحدى مقاهي المطار فتحت أبوابها، خاصة أن الوقت كان مبكرا جدّا، وهو الساعة الثالثة صباحا. العرفي تابع تتويجه مع الشبيبة على "الآيباد" وجد اللاعب حسين العرفي فرصة طول الرّحلة ليتابع مباراة نهائي كأس الجمهورية لسنة 2011 مع شبيبة القبائل، حيث تابع بعضا من لقطات اللقاء، قبل أن يصل إلى أهمّ محطة في المباراة وهي التتويج بالكأس، فقد تابع استلامه الميدالية من أيدي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، هو وبقية الزملاء، وهي مشاهد لم ينسها ابن مدينة بوسعادة إطلاقا، ولا يزال يحتفظ بها في جهاز "الآيباد". ... ويحتفظ بصورة النهائي الأخير في واجهة الجهاز وفي انتظار الحصول على "فيديو" المباراة النهائية الأخيرة أمام مولودية الجزائر، يحتفظ العرفي وسط ميدان نادي "سوسطارة" بصورة في الملعب أخذها عقب نهاية المباراة وتعبّر عن فرحته بالكأس الثانية في مشواره الكروي. وسيحاول اللاعب حتما الحصول على شريط المباراة، خاصة لحظات التتويج بالكأس الغالية، كيف لا وهي التي نالوها على حساب أحد أعرق الأندية الجزائرية. سوڨار تذكّر رحلته إلى "كالولو" تبادل بعض اللاعبين أطراف الحديث، وكان اللاعب محمد سوڨار من بين الحضور حيث تحدّث عن رحلاته إلى أدغال إفريقيا، ولعلّ أبرزها هي تنقله رفقة الوفاق إلى أنغولا في سنة 2009، حين تنقلوا إلى مدينة "كالولو" البعيدة جدا، والتي وصلوا إليها بواسطة طائرة صغيرة، ولا يزال يتذكر حين تمّ طرده في مباراة انتهت لصالح الفريق المحلي بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، ولكن فوزهم في العودة برباعية نظيفة مكنهم من التأهّل إلى الدور الموالي. بلوشراني تذكر شقيقيه مناصري الاتحاد ظلّ رئيس البعثة مراد بلوشراني يتذكر شقيقيه كمال وعبد الرحمان اللذين وافتهما المنية منذ مدة، حيث أكد أنهما مناصران وفيان للاتحاد، وأنه تمنى لو كانا حاضرين في النهائي لمقاسمة أنصار نادي "سوسطارة" فرحة التتويج بالكأس، خصوصا أنها ليست كأسا عادية بل كانت كأسا استثنائية كونها على حساب المولودية. زياية وتجار رفضا التنقل والإدارة قد تُبعدهما نهائيا رفض عبد المالك زياية وساعد تجار مرافقة التشكيلة التي تنقلت صبيحة أمس إلى الغابون، بالرغم من أن المدرب كوربيس وضعهما ضمن القائمة التي كان يريدها أن تواجه نادي "بيطام" اليوم، ولكن اللاعبين رفضا التنقل وغابا عن الرحلة، وهو الأمر الذي جعل الفريق يتنقل بتعداد ضمّ 14 لاعبا فقط. حيث لم يكن يخطر على بال أحد أن يغيب الثنائي عن الرحلة، لأن هذا التمرّد لم يحدث حتى في الفترة التي كان فيها الفريق يعيش مشاكل، فكيف تحدث بعد ساعات فقط من الفوز والتتويج بكأس الجمهورية. وعليه، فإن مصدرا مقرّبا من الإدارة أكد أن اللاعبين سيتمّ إبعادهما نهائيا من الفريق، في انتظار الفصل النهائي في القضية. زياية كان يرغب في الرحيل منذ مدّة وكان اللاعب عبد المالك زياية اقتنع أن مسيرته مع الاتحاد لم ولن تنجح، لذا كان يرغب في أن يغادر نهائيا، ولكن ليس بهذه الطريقة، فلا أحد كان ينتظر أن يصل اللاعب إلى درجة مقاطعة التشكيلة أو رحلة إلى الخارج، وعليه فإن تنقله إلى مسقط رأسه ڨالمة مباشرة بعد نهائي الكأس يعتبر خرقا للقوانين الداخلية للفريق، وربما يكون قد وجد الفرصة مواتية لفسخ عقده نهائيا والمغادرة. عقله ليس مع الاتحاد وندم على هذه التجربة وخرج زياية نهائيا من حسابات المدرب كوربيس، إلى درجة أنه لم يعد يعتمد عليه في الكثير من المناسبات، وقد أظهر مستوى متواضعا في المباريات الأخيرة، وهو الأمر الذي أفقده الثقة في نفسه، والنتيجة هي تسجيله هدفين فقط في عدد كبير من المباريات، وهو ما جعله في وضعية سيّئة من الناحية النفسية، وأكدت مصادرنا أنه ندم على هذه التجربة. تجار لم يهضم إبعاده عن النهائي وإذا كان زياية حضر النهائي في مقعد البدلاء، فإن ساعد تجار لم يجد اسمه حتى في قائمة العشرين لاعبا، وهو الأمر الذي جعله في وضعية لا يُحسد عليها، حيث تأثر كثيرا، كيف لا وهو الذي كان أساسيا أسبوعا واحدا من قبل في النهائي العربي، ولكن المستوى الذي قدّمه جعله يخرج من حسابات كوربيس. إبعاده سيضرّ بمستقبله مع المنتخب الوطني وفي حالة ما إذا أبعدت الإدارة اللاعب تجار نهائيا من التشكيلة، فإن مستقبله مع المنتخب الوطني سيكون على "كفّ عفريت"، فالمدرب حليلوزيتش وجّهت له الكثير من الانتقادات بسبب استدعائه لاعبا احتياطيا، لكن في حال استدعائه للاعب مُبعد من الفريق، فإن الانتقادات ستكون أكثر قسوة. -------------------------------------------------- الطاقم الفني زار الملعب زار الطاقم الفني الملعب الذي سيحتضن المباراة واطلع على الأرضية التي هي من العشب الطبيعي، لكن الأمطار الغزيرة التي تهاطلت أمس أثرت عليها كثيرا. ويأمل لاعبو الاتحاد أن تكون الأجواء جيّدة حتى يتمكنوا من تأدية مباراة في المستوى، ويكونوا في الموعد عصر اليوم من أجل ضمان التأهّل. التشكيلة لم تجر حصة تدريبية لم يبرمج الطاقم الفني حصة تدريبية، وهذا بسبب الوصول المتأخّر إلى الفندق، حيث توجّه اللاعبون إلى النوم مباشرة، وبعضهم من أجل التنزه بجوار الفندق، ولكن لفترة قصيرة جدّا قبل أن يدخل الجميع إلى الغرف. ولم يكن هناك مجال لإجراء حصة تدريبية، حيث برمج الطاقم الفني وبالتشاور مع الطاقم الطبي حصص تدليك للاعبين، أشرف عليها شريف بالاز ويوسف حويلي، تحت إشراف طبيب الفريق زين الدين لاج. أرموند: "كوربيس منحنا كلّ شيء وسنطبّقه" أكد المدرب الرئيسي في رحلة الغابون والمحضر البدني للاتحاد، أرموند سان، أنهم تلقوا كلّ التعليمات والنصائح من المدرب كوربيس من أجل تطبيقها في مباراة اليوم، حيث قال: "أظن أننا أخذنا كلّ ما تحتاجه التشكيلة من المدرب كوربيس، الذي تعذّر عليه أن يكون معنا، وما علينا سوى البحث عن الطريقة التي تمكننا من دخول المباراة بقوة وتأدية مستوى يمكننا من اقتطاع تأشيرة التأهّل. جاك: "أرضية الميدان سيّئة وسنعمل على تجاوز هذا العائق" في دردشة مع المدرب المساعد "جاك بايل" حول ما لاحظه على أرضية الميدان، كاد ردّه: "صراحة، لم تعجبني الأرضية، لأن بها برك من الماء وهي سيّئة للغاية.. لكن على العموم أخذنا فكرة عن الأرضية وسنعمل على أن يتأقلم معها اللاعبون. لا نملك خيارا غير اللعب من أجل التأهّل من البداية وتفادي الأخطاء، خصوصا أننا لم نسجّل على ملعبنا". بلملاط: "التعب سيؤثر، ولن نلعب من أجل الهزيمة" من جانبه، قال مدرب الحراس فريد بلملاط إن الفريق سيعاني من مشكل التعب: "أرى أن التعب هو الهاجس الوحيد الذي سيعاني منه اللاعبون، وربما الشيء الوحيد الذي سنعوّض به هذا هي الإرادة والعزيمة التي يتمتع بها اللاعبون، حيث نعوّل على تأدية مباراة قوية، وتفادي الإصابات هو أفضل شيء سنخرج من المباراة بعد التأهّل بطبيعة الحال". بوعزة: "الرحلة أتعبتنا كثيرا، وسنعمل على تفادي الإرهاق" "أظنّ أنكم وقفتم على مدى التعب الذي نال منا جميعا، فلقد عجزنا حتى على التدرب، ومن الصعب على التشكيلة ألا تنام، وهو الأمر الذي يجعلنا نقول إننا سنركز على الاسترجاع في الوقت القادم (التصريح أجري عند الوصول)، وما علينا سوى البحث عن الطريقة التي تمكننا من الوصول إلى الهدف المسطر وهو العودة إلى الديار بتأشيرة التأهّل". "الهداف" و"لوبيتور" رافقتا الاتحاد كما جرت العادة ووفاء لقرائها الكرام وخاصة محبّي اتحاد العاصمة، رافقت جريدتا "الهدّاف" و"لوبيتور" الاتحاد، وستضمن التغطية الشاملة للمباراة، وهما الوسيلتان الإعلاميتان الوحيدتان اللتان رافقتا البعثة العاصمية إلى مدينة "بيطام" الغابونية. ثلاثي التحكيم من مدغشقر وصل ثلاثي التحكيم من مدغشقر إلى مدينة "بيطام" الغابونية صبيحة أمس، وقد أقام بأحد الفنادق المجاورة للفندق الذي يقيم فيه الاتحاد. وقد تنقل مراد بلوشراني رئيس البعثة، وسكرتير الفريق مصطفى لعروسي، بالإضافة إلى ممثل الاتحادية إلى مقرّ إقامة الحكام من أجل عقد الاجتماع التقني الاعتيادي. -------------------------------------------------- رحلة مُريحة إلى "لبروفيل"، الإقلاع فجرا أتعب الجميع ورحلة شاقة من "ليبروفيل" إلى "بيطام" كانت رحلة اتحاد الجزائر من الجزائر إلى الغابون مريحة نوعا مقارنة بالرحلات السابقة، حيث كانت عبر الخطوط الجوية الجزائرية وفي طائرة من نوع 737 (600)، والتي تتسع لمائة راكب فقط. فالبرغم من التعب الذي نال من اللاعبين، إلا أن إدراكهم أن الرحلة مباشرة ودون المرور بمطارات أخرى كثيرة جعلهم يرتاحون نفسيا، خاصة إذا تذكروا رحلة الفريق إلى الكاميرون منذ حوالي شهر، التي قادتهم إلى مدينة "دوالا" والتي كانت متعبة جدّا. إقلاع الطائرة في الخامسة والربع وأقلعت الطائرة في موعدها المحدّد تقريبا ولم تتأخّر سوى بربع ساعة، إذ كان المقرّر أن تقلع عند الساعة الخامسة، لكنها أقلعت عند الخامسة والربع، وقد ظهر التعب باديا على اللاعبين، فهناك عدد منهم قضوا ليلة بيضاء أي نوم، والبعض الآخر نام بين ساعة وثلاث ساعات على الأكثر. قائد الطائرة هنّأ الفريق بالتتويج وكانت المفاجأة من قائد الطائر السيد بشطارزي لحظة الإقلاع، ففي الوقت الذي طلب الجلوس وجّه تهانيه للفريق بمناسبة حصوله على كأس الجمهورية قبل يومين، وهو ما جعل الطائرة تنفجر بالأهازيج في أجواء رائعة. اللاعبون غنوا: "احنا لياسما.. ماشي مولودية" ولعلّ الأغنية الشهيرة هذه الأيام وسط الشارع الرياضي العاصمي هي تلك التي يردّدها أنصار الاتحاد عقب كلّ فوز على العميد، حيث بدأ الجميع من لاعبين طاقم فني ومسيّرين في ترديد: "احنا لياسما، ماشي مولودية.. أوي ماماميا"، ولم يفهم مضيفو الطائرة شيئا في هذا الأجواء التي لم يتعوّدوا عليها في رحلاتهم. مضيفو الطائرة سلّموا الجميع وسادات وأغطية وبعد إقلاع الطائرة بحوالي ربع ساعة واعتدالها في الجو، قام مضيفو الطائرة بتوزيع وسادات وأغطية على كل من كان في الطائرة. وإذا كان الأمر عاديا بالنسبة للبعض، فإن بعض اللاعبين فرحوا كثيرا لما رأوا الوسادات والأغطية، لأنهم كانوا يحضّرون أنفسهم للنوم، وبما أن الطائرة شبه فارغة ولم تحمل سوى ربع سعتها، فإن كل واحد منهم اختار ثلاثة مقاعد وحوّلها إلى مكان للنوم. خمس ساعات للوصول إلى "ليبروفيل" ودامت الرحلة من الجزائر إلى العاصمة الغابونية "ليبروفيل" حوالي خمس ساعات، حيث مرّت الطائرة عبر مدن الجزائر أبرزها تمنراست، ودخولا إلى النيجر وأبرز مدنها "أقديس"، قبل أن تدخل أراضي نيجيريا ثم الكاميرون وأخيرا البلد الصغير غينيا الاستوائية لتحط بمطار "ليبروفيل"، في حدود الساعة العاشرة صباحا والنصف. السفير ومسؤولو نادي "بيطام" كانوا في الاستقبال وقد جدت بعثة الاتحاد لدى نزولها من الطائرة السفير الجزائري في العاصمة "لبروفيل"، السيد جهاد الدين بلكاس، ورفقته بعض أعضاء السفارة، بالإضافة إلى مسؤولي نادي "بيطام"، الذين تكفلوا بالأمور الإدارية. ووجدت البعثة كل التسهيلات فيما يخصّ الأمور الإدارية. وتوجّه اللاعبون بعدها إلى مكان استعادة الأمتعة بسرعة، خاصة أنها أمتعة خاصة بهم فقط، ولم تكن هناك أمتعة أخرى لمسافرين آخرين. أعضاء السفارة اقتنوا شرائح هاتف للاعبين اقتنى أعضاء بعثة الاتحاد شرائح الهاتف النقال وسلّموها للاعبين وبعض أعضاء البعثة، كما تزويد اللاعبين ببطاقات التعبئة، وهو الأمر الذي استحسنه أعضاء بعثة نادي "سوسطارة" كثيرا، خاصة أن هذا الأمر سهل عليهم معاناة البحث عن مكان لبيع الشرائح، ومعها بطاقات التعبئة. وجبة خفيفة في مطعم المطار تكفّل بها مسؤولو "بيطام" وبعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية والخروج من المطار، توجّه الفريق إلى مطعم تابع للفندق، وهذا من أجل تناول وجبة غداء خفيفة أعدها مسؤولو نادي بيطام، وبالتشاور مع أعضاء السفارة ومسؤولي النادي المحلي، تمّ الاتفاق على منح اللاعبين "سندوتشات" مكنت البعض منهم من كسر الجوع، فيما امتنع البعض الآخر عن الأكل. البعض رفض "سندويتش" حوت وطلبوا نوعا آخر وسأل اللاعبون عمّا يحتويه "السندويتش" ولمّا عرفوا أنه يحتوي على أسماك مجمّدة رفضوا وطلبوا نوعا آخر تمثل في بيض مقلي. يذكر أن بعض اللاعبين لم يتناولوا الوجبات في الطائرة والسبب راجع إلى خلودهم للنوم، لذا وجدوا أنفسهم جَوْعى في المطعم، وكانت الوجبة الخفيفة فرصة ليسدّوا الرمق قليلا في انتظار الوصول إلى الفندق. ثلاث ساعات في "ليبروفيل" والإقلاع عند الواحدة وكانت الطائرة قد حطت في مطار "لبروفيل" الدولي في حدود الساعة العاشرة والربع، ولكن توقيت الرحلة الثانية أقلق اللاعبين كثيرا، كونهم انتظروا مدّة ثلاث ساعات في المطار، قبل أن تقلع الطائرة الصغيرة ذات الثلاثين مقعدا من المطار الدولي متجهة إلى مدينة "أويام"، التي بها مطار صغير لا تحط به سوى الطائرات الصغيرة. حرارة عالية حتى داخل الطائرة والرحلة دامت ساعة ودامت الرحلة من "ليبروفيل" إلى "أويام" قرابة الساعة، حيث وصلت في حدود الساعة الثانية زوالا، إلى مطار لا يخيّل لأيّ كان أنه مطار، لأنه عبارة عن مبنى صغير شبيه بمحطات الحافلات عندنا ويقع داخل غابة كثيفة، ولا تحطّ به سوى الطائرات الصغيرة. يذكر أن هذا المطار هو تابع لمدينة "أويام" ويبعد عن عاصمة الولاية حوالي خمسة كيلومترات، وتعتبر هذه المدينة هي العاصمة الاقتصادية للغابون. مسؤولو نادي "بيطام" رفقة عناصر الجيش في الاستقبال وجدت تشكيلة نادي "سوسطارة" في استقبالها بمطار "أويام" مسؤولين من نادي "بيطام" بالإضافة إلى مسؤولين محليين للمدينة، مرفقين بقوات من الجيش، وهذا ضمانا للسلامة الكاملة لعناصر بعثة الاتحاد إلى هناك. وقد عرف اللاعبون أن الأمور الأمنية حذرة وسط أدغال إفريقيا. رحلة بريّة طويلة بالحافلة وسط أدغال الغابات الماطرة وكانت تشكيلة الاتحاد مُجبرة على مواصلة الرحلة برّا على مسافة تفوق السبعين كلم، وهذا بواسطة حافلة صغيرة استقلها اللاعبون والطاقم الفني وبعض أعضاء الطاقم الطبي، فيما تنقل المسيّرون مع مسيّري نادي "بيطام"، الذين كانوا في الاستقبال، وقد عرفت الرحلة تقلبات جوية، فمن الحرارة والرطوبة تحوّلت الأمور إلى أمطار غزيرة وسط الغابات الكثيفة، وهي غابات ماطرة جعلت اللاعبين يفرحون كثيرا بهذه الأجواء التي أنستهم حرارة ورطوبة "ليبروفيل" و"أويام". الوصول إلى الفندق عند الرابعة والنصف وبعد مسير طويل فاق الساعتين، وصلت بعثة الاتحاد إلى فندق "بينيديكتا" الذي يقع في أعلى هضبة ويقابل مدينة "بيطام"، وهو فندق محترم. حيث ظنّ اللاعبون أنه فندق سيء مقارنة بما رأوه في طريقهم إلى المدينة من مدينة متواضعة وبنايات مُهترئة، قبل أن يتفاجأوا بفندق محترم ذو ثلاث نجوم. -------------------------------------------------- ضيف: "سأعمل على أن تبقى شباكي نظيفة" كيف جرت الرحلة؟ الرحلة كانت متعبة جدا، حيث لم ننم ليلا سوى ساعة من الزمن وهناك من لم ينم، وأنتم تشاهدون معاناة الرحلة من طائرة إلى أخرى وبعدها نختم الرحلة برّا على مسافة تقارب المائة كلم. فما علينا سوى التركيز على الاسترجاع، حتى نكون جاهزين للعب المباراة كما يجب. تبدو الأمور صعبة عليكم في هذه المباراة، فكيف ترى حظوظ الاتحاد؟ نتيجة مباراة الاتحاد تبدو في صالح المنافس الذي سيلعب على أرضه وأمام جماهيره، وهو الأمر الذي يجعلنا نقول إن اللقاء سيكون صعبا علينا، لكن عدم تلقي أهداف في الجزائر يجعل الأمور مفتوحة على كلّ الاحتمالات. نتيجة لقاء الذهاب تحتم عليك بصفتك الحارس الأساسي الحفاظ على نظافة شباكك، فما قولك؟ سأعمل كلّ ما في وسعي لأترك شباكي نظيفة، فالمهمة لن تكون فردية بل ستكون جماعية، وما علينا سوى البحث عن الطريقة التي تمكننا من الوصول إلى الهدف المسطر وهو العودة إلى الديار بتأشيرة التأهل. ندرك جيّدا أن المهمة ستكون صعبة، لكن لسوء حظنا أن اللقاء سيكون صعبا جدّا، خاصة في مثل هذه الظروف المناخية الصعبة، وهو الأمر الذي يجعلنا نقول إننا سنقدّم كلّ ما في وسعنا لتفادي أهداف ولم لا تسجيل هدف يمكننا من الوصول إلى الهدف المسطر وهو الإطاحة بالمنافس على أرضه. لم تشارك كثيرا وتحصل من حين لآخر على فرصة اللعب، فما قولك؟ لم أشارك كثيرا صحيح، ولكن هذا لم يمنعني من مواصلة العمل، هذا هو الصعب في منصب حارس مرمى. عندما يكون لديك حارس متألق صعب على المدرب أن يمنحك الفرصة، ولحسن حظنا أننا نلعب منافسات دولية تسمح لي من حين لآخر بأخذ الفرصة، وما عليّ سوى العمل على تشريف عقدي لأكون في الموعد وأدافع عن ألوان النادي. ربما الفوز بكأس الجمهوية سيجعل الفريق في وضعية مناسبة ليدخل المباراة بمعنويات مرتفعة؟ أكيد أن الفوز بالكأس رفع معنويات الجميع، ومن الطبيعي أن يتنقل الجميع بروح عالية تمكننا من دخول اللقاء من أجل تشريف ألوان النادي والألوان الوطنية، ولم نهدي تأهّلا آخر لأنصارنا. -------------------------------------------------- مختار في أوّل رحلة مع الاتحاد إلى أدغال إفريقيا كان اللاعب هشام مختار الذي لعب الموسم رفقة الآمال هو جديد التشكيلة العاصمية في رحلتها إلى الغابون، فهذه هي المرّة الأولى التي يتنقل فيها إلى أدغال إفريقيا رفقة النادي العاصمي، والاستثناء الوحيد كان في رحلة الفريق إلى الجارة موريتانيا. لذا يمكن اعتبار هذه الرحلة هي الأولى له إلى إفريقيا السوداء من غير البلدان العربية. شقيقه ودّعه في المطار رفقة مناصرين ورغم أن الرحلة كانت فجرا، إلا أن اللاعب مختار حضر معه شقيقه حمودة، وصديقيه مراد وطواط وكلاهما من غليزان، بالإضافة إلى المناصر العاصمي نزيه ياحي الذي رافقهما إلى المطار. وكان الجميع في توديع اللاعبين في المطار بعدما أخذوا صورا تذكارية معهم. اللاعبون تحدّثوا كثيرا عن الكأس بمعنويات مرتفعة كان حديث اللاعبين منحصرا في أغلب الأوقات عن لقاء الكأس الذي لعبوه الأربعاء الماضي أمام المولودية، حيث عادوا اإلى مجريات اللقاء والفرص الضائعة خاصة في الشوط الأول، وعن صمودهم وطريقة لعبهم التي مكنتهم من الوصول إلى الهدف المسطر وهو الكأس على حساب الجار مولودية الجزائر. .. وتحدّثوا مطولا عن تصرّف لاعبي المولودية ونالت قضية عدم صعود لاعبي المولودية لتسلم الميداليات جانبا من الحديث العام، حيث تحدّثوا عن شتم غريب لمرافقي وزير الشباب والرياضية، وعن الكلام البذيء الذي صدر من بعض لاعبي المولودية في غرف حفظ الملابس، كما تساءلوا عمّا إذا كانت العقوبات التي تحدّثت عنها وسائل الإعلامية رسمية، أم أنها مجرّد تخمينات وتأويلات صحفية. دحام تذكر مشواره مع المولودية وفي خضمّ الحديث عن الكأس، كان اللاعبون يؤكدون على أن المباراة أمام المولودية لها نكهتها الخاصة، ولكن اللاعب دحام تذكر أنه أهدى الكأس للمولودية منذ سبع سنوات، وها هو يلعب النهائي من جديد ويهدي الكأس للفريق الذي يلعب له. وتحدّث "نونو" مطولا عن مشواره الجميل مع "العميد"، وعلاقته بالمسيّرين والأنصار التي كانت جيّدة، كما أكد على أنه ترك بصماته في الفرق العاصمية الكبيرة. ...وتذكر ما قاله للأنصار قبل النهائي وتحدّث دحام مهاجم الاتحاد عن الأنصار الذين طلبوا منه إهداء الكأس للاتحاد هذه المرّة مثلما أهداها للمولودية في 2006، وقد قطع وعدا على نفسه بأن الكأس سترتدي الألوان الحمراء والسوداء، ووفى بوعده، حيث كان وعد إحدى السيّدات أتت إليه ببنتيها الصغيرتين واحدة تناصر الاتحاد والأخرى تناصر المولودية، فإذا بهذه الأخيرة تقول له: "دع المولودية تفوز هذا الأربعاء"، فرد عليها دحام بقوله: "لا يمكنني أن أدعكم تفوزون، فقد أهديت الكأس للمولودية في 2006 وهذه المرّة سأهديها للاتحاد، وهو ما أسعد مناصر نادي "سوسطارة" كثيرا. معوش رافق البعثة من "لبيروفيل" إلى "بيطام" عيّنت السفارة الجزائرية في الغابون السيد عبد الكريم معوش الذي يشغل منصب الكاتب الأول في السفارة لمرافقة بعثة الاتحاد من العاصمة "ليبروفيل" إلى مدينة "بيطام"، وسيبقى رفقة الفريق طيلة فترة تواجده في "بيطام"، وسيعود مع التشكيلة غدا الأحد إلى العاصمة، وهذا حتى يقف على كلّ صغيرة كبيرة تخص الفريق، ويطمئن على أن كلّ الظروف جرت بشكل جيّد، وحلّ أي مشاكل محتملة. مضيفو الطائرة مناصرون للاتحاد من محاسن الصدف أن يكون مضيفو الطائرة كلهم مناصرين للاتحاد، حيث فرحوا كثيرا لتواجدهم رفقة أبطال الجزائر قبل أقلّ من 48 ساعة، ويتعلق الأمر بكل من: إلياس دحمون، كمال ساحل، ياسمين سرغيني، عادل سدود، رضا حمايزي، وكلهم كانوا يؤكدون للاعبين على أنهم عشّاق للاتحاد، وسعداء بتواجدهم في رحلة واحدة. مضيفة طائرة "حرّاشية في الدمّ" صنعت المضيفة حسيبة كفيل الاستثناء وسط مضيفي الطائرة، حيث لم تكذب على الحضور على أنها مناصرة لنادي "سوسطارة"، بل أكدت أنها تعشق الجار اتحاد الحرّاش، وأكدت أنها متعصّبة للونين الأصفر والأسود، ولكنها لم تخف فرحتها بتتويج الاتحاد الذي أطاح بالغريم مولودية الجزائر.