لم يكن مستغربا الفخر الذي أطل من كلمات محمد فايز رئيس الاتحاد بعدما أصابت تغييرات جذرية وقرارات حاسمة الهدف لتمنح النادي المنتمي لمدينة جدة الساحلية أول ألقابه الكبرى في كرة القدم السعودية منذ 2010. وظفر الاتحاد الذي عاش فترات متوترة هذا العام بعد قرار لإدارته لم يرحب به كثيرون بالاستغناء عن لاعبين بارزين بينهم القائد محمد نور بلقب كأس الملك للأبطال بعدما قدم عرضا راقيا ليهزم الشباب 4-2 في المباراة النهائية باستاد الملك فهد الدولي بالرياض أمس الأربعاء. بل إن لفايز أن يفخر بأن النادي المتعافي والذي احتل المركز السابع في دوري المحترفين السعودي أطاح في طريقه لآخر ألقاب الموسم المحلية بالفرق صاحبة المراكز الثلاثة الأولى في الدوري. وفي دور الثمانية بدأ الاتحاد مشواره الرائع بالفوز على الهلال صاحب المركز الثاني في الدوري 4-3 في مجموع المباراتين ثم سحق الفتح بطل دوري المحترفين 6-0 في مجموع مباراتي الدور قبل النهائي. أما النصر صاحب الرابع في الدوري فلم يكن الاتحاد بحاجة لمواجهته بعدما منحه لقب كأس الملك مكانا على حساب ذلك المنافس المنتمي للرياض في دوري أبطال آسيا. وبدت الجماهير التي هاجم مئات منها مقر النادي حين استبعد نور وعدد من زملائه المخضرمين بينهم حمد المنتشري أفضل لاعب في آسيا سابقا وزميله المدافع رضا تكر سعيدة جدا بأربعة أهداف رائعة في الشوط الثاني واحتفل اللاعبون أمام مشجعيهم في مشهد لم يعرفه النادي منذ توج بلقب هذه المسابقة قبل ثلاثة مواسم. وقال فايز للصحفيين "هذه البطولة تحسب لرئيس النادي ولأعضاء مجلس الإدارة العشرة لكون القرارات التي تتخذها الإدارة جماعية.. وفوقنا جميعا اللاعبون أنفسهم فهم أصحاب البطولة." وأضاف "الغضب الذي حدث في الأوساط الاتحادية بعد قرارات الإدارة الأخيرة لم يكن ضدنا كإدارة بل محبة في الاتحاد نقدر الجماهير وندرك أنها عاطفية وتحب النادي لكن النتائج الآن وضحت لهم وأنا مسامحهم جميعا لأنهم انتقدوا الإدارة عن محبة." ورحل نور البالغ من العمر 35 عاما والذي لم يلعب لغير هذا النادي منذ 1996 إلى النصر وهو ناد عريق آخر من الرياض ليبدأ مشواره بينما قد يعهد فايز للمدرب الاسباني بينات سان خوسيه باستكمال بناء تشكيلة جديدة ربما يبقى فيها المهاجم نايف هزازي الذي سجل هدفا جميلا في النهائي الليلة الماضية. وباستثناء لقب كأس الملك في 2010 حين انتصر الاتحاد في النهائي على الهلال بركلات الترجيح فشل الفريق في تحقيق أي لقب وخسر في نهائي دوري أبطال آسيا في 2009. وجرب النادي عددا كبيرا من اللاعبين بينهم الهداف الكونجولي فابريس أونداما والمصري حسني عبد ربه والمغربي هشام شروان والتونسي أمين الشرميطي ضمن قائمة طويلة بينما تعاقب عليه مدربون بينهم مانويل جوزيه صانع الإنجازات في الأهلي المصري وماتياس كيك وتوني اوليفييرا دون أن يحقق أي منهم نجاحا يذكر في جدة. والآن نجح بينات الذي كان مدربا للفريق الاولمبي بالنادي والذي عهد إليه فايز بالمهمة بعد الانفصال عن مواطنه راؤول كانيدا في فبراير شباط الماضي في إعادة النادي لمنصات التتويج. ويقول فايز "المؤشرات كانت واضحة منذ أربعة مواسم أن الاتحاد لا يبلي بلاء حسنا.. لا أقلل من اللاعبين المستبعدين فهم نجوم ورفعوا 20 كأسا وهم على رأسي.. لكن.. كان من الضروي تغيير اللاعبين." وأضاف "أعلم أن التغيير قرار صعب.. مازلت أؤكد أنني لا أحمل في نفسي شيئاً على من انتقدني في فترة سابقة بل أحمل لهم كل التقدير." وزاد حلاوة اللقب تلك الأهداف الجميلة التي بدأها مختار فلاتة بلمسة من أمام المرمى إثر تمريرة عرضية من محمد بوسبعان في الدقيقة 48. وضاعف فهد المولد تقدم الاتحاد بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء على يسار الحارس وليد عبد الله. وقلص ناصر الشمراني الفارق بهدف من ضربة رأس لكن هزازي وضع اسمه في قائمة الهدافين بلمسة جميلة في الدقيقة 73. ومرة أخرى قلص الشمراني الفارق بهدفه الثاني في الأمسية لكن المجري جورجي ساندور اختتم الرباعية والمباراة بهدف من تسديدة هائلة في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدل الضائع. وقال المهاجم أحمد الفريدي الذي ساهم في الهدف الأول والذي ربما يصبح أحد الأعمدة الأساسية في تشكيلة الموسم المقبل بعدما انتقل من الهلال في نهاية العام الماضي "لقد قهرنا الظروف التي واجهتنا خلال الفترة الماضية." وأضاف "أهدي هذا الفوز لجماهير العميد التي كانت الرقم الصعب في المواجهة."