يوجد المنتخب الوطني منذ ظهيرة أمس في كوتونو تحسبا لمباراة الغد أمام البينين، وكان النّاخب الوطني وكذلك "الفاف" قد فضلا المجيء 48 ساعة فقط قبل المواجهة، وسيستغل الجميع كل ساعة لأجل التأقلم مع الأجواء العامة هنا، في الوقت الذي كان وصول المنتخب في أجواء عادية للغاية بعيدا عن الحرب النفسية التي تم الحديث عنها من قبل، وبوجود رئيس الاتحاد البينيني "موشرافو" الذي كذب وجود شيء من هذا القبيل، فيما صنع مناصرو "الخضر" الحدث كالعادة بعد أن "هولو" المطار الدولي والمنطقة القريبة منه. الطائرة وصلت في 14.30 والإجراءات الأمنية استغرقت دقائق قليلة وحطت طائرة الخطوط الجوية الجزائرية الخاصة في مطار كوتونو الدولي أمس في حدود الساعة الثانية ونصف زوالا، بتأخر دام 40 دقيقة لأنها غادرت مطار هواري بومدين الدولي على الساعة التاسعة و40 دقيقة صباحا عوض التاسعة تماما، وقطع اللاعبون 5 ساعات ونصف الساعة جوا فيما لم تستغرق الإجراءات الإدارية أكثر من دقائق معدودة، استغلها اللاعبون المتعبون من طول الرحلة في تبادل أطراف الحديث والتعليق على الجو الحار والرطب الذي وجوده. السكرتير الأول لسفارة نيجيريا في الاستقبال واللاعبون غادروا المطار بسرعة الوفد الذي ترأسه روراوة كان في استقباله كل من صادي وتاسفاوت، فضلا عن عيسي السكرتير الأول لسفارة الجزائر المعتمدة في نيجيريا، وبسرعة فائقة غادر رفقاء الحارس مبولحي المطار الدولي في حدود الساعة الثانية و45 دقيقة، حيث تقدمت الحافلة التي سخرها الاتحاد البينيني لكرة القدم أمام بوابة الخروج، لأجل تفادي أي مفاجأة غير سارة من قبل الجمهور البينيني، واتجه أعضاء الوفد إلى الفندق دون جوازات السفر التي تكفل وليد صادي باستعادتها، في إطار تسهيل إجراءات الدخول التي كانت أيسر مما تخيّل الجميع، رغم كل ما قيل وما حصل في قضية التأشيرات. حرارة 31 درجة عند الوصول ورطوبة عالية لكن اللاعبين لم يشعروا بها لحظة وصول لاعبي المنتخب الوطني إلى العاصمة الاقتصادية كوتونو، كانت درجة الحرارة تشير إلى 31 درجة وهي درجة حرارة ليست مرتفعة قياساً بما تعود عليه الأهالي هنا من جحيم خلال أشهر جانفي، فيفري ومارس، لكن نسبة الرطوبة كانت كالعادة عالية للغاية كالمعتاد، ولكن اللاعبين لم يحسوا بالظروف المناخية هذه بما أن الحافلة قامت بنقلهم من بوابة الطائرة إلى المطار، ومنه إلى الحافلة التي جعلها "موشرافو" تحت تصرفهم وكانت مركونة أمام البوابة الخارجية للمطار الدولي، ليصلوا إلى الفندق ويصعدوا إلى غرفهم المكيفة. براهيمي: "لم أشعر بارتفاع درجة الحرارة" سألنا ياسين براهيمي الذي يلعب أول مباراة له في أدغال إفريقيا عن الظروف المناخية، وإذا شعر بارتفاع الحرارة والرطوبة العالية، فقال: "حتى الآن لم أشعر بارتفاع الدرجة الحرارة ولكن سأرى فيما بعد وسنحاول أن نتأقلم مع ما سنجده هنا"، وليس براهيمي وحده من سيلعب أول مباراة في إفريقيا بل توجد عناصر أخرى مثل تايدر وغيلاس نبيل وحتى غلام (شارك في نهائيات كأس أمم إفريقيا في جنوب إفريقيا وهو بلد لا يعتبر استوائيا)، التي ستكتشف للمرة الأولى الأجواء القارئة. اللاعبون تفاجأوا بحماس 50 مناصرا وصول المنتخب الجزائري إلى كوتونو قوبل بحماس شديد جدا من 50 مناصرا جزائريا، حضروا إلى المطار الدولي من الجالية الجزائرية المقيمة هنا حيث استقبلوا اللاعبين ب "وان، تو ثري فيفا لالجيري"، وبأهازيج أخرى أكدت تفاعلهم الشديد مع المنتخب الوطني، وهو مشهد فاجأ اللاعبين الذين بقي بعضهم من وراء زجاج الحافلة يصفق على غرار جبور وكادامورو، ولم تكن توحي الصورة بأن من يصنعون هذه الأجواء 50 مناصرا لأنهم أحدثوا جلبة و"هول" أشد من خلال "الطمبور" الذي أحضروه معهم لافتين إليهم أنظار الجميع. حليلوزيتش يؤكد أن الجزائريين في كل مكان ودموع في عيني تايدر من جهته النّاخب الوطني وعند خروجه من بوابة المطار الدولي، قال للجماهير التي سارعت إلى التقاط صور معه: "لقد قلت لكم إن الجزائريين موجودين في كل مكان في العالم". حيث لم يستغرب وجود هذا العدد في بلد لا تملك الجزائر به سفارة، والجالية الجزائري المقيمة به لا تتعدى 100 شخص، من جهته تايدر الذي يسافر مع المنتخب الوطني لأول مرة ويتجه لأن يلعب ثاني لقاء له مع "الخضر" كادت الدموع تغلبه في مدخل فندق "نوفوتيل" مقر إقامة المنتخب، وهو يرى تهافت المناصرين عليه لالتقاط صور معه وتشجيعه رفقة زملائه لأداء مباراة كبيرة. "موشرافو" كان حاضرا، وقف على كل التفاصيل وروراوة قال إنه سعيد برؤيته رئيس الاتحاد البينيني مثلما وعد بذلك صادي هاتفيا ليلة وصول "الخضر"، كان حاضرا في المطار الدولي ب كوتونو على الرغم من انشغالاته وبعض المشاكل التي يعيشها الاتحاد البينيني مؤخرا قبل الانتخابات المقررة الشهر المقبل، حيث وقف على كل شيء وساعد وفد "الخضر" في الإجراءات الإدارية التي كانت سريعة للغاية كما أشرنا إليه ولم تتعد بعض الدقائق، ظل خلالها رفقة رئيس الاتحادية يتبادلان أطراف الحديث في أجواء حيميمة قبل أن يغادر باتجاه الفندق، الذي يقيم فيه "الخضر" لأجل الإطمئنان على الظروف العامة، علما أن رئيس "الفاف" لم يتوان في أن يؤكد لوسائل الإعلام هنا أنه سعيد برؤية "الحاج موشرافو" كما يناديه. 7 دقائق لوصول حافلة المنتخب إلى "نوفوتيل" والحراسة لم تكن مشددة بمجرد أن التحق كل اللاعبين بالحافلة حتى تحركت باتجاه فندق "نوفوتيل" الذي سيقيم فيه "الخضر"، ومن حسن حظهم أنه لا يبعد سوى كيلومترين عن المطار، مع طوق أمني عادي جدا وغير مكثف قياسيا بما اعتدنا على رؤيته في تنقلات المنتخب إلى بلدان أخرى حيث كان الوصول بالضبط بعد 7 دقائق، فيما استغرب بعض اللاعبين كيف أن الأنصار الذين التقطوا معهم صورا في المطار الدولي، سبقوهم إلى الفندق متسائلين عن الطريقة التي وصلوا بها بهذه السرعة. الشعب البينيني مسالم ولم يول اهتماما بحافلة "الخضر" بما أن المنتخب الوطني كان في المطار رفقة أنصاره، فإن هذا ما جلب إليه انتباه العشرات من الفضوليين من الشعب البينيني ومع هذا اكتفى هؤلاء بمتابعة ما يحصل والتقاط صور للذكرى دون أن نسجل أي انزلاق، في حين لم يول الجمهور البينيني أي اهتمام بحافلة المنتخب التي رافقناها، ربما لأن المكان قريب من المطار وربما لأنها لم تكن توحي بوجود لاعبي "الخضر" فيها، ولكن المؤكد أن الشعب البينيني يقال عنه إنه مسالم في انتظار أن نعرف كيف سيتصرف هذا الأحد. اللاعبون سارعوا إلى غرفهم الفردية وممنوع الاقتراب منهم بمجرد وصول اللاعبين إلى الفندق تم تقسيم الغرف عليهم بسرعة (غرفة لكل لاعب)، ثم صعدوا جميعا إلى غرفهم فيما بقيت أكثر من 20 غرفة شاغرة أو هكذا أراد مسؤولو الاتحادية، لأجل ضمان تركيز اللاعبين قبل المباراة المهمة جدا، في الوقت الذي مُنع الجميع من دخول نزل "نوفوتيل" بداية من الساعة الثالثة زوال أمس بداية بالصحفيين، بحجة ترك اللاعبين بعيدا عن الأعين.
